بعد فشل “نبع السلام” .. ماذا حقق “إردوغان” من تورطه في المستنقع السوري ؟

بعد فشل “نبع السلام” .. ماذا حقق “إردوغان” من تورطه في المستنقع السوري ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

أفادت مصادر، في شمالي “سوريا”؛ أن تعزيزات للجيش التركي والجماعات “التُركمانية” المسلحة قد اقتربت من مواقع الجيش السوري في ريف محافظة “الحسكة”.

وأكد مراسل (سبوتنيك) في “الحسكة” إن: “التعزيزات العسكرية المتجهة إلى قرية باب الخير في ريف بلدة أبوراسين بريف الحسكة الشمالي؛ أصبحت على مقربة من الحدود السورية التركية”. مضيفًا أن قرية “باب الخير” تبُعد نحو 2 كم فقط من بلدة “أبوراسين”، الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري، وأن التعزيزات العسكرية التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لـ”أنقرة” مكونة من 30 مجنزرة؛ إضافة إلى آليات ومدافع ثقيلة وصلت مؤخرًا إلى القاعدة العسكرية التي أنشأها الجيش التركي حديثًا داخل قرية “باب الخير”، بعد نقلها من قرية “تل محمد” القريبة منها.

الأكراد يستعيدون السيطرة !

تأتي التعزيزات العسكرية التركية بعد مزاعم “أنقرة” بأن الأكراد يماطلون في الانسحاب من المنطقة. فيما تواصل القوى الكُردية – بمشاركة قوات النظام السوري – عملياتهما لاستعادة ما يمكن استعادته من قرى سيطرت عليها الفصائل الموالية لـ”أنقرة”.

إذ تمكنت “قوات سوريا الديمقراطية”، (قسد)، من استعادة السيطرة على قرية “أم شعيفة”، الواقعة على الطريق بين “تل تمر” و”أبوراسين”، في محافظة “الحسكة”، كما منعت “قوات الجيش الوطني” المعارض من التقدم نحو قرية “شراكوك” قرب “عين عيسى”، وهي كلها معارك ضمن عمق الثلاثين كيلومترًا المنصوص عليها في الاتفاقين.

“إردوغان” يشكو ويهدد !

تعليقًا على ما أسماه “مماطلة” القوى الكُردية في الانسحاب من “المنطقة الآمنة”، قال الرئيس التركي إن “أميركا” و”روسيا” لم تلتزما بإبعاد القوى الكُردية عن الحدود التركية، مُهددًا باستمرار عملية “نبع السلام”.

وهذا ما أكده وزير الدفاع التركي، “خلوصي أقار”، حينما قال إن تنظيم “وحدات حماية الشعب” هو بالفعل تنظيم إرهابي؛ إنتهك الاتفاقات المبرمة مع “الولايات المتحدة” و”روسيا”، ولم ينسحب من المنطقة الحدودية.

وكان “إردوغان” قد أعلن أنه سيناقش تنفيذ المذكرة (الروسية-التركية)، بشأن “سوريا”؛ مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”.

وقال “إردوغان”، للصحافيين: “لقد إنتهت الفترة التي خصصها الاتفاق مع روسيا الاتحادية، لكن الإرهابيين لم يغادروا المنطقة وما زالوا يهاجمون، والجيش الوطني السوري، (المعارض)، يرد عليهم رغم سقوط 11 قتيلاً من بين صفوفهم. هل علينا أن نصمت ؟.. بالطبع، سوف نرد على هذا ونكمله بنجاح … أرغب في مناقشة هذه المشكلة مع الرئيس الروسي، بوتين”.

وكان الرئيسان الروسي والتركي قد وقعا، الشهر الماضي، مذكرة تفاهم من 10 نقاط، عقب ست ساعات من المفاوضات، وصفها “بوتين”، بـ”المهمة للغاية، إن لم تكن بالغة الأهمية، لإنهاء وضع متوتر جدًا على الحدود السورية التركية”.

لم يحقق ما أراد..

بحسب الرئيس التركي؛ لم تنسحب القوى الكُردية من “المنطقة الآمنة”، وفق الاتفاقين اللذين وقعتهما “أنقرة”، الأول مع “الولايات المتحدة”، ونص على وقف فوري لإطلاق النار لخمسة أيام، بشرط “وعود” بانسحاب الأكراد من كامل “المنطقة الآمنة”.

ولم تنفذ القوى الكُردية أيضًا انسحابها، حسب اتفاق ثان مع “موسكو”، ينص على السماح بدخول قوات النظام السوري، (حرس الحدود)، مع القوات الروسية، (الشرطة العسكرية)، للمناطق الحدودية، عدا شريط “تل أبيض” و”رأس العين”، الخاضع للسيطرة العسكرية التركية، مقابل وقف “تركيا” لعمليتها العسكرية.

يرى كثير من المحللين أن عملية “نبع السلام” قد فشلت، وأن الرئيس التركي لم يحقق إنجازًا لبلاده بتدخله العسكري في شمال “سوريا”.

وفي المقابل؛ فقد حصل الأميركيون والروس على ما يريدونه مباشرة وفورًا. فالأميركيون حصلوا على وقف فوري لإطلاق النار، والروس حصلوا على انتشار فوري لقوات النظام السوري مع قواتهم، في مناطق ظلت خارج نفوذ “دمشق” لسنوات طويلة، في المقابل، لم تحصل “تركيا” سوى على “كلام على الورق”، إعترف قادتها اليوم بأن الوعود الأميركية والروسية لم تنفذ.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة