بعد ما أصبحت الأكثر تلوثًا عربيًا .. “بغداد” تريد التنفس هواءً نقيًا !

بعد ما أصبحت الأكثر تلوثًا عربيًا .. “بغداد” تريد التنفس هواءً نقيًا !

وكالات – كتابات :

ما إن بدأت مرتبات الموظفين بمجاراة التضخم بعد عام 2003، انتعشت القدرة الشرائية للبغداديين وتضخم سكان العاصمة إلى ضعفين في عقد ونصف، لتتحول “بغداد” تدريجيًا إلى مدينة من الخرسانة والأسفلت. مدينة كانت تفخر بشوارعها النظيفة المزروعة وحدائقها المتناثرة متنفسًّا للبغداديين، زحف العمران داخلها ليقضم كل المساحات الخضراء وامتد إلى حدائق المنازل، بل أن تتطور المدينة وتتمدد خارجها.

ويرى مختصون أن من أسباب ارتفاع الحرارة غياب الغطاء النباتي في العاصمة بشكلٍ شبه تام، وزحف العواصف الترابية عليها.

مطلوب 40% مناطق خضراء من إجمالي مساحة بغداد..

ودعا المهندس الزراعي الاستشاري؛ “علي راضي”، إلى: “زيادة المسّاحات الخضراء بما يصل إلى بالمئة من المسّاحة الكلية لمدينة بغداد، وتوفير أربعة أمتار مربعة لمسّاحة خضراء مقابل كل مواطن”.

وقال “راضي”؛ إن: “من الضروري أن تكون: 40 بالمئة من إجمالي مساحة بغداد مناطق خضراء”، مضيفًا أن: “جانب الرصافة يفتقد لمتنزه بحجم متنزه الزوراء، ولهذا يجب زيادة المتنزهات حتى تصل إلى: 04 أمتار مربعة لكل مواطن؛ بينما المتوفر حاليًا أقل من: 01 م2 لكل مواطن”.

وأشاد “راضي”: بـ”توجيه رئيس الوزراء السوداني بزراعة مليون شّتلة لمكافحة الجفاف التصّحر”، منتقدًا: “تلكؤ إنشاء الحزام الأخضر حول بغداد؛ بسبب قلة التخصيصات المالية، إذ يمكن لهذا الحزام أن يترك تطورًا ملموسًا في نشر الثقافة الخضراء”.

واقترح المهندس الزراعي: “البدء بزراعة الحزام الأخضر في شرق بغداد؛ لأنها مساحات خضراء أصلاً، ومقاومة تجريف البساتين وزحف البناء عليها”، معتبرًا أداء أمانة بغداد في تأهيل قناة الجيش: “خطوة جبارة قللت من التصحُّر والعواصف الترابية، وهناك خطة لتحويل الساحات في الأحياء السكنية إلى مناطق خضراء”، بحسّب الصحيفة الرسّمية.

ضرورة مراجعة القوانين..

بدوره؛ دعا المهندس “خالد الجابري”، الخبير بهندسة الأبنية الحضرية وممثل “الجمعية الأميركية لتدقيق المباني”، إلى: “إجراء مراجعة شاملة للقوانين واللوائح والتوجيهات والهيكل التنظيمي للمؤسسة المعنية بالتصميم الحضاري ل‍بغداد”.

وقال “الجابري”؛ إنه: “في عام 1990، كان تصميم بغداد الحضري يهدف إلى تقديم مسّاحات خضراء واسعة لسكانها، تتجاوز: 07 أمتار مربعة تقريبًا للفرد الواحد، بشكلٍ مترابط ومتداخل في جميع أنحاء المدينة”، مبينًا أن: “الصراعات المدمرة أدت إلى التخلي عن هذه المباديء الموجهة نحو الإنسان”.

وأضاف “الجابري” أن: “بغداد؛ تجد نفسها تُصارع الفوضى، حيث غمرت الأبنية الكونكريتية المتعددة الأماكن الخضراء الأصلية، أما مسّاحات التنفس الحقيقية فقد أصبحت محل تجاوز، ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكلٍ ملحوظ بسبب تلك البُنى الكونكريتية”.

ودعا “الجابري” إلى: “إجراء مراجعة شاملة للقوانين واللوائح والتوجيهات والهيكل التنظيمي للمؤسسة المعنية بهذه المسألة”، مؤكدًا أن: “إدارة الموارد الأرضية بشكلٍ غير حكيم أسّهمت في ندرتها، ما دفع بالأراضي الزراعية إلى التراجع وزيادة معدلات التلوث داخل المدينة، وهو أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع درجات الحرارة”، وفقًا للصحيفة.

وتصدرت العاصمة؛ “بغداد”، المدن العربية بمسّتوى تلوث الهواء وحلّت بالمرتبة الثالثة عشر عالميًا، بمعدل تلوث تجاوز عشرة أضعاف القواعد الإرشادية التابعة لـ”منظمة الصحة العالمية”.

إليكم نظرة في الإنفوغرافيك أدناه على تصنيف أول: 15 مدينة عربية ضمن مقياس شركة (IQAir) السنوي لجودة الهواء لعام 2022…

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة