بعد قرار الجامعة العربية الأخير .. “نيوزويك” ترصد “الصفعة” التي تلقاها “بايدن” في سوريا !

بعد قرار الجامعة العربية الأخير .. “نيوزويك” ترصد “الصفعة” التي تلقاها “بايدن” في سوريا !

وكالات – كتابات :

خلصت مجلة (نيوزويك) الأميركية إلى أن سياسة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، تجاه “سوريا”، تلقت الصفعة الأكبر لها حتى الآن؛ حيث رحبت “الجامعة العربية” بعودة الرئيس؛ “بشار الأسد”، على الرغم من معارضة “الولايات المتحدة” لحكمه، وهي عودة تحمل معها رسالة لـ”الولايات المتحدة” لإنهاء وجودها العسكري المستمر والعقوبات التي تستهدف السوريين.

وفي تقريرٍ لها؛ نقلت (نيوزويك) عن البعثة السورية لدى “الأمم المتحدة” قولها إنه فيما يتعلق بتداعيات هذه التطورات على مسألتي الوجود العسكري غير الشرعي للقوات الأميركية على أجزاء من أراضي “سوريا”؛ وفرض “الولايات المتحدة” إجراءات قسّرية أحادية الجانب على الشعب السوري، فإن موقف “دمشق”: “من هاتين المسألتين هو موقف مبدئي وحازم يقوم على أحكام القانون الدولي ومباديء وأهداف ميثاق الأمم المتحدة”، مذكّرة بالوثيقة التأسيسية لـ”الأمم المتحدة” حول احترام سّيادة الدول وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، ورفض جرائم العدوان والاحتلال باعتبارها انتهاك خطير للقانون الدولي.

كسر العزلة السورية منذ 2018..

وقالت البعثة السورية؛ للمجلة الأميركية، أن “الأمم المتحدة” تتخذ بشكلٍ دوري عدة قرارات تؤكد عدم شرعية الإجراءات القسّرية الانفرادية، مشيرة إلى آثارها السّلبية على التمتع بحقوق الإنسان وتحقيق التنمية لشعوب الدول المستهدفة.

ولفت التقرير إلى أن الانقسّامات العامة فيما يتعلق بالمقاطعة الإقليمية لـ”الأسد” بدأت في الظهور في وقتٍ مبكر من كانون أول/ديسمبر العام 2018، عندما أعلنت: “البحرين والإمارات العربية المتحدة” أنهما ستُعيدان فتح سفارتيهما في “دمشق”، مضيفة أن التفاعلات الرسمية لـ”سوريا” مع القوى الإقليمية آخذة في الازدياد، مشيرة على سبيل المثال إلى زيارة “الأسد”؛ في العام الماضي، إلى “الإمارات”، والتي كانت أول زيارة له إلى دولة عربية أخرى منذ بداية الحرب في العام 2011.

وتابع التقرير؛ أن المحادثات التي توسّطت فيها “روسيا” بين مسؤولين سعوديين وسوريين؛ في آذار/مارس الماضي، بعد أسابيع من توصل “الرياض” و”طهران” إلى اتفاق بوسّاطة “الصين” لإعادة العلاقات بينهما، قد تمكنت من التغلب على بعض العقبات الأخيرة، مضيفًا ان وزير الخارجية السعودي؛ “فيصل بن فرحان”، التقى مع “الأسد”، في 18 نيسان/إبريل، ثم أعلنت “الجامعة العربية”؛ عودة “الأسد”، في 07 آيار/مايو.

انتصار للمنطقة..

ولفت التقرير إلى أن “دمشق” اعتبرت إعادة التأهيل الدبلوماسي لها، بمثابة انتصار لـ”سوريا” ودول أخرى في المنطقة. ونقل عن البعثة السورية قولها إن: “التفاعلات الإيجابية التي تشهدها المنطقة تصب في مصلحة جميع دولها، وتُسّاهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة”.

وفيما يتعلق الأمر بالسياسة الأميركية، قالت المجلة إن مطالب الحكومة السورية من إدارة “بايدن”؛ ذات شقين، إذ فيما يتعلق بالصعيد العسكري، فإن البعثة السورية تقول إن: “الإدارة الأميركية يجب أن تتخلى عن سياساتها العدائية تجاه سوريا، وأن تبدأ بسّحب قواتها من الأراضي السورية، ووقف دعم الميليشيات والكيانات الإرهابية غير الشرعية”.

كما دعت البعثة السورية من “واشنطن”؛ إلى: “التوقف عن إنشاء قواعد عسكرية غير شرعية في سوريا بذرائع ثبّت زيفها”؛ مثل الدفاع عن الأمن القومي الأميركي على بُعد آلاف الأميال من “واشنطن”.

أما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في “سوريا”، فإن البعثة السورية تؤكد أن: “الإدارة الأميركية يجب أن تُشّرع في الرفع الفوري للإجراءات القسّرية المفروضة على السوريين، والتي تُشكل عقابًا جماعيًا لهم، وأكبر عقبة أمام تحسّين الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية”.

“واشنطن” ترفض التطبيع..

وذكر التقرير الأميركي أن “واشنطن” أعربت؛ من جهتها، عن معارضتها لأي رفع للعقوبات أو تطبيع العلاقات مع “الأسد” مستشهدة بسّجل انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك السجن الجماعي واستهداف المدنيين واستخدام الأسلحة الكيماوية.

ونقل التقرير عن متحدث باسم “الخارجية الأميركية” قوله إن: “عقوباتنا تظل سّارية المفعول بالكامل، ولن يتم تخفيفها في غياب حل للصراع الأساس بما يتفق مع المباديء الواردة في قرار مجلس الأمن رقم (2254)”، لعام 2015؛ الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والحل السياسي للصراع.

وذكر التقرير بتصريح لوزير الخارجية الأميركي؛ “آنطوني بلينكن”، في الأسبوع الماضي، أعرب فيه عن رفض “واشنطن” للتطورات الأخيرة التي أعادت “الأسد” إلى الحظيرة العربية، حيث قال في مؤتمر صحافي: “لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة قبولها في الجامعة العربية”، مضيفًا أنها: “نقطة أوضحناها لجميع شركائنا الإقليميين، لكن يتعين عليهم اتخاذ قراراتهم بأنفسهم”. وموقفنا واضح: “لن نقوم بتطبيع العلاقات مع الأسد ومع ذلك النظام”.

ومع ذلك؛ فإن “بلينكن” أشار إلى أن إدارة “بايدن”: “تتقاسّم الأهداف عندما يتعلق الأمر بسوريا مع شركائنا”؛ بما في ذلك السّعي لوقف العمليات العدائية، وتوسّيع المساعدة الإنسانية ودعم انتخابات حرة ونزيهة، إلى جانب استمرار العمل على إضعاف (داعش) وتقليص نفوذ “إيران” الخبيث ووجودها في “سوريا”، وفي النطاق الأوسع في المنطقة.

وبحسّب “بلينكن”؛ فإنه من خلال المنظور العربي الذي جرى التعبير عنه في “الجامعة العربية”، فإنهم: “يعتقدون أن بإمكانهم متابعة هذه الأهداف من خلال المزيد من الانخراط المباشر”، مضيفًا أنه: “قد يكون لدينا منظور مختلف عندما يتعلق الأمر بذلك، ولكن الأهداف لدينا أعتقد هي نفسها. لذلك، هذا هو المكان الذي ينصب فيه التركيز”.

موقف “قوات سوريا الديمقراطية”..

إلى ذلك؛ قال التقرير إن “قوات سوريا الديمقراطية”؛ المدعومة من (البنتاغون)، وجناحها السياسي، اعتبرت أن مثل هذه الجهود يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، وكذلك الشعب السوري ككل.

ونقل التقرير عن ممثل “قوات سوريا الديمقراطية”؛ في واشنطن؛ “سينام محمد”، قوله: “إننا لا نعارض إنهاء معاناة الشعب السوري، الذي عانى كثيرًا خلال 13 عامًا من الصراع، إلا أن أي حل يجب أن يأخذ في الاعتبار الشعب السوري والتغيير نحو الديمقراطية والاعتراف بحقوق الكُرد والنظام اللامركزي”.

ونقل التقرير عن الممثل الكُردي قوله؛ أن على: “الدول العربية المساعدة في الحوار مع الحكومة السورية من أجل إحلال السلام والاستقرار”.

التقارب “السوري-التركي”..

وأشار التقرير إلى أن “موسكو” استضافت مؤخرًا مناقشات حول تحقيق تقارب بين “دمشق” و”أنقرة”، وإلى أن الرئيس التركي الحالي؛ “رجب طيب إردوغان”، ومنافسه الانتخابي زعيم المعارضة؛ “كمال كيليجدار أوغلو”، أعلنا عن استعدادهما لتطبيع العلاقات مع “دمشق”، حيث تُمثل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم قضية رئيسة في السّباق الانتخابي التركي في الجولة الثانية؛ في 28 آيار/مايو الحالي.

ولفت التقرير إلى أن استئناف التعاون الأمني ​​المباشر بين “سوريا” و”تركيا” قد يُشكل تهديدًا خطيرًا لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، بالإضافة إلى الوجود الدائم للجنود الأميركيين الداعمين لها.

إلى ذلك؛ اعتبر التقرير أن يد “الأسد” في السّعي إلى انسحاب القوات الأميركية أصبحت أقوى. وذكر باجتماع عقد في “عّمان” قبل انعقاد القمة العربية، ضم كبار الدبلوماسيين من “مصر والعراق والأردن والسعودية وسوريا”؛ وهو الأول لهم منذ بدء الصراع السوري، ودعوا خلاله إلى إنهاء التدخلات الخارجية وعودة سيطرة الحكومة على جميع أنحاء “سوريا”.

وبعد الاجتماع الوزاري في “عّمان”، قال الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، بزيارة إلى “دمشق”، هي الأولى منذ بداية الحرب. ونقلت (نيوزويك) عن البعثة الإيرانية لدى “الأمم المتحدة” قولها أن: “سوريا دخلت حقبة جديدة من الاستقرار”، مضيفة أنه: “خلال الـ 12 عامًا الماضية، أثبتت إيران باستمرار علاقتها بسوريا على أنها لا تشهد صعودًا وهبوطًا، وكانت فعالة في هزيمة السياسة التدميرية للغرب و(داعش)”.

وتابع البيان الإيراني قوله أن التطورات الأخيرة في الدول العربية تُشير إلى صحة السياسة الإيرانية، الأمر الذي دفع هذه الدول في النهاية إلى إعادة النظر في سياساتها السابقة والعودة إلى المسّار الصحيح.

وختمت (نيوزويك) بأن نقلت عن البعثة السورية في “نيويورك”؛ قولها إن الحكومة السورية مسّتعدة للعمل مع أي دولة تُعارض التدخل العسكري والاقتصادي غير المصرح به، مضيفة أن: “أبواب سوريا ستبقى مفتوحة لمن يؤمن بالحوار والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بعيدًا عن سياسات التدخل ومحاولات فرض الإملاءات وتجويع الناس لتقويض خياراتهم الوطنية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة