26 أبريل، 2024 4:54 م
Search
Close this search box.

بعد فوز “رئيسي” المحافظ برئاسة إيران .. كيف ستكون سياساته الداخلية والخارجية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما فاز “إبراهيم رئيسي”، في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بحصوله على أكثر من ثلثي أصوات الناخبين، وتفوقه على أقرب منافسيه؛ بأكثر من 5 أضعاف من مجموع الأصوات، تضع السلطة الحاكمة، في “إيران”، علاقاتها الإقليمية والدولية أمام مشهد إيراني جديد، يكون أساسه الاتجاه التام، من كافة مؤسسات السلطة الحاكمة؛ نحو التطابق والمحافظة، وذات خطاب وإستراتيجية تصعيدية.

شكوك في وعوده..

لهذا؛ بدأ المحللون في وضع رؤاهم تجاه الوضع الداخلي، بالإضافة إلى مستقبل العلاقات الخارجية، فقال رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية، “د. علي نوري زادة”، إن “رئيسي” كان رئيسًا للسلطة القضائية، منذ عامين، ورغم ذلك لم نشهد أي تحركٍ جديٍ ضد الفساد بالمعنى الحقيقي، مشيرًا إلى أن هناك شكوك في وعودهِ، خاصةً فيما يتعلق بمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه، أما بالنسبة للأوضاع الاقتصادية ومحاولة تحسين مستوى معيشة الإيرانيين، قال إن “رئيسي” لم يكن رجل اقتصاد أو لديه خبرة في هذا المجال حتى يستطيع النهوض بمستوى معيشة الإيرانيين أو تحسين دخولهم.

يمكن لمس تحسن مع الدول المجاورة..

وفيما يخص إبرام مصالحات مع الدول المجاورة لـ”إيران”؛ سواء الدول العربية أو المجتمع الدولي، قال إنه من الممكن أن نلمس تحسنًا ملحوظًا في علاقات “إيران” مع الدول المجاورة في الفترة الأولى من رئاسة “رئيسي”.

يُريد جمع الشمل..

فيما قال الباحث في العلاقات الدولية، “زيدان خوليف”، إن “رئيسي”، جاء بالفكر الأصيل الذي يُحارب الفساد بناءً على فكره المضاد لاستغلال السلطة، ومن هنا تأتي مهمته في اختيار وزراء جُدد صارمين، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة ببعض الوزراء في حكومة “روحاني”، حتى يُحقق برنامجه، لأنه يُريد جمع شمل الإيرانيين، خاصةً بعد ظواهر الفساد التي ظهرت بشكل كبير في المجتمع الإيراني؛ وشُح الموارد الاقتصادية والمالية.

استخدام العقوبات حجة لعرقلة “الاتفاق النووي”..

وأضاف، “خوليف”، أنه إذا تم التوصل لتفاهمات للعودة لـ”الإتفاق النووي”، فإن ذلك سيعرقل البحوث والإنتاج للمواد الإنشطارية في “إيران”، وبالتالي كلما تعطل هذا الاتفاق، كلما استطاعت “إيران” العمل على برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن “إيران”، خلال ولاية “رئيسي”؛ ستضع دائمًا حجة “العقوبات الأميركية”؛ أمام المجتمع الدولي كعراقيل تُعيق تنفيذ “الاتفاق النووي”.

أقرب إلى مشروع “الحرس الثوري”..

حول العلاقات مع “العراق”، يقول الكاتب السياسي، “عبدالأمير المجر”؛ أنه: “يُحسب الرئيس الإيراني الجديد على المحافظين، وهو أقرب إلى مشروع (الحرس الثوري) والمرشد الإيراني الأعلى، الذين ينظرون إلى العراق بمثابة حديقة خلفية لإيران، وهو موضوع صعب تحقيقه في ظل معادلة عراقية معقدة، كما أن العراق بات اليوم قضية دولية”.

وتابع “المجر” بالقول: “المشروع الإيراني تعثر في العراق، بعد ثورة تشرين، كما أن الولايات المتحدة والدول الخليجية لا ترضى أن يكون العراق خاضعًا لإيران، لذا على الأخيرة أن تُعيد النظر بسياستها، كي تكون العلاقات في المنطقة متوازنة وتحقق الفائدة لجميع الأطراف”.

وأضاف “المجر” قائلاً: “بعض القوى الشيعية العراقية؛ لديها ثقافة الثورة الإيرانية وتُريد للعراق أن يُصبح جزءًا من إيران، وهناك قوى شيعية أخرى وسُنية وكُردية مختلفة تمامًا وبعيدة عن هذا المشروع، وهي تُريد علاقة طبيعية مع إيران وليست عدائية”.

دخول المرحلة الراديكالية من المواجهة !

وعن تأثير انتخاب “رئيسي”، على المحادثات النووية التي تُجريها القوى الكبرى مع “إيران”، أوضح الباحث الإيراني، “مهاتاد نظير”، في حديث لموقع (سكاي نيوز عربية)، الخطورة التي تُهدد تلك المحادثات قائلاً: “حتى في ظل رئيس كان محسوبًا على التيار الإصلاحي، مثل: حسن روحاني، فإن مفاوضات فيينا، بعد أكثر من 10 أسابيع من التداول، لم تُحقق تقدمًا إلا في بعض الجوانب الفنية الهامشية، دون أية رؤية توافقية في المسائل العالقة بين الطرفين”.

وأضاف “نظير”: “بوصول، رئيسي، إلى منصب الرئاسة، فإن أول ما سيفعله سيكون إعادة تشكيل الوفد الإيراني المشارك في تلك المفاوضات، من حيث تشكيلته كأعضاء، وكذلك من حيث مضامين توجهاته من خلال هذه المفاوضات، ليثبت ولاءه وإرتباطه بالمُرشد الأعلى من طرف، وليخلق تخالفًا مستحبًا بالنسبة له عن الرئيس الحالي، حسن روحاني. هذه التغيرات التي ستكون دافعًا لأن تفشل تلك المفاوضات بأسرع وقت منظور، وبالتالي أن يتجه الملف النووي الإيراني ليدخل المرحلة الراديكالية من المواجهة”.

تعكير المفاوضات الإقليمية..

إلى ذلك؛ فإنه ينتظر مصير شبيه بذاك، الذي يُهدد المفاوضات النووية، قد يطال المفاوضات غير المُعلنة بين “إيران” والقوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث قالت تسريبات شبه مؤكدة؛ بأن “العراق” يستضيف تلك المحادثات منذ أسابيع، بغية محاولة حل القضايا الإقليمية العالقة عبر التفاوض.

وكان “المركز الإيراني للدراسات السياسية”، “المعارض”، قد نشر قبل أسبوع؛ تقريرًا مفصلاً عن السلوكيات السياسية والأمنية المتوقعة في حال فوز “رئيسي”، مذكرًا بأن المرحلة الأولى من حكمه ربما تكون الأكثر إندفاعًا.

وجاء في التقرير: “سيكون التفاوض الإيراني مع الإقليم، في الشهور الأولى من فوز المرشح رئيسي؛ عبر بعث رسائل أمنية وعسكرية معكرة للأجواء التي كانت تميل للتفاهم. ستصل تلك الرسائل من اليمن والعراق ولبنان وسوريا، وربما من مناطق أخرى. إذ ستعتقد السلطة الجديدة بأن القوى والعنف هو ما سيُجبر القوى الإقليمية على التفاوض مع إيران والخضوع لها، وليس شبكة المصالح والأدوار المتبادلة والمتكاملة بين مختلف مكونات المنطقة. وهذه نظرية تقليدية تتداولها الأوساط الإيرانية المحافظة منذ سنوات كثيرة، وتُشكل بنية وعيها لنمط العلاقات الإقليمية”.

الاتحاد الأوروبي الأكثر حرجًا..

وستكون قوى “الاتحاد الأوروبي” الأكثر حرجًا من هذا المشهد الحديث، فعبر علاقاتها المتميزة مع الحكومة والرئاسة الإيرانية، كانت السياسة الخارجية الأوروبية تعتقد بأنها تستطيع أن تنتشل “إيران” من قطبي الصراع من حولها، العلاقات الصدامية مع “الولايات المتحدة”، في كافة الملفات العالقة بين الطرفين، أو ميول “روسيا” لتضخيم المنظومة العسكرية والأمنية الإيرانية، والتحالف غير المُعلن بين الطرفين.

وفسر الباحث الألماني في شؤون الشرق الأوسط، “يوهان سولزبرغ”، الديناميكية الجديدة لانتخاب “رئيسي”، بالنسبة لـ”الاتحاد الأوروبي”، قائلاً: “بالنسبة للثلاثة الأكثر تصالحية من المنظومة الأوروبية، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، فإن خسارة آخر منصب كان يميل لأن يكون إصلاحيًا ومتفهمًا بموضوعية للعلاقات الدولية تعي نهاية مرحلة المحاولة الأوروبية ضبط العلاقة مع إيران، وقبل ذلك مسًا خطيرًا بالمصالح الأوروبية مع إيران واستقراره”.

وأضاف: “صحيح سيسعى الرئيس المنتخب للظهور بطريقة توحي بأنه، وتشكيلته الحكومية والسلطوية؛ سيكونون متفهمين ومتعاونين مع ذلك الجهد، لكن بنية هذا الرئيس وتاريخه السياسي وما يُعد له من مهام مستقبلية، تقف عائقًا أمام ذلك تمامًا، والقوى الأوروبية لا تملك أدوات كافية لتغيير توجهاته، وإحداث تغير من شكل علاقته مع الجناح الراديكالي من السلطة، ليتغير من الإلتصاق والتفاهم التام، إلى نوع من المواجهة العلنية”.

وبيّن “سولزبرغ”: “السياسة الخارجية الأوروبية، خلال الشهور الأولى، من حكم هذا الرئيس ستظهر وكأنها تتعامل مع منصبه وسلطاته لا مع شخصه وتاريخه السياسي، إلى أن تصل لمرحلة تُعلن فيها، (غسل يدها)، من أي إمكانية لانتشال إيران من التصعيد المتوقع”.

التطابق الشخصي يفتح الطريق للتعاون مع تركيا..

ويرى المعلقون في وسائل الإعلام التركية؛ أن المرشح الفائز في “إيران”، ربما يُطابق الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، في طموحاته السياسية وتفكيره بالملفات الداخلية، وشكل العلاقة مع العالم، وإن كان أقل براغماتية وخبرة من “إردوغان”، لكن ذلك التطابق الشخصي ربما يكون أهم منصة لأن يتعاون الطرفان بشكل كثيف خلال المرحلة المنظورة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب