خاص : ترجمة – بوسي محمد :
فقدت (Myspace)، وهي شبكة اجتماعية قوية، كل جزء من المحتوى الذي تم تحميله على موقعها قبل عام 2016، بما في ذلك ملايين الأغاني والصور ومقاطع الفيديو التي ليس لها منزل آخر على “الإنترنت”.
تلقي الشركة باللوم على ترحيل خاطيء للخوادم بسبب الحذف الشامل، والذي يبدو أنه حدث منذ أكثر من عام، عندما ظهرت التقارير الأولى للمستخدمين غير القادرين على الوصول إلى المحتوى القديم.
وأكدت الشركة لأمناء المحفوظات على “الإنترنت” أن الموسيقى قد فقدت بشكل دائم، محطمة الآمال في إمكانية استخدام نسخة احتياطية لحماية المجموعة بشكل دائم للأجيال القادمة.
50 مليون أغنية..
لقد فقد الموقع أكثر من 50 مليون أغنية من 14 مليون فنان، بما في ذلك الأغاني التي أدت إلى ظهور مجموعة (Myspace Generation) من الفنانين، مثل: “Lily Allen” و”Arctic Monkeys” و”Yeasayer”. بالإضافة إلى الموسيقى، وقام الموقع أيضًا بحذف الصور ومقاطع الفيديو المخزنة على خوادمه عن طريق الخطأ.
على الرغم من أن العديد من المستخدمين قد هجروا برنامج (Myspace)، في نهاية العقد الأخير، لشبكات التواصل الاجتماعي، فقد أحتفظ الموقع بقاعدة مستخدم كبيرة خلال هذا العقد، حيث تفوقت على (غوغل)، في شهر حزيران/يونيو 2006، كأكثر المواقع زيارة في “الولايات المتحدة”.
ومع ذلك، لا يزال الموقع يحتوي على بعض المستخدمين الأكثر قوة ونفوذًا، مثل “كينيث سكالير”، الذي أخبر صحيفة (الغارديان)، في عام 2018: “ماي سبيس جزء كبير من حياتي. لقد قابلت أشخاصًا جددًا لم أكن لألتقي بهم”.
وتساءل البعض عن كيفية قيام الشركة المحاصرة، التي أشترتها شركة “تايم إنك”، في عام 2016، بمثل هذا الخطأ. فقد كتب خبير الويب، “أندي بايو”: “قد تكون عدم الكفاءة سببًا في حدوث ذلك”.
في البداية؛ زعمت (Myspace) أن الحذف كان خطأً مؤقتًا، حيث أخبر موظفو دعم العملاء مستخدمًا واحدًا: “لقد أبلغت أن المشكلة سيتم حلها”. ولكن بحلول تموز/يوليو من العام الماضي، تم الإقرار علنًا بعدم حدوث مثل هذا الإصلاح.
يحتوي الموقع الآن على لافتة، في الجزء العلوي من الموقع، تخبر الزائرين: “نتيجة لمشروع ترحيل الخادم، قد لا تتوفر أي صور ومقاطع فيديو وملفات صوتية قمت بتحميلها منذ أكثر من ثلاث سنوات على موقع (Myspace) أو منه. نعتذر عن أي إزعاج ونقترح الإحتفاظ بنُسخك الاحتياطية. إذا كنت ترغب في مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بمسؤول حماية البيانات لدينا”.
الخروج من المنافسة لصالح الـ”فيس بوك”..
دفعت أخبار حذف (Myspace)؛ إلى إجراء مقارنات مع مجتمعات الإنترنت المبكرة الأخرى التي أغلقت أبوابها، مما أدى إلى حذف مساحات هائلة من تاريخ الإنترنت في هذه العملية، من مصمم مواقع الويب “Geocities” إلى شبكة التواصل الاجتماعي الفاشلة (Google Plus). لكن تلك المواقع تمكنت من إعطاء تحذير كافٍ لأرشيف السجلات لجذب مجتمعاتهم إلى الأبد. في عام 2016؛ أطلق أرشيف الإنترنت مجموعة قابلة للبحث من كل “GIF” تم نشرها على الإطلاق إلى (Geocities).
وقد أعلنت مجموعة من المتطوعين أنهم كانوا يعملون للحفاظ على مشاركات (Google Plus) في أرشيف الإنترنت قبل إغلاق الموقع في نيسان/أبريل. يقدر الأرشيف أنه يكلف حوالي 2 دولار لأرشفة 1 غيغابايت من البيانات بشكل دائم.
يُشار إلى أن موقع (ماي سبيس)، الذي أطلق في عام 2003، تفوق على الـ (فيس بوك) حتى أصبح أول مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ما أهله لإكتساب قاعدة مشتركين كبيرة، خاصة داخل “الولايات المتحدة الأميركية” إلى جانب مواقع أخرى في نفس الإتجاه، أبرزها (Hi5)، و(Tagged)، دون أن يتخيل القائمين عليه أن موقعهم الذي تقف وراءه شركة دعاية أميركية عملاقة يمكن أن ينهار أمام منافس خرج من رحم مشروع تخرج لطالب جامعي خلال أقل من 8 سنوات.
فشل (Myspace) في الصمود أمام نجاحات الـ (فيس بوك) الساحقة التي إستحوذت على رواده، فقد خرج لجمهوره المتراجع في ثوب جديد ليصبح مُلتقى اجتماعي ترفيهي عام 2010، تاركًا معركة التواصل الاجتماعي بالكامل لمنافسيه، فضلًا عن القيام بخطوة جريئة تمثلت في إمكانية اشتراك المُستخدمين للموقع عن طريق حساباتهم على (Facebook)، وهو ما مثل استسلام تام، ليتحول الموقع بشكل رئيس إلى موقع يخدم عالم الفن والغناء بمكتبة واسعة من أشهر أغنيات “البوب” ومقاطع الفيديو؛ ليعمل كمنصة تعريف بالنجوم حديثي المولد والباحثين عن فرصة للشهرة وبناء قاعدة جماهيرية.
