8 أبريل، 2024 3:24 ص
Search
Close this search box.

بعد قرارات “أوبك+” الأخيرة .. “السعودية” تواصل تحديها للوصاية الأميركية وتختار الجانب الروسي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

نشرت صحيفة (فايننشال تايمز) تقريرًا حول مقابلة أجراها؛ “أندرو إنغلاند”؛ و”سمير الأطرش”، مع وزير الطاقة السعودي؛ الأمير “عبدالعزيز بن سلمان”، في “الرياض”، حيث ألمح الوزير إلى أن بلاده تُريد أن تحتفظ “روسيا” بمكانتها في (أوبك+)؛ تحالف مُنتجي “النفط”. ولكن مع انخفاض الإنتاج الروسي وإنتهاء الاتفاق السابق للتحالف خلال ثلاثة أشهر، لا أحد يعرف كيف ستمضي الأمور، خاصة أن “السعودية” تُقاوم رفع الإنتاج متعللةً بأنه لا يوجد نقص في المعروض.

ويستهل الكاتبان تقريرهما بالقول: ألمحت “المملكة العربية السعودية” إلى أنها ستقف إلى جانب “روسيا”؛ بصفتها عضوًا في مجموعة (أوبك+) لمُنتجي “النفط”، وذلك على الرغم من تشديد “العقوبات الغربية” على “موسكو”؛ وحظر “الاتحاد الأوروبي” المحتمل لواردات “النفط” الروسية.

وقال الأمير “عبدالعزيز بن سلمان”؛ وزير الطاقة، لصحيفة (فاينانشال تايمز)، إن “الرياض” تأمل: “في التوصل إلى اتفاق مع (أوبك بلس).. التي تشمل روسيا”، وأصر على أن: “العالم يجب أن يُقدِّر قيمة” تحالف مُنتجي “النفط”.

اتفاق جديد لـ”أوبك+”..

ويوضح التقرير أن هناك اتفاق إنتاج جديدًا مطروحًا على جدول الأعمال، حيث من المقرر أن ينتهي اتفاق حصص إنتاج (أوبك+)؛ المطبق منذ نيسان/إبريل 2020، في غضون ثلاثة أشهر، بينما يُكافح مستهلكو الطاقة مع أسعار “نفط” تُعد في أعلى مستوًى لها منذ عقد من الزمان.

وتُعد تصريحات الأمير “عبدالعزيز”؛ علامة مهمة على دعم “روسيا” من جانب حليف تقليدي لـ”الولايات المتحدة”؛ في الوقت الذي يُحاول فيه الغرب عزل البلاد ويتراجع إنتاجها النفطي، مما يُثير تساؤلات حول مكانتها في مجموعة (أوبك+). وتُقاوم “الرياض” الضغوط الغربية لزيادة إنتاج الخام للمساعدة في خفض الأسعار في أعقاب الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”، وتُصر على عدم وجود نقص في المعروض.

مصدر الصورة: الجزيرة نت

وأشار الأمير “عبدالعزيز” إلى أنه من السابق لأوانه تحديد الشكل الذي قد يبدو عليه اتفاق جديد، وذلك بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق، لكنه أضاف أن (أوبك+) ستُزيد الإنتاج: “إذا كان الطلب موجودًا”.

وقال الأمير “عبدالعزيز”؛ في المقابلة الصحافية إنه: “في خضم الفوضى التي نراها الآن، من السابق لأوانه محاولة تحديد (اتفاق). لكننا نعي أن الذي نجحنا في تقديمه كافٍ للناس ليقولوا حتى الآن إن هناك جدارة، وهناك قيمة لوجودنا وعملنا معًا”. ولفت التقرير إلى أن (أوبك+) كانت قد إلتزمت باتفاقها لعام 2020، والذي بموجبه إلتزم أعضاء التحالف برفع إجمالي الإنتاج كل شهر بكمية متواضعة تبلغ: 430 ألف برميل يوميًّا.

إنتاج النفط الروسي انخفض منذ بداية الحرب..

واستدرك كاتبا التقرير قائلَيْن: لكن إنتاج “روسيا” انخفض منذ بداية حرب “أوكرانيا”، حيث هبط من نحو: 11 مليون برميل في اليوم؛ في آذار/مارس 2022؛ إلى متوسط: ​​10 ملايين برميل في اليوم؛ في نيسان/إبريل 2022، وفقًا لشركة توفير بيانات النفط وتحليلاته؛ (أوليكس).

وتتوقع “وكالة الطاقة الدولية” أنه قد ينخفض ​​أكثر، ليصل الانخفاض إلى: 03 ملايين برميل في اليوم؛ إذا فرضت القوى الغربية عقوبات أكثر صرامة لتقليل اعتماد “أوروبا” على الطاقة الروسية، بما في ذلك حظر “الاتحاد الأوروبي” المحتمل على واردات “النفط”، لكن “الهند” زادت وارداتها من “النفط الروسي” منذ بدء الحرب.

ووفقًا للكاتبين؛ جرى تداول “خام برنت”، وهو المعيار الدولي، عند نحو: 112 دولارًا للبرميل الأسبوع الماضي. وتُنسِّق “السعودية”، الزعيم الفعلي لـ (أوبك) وأكبر مُصدِّر لـ”النفط” في العالم، حصص إنتاج “النفط” مع “روسيا”، منذ عام 2016، من خلال (أوبك بلس).

ويُشير التقرير إلى أن المملكة سعَت إلى تبني مسار مُحايد منذ غزو “روسيا” لـ”أوكرانيا”. وتحدث ولي العهد؛ الأمير “محمد بن سلمان”، مرتين مع “بوتين” منذ العملية العسكرية الخاصة، وفي هذا الشهر هنَّأ هو والملك “سلمان”؛ الزعيم الروسي، في يوم احتفال البلاد بانتصار “الاتحاد السوفياتي” على “ألمانيا النازية”. وألقى الأمير “عبدالعزيز”؛ باللوم في ارتفاع أسعار “البنزين” في محطات الوقود على نقص الطاقة التكريرية العالمية والضرائب.

طاقة التكرير هي الفيصل..

وقال الأمير “عبدالعزيز”؛ إن: “العامل المُحدِّد للسوق هو طاقة التكرير، وكيف نُطلقها”. وأضاف: “على الأقل خلال السنوات الثلاث الماضية، فقَدَ العالم بأسره نحو: 04 ملايين برميل من طاقة التكرير، 2.7 ملايين برميل منها منذ بداية (كوفيد)”.

كما فشل بعض أعضاء (أوبك+) باستمرار في تلبية حصص الإنتاج الخاصة بهم، و”السعودية والإمارات” هما المُنتجان الوحيدان اللذان لديهما القدرة على زيادة الإنتاج زيادة كبيرة. وبعد أن قامت “روسيا” بعمليتها العسكرية في “أوكرانيا”؛ في شباط/فبراير، تجنب الغرب في البداية فرض عقوبات على أصول الطاقة الروسية؛ بسبب اعتماد “أوروبا” الكبير على صادرات البلاد من “الغاز والنفط”.

وحظرت “الولايات المتحدة” و”المملكة المتحدة”؛ واردات “النفط” من “روسيا”، في آذار/مارس. لكن دول “الاتحاد الأوروبي” لا تزال منقسمة بشأن إجراءات التخلص التدريجي من إمدادات “النفط الروسية”، وأسقطت هذا الشهر اقتراحًا بحظر قيام صناعة الشحن في “الاتحاد الأوروبي” بنقل “الخام الروسي”.

وقال الأمير “عبدالعزيز”؛ إنه ينبغي إبعاد السياسة عن (أوبك+)، مضيفًا أن التحالف سيكون ضروريًّا لإجراء: “تعديلات منظمة”؛ في المستقبل وسط حالة من عدم اليقين بشأن عمليات الإغلاق بسبب فيروس (كورونا)؛ في “الصين”، والنمو العالمي وسلاسل التوريد.

مصدر الصورة: رويترز

وقال إنه لتخفيف الاختناقات في قدرة الإنتاج والتكرير، يتعين على الحكومات تشجيع الصناعة على الاستثمار في “الهيدروكربونات”؛ حتى في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى التحول إلى مصادر طاقة أنظف.

وأضاف: “هذا الوضع يحتاج إلى أن يجلس الناس معًا، وأن يركزوا، ويتخلوا عن ملابس التنكر وما يُسمى بالصواب السياسي.. إن الأمر يتعلق بمحاولة الارتباط بالواقع الحالي وإيجاد علاجات له”، وفقًا لختام التقرير.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب