16 أبريل، 2024 10:17 ص
Search
Close this search box.

بعد “مؤتمر وارسو” .. الدول العربية تشعر بالأمان في علاقاتها مع إسرائيل وتفضلها على تركيا وإيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتب والمحلل الإستراتيجي الإسرائيلي، “إيال زيسر”، تناول فيه تطور العلاقات “الإسرائيلية-العربية”، وكيف أصبحت “إسرائيل” أقرب للعرب من “تركيا” و”إيران”.

خطوة هامة..

يقول “زيسر”: إن “مؤتمر وارسو للسلام والأمن في الشرق الأوسط”، الذي إنعقد الأسبوع الماضي في “بولندا”، لا يعني حتى الآن أن الأمن والسلام سيتحققان بالفعل في منطقتنا.

لكن هذا المؤتمر، الذي عقدته “الولايات المتحدة” بتشجيع من “إسرائيل”، لتشكيل تحالف إقليمي ودولي ضد “إيران”، يُعد في واقع الأمرة خطوة هامة، ضمن المساعي الرامية لإحباط أطماع “طهران” التوسعية والتآمرية والإرهابية. ومع ذلك فإن “مؤتمر وارسو” لا يعدو، في نهاية المطاف، أن يكون مجرد خطوة في مُستهل طريق طويل.

يجب التصدي لإيران بالقوة..

ولقد أحسن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، صُنعًا، عندما أعلن بأنه يجب التصدي لـ”إيران” عبر استخدام القوة، أي من خلال إظهار العزيمة والتصميم، ولا سيما عبر إتخاذ تدابير فعالة، مثل فرض العقوبات الاقتصادية المؤلمة على “طهران”، أو من خلال شن الهجمات الإسرائيلية ضد الإيرانيين والقوات التي تعمل لحسابهم داخل الأراضي السورية.

إسرائيل هي اللاعب المحوري..

يرى “زيسر”؛ أنه بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية، فقد تسلطت الأضواء، خلال المؤتمر، على “إسرائيل” تحديدًا، وليس بالضرورة على “إيران”. فيما وصف الإعلام العربي والدولي، “إسرائيل”، بأنها ليست فقط المستفيد الأول من عقد المؤتمر، بل بأنها أيضًا تُعد اللاعب المحوري في مناقشات المؤتمر؛ وفيما سوف يجد من أحداث في المنطقة في أعقاب ذلك المؤتمر.

أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن الدور الذي تلعبه الدولة العبرية يحمل إنعكاسات بعيدة المدى على علاقات “تل أبيب” بعواصم العالم العربي. إذ لم تتردد الدول العربية، ولا سيما دول الخليج، في المشاركة في المؤتمر إلى جانب “إسرائيل”.

أضف إلى ذلك أن تلك الدولة العربية كانت على استعداد لقبول “إسرائيل”، ليس فقط كمجرد شريك في حملة التصدي الاقليمي لـ”إيران”، بل وحتى كقائد يتزعم تلك الحملة.

التحالف الجديد يختلف عن سابقه..

يؤكد “زيسر” أن وضع “إسرائيل” الجديد يعكس الفرق الكبير بين المؤتمر الحالي، في “وارسو”، والمؤتمرات السابقة التي كان يشارك فيها ممثلون إسرائيليون وعرب.

وهذا أيضًا يعكس الفرق بين التحالف الإقليمي، الذي يجري تشكيله حاليًا في المنطقة، والتحالفات التي كانت قد تشكلت في السابق، مثل ما يُسمى بـ”تحالف المحيط” ضد الرئيس المصري الراحل، “جمال عبدالناصر”، الذي تشكل في خمسينيات القرن الماضي؛ وكان يضم كل من “إسرائيل وإثيوبيا وتركيا وإيران”. وكان ذلك التحالف سريًا ومحدودًا، ولم يكن لـ”إسرائيل” فيه دور محوري.

إسرائيل لا تخشى الصدام المباشر مع إيران..

أوضح “زيسر”؛ أن “إسرائيل” تمثل اليوم قوة عسكرية واقتصادية في نظر العالم العربي، وهي تمتلك نفوذًا في العالم، ولا سيما في “واشنطن”.

بالإضافة إلى أن “إسرائيل” تبدو وكأنها لا تخشى الصدام المباشر مع “إيران”، وبالتالي يمكن للعرب أن يعتبرونها شريكًا مُفضلاً لهم. وهكذا يتضح أن العرب بحاجة إلى “إسرائيل” لضمان الاستقرار في المنطقة، أكثر من حاجة “إسرائيل” إليهم.

القضية الفلسطينية فقدت مركزيتها..

اعتبر “زيسر”؛ أن استعداد الدول العربية للمشاركة في “مؤتمر وارسو” إلى جانب “إسرائيل”، بل في الحقيقة من خلفها، لهو دليل آخر على أن “القضية الفلسطينية” فقدت مركزيتها في أجندة العالم العربي، وبالتالي فلم تُعد تلك القضية تشكل عائقًا أمام دفع العلاقات الإسرائيلية العربية.

وليس هذا أمرًا جديدًا، ففي عام 1977؛ قرر الرئيس المصري الراحل، “محمد أنور السادات”، إطلاق مبادرة السلام مع “إسرائيل”، مُبديا أولوية للمصالح المصرية على حساب المصالح العربية والفلسطينية. ثم في عام 1994، سار الملك الأردني، “الحسين”، على نهج “السادات” مُفاجئًا المتشككين الذين زعموا بأن “الأردن” لن يوقع إطلاقًا على أية معاهدة سلام مع “إسرائيل”، طالما لم يتم حل المشكلة الفلسطينية.

ما من شك في أن مسيرة العالم العربي نحو تحقيق السلام مع “إسرائيل” تُعد مسيرة طويلة، شهدت نجاحات وإخفاقات. ورغم ذلك، فإن تلك المسيرة تواصل التقدم، والدليل، أن الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، لا يتردد في تأكيد التقارير التي تتحدث عن وجود تعاون أمني وثيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي في مجال محاربة الإرهاب، أما ا”لمملكة الأردنية” فإنها تركن إلى الاعتماد التام على “إسرائيل” في التزود بالمياه والغاز.

الشعوب العربية لا ترفض العلاقات مع إسرائيل !

صحيح أن الشعوب العربية لا تزال مستاءًة، بل ومعادية لـ”إسرائيل”، ولكن تلك الشعوب مستعدة لقبول العلاقات التي يقيمها حكامها مع الدولة العبرية. والدليل على ذلك أنه عندما كانت أحداث “الربيع العربي” مندلعة في “مصر”، فإن أحدًا من المصريين لم يطالب بقطع العلاقات مع “إسرائيل”. وحتى في “الأردن”، التي لديها حساسية شديدة فيما يتعلق بـ”القضية الفلسطينية” بسبب نسبة الفلسطينيين المترفعة بين السكان هناك، فإن أحدًا لا يفكر في التراجع عن السلام مع “إسرائيل”.

إسرائيل لا تختلف عن تركيا وإيران !

يزعم “زيسر”؛ أن نظرة العالم العربي تجاه “إسرائيل”، لا تختلف عن نظرته تجاه كل من “تركيا” و”إيران”، فالعالم العربي يعتبر “إسرائيل” أيضًا كيانًا أجنبيًا غير عربي، وبالتالي فإنها كيان مُنافس ينبغي النظر إليه بعين الشك والريبة.

ولن تتغير تلك النظرة مستقبلاً، حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق بين “إسرائيل” و”السلطة الفلسطينية”. لكن الشيء المُلفت والعجيب، هو أن نجد العديد من الدول العربية تشعر بالأمان في علاقاتها بـ”إسرائيل”، وتفضلها على “تركيا” و”إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب