26 أبريل، 2024 12:11 ص
Search
Close this search box.

بعد قضية “خاشقجي” .. واشنطن لا يمكنها الاستعانة بالسعودية لتمرير “صفقة القرن” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يبدو أن اختفاء الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، في ظروف غامضة، سيكون له تداعيات سياسية ليس فقط على “السعودية”، بل على “القضية الفلسطينية” أيضًا. ويرى بعض المحللين أن هناك سلسلة من الأحداث والإجراءات التي إتخذها ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، جعلت الغرب يعيد حساباته مع النظام السعودي، كما أن الإدارة الأميركية ربما لن يمكنها الاعتماد على “بن سلمان” لتمرير “صفقة القرن”.

البيت الأبيض” يواجه مشكلة مع الرياض..

يرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي، “يوسي بيلين”، أن اعتزام إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الإعلان عن “صفقة القرن” التي طال انتظارها، يعتمد في المقام الأول على “المملكة العربية السعودية”، بيد أن قضية اختفاء “خاشقجي”، الذي كان ينتقد بشدة ولي العهد، “محمد بن سلمان”، تجعل “البيت الأبيض” أمام مشكلة جديدة، تحول دون استعانته بالنظام الحالي في “الرياض”.

السعودية تلعب دورًا محوريًا في المنطقة..

يشير “بيلين” إلى أن “المملكة العربية السعودية” تلعب دورًا محوريًا في  المجريات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط، فهي أحيانًا تكون عاملاً مُعوقًا، وأحيان أخرى تكون صاحبة الريادة والمبادرة.

ولا تبدي عائلة “أل سعود” شعورًا بالتعاطف الزائد مع “القضية الفلسطينية”، ولكن المملكة نفسها، كما هو الحال في الدول العربية الأخرى، تتعاطف بشكل واضح، ولا يمكن للنظام السعودي أن يتجاهل ذلك.

خطة الملك “فهد”..

نوه “بيلين” إلى أن خطة  الملك الراحل، “فهد”، منذ آب/أغسطس عام 1981، كانت تمثل قدرًا من الإنفراجة في الموقف السعودي، لأن أحد بنودها الثمانية كان يتضمن الاعتراف بحق جميع دول المنطقة في العيش بسلام.

وتبنت “الجامعة العربية” تلك الخطة؛ التي طالبت “إسرائيل” بالانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها في “حرب الأيام الستة”، (عام 1967)، وبإقامة “دولة فلسطينية” عاصمتها “القدس الشرقية”.

لكن تلك الخطة، التي رفضتها الحكومة الإسرائيلية برئاسة، “مناحم بيغن”، كانت تعكس تحولاً سياسيًا كبيرًا، عن “اللاءات الثلاثة” الشهيرة التي أعلنتها قمة عربية سابقة، وهي: “لا للاعتراف بإسرائيل، ولا للسلام معها ولا للتفاوض”.

الرياض تتهرب من تطبيق القيم الديمقراطية..

يزعم المحلل الإسرائيلي؛ أنه أثناء محادثات “كامب ديفيد”، في تموز/يوليو من عام 2000، التي جرت برعاية الرئيس الأميركي السابق، “بيل كلينتون”، كانت “السعودية” هي التي نسفت جميع الفرص الكفيلة بحل “قضية القدس”، بزعمها أن تلك القضية ليست قضية “فلسطينية-إسرائيلية”، وإنما هي قضية إسلامية عامة تخص العديد من الدول الأخرى.

ولكن بعد عامين من ذلك؛ طرح ولي العهد، الأمير “عبدالله”، الخطة السعودية، التي عرضها لاحقًا على مؤتمر “جامعة الدول العربية”، الذي إنعقد في “بيروت”، كي يتبناها. وتم الحديث في هذه المرة عن “إسرائيل” بشكل صريح، حيث نصت الخطة على أن يؤدي السلام إلى تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والعالم العربي.

أما فيما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، منذ عام 1948، فقد نصت الخطة على وجوب أن يتم الحل المستقبلي “بالتوافق”، أي بما يعني إسقاط مطالب “حق العودة” بشكل كامل وتلقائي. ويمكن القول إن تلك المبادرة العربية كانت بمثابة محاولة ناجحة، من جانب “السعودية”، للتهرب من مطالب الرئيس الأميركي، “بوش” الإبن، بإرساء قيم الديمقراطية في “المملكة السعودية” ومراعاة حقوق الإنسان. ومن المعلوم أن حكومة “شارون” قد رفضت تلك الخطة أيضًا.

الملك “عبدالله” لم يجلب سخط رجال الدين..

كان الملك، “عبدالله بن عبدالعزيز”، زعيمًا ذكيًا ومعتدلاً نسبيًا، حيث نجح في إجراء بعض التغييرات فيما يخص الحقوق السياسية للمرأة والشؤون الداخلية الأخرى، لكنه كان حريصًا على عدم إثارة سخط رجال الدين الوهابيين المتزمتين.

وكانت الآمال المعقودة على شقيقه وخليفته، الملك “سلمان”، ضئيلة للغاية، ولكن حينما تبين أن نجل الملك، الأمير “محمد بن سلمان”، بات هو الرجل القوي في المملكة؛ وأنه مستعد لإجراء تغييرات كبيرة، أصبح محل تقدير وإجلال لدى الغرب.

“بن سلمان” كان سلاح واشنطن للضغط على الفلسطينيين !

بحسب “بيلين”؛ كانت الصداقة التي نشأت بين الأمير “بن سلمان” و”غاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأميركي، وزيارة “ترامب” للسعودية – ومشاركته في رقصة السيف الشهيرة – تُعد من أبرز المعالم الجديدة في العلاقات بين البلدين، فضلاً عن توقيع اتفاقيات لشراء أسلحة أميركية بمبالغ هائلة.

ولقد رأى “البيت الأبيض” إمكانية الاعتماد على ولي العهد السعودي الشاب؛ في ممارسة الضغوط على “القيادة الفلسطينية” لقبول خطة التسوية الأميركية، حتى لو لم تحقق كل طموحات الفلسطينيين.

لكن هناك سلسلة من الأفعال التي إقترفها ولي العهد “بن سلمان” خلال الأشهر الأخيرة، قد أطفأت بريقه، منها اعتقاله لأثرياء وطنه داخل فندق “ريتز كارلتون” حتى يقتسموا ثرواتهم مع الحكومة، واعتقال السيدات اللائي طالبن بتعزيز حقوق المرأة، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع “كندا” بسبب انتقادها لأوضاع حقوق الإنسان في “السعودية”، ثم ما حدث مؤخرًا من اغتيال الصحافي السعودي الذي تجرأ على انتقاد النظام.

ويبدو أن أحد أسباب التأخير في إعلان  خطة “ترامب” لإحراز “صفقة القرن”، هو الصعوبة المتزايدة في الاعتماد على ولي العهد السعودي في خلق العباءة العربية التي تتطلبها الصفقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب