10 أبريل، 2024 11:13 ص
Search
Close this search box.

بعد طلب “المعلم” مغادرة الجيوش الأجنبية ..هل تقبل أميركا وتركيا وتتوسط الصين ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما تغير الواقع السوري على الأرض وإنحياز الكفة والغلبة إلى النظام السوري، وتبادل الاتهامات بين الجانب السوري والتركي من هجمات وتدعيم للإرهاب، وبعدما فعله “دونالد ترامب” من انسحاب لقواته؛ ومن ثم إعلانه لتبعية “هضبة الجولان” للسيادة الإسرائيلية، أعلن وزير الخارجية السوري، “وليد المعلم”، أمس، أن على الجيوش الأجنبية مغادرة الأراضي السورية، وعلى وجه الخصوص، الجيشين، الأميركي والتركي.

قائلًا “المعلم”، في مؤتمر صحافي عقب لقائه مع وزير الخارجية الصيني، “فان إي”: “أريد أن أؤكد على أن مكافحة الإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي بأسره. وعلى كل الجيوش الأجنبية مغادرة الأراضي السورية، وعلى وجه الخصوص، الجيشان الأميركي والتركي”.

وأضاف “المعلم” أن النظام لا يسعى لمواجهة مسلحة مع “تركيا”؛ من حيث المبدأ، مضيفًا أن قوات “الأسد” تقاتل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، بحسب تعبيره.

وفي الوقت نفسه، أعرب عن إمتنانه لـ”روسيا” و”إيران” لمساعدتهما في مكافحة الإرهاب.

ومن المتعارف عليه ظاهريًا أن “الولايات المتحدة”، وحلفاؤها، يقوما بعمليات ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في “العراق” و”سوريا”، منذ عام 2014، ويوجد “التحالف الدولي” في “سوريا” بدون إذن من السلطات السورية.

وقد ذكرت الحكومة السورية مرارًا، أن “الولايات المتحدة” توجد في الأراضي السورية بشكل غير قانوني، ودعتها إلى سحب قواتها.

وفي الآونة الأخيرة؛ دعت “تركيا”، “موسكو” و”طهران”، إلى التدخل لوقف هجمات الجيش السوري على نقاطها العسكرية.

ووقعت نقاط المراقبة التركية، في منطقة خفض التصعيد، تحت نيران النظام السوري، حيث أصرت قوات النظام على استهداف نقاط المراقبة التركية شمال “سوريا”، خاصة تلك المحاذية لمناطق الإشتباك في “حماة” و”إدلب”، وضربت نقطة المراقبة التركية في “مورك” بـ”ريف حماة” الشمالي بشكل مباشر؛ وللمرة الثانية خلال أسبوع.

ورد الجيش التركي على مصدر النيران، بحسب بيان لـ”وزارة الدفاع التركية”، التي اتهمت قوات النظام المتمركزة في منطقة “تل بازان”، بقصف نقطة المراقبة.

من جهته؛ حذر وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو”، من أن “أنقرة” لن تتسامح مع الهجمات العسكرية على قواتها، فيما اعتبر الجانب الروسي، في أول تعليق له على الرد العسكري التركي ضد قصف نقاط المراقبة، “أنه تصعيد غير مقبول”.

غير مستبعد حدوث مواجهة..

تصريحات “المعلم” هذه؛ التي باتت تشير إلى وجود النظام السوري في موقع القوة، علق عليها المحلل السياسي، “عبدالله أحمد”، قائلًا أنه لا يستبعد حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيش السوري والتركي بسبب  استمرار “التصعيد التركي الخطير، وغير المسبوق، في ريفي حماة وإدلب، تجاوز الدعم اللوجيستي للتنظيمات الإرهابية هناك إلى الدعم المباشر بالمعدات العسكرية”.

وأضاف أن: “اللعبة التركية وأطماعها في الشمال السوري أصبحت أكثر وضوحًا، لاسيما وأنه إتخذ من تفاهمات سوتشي وآستانا ذريعة لتبرير احتلاله لأراض سوريا”.

واعتبر أن: “تركيا لن تخرج من سوريا بالمساعي الدبلوماسية فحسب، وإنما بعمل عسكري، إضافة إلى ضغط (روسي-صيني) عليها، خاصة وأنها استنفدت كل الفرص المعطاة لها من قبل روسيا”.

قد تستخدم الضغط الناعم..

عن الهدف من تصريحات “المعلّم”، بالنسبة لـ”تركيا”، قال الكاتب والباحث السياسي، “محمد العمري”، أنه: “بطبيعة الحال التوقيت السياسي يلعب دورًا كبيرًا في هذا التصريح، ولا سيما أن زيارة الوزير المعلم بهذا التوقيت تحمل ثلاث عناوين بقراءة شخصية، العنوان الأول محاربة الإرهاب وهناك تعاون متبادل وحاجة متبادلة بين الحكومة السورية والحكومة الصينية بخصوص الإيغور الذين يشكلون تهديدًا للصين والتحكم التركي بهؤلاء، وهناك حاجة سورية بالتالي بالدرجة الأولى لمحاربة الإرهاب، ولذا نقول أن زيارة المعلم بالدرجة الأولى متعلقة بمحاربة الإرهاب، وهذا الأمر مرتبط بالجانب التركي ويمكن للصيني أن يلعب دورًا هامًا، ونحن نعلم أن الصين قدمت دعمًا ماديًا أثناء الحملة الإنتخابية لإردوغان، منذ عدة سنوات، قارب 300 مليون دولار؛ وبالتالي يمكن للصين أن تستخدم الحرب الناعمة أو الضغط الناعم من خلال الاقتصاد على التركي من أجل تحجيم السلوك العدواني التركي”.

استخدام “الحزام والطريق” وسيلة للضغط..

وحول إطلاق “المعلم” لهذه التصريحات من “بكين”؛ وهل يمكن أن تكون “الصين” كضامن للعلاقة “السورية-التركية”؛ وعلى أي أساس رأى “العمري” أن “هناك دائمًا في العلاقات الدولية والدبلوماسية وسائل حميدة ووساطة وسائل أخرى تلجأ إليها الدول، وقد تكون إشارة المعلم هي للعب دور صيني من خلال مشروع (طريق واحد حزام واحد) للضغط على تركيا وإقناعها بالإبتعاد عن السلوك العدواني، والأساس الأول هي تأمين ظروف موضوعية وبيئية مناسبة، وتركيا وسوريا والعراق وإيران هي من أهم المواقع الحيوية في صلة الوصل بين جنوب شرق آسيا وصولاً إلى أوروبا، وبالتالي يمكن أن يكون للصيني مساعي حميدة لدفع تركيا للتخلي عن دعم الإرهاب، وهناك حاجة صينية بطبيعة الحال للتنسيق مع الجانب التركي بخصوص الأيغور حول مناطق تواجدهم وأعدادهم وكيف سيتم التعامل معهم أو إعادتهم وكيف سيتم الحد من مخاطرهم بشكل أساس. والعنوان الآخر هو مواجهة الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية، كما وصفه الوزير المعلم، ونحن نعلم أن الولايات المتحدة تمارس هذا الإرهاب ضد سوريا وتركيا لأسباب مختلفة تخدم مصالحها”.

تركيا لن تقبل تصريحات “المعلم” لعدة أسباب..

عن الإستجابة التركية، قال “العمري” أنه: “بطبيعة الحال، اليوم، يمكن القول أن الجانب التركي، إنطلاقًا من الواقعية السياسية، يدرك أن سوريا في موقع أفضل مما كانت عليه في السنوات السابقة، وبالتالي لن يفهم التركي تصريح المعلم من موقف الضعف؛ وهذا شيء طبيعي، ولكن التركي يراهن اليوم على أمرين، الأول هو إطالة الأزمة قدر الإمكان للحصول على أفضل الاستثمارات، سواء من الجانب الروسي أو الأميركي أو ربما الصيني في مرحلة معينة، وبالتالي هو يسعى بالدرجة الأولى إلى الإرتكاز بشكل أساس على المجموعات الإرهابية ليحصل على أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية؛ كما يحصل اليوم في العلاقات الروسية والمغريات التي قدمتها روسيا فيما يتعلق خط السيل الجنوبي وبناء المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية وزيادة عدد السياح وإلى ماهنالك، وبالتالي هذا الأمر يمكن أن يشكل دافعًا للنمو الاقتصادي التركي. والنقطة الثانية بما يتعلق بالمجاميع الإرهابية؛ فتركيا تريد بشكل رئيس فرض صيغة أو نظام الإخوان المسلمين على الحالة السورية القادمة؛ وتركيا تعلم تمامًا أن سوريا لن تقبل بذلك”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب