خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في توقيت هام، عاشت مدينة “ليفربول” ليلة مرعبة أدت إلى رفع السلطات البريطانية مستوى التهديد الإرهابي في البلاد إلى: “شديد”؛ وذلك بسبب انفجار سيارة أجرة أمام مستشفى في “ليفربول”، بشمال “إنكلترا”، حيث وصفت الشرطة البريطانية انفجار السيارة بأنه: “حادث إرهابي”؛ دون معرفة دوافعه في الوقت الراهن، وهو ما تزامن مع إحياء “بريطانيا” لذكرى ضحايا الحروب في مناسبة: “أحد الذكرى”.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، “بريتي باتيل”، إن البلاد رفعت مستوى التهديد الأمني الذي يُمثله الإرهاب إلى شديد، الأمر الذي يعني أنه من المُرجح بدرجة كبيرة وقوع هجوم بعد الانفجار الذي وقع في “ليفربول”، الأحد.
وكانت الشرطة قد أكدت أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة كان يحملها راكب قُتل في الانفجار، وذكرت أنها تعتقد أنها تعرف هوية الراكب، لكن لا يمكنها الكشف عنها.
يعتقد المحققون أن العبوة “صنعها” الراكب الذي توفي بعد الانفجار. وكان قد استقل سيارة الأجرة من جادة “راتلاند”، في “ليفربول”، وطلب من السائق نقله إلى مستشفى النساء الواقع على بُعد عشر دقائق.
أمام هذا المستشفى وقع الانفجار قبيل الساعة 11 بالتوقيت المحلي وغرينتش، الأحد، في وقت كانت “بريطانيا” تحيي ذكرى ضحايا الحروب في مناسبة: “أحد الذكرى”؛ وعلى بُعد أمتار من “كاتدرائية ليفربول”، حيث تجمع مئات الجنود وقدامى المحاربين وحشود.
فرضية ربط إحياء الذكرى بالحادث..
وقال “راس جاكسون”، المكلف بشرطة مكافحة الإرهاب في المنطقة بشأن هذا الحفل، خلال مؤتمر صحافي، الإثنين: “لا يمكننا إقامة رابط في هذه المرحلة، لكنها فرضية في التحقيق نستطلعها”.
ووصف مسؤولون سياسيون وبعض الصحف، سائق سيارة الأجرة؛ الذي أصيب في الانفجار بأنه: “بطل” لأنه أتاح تجنب سقوط قتلى.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، “بوريس جونسون”، خلال زيارة إلى مركز طبي في “لندن”: “إنه تحقيق جارٍ، لا يمكنني بالتالي التعليق على التفاصيل أو تحديد من أي نوع هو الحادث، لكن يبدو أن سائق سيارة الأجرة المعني تصرف بسرعة بديهة وشجاعة لا تصدق”.
صحيفة (ديلي مايل)؛ كتبت أن الراكب أوحى له بأنه: “مُثير للشبهة” وأبقاه داخل السيارة التي أقفل أبوابها قبل أن يلوذ بالفرار.
وقالت رئيسة بلدية ليفربول، “جوان أندرسون”، في حديث مع (بي. بي. سي): “تمكن سائق سيارة الأجرة بفضل جهوده البطولية؛ من درء كارثة رهيبة كان يمكن أن تقع في المستشفى”، مؤكدة أنه: “أقفل أبواب” السيارة.
استمرار التهديد الإرهابي..
وقال رئيس حزب المحافظين، “أوليفييه دودن”؛ لشبكة (سكاي نيوز): “هذا يذكرنا بأن التهديد الإرهابي لم ينته”.
وفي تعليقه على تصرف السائق الذي تحدثت عنه الصحافة؛ شدد “دودن” على: “التناقض بين جبن الهجوم الإرهابي وشجاعة البريطانيين العاديين في كل مكان في البلاد الذين يفضلون حياة الآخرين على حياتهم”.
“حادث رهيب”..
وما زالت الشرطة تفرض: “طوقًا كبيرًا” حول جادة “روتلاند”، في “ليفربول”: “وتم إخلاء عدد من المساكن على سبيل الاحتياط”، في إطار التحقيق الجاري.
وقالت وزيرة الداخلية، “بريتي باتيل”، في تغريدة؛ إن الشرطة تبلغها بآخر التطورات المرتبطة بالحادث الذي وصفته بأنه: “رهيب”.
وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي موقع الانفجار، حيث فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا وسط تصاعد للدخان الكثيف.
وأفاد قائد جهاز إطفاء “مرسيسايد فيل غاريغان”؛ أن الحريق كان مشتعلاً حين وصلت عربات الإطفاء. وحضت الشرطة السكان على: “الحفاظ على الهدوء والتيقظ”.
أوروبا وأميركا على رأس الأهداف الإرهابية لـ”داعش”..
تعليقًا على ذلك الحادث، قال الباحث المصري في الشؤون الإستراتيجية وقضايا الأمن الدولي، “أنس القصاص”، إن “أوروبا” و”الولايات المتحدة” ستظلان على رأس الأهداف الإرهابية لـ (داعش)، خاصة لدورهما في “التحالف الدولي”؛ وهو ما حذرت منه “واشنطن” مؤخرًا، خاصة من فرع “ولاية خراسان”؛ بعد صعود نجم الغريم التقليدي، وهي حركة (طالبان).
مضيفًا أن حادث “ليفربول” يحمل بصمات (داعش) عبر خلاياه النائمة، مشيرًا إلى أن التنظيم يستغل حالة الانفتاح والتجمعات حاليًا بعد عامين من الإغلاق في تحقيق مزيد من المكاسب عبر زيادة الخسائر الناتجة عن العمليات وتحقيق صدى واسع.
وأشار إلى أن الحادث وقع قرب كاتدرائية يتجمع حولها مئات الجنود؛ ولولا شجاعة السائق لكانت وقعت كارثة مروعة.
واعتبر أنه بمثابة: “رسالة تحذيرية” قبيل أعياد الميلاد التي توقع أن تشهد عمليات إرهابية؛ يُثبت خلالها (داعش) أنه موجود ولازال قادرًا على التهديد، وهو ما أدى إلى إعلان “بريطانيا” رفع مستوى التهديد إلى: “شديد”.