9 أبريل، 2024 11:06 م
Search
Close this search box.

بعد قطع العلاقات مع “هندوراس” .. “ترانزيت” رئيسة تايوان بأميركا يُشعل أزمة جديدة مع الصين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فيما يبدو مأزقًا جديدًا بين “الصين” و”تايوان”، تتوجه رئيسة “تايوان” اعتبارًا من الأربعاء، إلى “غواتيمالا” و”بيليز”؛ في رحلة ستتوقف خلالها في الأراضي الأميركية، مما جعل “الصين” تُهدد؛ الأربعاء، باتخاذ: “إجراءات مضادة حازمة” بشأن اجتماع مُزّمع بين الرئيسة التايوانية؛ “تساي إنغ وين” ورئيس مجلس النواب الأميركي؛ “كيفين مكارثي”.

وشجبت “تشو فنغ ليان”؛ المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان بـ”مجلس الدولة الصيني”، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء؛ زيارة “تساي”، لحلفائها الدبلوماسيين في “أميركا الوسطى”، وطالبت بألا يلتقي بها أي مسؤول أميركي.

وقالت: “نُعارض ذلك بشدة وسنتخذ إجراءات مضادة حازمة. يتعين على الولايات المتحدة الامتناع عن ترتيب زيارات مع؛ تساي إنغ ون، وحتى الاتصال بمسؤولين أميركيين”.

فيما قالت رئيسة “تايوان”؛ قبل توجهّها إلى “الولايات المتحدة”: “لن نستّسلم لأي ضغوط خارجية”.

تحذير أميركي من أي رد فعل مبالغ..

من جهتها؛ حذرت “الولايات المتحدة”؛ “الصين”، الأربعاء، من أي: “رد فعل مبالغ فيه” على توقف لرئيسة تايوان؛ “تساي إنغ وين”، في “نيويورك” خلال توجهها إلى “أميركا الوسطى” وفي “لوس أنجلوس” في طريق عودتها.

وردت “أميركا”؛ على لسان مسؤول أميركي كبير، طالبًا عدم كشف هويته: “لا يوجد أي سبب على الإطلاق يجعل الصين تستخدم ذلك ذريعة لرد فعل مبالغ فيه أو لممارسة مزيد من الضغط على تايوان”.

واعتبرت “واشنطن” أن توقف الرئيسة التايوانية في الأراضي الأميركية لا تنتهك بأي شكلٍ سياسة “الولايات المتحدة”؛ بشأن: “صين واحدة” وأنها مجرد: “ترانزيت” حتى إذا التقت شخصيات.

وشدّد المسؤول الأميركي على أن: “هذه زيارة خاصة وغير رسمية”؛ تحترم: “ممارسة طويلة الأمد”.

ورفض المسؤول تأكيد احتمال انعقاد اجتماع في “كاليفورنيا”؛ بين “تساي إنغ وين”، والزعيم الجمهوري في مجلس النواب؛ “كيفن مكارثي”، المتحدر من هذه الولاية الواقعة في الغرب الأميركي.

وتعتبر “بكين”؛ جزيرة “تايوان”، أرضًا صينية لكنها لم تتمكن من توحيدها مع بقية أراضيها.

وباسم مبدأ: “صين واحدة” ترى “بكين”؛ أنه يفترض ألا تُقيّم أي دولة علاقات رسمية مع “بكين” و”تايبيه” في وقتٍ واحد، وكانت قد عّبرت عن معارضتها لأي مبادلات رسمية بين الجزيرة و”الولايات المتحدة”.

توتر مسّبق مع زيارة “بيلوسي”..

وفي آب/أغسطس 2022، أثارت زيارة إلى “تايوان” قامت بها بمبادرة شخصية؛ “نانسي بيلوسي”، التي كانت حينذاك رئيسة لـ”مجلس النواب” الأميركي، غضب “بكين” التي نظمت ردًا على هذه الخطوة مناورات عسكرية واسعة حول “تايوان”.

و”واشنطن”؛ التي أعلنت اعترافها الدبلوماسي بـ”بكين”؛ في 1979، هي أقوى حليف لـ”تايوان” ومّزود رئيس لها بالأسلحة.

قطع العلاقات مع “هندوراس” وإغلاق السفارة..

وتصّاعد الضغط الدبلوماسي الصيني على “تايوان”؛ مؤخرًا، حيث تُحاول “بكين” تقليل الحلفاء الدبلوماسيين لـ”تايبيه”؛ بينما تُرسل طائرات مقاتلة للتحليق فوق الجزيرة بشكلٍ شبه يومي.

وأقامت “هندوراس” علاقات دبلوماسية مع “الصين” هذا الشهر، تاركة لـ”تايوان”: 13 بلدًا فقط يعترف بها كدولة ذات سّيادة.

وأعلنت حكومة “هندوراس”، إنهاء العلاقات الدبلوماسية التي استمرت لعشرات السنين مع “تايوان”، مما يجعلها أقرب إلى “الصين”؛ التي تعمل على تعّزيز وجودها في “أميركا الوسطى”.

وقالت “وزارة الخارجية”؛ في “هندوراس”، على (تويتر): “تعترف حكومة هندوراس؛ بوجود صين واحدة فقط.. حكومة الصين هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تُمثل الصين كلها”.

وأضافت الوزارة أن “هندوراس”؛ أبلغت “تايوان” بقرارها قطع العلاقات، وأنها لن تعود إلى إقامة أي علاقة أو اتصال رسّمي مع “تايوان”.

ومن جانبه؛ قال وزير خارجية تايوان؛ “جوزيف وو”، إن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع “هندوراس” وقررت إغلاق سفارتها هناك.

واعتبر وزير الخارجية التايواني؛ أن الرئيسة الهندوراسية؛ “زيومارا كاسترو”، تُسّاورها: “أوهام” بشأن وعود “الصين” لها بتقديم مسّاعدات اقتصادية، مضيفًا أن: “الصين لم تكفّ عن محاولة إغراء هندوراس عبر حوافز مالية”.

وكانت “هندوراس”؛ واحدة من: 14 دولة فقط تعترف رسميًا بـ”تايوان”.

وبموجب سياسة: “الصين الواحدة”، لا يقبل النظام في “بكين” إقامة علاقات دبلوماسية معه ومع “تايوان” في الوقت نفسه.

ويؤدي اعتراف أي دولة بـ”جمهورية الصين الشعبية” إلى قطع العلاقات بينها وبين “تايوان”.

وتُعتبر “تايوان”، إحدى مقاطعات “الصين” التي ليس لها الحق في إقامة علاقات مع الدول نظرًا لانفصالها أحادي الجانب الذي جرى بعد انتصار “الثورة الثقافية” الصينية؛ وهي وجهة نظر ترفضها بشدة الحكومة في “تايبيه” بدعم وتحريض أميركي وغربي.

لن تكون الأخيرة..

ويرى الخبير في الشؤون الصينية؛ “عبدالمجيد المناوي”: إنه “بالتأكيد لن تكون هندوراس الأخيرة، وسياسة الصين المتبعة في هذا الملف تؤكد أن دولاً أخرى ستسّحب اعترافها قريبًا باستقلال تايوان”.

ويرجع ذلك إلى أن “تايون” كسّبت اعتراف بعض هذه الدول بناءً على اتباع سياسات اقتصادية، والآن انقلب السّحر على الساحر، بعد أن أصبحت “الصين” قوة اقتصادية لا يُضّاهيها أحد، وتستطيع كسّب بعض الدول بالاستثمار.

كما أن نفوذ “الصين”؛ في “أميركا اللاتينية”، يتنامى بشكلٍ كبير، وهناك دول كثيرة تعمل “الصين” داخلها في صمت لكسّبها في صفها.

بالإضافة إلى أن سياسة “الصين” تجاه هذا الملف قد تُنهي صراع السّيادة مع “تايوان” دون ضرب طلقة واحدة؛ إذا أسقطت بقية الدول اعترافها بـ”تايوان”.

توقعات بضغط “واشنطن”..

ومؤيدًا لرأي “المناوي”، يقول “جاسم مطر”، المتخصص في العلاقات الدولية، إن الدول المتبقية المعترفة بـ”تايوان”: “قليلة للغاية، وليس لها وزن على الساحة، وكسّبت تايوان اعترافهم بها بطفرة استثمارية استثنائية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي”.

وإذا نجحت “الصين”؛ في إقناع بقية الدول لإسقاط اعترافهم بـ”تايوان”، فسيكون الموقف الدولي هو اعتراف جماعي بأن “تايوان” جزء من “الصين”، كما يتوقع “مطر”.

لكنه؛ في الوقت نفسه استبعد أن تظل “الولايات المتحدة” مكتوفة الأيدي أمام هذه التطورات، مُرجّحًا أن تضغط على دول أخرى لتعترف بـ”تايوان”، ضاربًا المثل بأن “تشيلي” بدأت تطوير علاقاتها مع “تايوان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب