8 أبريل، 2024 3:28 ص
Search
Close this search box.

بعد قمة “كيم” و”ترامب” .. اليابان في عزلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يشهد العالم تغييرًا كبيرًا في الخريطة الجيوسياسية.. وعقب اللقاء التاريخي بين زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، ورئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بات من السهل تخيل التخبط الذي يشعر به رئيس الوزراء الياباني، “شينزوا آبي”، بينما كان يشاهد الصور التي تأتيه من “قمة سنغافورة”؛ والتي يظهر فيها “ترامب” راضٍ عما توصل إليه مع “كيم” الضاحك، بينما يتصافحان بسعادة، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

“ترامب” تجاهل قضية المختطفين اليابانيين..

يبدو أن “آبي” يتجرع مرارة العزلة الدولية؛ بعدما كانت “طوكيو” تُعد حليفًا لـ”واشنطن” في المنطقة، وذلك بعدما شارك “ترامب” في قمة هدفها الأساس ضمان أمان واشنطن في وقت لم يعد مهمًا أمن “اليابان”، التي تُعد الشريك الآسيوي لـ”الولايات المتحدة”، كذلك لم يكن مطروحًا بين موضوعات القمة مناقشة قضية المختطفين اليابانيين في “كوريا الشمالية”، منذ ثمانينيات القرن الماضي، رغم توجيه “آبي” رجاء لـ”ترامب” لوضعها ضمن أجندة اللقاء.

واعترف “آبي” بفشله في التوصل إلى حل لقضية المختطفين اليابانيين، خلال لقاءه مع “ترامب” في البيت الأبيض، وصرح في مؤتمر صحافي بأنه بات يدرك أن حل القضية يحتاج إلى لقاء مباشر مع الرئيس “كيم”.

ورغم كل شيء، أعرب “آبي”، في واشنطن، عن إستعداده لتطبيع العلاقات مع “بيونغ يانغ” واللقاء بالرئيس “كيم”، وقال: “إذا أرادات بيونغ يانغ السير في المسار الصحيح؛ فإن طوكيو مستعدة لحل المشكلات التاريخية العالقة على أساس إعلان بيونغ يانغ لعام 2002 لتطبيع العلاقات الدبلوماسية وتعزيز التعاون الاقتصادي”.

وكان قد تم اختطاف 17 ياباني في “كوريا الشمالية” خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وفي عام 2002 تم التوقيع على اتفاق سمح لخمسة منهم بالعودة إلى “اليابان”، بعد ذلك قالت “بيونغ يانغ” إن 8 منهم توفوا وأكدت عدم معرفتها بمكان تواجد الآخرين.

اليابان في موقف صعب..

وقال الدبلوماسي والباحث، “مبناترو أوبا”، إن “آبي في موقف صعب للغاية”، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الياباني ركز كل جهوده على البقاء بوفاء في صف “الولايات المتحدة”، لكن مع تغير موقف واشنطن من بيونغ يانغ تحاول طوكيو بيأس أن تبقى موجودة في الصورة.

وأوضح أن الخيار الوحيد أمام طوكيو هو أن تبقى على اتصال دائم بواشنطن؛ وأن تحاول المشاركة في أي اتفاقية تعقد مع بيونغ يانغ.

وقال أستاذ العلاقات الدولية في الأكاديمية الوطنية اليابانية للدفاع، “ماتاكي كاميا”، إن “الكابوس الأصعب بالنسبة لليابان هو أن كيم أعلن إعتزامه وقف برنامجه الصاروخي العابر للقارات، وأن ترامب وصف الخطوة بأنها رائعة دون تقديم طلبات أخرى”.

وأوضح المحلل السياسي، “توبياس هاريس”، أن أمن اليابان يصبح مضمونًا إذا ما توقفت “بيونغ يانغ” عن إطلاق صواريخها وهو أمر غير محتمل، مشيرًا إلى أن “آبي” يحتاج إلى إظهار أنه يفعل كل ما في استطاعته للدفاع عن سلامة “اليابان”.

بيونغ يانغ تعاقب طوكيو..

طالبت “طوكيو”، في أكثر من مناسبة، التحضير للقاء يجمع بين الرئيس “كيم” ورئيس الوزراء، “شينزوا آبي”، ولا يبدو أن “بيونغ يانغ” لديها أدنى اهتمام بمسألة الإلتزام مع “طوكيو” في هذه الفترة، ويبدو أن “كيم” يرغب في إجبار “طوكيو” على دفع ثمن موقفها من برامج “بيونغ يانغ” غاليًا، وأن تبقى في عزلة دولية عقابًا لها.

ويرى الباحث بالجامعة المسيحية الدولية بطوكيو، “ستيفان ناجي”، أنه يمكن للأهداف الاقتصادية أن تعتبر عاملاً مهمًا قد يدفع “بيونغ يانغ” إلى قبول الاجتماع مع “طوكيو”، مؤكدًا على أنه إذا تم التوصل إلى حل لقضية المختطفين قد تشهد العلاقات تحسنًا، ذلك لأن “طوكيو” تعتبر هذه القضية من الأولويات المؤلمة،  لكن قبل الحديث عن الاقتصاد يجب أولاً أن تتوقف “بيونغ يانغ” على تمثيل عائقًا أمام أمن “اليابان”.

وأضاف: “يجب أن تدرس اليابان كيف تمكن الرئيس ترامب من تغيير نبرته في الحديث عن التخلص من الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية”، مشيرًا إلى أن اللقاء بين “كيم” و”ترامب” أحدث تغييرًا جذريًا والإدارة اليابانية ترى الكثير من الأمور الإيجابية من وراء هذا التغير.

وأشارت الباحثة بمركز الدراسات السياسية بمعهد (بوكينغس)، “ميرا سولياس”، إلى أنه كل يوم يتضح أكثر أن “واشنطن” ليست حليفًا وفيًا لـ”طوكيو”، التي لا تزال تشعر بالإرتياب من إمكانية التوصل لاتفاق حقيقي مع “بيونغ يانغ”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب