19 نوفمبر، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

بعد “قمة العشرين” .. ترامب وبوتين يقدمان إستراتيجية واضحة في سوريا

بعد “قمة العشرين” .. ترامب وبوتين يقدمان إستراتيجية واضحة في سوريا

كتبت – لميس السيد :

يترقب العالم الاتفاق بين روسيا وأميركا حول الأزمة طويلة الأمد في سوريا، حيث إلتقى الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين” لأول مرة رسمياً, على هامش “قمة العشرين” المنعقدة حالياً بألمانيا، حيث اقترح وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيليرسون” ان الولايات المتحدة ترغب في استكشاف “آليات مشتركة” مع روسيا لتحقيق الاستقرار وانهاء الحرب الاهلية السورية الشرسة.

في ذلك السياق، أكد موقع “ذا ديلي بيست” الأميركي على حصوله من مسؤولين أميركيين على ملامح بدايات استراتيجية “ترامب” في سوريا على المدى القصير والتي تشتمل، “إستمرار بشار في السلطة، تقبل فكرة المناطق الأمنة التي اقترحتها روسيا وحلفاؤها, والتعاون مع موسكو بإستخدام القوات الروسية للقيام بدوريات في أجزاء من البلاد”.

والهدف من الاستراتيجية الناشئة هو التعامل مع “داعش” لضمان عدم عودة المتمردين مثلما حدث في العراق عقب انتهاء الغزو الأميركي، على الرغم من أن التقارب بين الفصائل الأميركية والمدعومة من روسيا في الأراضي السورية واحتمال وقوع اشتباكات في المناطق المحررة من “داعش”، هو أمر يتطلب التنسيق مع الجانب الروسي لضمان عدم وقوع تلك الصدامات العنيفة مجدداً.

من يدير المدن السورية بعد خروج “داعش” ؟

نقل الموقع الأميركي عن أحد المسؤولين الأميركيين, الذي رفض ذكر اسمه, ان الولايات المتحدة لا تفكر في تسليم الأراضي المأخوذة من “داعش” إلى “الأسد”, كما لن تقوم القوات الأميركية بمراقبة المناطق أو فرض وقف إطلاق النار. أما في المناطق الخاضعة لسيطرة “الأسد”، ستقع بعض أعمال المراقبة الدورية على الشرطة العسكرية الروسية، كما حدث في  مدينة حلب، كما أن مساهمة الأتراك أيضاً مطروحة ان لم توفي القوات الروسية بالمقترحات الأميركية.

وقبل ان يغادر وزير الخارجية الأميركي إلى “قمة مجموعة العشرين”, علم الموقع الأميركي من مصادره يوم الاربعاء الماضي, أن “مناطق التفكك” في سوريا هي أكبر دليل على ان هناك تنسيق بين روسيا والولايات المتحدة “لاحراز المزيد من التقدم”. واضاف ان هذا التقدم قد يتضمن “اقامة آليات مشتركة مع روسيا لضمان الاستقرار، بما في ذلك مناطق حظر الطيران، ومراقبي وقف إطلاق النار على الأرض، وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية”.

وكما اوضح “تيلرسون” ان التنسيق بين موسكو وواشنطن في الأراضي السورية سيفتح حتماً الباب أمام التسوية السياسية في سوريا، ويقول موقع “ذا ديلي بيست” أن “تيلرسون” قد طرح مقترحات السياسة الخارجية من قبل, فقط لمعرفة ما إذا كان البيت الأبيض سيستجيب لها، حيث قد تجاهل “ترامب” من قبل رغبة “تيلرسون” في البقاء طرفاً باتفاق باريس بشأن المناخ، ودعم الجانب السعودي في الحصار مع قطر بعد أن دعا “تيلرسون” إلى وقف إطلاق النار.

ويضيف الموقع الأميركي أن “تيلرسون” سيطير إلى تركيا عقب “قمة مجموعة العشرين” مباشرة, ومن المرجح أن تناقش أيضاً الخطة في سوريا خلال لقاءه بأنقرة.

ويقول المسؤول, الذي كشف عن الإستراتيجية لـ”ديلي بيست”, أن الإجراءات في سوريا هي خطوة مبدأية لإزاحة الخصومة بين روسيا وأميركا بشأن سوريا, حيث أن الإدارة الأميركية السابقة لأوباما حددت تعاون في إطار ضيق مع موسكو في سوريا عام 2016, وقد اشعل ذلك غضب “البنتاغون والكونغرس والحزب الجمهوري” بشكل واسع، ويرجع ذلك إلى الخلاف بين روسيا وأميركا في الأصل حول دعم “الأسد”، حيث ترى واشنطن أن الأفضل عدم بقاءه في سوريا بينما تدعمه روسيا بشكل واضح.

ويشرح الموقع ان الرئيس الأميركي كان قد صرح في آذار/مارس الماضي أنه لا يفضل “إخراج الأسد من سوريا”, لكن انقلب الوضع بعد الهجوم على “خان شيخون” في إدلب خلال نيسان/أبريل الماضي، وارسل “ترامب” قواته الأميركية للهجوم على “قاعدة الشعيرات” في سوريا جعلته يصرح أن “الأسد لم يعد له أي مكان في سوريا بعد ما حدث”.

يوضح “ديلي بيست” في تقريره أن فصل روسيا عن إيران بإستراتيجية سوريا الجديدة بين موسكو وواشنطن، يستحوذ شق كبير منها على مسألة “الفصل بين روسيا وطهران في سوريا”، وهو شئ لن يحدث على المدى القصير، حيث ترى أميركا وروسيا أن “الأسد” لا يحق له إستعادة المناطق المستردة من “داعش” في الأراضي السورية, بينما تؤكد إيران على عكس ذلك وهو ما يراه الكرملين امراً غير واقعي.

وبعيداً عن المعارضة “الكونغرسية” لإدراج روسيا في عمليات سوريا، أكد المسؤول الأميركي للموقع على مدى المخاطر العالية من وراء تلك الإستراتيجية، حتى مع إستمرار مباحثات الآستانة حول سوريا التي رأى أنها لم تسفر عن اي نجاح يذكر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة