28 مارس، 2024 8:58 م
Search
Close this search box.

بعد رفع إيران نسبة تخصيب “اليورانيوم” .. الكرة في ملعب أميركا وأوروبا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بعد إعادة فتح شلالات أجهزة الطرد المركزي في منشأة “فردو”، تستأنف “الجمهورية الإيرانية” عمليات تخصيب (اليورانيوم) بنسبة 20%، تحت إشراف “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ومن المؤكد أن هذا رد فعل طبيعي مرتبط بالسلوكيات الأميركية، غير القانونية، وسوء إلتزام الأوروبيون بالعهود. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

رد فعل مشروع أمام التواطؤ الأوروبي..

واستنادًا للبنود (26) و(36)، من “الاتفاق النووي” الإيراني؛ تتوفر مجالات تشويه الاستفادة من مزايا “الاتفاق النووي”، بدعوى عدم إلتزام الطرف الآخر بتعهداته المنصوص عليها، أو الإحجام عن تطبيق بعض أو كل من هذه التعهدات.

ويحفظ البند (26)، من الاتفاق، لـ”إيران”، بشكل فردي، حق الرد المضاد. كذلك يتيح البند (36) لكل الأعضاء، حال الإعتقاد في عدم إلتزام عضو أو كل أعضاء الـ (5+1) بالاتفاق، اتخاذ إجراء مشابه ضمن الآلية المنصوص عليها في الاتفاق.

والحقيقة أن الأطراف الأوروبية؛ بالإضافة إلى “الولايات المتحدة”، لم تلتزم بتعهداتها الإحدى عشر فيما يخص إلغاء العقوبات وتسهيل استثمارات الشركات الأجنبية في “إيران”، وحتى محاولاتهم الصورية مثل؛ إطلاق منظومة (إينستكس)، لم تدخل حيز التنفيذ مطلقًا.

الحد الأقصى من التسامح والصبر..

وفي العام 2018م فقط، رفعت “إيران” إلى، “فيدريكا موغريني”، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، آنذاك، عدد 11 مذكرة احتجاج على تقصير الأطراف الأوروبية في تطبيق إلتزاماتها المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”.

بعبارة أخرى؛ قد بلغت “إيران” الحد الأقصى من التسامح إلى سوء عهود ووعود أطراف “الاتفاق النووي”. تلكم الوعود التي كانت تهدف بالحقيقة إلى الإبقاء قدر الإمكان على الإلتزام الإيراني بـ”الاتفاق النووي” دون أي شيء في المقابل.

العودة الأميركية للاتفاق أم تعديله ؟

وحاليًا يبرز سؤال بالغ الأهمية؛ وهو: بأي نية تعتزم الإدارة الأميركية الجديدة العودة إلى “الاتفاق النووي” ؟.. هل الهدف هو العودة مجددًا إلى النقطة الأولى، أي إلغاء جميع العقوبات على “إيران” وإحياء “الاتفاق النووي”، أم يعتزم “جو بايدن”، بإعادة “الولايات المتحدة” إلى “الاتفاق النووي” وكسب “الترويكا” الأوروبية، المطالبة بإجراء تعديلات على “الاتفاق النووي”؛ ثم التفاوض على البرنامج الصاروخ والدور الإيراني الإقليمي مستفيدًا من “آلية الكماشة” ؟

وبنظرة متفاءلة؛ يتوقع أن يقوم “بايدن”، بإعادة “الولايات المتحدة” إلى “الاتفاق النووي” وإلغاء جميع العقوبات النووي، وإذا كان لابد من إجراء تعديل على “الاتفاق النووي” فستكون إجراءات تضمن عدم انسحاب الإدارة الأميركية مجددًا من “الاتفاق النووي”.

لكن طبيعة نظرة الديمقراطيين والجمهوريين للبرنامج النووي الإيراني، وكذلك اتخاذ الحزبين جانب “الكيان الصهيوني”، ثم التغاضي عن مداخلات الحلفاء الأوروبيين في منطقة غرب آسيا وتقسيم مكاسب المحور الغربي والصهيوني في المنطقة، كلها تؤشر إلى أن إمكانية العودة الأميركية إلى “الاتفاق النووي” دون التفاوض بشان البرنامج الصاروخي والدور الإيراني الإقليمي، هو من قبيل المبالغة في التفاؤل ولا يتماشى مع المؤشرات.

من ذلك تصريحات، “جيك ساليوان”، مستشار الأمن القومي في إدارة “بايدن”، إلى برنامج (GPS) على فضائية (CNN) الأميركية: “تستند العودة الأميركية المحتملة للاتفاق النووي إلى أساس المفاوضات. وفي رأيي لابد من إدراج الصواريخ (الباليستية) والبرنامج الصاروخي الإيراني على جدول المفاوضات التالية”.

ويبدو أن الأطراف الغربية في “مجلس الأمن”؛ تتبنى نفس الرؤية. لذا يمكن القول بجرأة: “سوف يغير تخصيب (اليورانيوم) بنسبة 20%؛ بوصلة المفاوضات عن الصواريخ إلى تحديد نسبة التخصيب”.

فشل سياسة “الضغوط القصوى” والرؤية الأوروبية..

من ثم فإن خطوات خفض الإلتزام بنصوص “الاتفاق النووي” ورفع مستوى التخصيب إزاء تخاذل الأطراف الغربية، هيأ إمكانية المحافظة على مصالح الشعب الإيراني وقدرة الحكومة على المساومة إزاء عودة الإدارة الأميركية الجديدة المحتملة إلى طاولة المفاوضات.

كذا؛ وكما أدعى وزير الخارجية الألماني، “هايكو ماس”، نيابة عن “الترويكا” الأوروبية؛ بضرورة إجراء تعديلات على “الاتفاق النووي” وكذلك البرنامج الصاروخي والدور الإيراني الإقليمي، لكن كتبت صحيفة (الغاردين) اليريطانية؛ تعليقًا على الصمود وقرار البرلمان الإيراني: “اتفق وزراء خارجية الدول الأوروبية على عدم وضع شروط مسبقة لإحياء الاتفاق النووي”.

ولتعلم الدول الغربية أن سياسة “الضغط القصوى” والتنمر واستعراض القوة التي يتبناها، “دونالد ترامب”، والفريق المتشدد الحاكم، قد أنقلبت ضده بشكل عملي وفشلت في تحقيق أهدافها. والآن يتعين على، “بايدن”، عدم تكرار هذه التجربة الفاشلة.

والخلاصة أن الكرة حاليًا في ملعب “الولايات المتحدة” وشركاءها الأوروبيون لا “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب