5 مايو، 2024 4:00 ص
Search
Close this search box.

بعد ساعات من زيارة “روحاني” .. السعودية تضرب الخطوات الإيرانية للعراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة سعودية رسمية جاءت بعد ساعات قليلة من زيارة الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، للعراق، أجرى وفد سعودي رفيع سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين في “بغداد”، ركزت على تطوير العلاقات بين البلدين، ولا سيما في المجال الاقتصادي.

الزيارتان السعودية والإيرانية توضحا بشكل جلي ملامح التنافس بين “طهران” و”الرياض” على دور في “العراق”؛ المتجّه بشكل تدريجي نحو مرحلة من الاستقرار بعد تجاوزه مرحلة عصيبة خلال فترة المواجهة العسكرية ضدّ تنظيم (داعش) الإرهابي، وستكون للعوامل التنموية والاقتصادية أهمية كبرى في الوصول إلى الاستقرار المنشود وتثبيته.

لهذا تأتي ثقة “السعودية”، صاحبة المقدّرات الاقتصادية الضخمة في منافسة “إيران”، التي استفادت في وقت سابق من العامل الطائفي لتوطيد نفوذها في “العراق”، لكنّ أهمّية هذا العامل تراجعت بشكل واضح لدى الغالبية العظمى من العراقيين الذين أصبحوا منشغلين بتحسين أوضاعهم المعيشية، وغير مهتمّين بما يرفعه الساسة الموالون لـ”إيران” من شعارات.

وهو الأمر الذي جعل المراقبون يصفون زيارة الوزير، “ثامر السبهان”، ووزير التجارة السعودي لـ”العراق” بأنها ضربة كبرى للمخططات الإيرانية وإفساد لحالة اختطاف كانت تتم في وضح النهار من جانب “إيران” لـ”العراق”.

بعد مقابلة الرئيس العراقي، “صالح برهم”، ورئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، للوفد الذي كان يرأسه الوزير السعودي، “ثامر السبهان”، استقبله رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، “فالح الفياض”، وبحث معه مكافحة الإرهاب.

اللافت في الأمر هنا أن “السبهان” شغل منصب السفير السعودي لدى “بغداد”، في وقت سابق، وفي تشرين أول/أكتوبر 2016، أصدر العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، أمرًا بتعيينه في منصب وزير دولة لشؤون الخليج على خلفية استدعائه من قِبل “وزارة الخارجية العراقية” وتسليمه مذكرة احتجاج على تصريحاته بشأن “الحشد الشعبي”.

وقال “السبهان”، آنذاك، في حديث مع وكالة (السومرية نيوز) العراقية، إن: “مشاركة مقاتلين مدعومين من إيران في قتال تنظيم (داعش)؛ يفاقم التوترات الطائفية في العراق”، في إشارة إلى “الحشد الشعبي” العراقي.

إفشال المخططات الإيرانية..

المراقبون أكدوا على أهمية الزيارة التي قام بها، “ثامر السبهان”، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، إلى “العراق”، قائلين إن اللقاءات الواسعة لـ”السبهان” والوفد المرافق له تؤكد على أن “الرياض” عازمة على استعادة “العراق” للحضن العربي مرة ثانية، وإفشال كافة المخططات الإيرانية لاختطاف “العراق” أو دفعه لإنقاذ “إيران” اقتصاديًا وتوريطه هو في دائرة “العقوبات الأميركية”.

وشددوا على أن الزيارة تحمل معانٍ سياسية واقتصادية عالية ولاقت الاهتمام في الداخل والخارج. كما أن توقيتها أصاب “روحاني”، في ختام زيارته، بالفزع الشديد وخسارته لكل ما روج له.

وأكد المراقبون؛ إن تنسيق المواقف الأمنية “العراقية-السعودية” تصاعد إلى أعلى المستويات بعد زيارة الوزير، “ثامر السبهان”، إلى “بغداد” ولقاءاته مسؤولين حكوميين وواجهات دينية ومجتمعية، وتتويج الزيارة بتوقيع اتفاقيات اقتصادية ومشاريع إستراتيجية تقرب “العراق” أكثر من بُعده العربي والإقليمي.

كما يرى الخبراء إنه يمكن لـ”العراق” أن يستفيد من التناقضات بين “إيران” و”السعودية”، أو أن يكون ساحة للتقارب بدلًا من الصراع، خاصة في ظل الانفتاح السعودي مؤخرًا على “العراق”، والزيارات المتبادلة التي كان آخرها لقاء رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، “فالح الفياض”، مع “السبهان”.

تعتمد الدبلوماسية الإستباقية..

الباحث البحريني، “عبدالله الجنيد”، يقول إن “المملكة العربية السعودية” تعتمد الدبلوماسية الإستباقية أولًا، وذلك في تحفيز إعادة الاستقرار للمنطقة، أو في إحتواء مصادر التهديد لاستقرار المنطقة، وأن التعاطي مع الشأن العراقي يتجاوز الواقع العراقي القائم.

مضيفًا أن القواسم المشتركة بين “المملكة العربية السعودية” و”العراق”، تتجاوز ضرورات الجوار المشترك إلى التكامل الإستراتيجي مستقبلًا.

وأشار إلى أن التفاهمات على القضايا الأمنية تعد أساسًا في هذه المرحلة الحالية، بين المؤسسات الرسمية في البلدين، خاصة أن استقرار “العراق” أمنيًا يسهم في تسريع وتيرة برامج إعادة الإعمار، التي ينتظرها كل العراقيين.

خطوة إيجابية..

من جانبه؛ قال النائب العراقي، “حسن فدعم”، إن اللقاء الذي جمع بين رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، “فالح الفياض”، ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، سفير المملكة سابقًا لدى بغداد، “ثامر السبهان”، يُعد خطوة إيجابية.

مضيفًا أن الانفتاح السعودي على “العراق” يحمل دلالات عدة، وأن “السعودية” أدركت أن سياستها السابقة تجاه “بغداد” لم تحقق أي فائدة لها، أو لـ”العراق” في ذات الوقت.

وأوضح أن “السعودية” لديها مصالح كبيرة في “العراق”، إلا أنه على “الرياض”، أن تتعامل مع “العراق” على أنه دولة ذات سيادة، وألا تفرض أي إرادة عليه من قِبل “السعودية” أو “إيران”، أو أية دولة أخرى، وأن “بغداد” لا تحتاج وصاية من أحد.

مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة تضمنت مناقشة العديد من الملفات، منها التعاون الأمني والاستخباري، والتبادل التجاري وملفات عدة بين البلدين.

وشدد على أن “العراق” يمكن أن يكون ساحة للتقارب، وتبادل وجهات النظر بين “السعودية” و”إيران”؛ لا ساحة للصراع كما يراه البعض، ويمكنه الاستفادة من التناقض بين البلدين لفرض شروطه بشأن آليات العمل السياسي في المنطقة.

إعتراف سعودي بـ”الحشد الشعبي”..

وبيّن أن اللقاء بين الوزير السعودي و”الفياض”، يُعد إعترافًا بـ”الحشد الشعبي”، خاصة أن “السعودية” وجهت دعوة رسمية لرئيس الحشد الشعبي، “فالح الفياض”، في وقت سابق، وأن الزيارة الأخيرة تؤكد على الإعتراف الضمني بأن “الحشد الشعبي” مؤسسة عسكرية عراقية، وأن “السعودية” مستعدة لفتح صفحة جديدة مع “العراق”.

العلاقات “العراقية-الخليجة” تقرأ من زيارة “روحاني”..

فيما قال، الدكتور “ظافر العجمي”، رئيس مجموعة “مراقبة الخليج”، إن العلاقات “العراقية-الخليجية”، يمكن قراءتها من خلال زيارة الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، لـ”العراق”، خاصة أن “إيران” لا تتعامل مع “العراق” بالند، وأنها اتضحت في الكثير من العمليات المتبادلة بين البلدين، وهو ما أعطى الفرصة للتقارب “السعودي-العراقي” مؤخرًا.

مضيفًا أنه بعد “حرب تحرير الكويت”، تزامن الإنكفاء العراقي مع الإستدارة الخليجية بعيدًا عن “العراق”، وهو ما ساهم في التواجد الإيراني الكبير في “العراق”، إلا أن المرحلة الحالية تشهد عودة “العراق” إلى الأمة العربية.

وأشار إلى أن التقارب بين الوزير، “السبهان”، و”فالح الفياض”، يفتح نافذة للتفاهم بين “السعودية” و”الحشد الشعبي”، وأن أحد دوافعه ما جاء في بيان “السيستاني”، (وهو المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم)، بضرورة نزع سلاح الميليشيات، التي قد تحمل إشارة إلى “الحشد الشعبي”، حسب قوله.

وشدد على أن الخليج يعتبر “الحشد الشعبي” يمثل خطورة، خاصة أنه هيكل عسكري له مظلة “مبهمة” تحت مظلة الحكومة العراقية.

تبادل الوفود بين البلدين..

من جهته؛ أكد الخبير الاقتصادي والأكاديمي العراقي، الدكتور “عبدالرحمن الشمري”، أن: “زيارة الوفد السعودي للعراق هي تكريس للعلاقات الجيدة التي بدأت تنمو بين البلدين في كل المجالات، لا سيما أن هناك حرصًا متبادلاً بين الطرفين على تمتين العلاقات”، مبينًا أن: “العراق يريد أن يطوي صفحة الماضي، ويتمثل ذلك في تبادل الوفود بين البلدين، ففي الوقت الذي يستضيف العراق الوفد السعودي؛ فإن وفدًا عراقيًا تجاريًا واستثماريًا سيذهب إلى السعودية لتسهيل التبادل التجاري بين البلدين”.

مضيفًا أن: “العراق منح أفضلية للأردن ولإيران والسعودية كجزء من حرصه على التوازن في علاقاته مع الجميع على قاعدة المصالح المشتركة”.

وأوضح أن: “العلاقة مع المملكة العربية السعودية، بالنسبة إلى العراق، تنطوي على أهمية خاصة في كل المجالات والميادين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب