26 أبريل، 2024 7:11 ص
Search
Close this search box.

بعد قرار ملك “الأردن” .. كاتب إسرائيلي : العرب لا يحترمون العهود والدليل “صلح الحديبية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يبدو أن قرار العاهل الأردني، الملك “عبدالله الثاني” – بإلغاء اتفاقية تأجير منطقتي “الباقورة” و”الغمر” الأردنيتين لـ”إسرائيل” لمدة أخرى تقدر بـ 25 عامًا – مازال يثير ضجة بين المسؤولين وصناع القرار في “تل أبيب”، وكذلك بين الكُتاب والمحللين الإسرائيليين، حيث زعم بعضهم أن قرار العاهل الأردني يمثل صفعة لكل من راهن على ضرورة إبرام اتفاقيات سلام مع الدول العربية.

يجب استخلاص العبر..

يرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي، “شمعون كوهين”، أنه مهما كانت نتيجة الخلاف الحالي بين ملك الأردن، “عبدالله”، والحكومة الإسرائيلية حول المناطق التي تستأجرها “إسرائيل” من “الأردن”، ومهما كانت الأسباب التي دفعت الملك لإتخاذ مثل ذلك القرار القاطع بعدم استمرار التأجير، إلا أن ذلك يمثل فرصة أخرى للقيادة السياسة الإسرائيلية، كي تستخلص الدروس والعبر من مدى إلتزام العرب باتفاقيات السلام الموقعة مع “إسرائيل”.

قيام دولة فلسطينية يهدد مستقبل إسرائيل..

يضيف “كوهين” أنه منذ مفاوضات “اتفاقيات أوسلو” وحتى قبل ذلك، كان اليمين الإسرائيلي يُحذر من أن العرب لن يلتزموا بمجرد وثيقة يتم صياغتها في “النرويغ” تمهيدًا للتوقيع عليها في حديقة “البيت الأبيض”. وحتى إذا نجح الإسرائيليون في إبرام اتفاقية مع أي قيادة فلسطينية، مثل “عرفات” أو “عباس”، فإن أحدًا لن يضمن ديمومة الإلتزام بتلك الاتفاقية.

وكثيرًا ما حذر اليمين الإسرائيلي من أنه قد يحدث انقلاب داخلي فلسطيني في أي لحظة، ثم تأتي عناصر عنيفة ومتطرفة تستولي على السلطة. فإذا حدث ذلك وأصبحت لهم دولة، حينئذ سوف تواجه “إسرائيل” تهديدًا وجوديًا خطيرًا.

المسلم لا يلتزم بالاتفاق إلا إذا كان ضعيفًا !

لقد مضت سنوات عديدة على “اتفاقيات أوسلو”؛ وتبين بالفعل أن التحذيرات التي أطلقها اليمين الإسرائيلي كانت حقيقية، وهناك عوامل متعددة وفي مقدمتها “السلطة الفلسطينية”، قد أثبت صدق التحذيرات.

يزعم الكاتب الإسرائيلي أنه قد ثبت صدق التحذيرات؛ عندما لم يتمكن “ياسر عرفات” شخصيًا من كبت مشاعره خلال إلقائه خطابًا في “جوهانسبرغ”، أثناء المفاوضات حول “اتفاقيات أوسلو”، حيث شبه الاتفاقيات التي كان يتم صياغتها في ذلك الوقت؛ بالاتفاقية التي أبرمها النبي “محمد” مع “قبيلة قريش”. تلك الاتفاقية التي تُعرف بـ”صلح الحديبية”، وهو الصُلح الذي أرسى مبدأ إسلاميًا على مر العصور، يُبيح توقيع الاتفاقيات، لكن دون الإلتزام بها إلا إذا كان المسلم ضعيفًا. لكن عندما يُصبح المسلم قويًا، يجوز له إنتهاك تلك الاتفاقيات ومهاجمة الطرف الآخر الذي عقد معه الصُلح.

اتفاقيات السلام هدفها القضاء على إسرائيل..

لقد ثبت صدق تحذيرات اليمين الإسرائيلي، أيضًا، من خلال تصريحات “فيصل الحسيني”، مسؤول ملف القدس في “السلطة الفلسطينية”. ففي حديث له مع مراسل جريدة (العربي) المصرية، شبه “اتفاقيات أوسلو” بـ”حصان طروادة” الشهير، وبذلك فقد أوضح الغرض الحقيقي من تلك الاتفاقيات، ألا وهو إغراء “إسرائيل” بفتح أبوابها أمام دخول فلسطينيين مسلحين حتى يتمكنوا من إحداث تحول جذري تمهيدًا للقضاء على “إسرائيل”.

أردف الكاتب الإسرائيلي قائلاً: إن كل تلك التصريحات وغيرها، كان من المفترض أن تدق ناقوس الخطر لدى كل من دعا لإبرام “اتفاقيات أوسلو”، ولكنهم كما نعلم قد أصروا على نهجهم، بل ظلوا على مواقفهم حتى عندما أستولت “حركة حماس” على السلطة في “قطاع غزة”. ولم يُزعجهم التحذير السابق الذي كان قد أطلقه اليمين الإسرائيلي، من أنه سوف يأتي يوم يتم فيه استغلال الاتفاقية التي يتم صياغتها من قبل تنظيمات أشد إرهابًا من “السلطة الفلسطينية”، وأن تلك التنظيمات ستُطلق صواريخها نحو المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

حتى الأردن.. لا أمان لها !

بحسب “كوهين”؛ فإن قرار العاهل الأردني، الذي إتخذه الأسبوع الماضي، يجب أن يأتي ضمن التحذيرات القديمة من خطورة إبرام اتفاقيات مع أطراف عربية. حتى لو كان الاتفاق مع “الأردن” التي يصفها كثير من الإسرائيليين منذ ما قبل إبرام اتفاقية السلام معها، بأنها دولة صديقة. وحتى لو كان زعيم الأردن هو ملك مستنير وتقدمي، تربى على مناهج التعليم الغربي، وهو نجل الملك الذي كان يبدو في صورة الجد اللطيف والمبتسم، الذي إنحنى أمام علائلات إسرائيلية معزيًا إياهم على قتل بناتهن بنيران جندي أردني قرب “الباقورة”.

فها هو ما فعله الملك، الذي تعهد بعد وفاة والده، بأنه سيحذو حذوه ولا يحيد قيد أنمله عن نمط تعامله مع “إسرائيل”. وها هو “الأردن”، البلد المجاور لـ”إسرائيل”، الذي لم يندلع معه أي نزاع عنيف منذ عقود.. وها هي المملكة التي تكمن مصالحها الاقتصادية والأمنية في الحفاظ على اتفاقياتها مع “إسرائيل”.

الفلسطينيون لن يتصرفوا بشكل مختلف..

أخيرًا يدعي “كوهين” أنه في اللحظة التي تحرر فيها الملك، “عبدالله الثاني”، من القيود السياسية التي كبلته خلال الـ 25 عامًا الماضية، سارع بالإعلان عن إلغاء ملحق باتفاقية السلام. معتبرًا أن تلك الوثيقة التي وقعها والده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، “إسحاق رابين”، لا تساوي شيئًا، لأن الكراهية العميقة للعدو الصهيوني أهم من المصالح والوثائق الموقعة.

من المفترض إذًا أن يكون القرار الآخير – الذي إتخذه الملك المستنير الذي تربى على القيم الغربية – بمثابة تحذير جديد يُضاف إلى التحذيرات السابقة التي سمعناها عبر 25 عامًا، منذ إبرام “اتفاقيات أوسلو”. وسيكون واهمًا كل من يعتقد بأن الفلسطينيين سوف يتصرفون بشكل مختلف إذا تم إبرام اتفاقية سلام معهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب