خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
منذ أن تولى الرئيس الأميركي الحالي، “دونالد ترامب”، مهام منصبه في “البيت الأبيض”؛ وهو يمارس مزيدًا من الضغوط على النظام الحاكم في “طهران”، لكن اعتبار “الحرس الثوري” تنظيمًا إرهابيًا قد فاق كل الضغوط.
اللافت في هذا الأمر؛ أن الموقف الإيراني لازال يتسم بالغموض، فلا أحد يعرف كيف سترد “إيران” على تلك الخطوة الأميركية ؟
“ترامب” يحقق “العدالة التاريحية”..
يقول “منشروف”: لقد إتخذت إدارة “ترامب” قرارًا شجاعًا بإعلانها “الحرس الثوري” الإيراني تنظيمًا إرهابيًا، زاعمًا أن هذا القرار يحقق ما أسماه “العدالة التاريخية”؛ لأن “الحرس الثوري” ظل منذ “الثورة الإسلامية”، في عام 1979، وحتى الآن، يدعم العديد من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية المسلحة, الشيعية منها والسُنية، والتي إرتكبت الكثير من العمليات الإرهابية ضد أهداف غربية وإسرائيلية وسُنية، بتوجيه من القيادة الإيرانية التي تتخذ الإرهاب وسيلة لخدمة سياستها الخارجية.
وكان “الحرس الثوري” متورطًا أيضًا في اغتيال المعارضين الإيرانيين المتواجدين في الخارج، وهو النشاط الذي استأنفه ذلك التنظيم الإيراني المسلح مؤخرًا في “أوروبا”.
يوضح “منشروف” أنه في واقع الأمر، كانت هناك مفارقة عجيبة قبل إدراج “ترامب”، الحرس الثوري، على قائمة الإرهاب؛ لأن “الولايات المتحدة” كانت تُصنف بعض التنظيمات التابعة لـ”الحرس الثوري” – مثل “حزب الله” اللبناني والميليشيا الشيعية العراقية المعروفة باسم “كتائب حزب الله” – على أنها تنظيمات إرهابية، دون أن تفعل ذلك مع التنظيم الأكبر الذي يرعاهما، وهو “الحرس الثوري”.
ورغم أن ذلك التنظيم كان خاضعًا للعقوبات، منذ عام 2008، إلا أنه لم يُوصف بالإرهاب.
تهديدات إيرانية..
ترجع نية إدارة “ترامب” لإتخاذ تلك الخطوة ضد “الحرس الثوري” الإيراني إلى عام 2017؛ لكن يبدو أن الإدارة الأميركية قد تراجعت بعد التهديد الذي أطلقه قائد “الحرس الثوري”، في ذلك الوقت، “محمد علي جعفري”، عندما قال إن “إيران” ستستهدف الجنود الأميركيين في أرجاء العالم؛ وستشن هجمات ضد القواعد الأميركية الواقعة في مرمى الصواريخ الإيرانية، التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.
وعندما إعتزم “ترامب”، مؤخرًا، إدراج “الحرس الثوري” ضمن قائمة الإرهاب، أطلق “جعفري” تهديداته من جديد؛ حيث قال: “في هذه الحالة فإن الجيش الأميركي، وقوات الأمن التابعة له في منطقة غرب آسيا، لن تنعم بالهدوء الذي تعيشه اليوم”.
كما أعلنت “إيران”، رسميًا، أن “القيادة المركزية الأميركية”، (CENTCOM)، تُعد تنطيمًا إرهابيًا.
إصرار الإدارة الأميركية..
لقد أثبت قرار “ترامب” الأخير؛ أن الإدارة الأميركية لا تخشى التهديدات الإيرانية بل أكد أنها مصرة على توسيع الحرب الاقتصادية التي تشنها ضد النظام الديني في “طهران”.
أضف إلى ذلك أن وصف “الحرس الثوري”، بالإرهاب، سيساعد على رفع دعاوى قضائية ضد النظام الإيراني بتهمة إرتكاب جرائم إرهابية في حق أميركيين من المدنيين والجنود في أرجاء العالم.
زيادة الضغط على بغداد..
أشار “منشروف” إلى أن قرار “ترامب”، اعتبار “الحرس الثوري” تنظيمًا إرهابيًا، سيكون له تداعيات خارج “إيران”، ولا سيما في “العراق”؛ لأن تلك الخطوة الأميركية ضد “الحرس الثوري” ستزيد من الضغوط على النظام الحاكم في “بغداد” للحد من تدخل “الحرس الثوري” في “العراق”؛ لا سيما دعمه المتواصل لميليشيات “الحشد الشعبي”.
على سبيل المثال؛ فقد أعلن المبعوث الأميركي الخاص بالشأن الإيراني، “براين هوك”، أن النظام الإيراني يتحمل مسؤولية مقتل ما لا يقل عن 608 جندي أميركي خلال حرب العراق، (2003 – 2011)، بسبب المساعدات الضخمة التي قدمها النظام للميليشيات المختلفة التي كانت تقاتل خلال تلك الفترة في “العراق”.
وهذه التصريحات، التي أطلقها “هوك”، إضافة إلى وصف “الحرس الثوري” بالارهاب؛ ستعزز من إجراءات الدعوى القضائية المرفوعة في “الولايات المتحدة” ضد النظام الإيراني بتهمة مسؤوليته عن قتل الجنود الأميركيين في “العراق”.
طهران والاختبار الصعب !
يوضح “منشروف”؛ أن القرار الأميركي، ضد “الحرس الثوري”، جعل قادة النظام الإيراني أمام اختبار صعب؛ بعدما كانوا يودون تجاوز الفترة المتبقية من مدة الولاية الأولى للرئيس، “ترامب”، على أمل ألا يتم انتخابه لولاية ثانية. حيث كانت “إيران”، ولا تزال، تتمنى انتظار مجييء رئيس أميركي جديد يتعامل معها بشكل أفضل.
ووفقًا لهذه الإستراتيجية، وبسبب خوف “طهران” من شخصية “ترامب”؛ فإن الاحتمال الأقرب هو أن “إيران” ستفضل ألا تنفذ تهديداتها الآن ضد “الولايات المتحدة”. لأن أي هجوم ستشنه “إيران” ضد هدف أميركي، سيستغله الجناح المتشدد في إدارة “ترامب”، بقيادة مستشار الأمن القومي، “جون بولتون”؛ مما قد يؤدي إلى صدام عسكري مباشر بين “طهران” و”واشنطن”؛ وهو السيناريو الذي تتجنبه “إيران” بسبب دونية مستواها العسكري.