خاص: كتبت- نشوى الحفني:
فيما يبدو ردًا أوليًا من الجانب الإيراني على “إسرائيل”، أعلن (حزب الله)، السبت، أنه شنّ هجومًا “بأسراب من المُسيّرات” على قاعدة عسكرية في شمال “إسرائيل”، ردًا على اغتيال الدولة العبرية؛ الجمعة، مسؤولاً في حركة (حماس) بغارة في مدينة “صيدا”، بجنوب “لبنان”.
وأورد الحزب في بيان؛ أنه: “ردًا على الاعتداء والاغتيال الذي نفّذه العدو الإسرائيلي في مدينة صيدا”، تم السبت؛ شّن هجوم جوي: “بأسّراب من المُسّيرات الانقضاضية على قاعدة (محفاة ألون)”؛ جنوب غرب مدينة “صفد”.
وأشار الإعلام الحربي التابع للحزب؛ إلى أنها: “المرة الأولى” يتم فيها استهداف هذه القاعدة، منذ بدء تبادل القصف عبر الحدود بين “لبنان” و”إسرائيل”؛ في الثامن من تشرين أول/أكتوبر، غُداة اندلاع الحرب في “قطاع غزة” بين الدولة العبرية وحركة (حماس).
وكانت الحركة نعت؛ الجمعة، مسؤول أمنها في مخيم (عين الحلوة) للاجئين الفلسطينيين؛ “سامر الحاج”، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته.
أول غارة إسرائيلية على مدينة “صيدا”..
كما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان: “القضاء” على “سامر الحاج”؛ مُعرفًا عنه بأنه كان: “قائد القوة العسكرية في مخيم (عين الحلوة) في منطقة صيدا”.
وكانت هذه المرة الأولى يُشنّ فيها سلاح الجو الإسرائيلي غارة داخل مدينة “صيدا”؛ التي تبُعد نحو (50 كلم) عن الحدود، منذ بدء التصعيد مع (حزب الله).
وأسّفر التصّعيد عبر الحدود عن مقتل: (562) شخصًا على الأقل في “لبنان”، بينهم: (366) مقاتلاً من الحزب؛ و(116) مدنيًا على الأقل، بحسّب تعداد لوكالة (فرانس برس)، استنادًا إلى السلطات اللبنانية وبيانات (حزب الله).
وأعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل: (22) عسكريًا و(26) مدنيًا على الأقل؛ منذ بدء التصعيد، بينهم: (12) في “الجولان”.
توقعات “أميركية-إسرائيلية”..
وكانت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية؛ قد قالت في تقرير إن: “التقديرات الأميركية والإسرائيلية تُرجّح أن يُنفّذ (حزب الله) هجومه خلال الساعات الـ (24) المقبلة”.
وأضافت أن تلك التقديرات تُرجّح أن يُهاجم (حزب الله)؛ “إسرائيل”، أولاً، ثم تقوم “إيران” بذات الشيء.
من جانبها؛ قالت صحيفة (يديعوت أحرنوت)؛ إن (حزب الله) عازم على تنفيذ هجوم ضد “إسرائيل”؛ في الأيام المقبلة.
وأوضحت الصحيفة؛ أن (حزب الله) لن يُغيّر خططه بسبب جولة المفاوضات المُّقررة؛ الخميس المقبل، والمتعلقة بوقف إطلاق النار في “غزة”.
لا توقعات للرد من الجانبان..
قال الكاتب الإسرائيلي؛ “هيليل فريش”، إن إيذاء الشعب الإيراني سيكون خطأ فادحًا، لأن النظام هو الذي يسّعى إلى القضاء على “إسرائيل”، وليس الشعب الإيراني.
وقال “فريش”؛ وهو أستاذ علوم سياسية إسرائيلي، في مقال بـ (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، إنه لا يمكن التكهن بالرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، سوى بسلسلة من الصواريخ المعتادة التي يُطلقها (حزب الله) من “لبنان”، و(حماس) من “غزة”، ولا يمكن التنبؤ برد فعل “إسرائيل” على الهجوم، أو حتى النتيجة النهائية، وإذا كان الجانبان سيتراجعان أو إذا كانت هناك حرب شاملة.
نقاط ضعف..
وأضاف الكاتب الصهيوني؛ أن هناك يقينًا واحدًا وسط كل هذا الضباب، فإذا ردت “إسرائيل” بشكلٍ مباشر على “إيران”، فيجب أن تضرب أهداف النظام وتمتنع قدر الإمكان عن إيذاء السكان الإيرانيين ورفاهيتهم الاقتصادية، موضحًا أن نقطتي الضعف الرئيسيتين في “إيران”؛ هما “جزيرة خارج” و”مجمع بندر عباس”، المكون من ثلاثة موانيء على طول الشواطيء الجنوبية الشاسعة لـ”إيران”، مستُّطردًا: “تشُّكلان أهدافًا مغرية للغاية”.
ويقول الكاتب؛ إن “إيران” تُخزن: (80%) من النفط الذي تصُّدره إلى العالم في مستّطيل صغير يبلغ طوله: (03) كيلومترات وقُطره: (1.5) كيلومترًا، وهي “جزيرة خارج”، موضحًا أن هذه المنطقة أصغر حتى من “مطار بن غوريون”، كما أنها قريبة نسّبيبًا من “إسرائيل”؛ لأنها تقع قُبالة السواحل الغربية لـ”إيران”، ما يجعلها مناسبة للهجوم.
وأضاف أنه يمكن الافتراض أن العديد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي يعرفون جيدًا كيفية الوصول إلى هناك، وكيفية تدمير جزء أو كل المنشأة، ويتدربون على هذا منذ سنوات، وقد أعلنت “إسرائيل” مرارًا وتكرارًا عن تدريبات سلاح الجو الإسرائيلي في “اليونان”، التي تُعد منطقة جبلية وتضم العديد من الجُزر، وهي التضاريس المثالية للتدريب على الهجوم على “إيران”.
عواقب مدمرة..
وأشار إلى أن مُجمع الموانيء الثلاثة في مدينة “بندر عباس”، وبالقرب منها على السواحل الجنوبية لـ”إيران”، يُمثل تحديًا أكبر للقوات الإسرائيلية، ولكنه ليس مستحيلاً، موضحًا أن المشكلة في مهاجمة هذه البُنية الأساسية هي العواقب المدمرة التي قد تأتي على حساب رفاهية الشعب الإيراني، لأن عائدات صادرات “النفط” تُمثل ما لا يقل عن: (40%) من الإنفاق الوطني للنظام الإيراني.
وأوضح أن “مجمع بندر عباس التجاري” يُمثل: (70%) من واردات “إيران” من الحاويات، والجزء الأكبر من الشُّحنات يشمل المنتجات الخام مثل “القمح”، وبدون هذه المنتجات، ستعيش “إيران” في القرن التاسع عشر بدلاً من القرن الحادي والعشرين، مستُّطردًا أن: “إلحاق الأذى بالشعب الإيراني خطأ جسّيم، فالنظام هو الذي يسّعى إلى استئصال إسرائيل، وليس الشعب الإيراني”. بحسب مزاعم الكاتب الصهيوني في تقريره الأمني/ الصحافي.
قرار صعب..
ووفقًا للكاتب الإسرائيلي؛ يتعين على “إسرائيل” أن تبذل كل ما في وسِعها لتجنب ضرب البُنية الأساسية المدنية، وهذا قرار صعب عندما يتعلق الأمر بمهاجمة دولة بعيدة؛ يزيد حجمها سبعين ضعفًا مقارنة بـ”إسرائيل”، وتختبيء منشآتها النووية وغيرها من البُنية الأساسية للنظام تحت تضاريس جبلية.
وتابع: “لكن من ناحية أخرى، لا ينبغي لإسرائيل أن تخوض حربًا مع: (85) مليون إيراني، فالنظام الإيراني والمتشُّددون السياسيون في السلطة، و(الحرس الثوري)، يكفون للتعامل مع هذه المشكلة”.
وقف إطلاق النار..
وأشارت “إيران”؛ يوم الجمعة، إلى أن الجهود المتُّجددة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في “غزة” ستدخل في الاعتبار في أي هجوم قد تُفكر في تنفيذه ضد “إسرائيل”.
وقالت بعثة “إيران” لدى “الأمم المتحدة”؛ في بيان: “أولويتنا هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وأي اتفاق تقبله (حماس) سوف نعترف به أيضًا”.
وقالت البعثة الإيرانية لدى “الأمم المتحدة”، إن لـ”إيران” الحق في الدفاع عن نفسها ضد “إسرائيل” بعد اغتيال زعيم (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، في “طهران”.
وأضاف البيان: “ومع ذلك، فإننا نأمل أن يكون ردّنا محُّدد التوقيت وأن يتم تنفيذه بطريقة لا تكون على حساب وقف إطلاق النار المحتمل”.