28 سبتمبر، 2024 12:24 م
Search
Close this search box.

بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي للضاحية الجنوبية .. ما هي سيناريوهات الرد وهل تتدخل إيران ؟

بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي للضاحية الجنوبية .. ما هي سيناريوهات الرد وهل تتدخل إيران ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

فيما يبدو أنه استعدادًا للرد على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت (06) مبانٍ بالضاحية الجنوبية لـ”بيروت”، عقدت “إيران” اجتماعًا طارئًا؛ أمس الجمعة، وسط غموض بشأن مصّير الأمين العام لـ (حزب الله”.

فبعد تداول أنباء الضربة الإسرائيلية؛ دعا المرشد الأعلى في إيران؛ “علي خامنئي”، الجمعة، إلى اجتماع طاريء لـ”المجلس الأعلى للأمن القومي”.

وفي إشارات إيرانية على مقتل “نصر الله” المحتمل، قال مستشار خامنئي؛ “علي لاريجاني”: إن: “المقاومة لديها قادة وأفراد أقوياء، وكل قائد يستشهد سيكون له خليفة”.

وكانت وكالة (تسنيم) للأنباء؛ نقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن “نصر الله”، والقيادي “هاشم صفي الدين”: “على قيّد الحياة”.

وقالت “وزارة الخارجية” الإيرانية؛ أن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية إلى جانب كونه يُعتبر انتهاكًا صارخًا لقواعد وأنظمة القانون الدولي، وكذلك سيّادة “لبنان” ووحدة أراضيه وأمنه الوطني، يُعتبر جريمة حرب واضحة لا يمكن إخفاءها – بحسّب وكالة (تسنيم) الإيرانية.

تصعيد يُغيّر قواعد اللعبة..

فيما اعتبرت السفارة الإيرانية في “بيروت”؛ الجمعة، أن الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية، هي: “تصعيد خطير يُغيّر قواعد اللعبة”.

وقالت السفارة في منشور على منصة (إكس): “هذه الجريمة المُدانة والسلوك الأرعن يُمثلان تصعيدًا خطيرًا يُغيّر قواعد اللعبة، يستجلب لصاحبه العقاب المناسب والتأديب”.

وبحسّب وكالة (تسنيم)، علق رئيس مجلس الشورى في إيران؛ “محمد باقر قاليباف”، على قصف الضاحية، قائلاً: على (حزب الله) أن يعلم أننا سنكون بجانبه في ساحة المعركة حتى اللحظة الأخيرة.

من جانبه؛ وصف الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، الهجوم الإسرائيلي على ضاحية “بيروت”، بالجريمة المكشوفة، وأكد “بزشكيان” أن “إيران” تقف إلى جانب “لبنان” و(حز ب الله) في مواجهة “إسرائيل”.

ونقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى؛ قال موقع (أكسيوس)، إن: “هناك دلائل تُشير إلى أن (نصر الله) كان حاضرًا في موقع الهجوم، وأن فرص خروجه على قيّد الحياة ضئيلة”.

حرب إقليمية ؟

ونقلت هيئات البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي تحذيره من أن عواقب الضربة على القيادة المركزية لـ (حزب الله)؛ ومحاولة استهداف “نصر الله” قد تؤدي إلى حربٍ إقليمية.

وقالت القناة الـ (12) الإسرائيلية؛ إن الغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية دمرت (04) مبانٍ سكنية، مشيرة إلى استخدام قنابل ثقيلة قادرة على اختراق التحصينات تحت الأرض.

ونقلت وكالة (فرانس برس) عن مصدر مقرب من (حزب الله)؛ قوله إن: (06) أبنية سويت بالأرض جراء الضربة الإسرائيلية.

مرحلة الحرب المفتوحة..

ويقول الخبير العسكري اللبناني؛ العميد الركن المتقاعد “ناهي جبران”، لـ (العين الإخبارية)، إن الحرب بين “إسرائيل” و(حزب الله)، دخلت مرحلة الحرب المفتوحة؛ منذ الثلاثاء الماضي 17 أيلول/سبتمبر الجاري، بعد تفجيرات أجهزة الـ (بيجرز).

وأضاف: “لكن عقب الغارة الإسرائيلية على الضاحية غير المسّبوقة، واستهداف (نصر الله)، فنحن أمام منعطف خطير على لبنان، وعلى المنطقة بشكلٍ عام، خاصة بعد النتائج الكارثية المرتقبة من (حزب الله)”.

“جبران”؛ أوضح أنه: “ما لم يحدث الرد المناسب في التوقيت المناسب فسوف تُثار علامات استفهام قوية حول (وحدة الساحات)”، وهو مصطلح يُقصد به “طهران” وحلفاؤها من الجماعات المسلحة المساندة لها في عدد من الدول العربية، والتي تقوم بأعمال قتالية، نيابة عن “إيران” في مواجهة خصومها.

وقبل أسبوع؛ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه في الجنوب اللبناني نحو: (100) هدف لـ (حزب الله)، الذي توعد أمينه العام؛ الاحتلال الصهيوني: “بحسابٍ عسّير” بعد تفجير آلاف من أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصره.

وعلى مدار الأسبوع المنقضي؛ وقعت سلسلة غارات استهدفت عناصر الحزب في “لبنان”، بعد أيام قليلة من إعلان “إسرائيل” توسيع حربها في “غزة” إلى الحدود الشمالية مع “لبنان”.

نقطة تحول كبيرة..

من جانبه؛ قال اللواء دكتور “سمير فرج”، الخبير الاستراتيجي المصري، إن: “هجوم الضاحية الجنوبية؛ الجمعة، يُعد نقطة تحول كبيرة في الحرب بين إسرائيل و(حزب الله)”.

وأضاف: “نحن اليوم أمام حربٍ مفتوحة بين الجانبين دون أي التزام بقواعد الاشتباك المعمول بها خلال الـ (11) شهرًا الماضية، منذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي”.

ونظرًا لحجم الشخص المستهدف والمتمثل في قائد (حزب الله)، وما تزامن معه من قصف عنيف للضاحية، يتوقع “فرج” أن يرد الحزب: بـ”شن هجمات صاروخية باليستية لم يستخدمها من قبل”.

واعتبر “فرج”؛ أن الضربة الإسرائيلية العنيفة؛ يوم الجمعة، على الضاحية الجنوبية استهدفت في المقام الأول الأمين العام لـ (حزب الله)؛ “حسن نصر الله”، بعد وصول معلومات رصدت مكانه، وهو ما يعكس إصرارًا وتصميمًا من إسرائيل على استمرار التصعيد على الجبهة اللبنانية من أجل إضعاف وتدمير القدرات القتالية لـ (حزب الله)، وإبعاد عناصر الحزب لما بعد نهر الليطاني كهدف آخر للحرب”.

وقال إن: “إسرائيل تعلم أن الفرصة سانحة لتحقيق هذا الهدف في ظل وجود نحو: (100) ألف مقاتل لـ (حزب الله)، وامتلاكه آلاف الصواريخ الباليستية والدقيقة”.

توقعات بهجوم بري إسرائيلي..

ولم يستبعد الخبير العسكري المصري؛ هجومًا بريًا إسرائيليًا في حال فشلت الضربات الصاروخية الإسرائيلية في تحقيق أهداف الحرب، إلا أنه قال: “لكنه سيكون أسوأ السيناريوهات لإسرائيل، وستتكبد الأخيرة خسائر كبيرة”.

اتساع جيوسياسي للحرب..

قال الدكتور “سعيد الزغبي”؛ أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة (قناة السويس) المصرية: “إنه منذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، وكان هُناك تخوف من أن الحرب تتسع جيوسياسيًا؛ وألا تقتصر على الحرب داخل قطاع غزة فقط، وهذا ما أعربت عنه مصر في أكثر من مرة وفي أكثر من مَحفل دولي، أيضًا توَسع إسرائيل في الحرب إلى رفح، ثم اشتراك (الحوثيين) وإيران، والرد الإيراني على إسرائيل بعد مقتل قيادات (الحرس الثوري) الإيراني في سورية”.

مضيفًا في تصوراته الادعائية: “بدأت إيران بإرسال مُسيّرات لتهديد إسرائيل، إلا أنه ازدادت المخاوف بتوسع الحرب لتشترك قوات (الحوثيين) بهذه الحرب ليبدأ في الهجوم على حافة الحرب مع إسرائيل وتأثرت إيرادات مصر بسبب الحرب في البحر الأحمر عبر قناة السويس، ازدادت بعد هذه الوتيرة دائرة الحرب منذ شهر، وبدأنا نرى (حزب الله) بالتواجد بدائرة الحرب”.

واستكمل: “قوات (حزب الله) أكثر تنظيمًا من قوات (حماس) التي تُعد مجموعة موجودة داخل قطاع غزة؛ وتأخذ أسلحة مُهربة تصل إلى: (70%)؛ بحسّب تقارير لمركز (راند) للسياسات الاستراتيجي بالولايات المتحدة الأميركية، التي أوضح بأن الأسلحة التي تحصل عليها (حماس) كانت من إسرائيل نفسها؛ (بحسب تعبيرات “الزغبي” الذي يردد الدعايات المزعومة للآلة الدعائية الصهيوأميركية)، أما (حزب الله) يختلف تمامًا عن (حماس)، لأنه يُعتبر جيش موازي للجيش اللبناني، أيضًا يمتلك تقنيات مرتفعة ويملُك: (350) ألف مُسيرة إلى جانب ترسانة صواريخ كبيرة، وهو يُعتبر الكيان الأول الذي يُهدد الأمن الاستراتيجي بالنسبة لإسرائيل”.

مناورات بين (حزب الله) والاحتلال الإسرائيلي..

وأشار “الزغبي” إلى أن؛ جنوب “لبنان” تُهدد الأمن الاستراتيجي بالنسبة لـ”إسرائيل”؛ من ضمن أولويات الأمن الاستراتيجي لـ”إسرائيل” أن تكون جميع حدودها مناطق منزوعة السلاح، مثل “هضبة الجولان” في الشرق، وهي منزوعة السلاح ويحتلها الجانب الإسرائيلي.

وأكمل، من المتوقع بأنه سوف لا يوجد أي هجوم بري بالنسبة لـ”إسرائيل” على “لبنان”، ما يحدُث هو مناورات بين جيش الاحتلال و(حزب الله)، وحتى الآن لم ولن يُقتل “حسن نصر الله”، قناة (CNN) أوضحت بأن هناك ضربة في الضاحية الجنوبية في “لبنان”، ولكن هذه الضربة لم تُسفر عن مقتل “حسن نصر الله”.

وأضاف؛ حتى وإن قُتل “حسن نصر الله”، قوات (حزب الله) ليست مثل (حماس)، انها جيش موازي يُحاط بالتأييد الإيجابي من السُلطة اللبنانية بكافة طوائفها وكافة طوائف الحكومة والشعب اللبناني.

وحول الرد الإيراني قال: “إيران لن ترد على محاولة مقتل (حسن نصرالله)؛ لسعيها لوجود اتفاقية (اليورانيوم) خلال الفترة المقبلة”.

توقيت محاولة إسرائيل اغتيال “نصر الله”..

وتزامن الهجوم الإسرائيلي ومحاولة اغتيال “نصر الله”، مع خطاب “نتانياهو”؛ أمام “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، والذي أعلن فيه رسالة تهديد واضحة لـ”إيران” و(حزب الله) بأنه إذا شنوا حربًا سترد “إسرائيل”، وأن أي هدف في “طهران” ليس ببعيد عن أيادي “تل أبيب”.

هذه الرسالة وتوقيت العملية لا يُشير سوى إلى أن “إسرائيل” ليس لديها خطط للتجاوب مع مبادرات ومقترحات وقف إطلاق النار الحالية، وأن لديها استراتيجية للتصعيد الشامل مع (حزب الله)؛ حتى تحقيق: “الهدف المعلن”، وهي عودة السكان الإسرائيليين لمناطق الشمال وتدمير القدرات العسكرية للحزب اللبناني ومنع أي تهديد مستقبلي لـ”إسرائيل” من الجبهة الشمالية.

ولكن، خطاب “نتانياهو” وتزامنه مع الهجوم الإسرائيلي كشف موقف “تل أبيب” الحقيقي من أي مبادرة مطروحة لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، وأن هدف “الاحالال الصهيوني” من هذه الحرب يتجاوز الرغبة في عودة سكان المستوطنات الاحتلالية بالشمال.

مصير “نصر الله”.. من يقود “حزب الله” ؟

من المتوقع أن تتزايد المعلومات والشائعات في الصحافة الإسرائيلية والأميركية؛ خلال الساعات المقبلة، حول مصير “حسن نصر الله” بعد الضربة الإسرائيلية لمقر قيادة (حزب الله) في الضاحية الجنوبية.

وقد يُصدر (حزب الله) بيانًا ينفي فيه صحة إصابة أو اغتيال “نصر الله”، وقد يحتاج الأمر لخروج “حسن نصر الله” نفسه في خطاب قصير ليُعلن فيه حدود المواجهة الجديدة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وفي حال التأكد من اغتيال “حسن نصر الله”، فإن نائبه، الشيخ “نعيم قاسم”، سيتولى رئاسة (حزب الله) خلال الفترة المقبلة، لكن مع الاختراق الإسرائيلي الواسع للحزب وهياكله التنظيمية حتى مستوى القيادة، قد تقوم “إسرائيل” أيضا بتنفيذ عملية لاغتيال “نعيم قاسم”. بحسب ما توحي الدعاية الصهيوأميركية.

موقف أميركا من الحرب المفتوحة في لبنان..

ولا تقف الإدارة الأميركية على مسافة بعيدة من التصعيد الإسرائيلي الحالي؛ بل أن هناك تنسيق واسع ومستمر بين “واشنطن” و”تل أبيب”، وهو ما جدّد تأكيده إعلان (البنتاغون) أن “لويد أوستن”؛ وزير الدفاع الأميركي، تحدث بالفعل مع نظيره الإسرائيلي؛ “يوآف غالانت”، خلال تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعملية محاولة اغتيال “نصر الله”.

وترى “أميركا” أن التصعيد العسكري الإسرائيلي، وحتى الغزو البري الجزئي، سيُمثل عامل ضغط واسع على (حزب الله) و”لبنان” لقبول تراجع قوات (حزب الله) إلى شمال “نهر الليطاني”.

وكذلك؛ فإن السياسة والمواقف المعلنة لإدارة؛ “جو بايدن”، الرئيس الأميركي، هي نفسها المواقف التي اتخذتها وأعلنتها مع بدء “إسرائيل” الحرب ضد “قطاع غزة”، قبل نحو عام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة