وكالات- كتابات:
أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ أنّ: “الجيش قرر تقليص عدد قواته في قطاع غزة، وسحب الفرقة (98)”.
وبحسّب الإذاعة؛ فإنّ: “الجيش سحب من قطاع غزة؛ ألوية المظلات والكوماندوز والمدرعات خلال الأيام الماضية”.
وأشارت الإذاعة إلى أنّ قرار تقليص القوات في “قطاع غزة” سبّبه: “انتهاء عملية (عربات جدعون)”.
يأتي ذلك بعدما أقرّت القناة (13) الإسرائيلية؛ بفشل عملية (عربات جدعون)، في تحقيق أيٍ من أهدافها المعلنة في “قطاع غزة”.
وكان (الكابينت)؛ قد أطلق مطلع أيار/مايو 2025، خطة عملية (عربات جدعون)، بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في “قطاع غزة”.
وكانت العملية تهدف إلى فرض سيّطرة عسكرية ميدانية على الأرض، بحيث تتمكن قوات الاحتلال من إدارة حركة السكان عبر إقامة مناطق عازلة؛ (تشبه الغيتوهات)، يتم فيها تجميع المدنيين الفلسطينيين، مما يُتيح لجيش الاحتلال حرية العمل العسكري في بقية أنحاء القطاع.
ومن أهداف العملية أيضًا تفكيك سلطة حركة (حماس) عبر ضرب بُنيتها التحتية ونزع سلاحها، استعادة الأسرى الإسرائيليين، وإعادة رسم الخارطة الأمنية والديمغرافية للقطاع، بما يخدم مصالح “إسرائيل” الاستراتيجية، بحسّب ما أورد سابقًا، “المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية”.
بعد الفشل الميداني..
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن: (04) فرق عسكرية لا تزال تتمركز في القطاع، مشيرة إلى أن فرقتين منها فقط تنفذَّان مهام قتالية في شمال “قطاع غزة” وفي مدينة “خان يونس” (جنوب)، في حين تقوم الفرقتان الأخريان بدور دفاعي.
وأوضحت أن رئيس الأركان؛ “إيال زامير”، قرر تقليص عدد قوات الاحتياط في كل الجبهات بنسبة: (30%).
ونقلت عن مصادر أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في “غزة” تتمركز في مناطق سيّطرت عليها وتنتظر قراراتِ المستوى السياسي.
ويأتي الحديث عن انتهاء عملية (عربات جدعون)؛ بعد أن فشلت في تحقيق تحول في المواجهة مع “المقاومة الفلسطينية”، التي ردت بعملية (حجارة داود).
وخلال حزيران/يونيو وتموز/يوليو، تكبّد جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن: (40) من عناصره، وشهدت هذه الفترة عمليات نوعية للمقاومة في “خان يونس وبيت حانون”؛ المناطق الشرقية لمدينة “غزة”، ومنها “حي الشجاعية”.
في غضون ذلك؛ نقلت القناة (12) عن قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قوله إن الحرب التي تخوضها “إسرائيل” في “غزة” طويلة وصعبة ومرهقة لكنها ضرورية، زاعمًا أن جيش الاحتلال لن يتوقف حتى يُحقق هدفي إعادة المحتجزين وهزيمة حركة (حماس).
تغيير الاستراتيجية..
وتعليقًا على تقارير سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات من “غزة”، قال الخبير العسكري اللبناني؛ العميد الركن المتقاعد “إلياس حنّا”، إن “إسرائيل” تبدّل استراتيجياتها وتُغيّر القوات داخل القطاع، “لكن المردّود في النهاية هو نفسه”، على حد تعبيره.
وأوضح “حنّا”؛ أن الاحتلال الإسرائيلي انتقل من استراتيجية سابقة إلى ما سَّمي: (عربات جدعون)، وهي عملية قال رئيس الأركان الإسرائيلي؛ إنها جاءت لتحقيق أهداف معينة، أبرزها قتل عدد كبير من القيادات في “غزة”.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الفرقة (98) تم استنزافها بشكلٍ كبير، وقد يكون لذلك عدة أسباب، أولها إراحتها تمهيدًا لإعادتها إلى عملية جديدة قد تستهدف تطويق مدينة “غزة”، وعزل وسط القطاع، ثم بدء عملية استنزاف طويلة، بحسّب ما صرح به رئيس الأركان؛ “إيال زامير”.
وقال “حنا” إن: “الوحدات الخاصة لا تعمل في العادة إلا في إطار عمليات خاصة، أما الآن فهي تُقاتل كأنها قوات مشاة عادية، وهذا سبب تذمّرًا كبيرًا داخل هذه الوحدات، لأن تجهيزها وتدريبها ومهامها مختلفة تمامًا”.
ولفت إلى أن هناك (05) فرق عسكرية إسرائيلية مرتبطة بالعمليات في “قطاع غزة”: “لكن ليس بالضرورة أن تكون جميعها تعمل داخل القطاع، لأن المساحة صغيرة جدًا”، موضحًا أن العمليات عادة ما تُنفذّ ضمن ما يعرف بـ (تاسك فورس)، أي قوات مهام مشتركة تضم دبابات ومشاة ووحدات خاصة وهندسة وغيرها”.
وختم العميد الركن المتقاعد؛ “إلياس حنّا”، بالإشارة إلى أن هذا التحول قد يرتبط أيضًا بحل سياسي يتم التحضير له بعد زيارة المبعوث الأميركي؛ “ستيف ويتكوف”، (الذي وصل اليوم إلى إسرائيل)، مشيرًا إلى إمكانية الدخول في مرحلة جديدة من العمليات أو المفاوضات.