خاص : كتبت – نشوى الحفني :
يبدو أن الوضع السياسي في “إسرائيل” مازال يزداد تعقيدًا، فبعد أن فاز حزب (الليكود) بزعامة، “بنيامين نتانياهو”، بالانتخابات، بدأت المعارضة تتحرك في إتجاه عرقلة “نتانياهو” من جديد لمنعه من تشكيل الحكومة، فقد ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن حزب (إسرائيل بيتنا)؛ بزعامة “أفيغدور ليبرمان”، يسعى لسن قانون يمنع بموجبه تكليف أي نائب قدمت ضده لوائح اتهام من تشكيل الحكومة “بما في ذلك بنيامين نتانياهو”.
وأعلن الحزب أنه: “سيسعى أيضًا لسن قانون في الكنيست الإسرائيلي يُحدد فترة تولي رئاسة الوزراء بما لا يتجاوز الولايتين على الأكثر”، وفقًا لقناة (مكان) الإسرائيلية.
من جهتها؛ اعتبرت الوزيرة، “ميري غيريف”، (من حزب الليكود)، أن: “المبادرين إلى سن مشروع قانون يمنع رئيس وزراء سبق أن تقرر مقاضاته، محاولة لتنفيذ انقلاب وتغيير نتائج الانتخابات بأساليب تتناقض والديمقراطية”.
وكانت وسائل إعلام عبرية، قالت إن المعارضة الإسرائيلية، وعلى رأسها زعيم حزب (كحول لفان)، “بيني غانتس”، تسعى لسن قانون يمنع زعيم حزب (الليكود)، بنيامين نتانياهو” من تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وقال “غانتس”، مخاطبًا “نتانياهو”، في تغريدة على (تويتر): “يتعين على نتانياهو أن ينتظر إعلان النتائج النهائية للانتخابات، ومن ثم يتعهد باحترامها”.
وتسعى المعارضة الإسرائيلية، (وسط ويسار)، إلى استغلال الوضع القانوني الذي يمُر به “نتانياهو”، خاصة في ظل الاتهامات والقضايا التي تتعلق بالفساد الإداري والمالي، لمنعه من تشكيل الحكومة الإسرائيلية المرتقبة.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، أن: “الحملة لسن قانون يمنعه من تشكيل ائتلاف حكومي؛ هي بمثابة محاولة لإلغاء إرادة الشعب الإسرائيلي، والذي حدد من يقوده عبر صناديق الإقتراع”.
ولا زالت أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المرتقبة، تواجه الأحزاب المشاركة في انتخابات “الكنيست”، أبرزها حزب (الليكود)، و(كاحول لافان)، حيث لم يُحصل كلاهما على عدد المقاعد الذي بموجبه يستطيع أي حزب إسرائيلي تشكيل الحكومة بمفرده.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في “إسرائيل”، مساء الخميس، النتائج النهائية لانتخابات “الكنيست”، بعد فرز جميع الأصوات؛ ومن ضمنها التي أدلى بها الخاضعون للحجر الصحي.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، (مكان)، فقد حصل حزب (الليكود) على 36 مقعدًا؛ يليه (كاحول لافان) 33 مقعدًا، والقائمة المشتركة 15 مقعدًا، وحزب (شاس) 9 مقاعد وحزب (إسرائيل بيتنا) 7 مقاعد، وحزب (يهدوت هتوراة) 7، وحزب (العمل) 7، وحزب (يمينا) 6 مقاعد.
وبذلك حصل تحالف أحزاب اليمين على 58 مقعدًا ما يعني أنه لا يملك الأغلبية لتشكيل حكومة بمفرده، ومعسكر الوسط اليسار فحصل على 54 مقعدًا.
وقالت قناة (كان) العبرية، إن كلا الحزبين، (الليكود وكاحول لافان)، حصلا على أقل من ستين مقعدًا برلمانيًا، وذلك يعني عدم مقدرة أي من معسكر اليمين أو اليسار على تشكيل ائتلاف حكومي، دون الاستعانة بحزب (إسرائيل بيتنا)، الذي يقوده “أفيغدور ليبرمان”، لترجيح الكفة.
وبعد إعلان النتائج، أعرب زعيم تحالف (أزرق-أبيض) الإسرائيلي، “بيني غانتس”، عن خيبة أمله من نتائج الانتخابات العامة لـ”الكنيست” الثالث والعشرين.
وقال “غانتس”، أمام حشد من أنصاره في مقر الحزب بمدينة “تل أبيب”، إن: “تحالفه واجه حملة انتخابية تمثلت بمستواها المنخفض الذي لم تشهد إسرائيل مثيلًا له في تاريخها”، مضيفًا إن: “تحالفه سيبقى موحدًا، وإن إسرائيل بحاجة الآن إلى الشفاء والوحدة والمصالحة”.
وأكد “غانتس” بالقول: “سأواصل على هذا النهج حتى لو كان الطريق لتحقيق ذلك طويلًا”.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، قد أعلنت الإثنين الماضى، أن نسبة التصويت فى الانتخابات العامة، 2020، بلغت 71 بالمئة، وهي أعلى بـ 1.2 بالمئة من نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة، في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حيث بلغت 69.8%.
الحل في يد “نتانياهو”..
وبشأن ردة فعل الشارع الإسرائيلي وإلى أي سيناريو يمكن أن تتطور هذه الأحداث، أشار السفير السابق لإسرائيل في روسيا، “تسفي ماغن”، إلى أن المواجهة المفتوحة ضد “نتانياهو” في الدوائر الحاكمة قد اشتدت فعلًا. وعلى ما يبدو بات من الأفضل له أن يغادر هذا التنافس السياسي، مضيفًا: “لا شك أن نتانياهو فاز في الانتخابات، ولكن السؤال هو كيف سيُشكل الحكومة وهو يفتقر إلى تفويضات تشكيلها بمفرده، كما أنه بحاجة إلى تحالفات، وهو لا يمتلك سوى القليل من مخارج الحلول. وإن لم يتمكن من الاتفاق على ائتلاف مع ممثلي حزب أو آخر، فإن إسرائيل ستواجه احتمال إجراء انتخابات رابعة. في الواقع، إن بيبي؛ هو الذي بيده الحلول الكثيرة للوضع الحالي، ولكن السؤال الكبير: هل سيوافق هو و(الليكود) ؟.. مع العلم أنه في معسكر، نتانياهو، ظهرت بالفعل حسابات لهذا الموضوع”.
“غانتس” و”ليبرمان” يريدان تشكيل الحكومة بنفسيهما..
ويرى رئيس قسم دراسات إسرائيل والمجتمعات اليهودية في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، “ديمتري مارياسيس”، أن زعيمي؛ (كاهل لافان)، “بيني غانتس”، و(وطننا إسرائيل)، “أفيغدور ليبرمان”، يريدان المشاركة في عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
ومع ذلك، فإن المشكلة الرئيسة لا تزال في زعيم (الليكود): “يبدو لي أن غانتس وليبرمان في هذه الحالة يعتقدان أن فرصة تشكيل الحكومة ستتوفر لأحدهما، ولكن المشكلة تكمن فقط في نتانياهو، فلو أنه ترك منصب زعيم الليكود – لما كانت هناك أي مشكلة على الإطلاق ولكانت الحكومة قد تشكلت من فترة طويلة. بيني غانتس؛ مستعد للجلوس مع أي زعيم آخر لليكود على طاولة المفاوضات وسيُشكل معه ائتلافًا بكل هدوء. ولن يعود الليكود وكاحول لافان بحاجة إلى أي شخص. كل شيء يتعلق بنتانياهو، فمع تغييره لن تكون هناك أي مشكلة”.
مغادرة “نتانياهو” ستنشيء حكومة وحدة وطنية..
قال “تسفي ماغن”، إنه إذا غير (الليكود) زعيمه، فإن المؤسسة الإسرائيلية ستنشيء بسهولة حكومة وحدة وطنية، بأغلبية وسطية، وأضاف: “إذا غادر نتانياهو، فمن المحتمل جدًا تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث ستتوقف الأحزاب عن الانقسام إلى يمين الوسط ويسار الوسط، عندها ستكون هناك حكومة مركزية هادئة تمامًا، فالأهم في كل هذا الأمر هو أن يُغادر نتانياهو”.
المجتمع الإسرائيلي غير متجانس..
يعتقد “دميتري مارياسيس”، أنه لا يوجد أي رد فعل عام لا لبس فيه على اقتراح إزاحة “نتانياهو” من رئاسة الحكومة، وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فإن “إسرائيل” غير متجانسة للغاية: “المجتمع الإسرائيلي الآن غير متجانس للغاية، فهناك من يتفاعل بشكل سلبي وآخر بشكل ايجابي. بالتأكيد لن يكون هناك رد فعل محدد. بشكل عام، هذه الخطوة يصعب وصفها حتى بأنها غير ديمقراطية. هذا صراع سياسي عادي، ولكن هناك شيء آخر أكثر لفتًا للنظر، فالساسة قد نسوا الحكومة من أجل مصلحتهم الخاصة، والمجتمع يرى ذلك، وهو يعاني. أخيرًا يمكن القول إن مثل هذا الصراع التنافسي أفضل بكثير من العمل وراء الكواليس وحياكة المؤامرات السرية.