26 أبريل، 2024 9:05 م
Search
Close this search box.

بعد رفض مقترحاتها .. “البريكسيت” يحصر “ماي” بين خطري الإطاحة بحكومتها أو الانتخابات المبكرة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما رفض “الاتحاد الأوروبي” مقترح “بريطانيا” للخروج منه، اعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا، “تيريزا ماي”، الجمعة 20 أيلول/سبتمبر 2018، أن رد “الاتحاد الأوروبي” على خطتها المتعلقة ببريكست “غير مقبول”، واعترفت بأن المباحثات وصلت إلى “طريق مسدود”.

وقالت “ماي”، في بيان من مقر الحكومة في “داوننغ ستريت”: “ليس مقبولاً أن يتم ببساطة رفض مقترح الطرف الآخر من دون شرح مفصل ومقترحات مقابلة. نحتاج الآن لأن نسمع من الاتحاد الأوروبي ما هي المسائل الحقيقية، وما هو البديل الذي يقترحونه حتى نتمكن من مناقشته”، مضيفة: “حتى نحصل على ذلك، لا يمكننا تحقيق تقدم”.

ورفض القادة الأوروبيون، مقترحات “ماي”، خلال قمة في “سالزبورغ”، الخميس الماضي، بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية البريطانية مع “الاتحاد الأوروبي” على أساس التبادل الحر للبضائع فقط.

يشترط عقد قمة خاصة في تشرين ثان..

ويشترط “الاتحاد الأوروبي” عقد قمة خاصة مقترحة في منتصف تشرين ثان/نوفمبر المقبل؛ لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بتحقيق تقدم فعلي خلال اجتماع في تشرين أول/أكتوبر 2018.

وقالت “ماي” إن “بريطانيا” ستعد خطة بديلة حول مسألة الحدود الأيرلندية الشائكة “تحفظ كرامة المملكة المتحدة”.

وأضافت: “في هذه الأثناء علينا مواصلة العمل على إعداد أنفسنا، (لاحتمال)، عدم التوصل إلى اتفاق”.

أمر حتمي..

هذا؛ وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، قد أعلنت يوم الخميس، أن الخروج من “الاتحاد الأوروبي” أمر حتمي، وأنه لن يكون هناك أي استفتاء آخر حول هذا الموضوع، مشيرة إلى أن مطالب الشعب الإيرلندي هي جزء أساس من المفاوضات، ولا ينبغي أن يتم إقتطاع “إيرلندا” الشمالية من “بريطانيا العظمى”.

يذكر أن غالبية البريطانيين كانت قد صوتت لصالح الخروج من “الاتحاد الأوروبي”، في الاستفتاء العام، يوم 23 حزيران/يونيو 2016، وأقرت الملكة البريطانية، “إليزابيث الثانية”، مشروع قانون خروج “المملكة المتحدة” من “الاتحاد الأوروبي”، مانحة إياه بذلك صفة قانون، يبدأ العمل به اعتبارًا من خروج المملكة من الاتحاد، في 29 آذار/مارس 2019.

مقترحات ماي “مذلة” لها..

من جانبها؛ أعلنت وسائل الإعلام البريطانية، أن مقترحات رئيسة الوزراء، “تيريزا ماي”، للانسحاب من “الاتحاد الأوروبي”، إنهارت بعد ما وصفته بـ”المذلة” أمام قادة “الاتحاد الأوروبي”.

وبعد مأدبة عشاء في “سالزبورغ”، قال قادة “الاتحاد الأوروبي” إنهم سيسعون من أجل التوصل لاتفاق الانسحاب الشهر المقبل، لكنهم حذروا “ماي” من أنها إذا لم تقدم تنازلات بشأن التجارة والحدود الأيرلندية بحلول تشرين ثان/نوفمبر 2018، فإنهم على استعداد للتأقلم مع خروج “بريطانيا” دون اتفاق.

ورأت وسائل الإعلام البريطانية في ذلك رسالة واضحة.

وكتبت صحيفة (ديلي ميرور) في صفحتها الأولى: “انكسرت خطتك للانسحاب”..

ونشرت الصحف البريطانية في صفحاتها الأولى صورة، التقطتها (رويترز)، وتظهر فيها “ماي” ترتدي سترة حمراء وتقف وحدها بمعزل عن جمع من قادة الاتحاد الرجال في ملابسهم الرسمية.

وكتبت صحيفة (الغارديان): “ماي تتعرض لمذلة”، بينما جاء عنوان صحيفة (تايمز): “إذلال ماي”.

وقالت صحيفة (فاينانشال تايمز)، التي أيدت بشدة البقاء في “الاتحاد الأوروبي”: “آمال ماي لقمة سالزبورغ تتحطم على صخرة رفض قادة الاتحاد الأوروبي لخطة تشيكرز”.

أما هيئة الإذاعة البريطانية، (بي. بي. سي)؛ فقالت: “رئيسة الوزراء تواجه إعراضًا محرجًا في سالزبورغ”.

هذه العناوين السلبية تنم عن مدى اختلاف التصورات بين “لندن” وعواصم الدول السبع والعشرين الأخرى في “الاتحاد الأوروبي” بشأن مستقبل الانسحاب من التكتل.

وذهبت صحيفة (صن) إلى أبعد من ذلك، قائلة: “فئران الاتحاد الأوروبي القذرة… غوغاء منطقة اليورو ينصبون فخًا لماي”. كما نشرت صورة ساخرة للرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، ورئيس المجلس الأوروبي، “دونالد توسك”، على هيئة اثنين من رجال العصابات الأميركية المسلحة.

وقال “ماكرون”، صراحة، إن مقترحات “ماي” لخروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، والمعروفة باسم (تشيكرز)، نسبة للبيت الريفي الذي أقرت فيه الحكومة البريطانية الخطة في تموز/يوليو الماضي، “غير مقبولة”.

وسعى “جان كلود يونكر”، رئيس المفوضية الأوروبية، إلى التخفيف من أي شعور بالأذى، لكنه دعا إلى توخي الحذر، وشبه بريطانيا والاتحاد الأوروبي بـ”القنفذين المتحابين”.

وقال لصحف نمساوية: “عندما يتعانق قنفذان، فينبغي الحذر كي لا تحدث خدوش”.

تراجع هامش المناورة..

“سايمون آشروود”، أستاذ العلوم السياسية في “جامعة ساري”، قال لوكالة، (فرانس برس)، إن نية الاتحاد الأوروبي “مساعدة ماي للحصول على هامش مناورة أكبر في بلادها؛ قد زالت”.

وأشار “آشروود” إلى تراجع هامش المناورة داخليًا أمامها.

ولإبرام أي اتفاق حول “بريكسيت” يتعين الحصول على موافقة “مجلس العموم”، حيث لا تحظى “ماي” سوى بغالبية ضئيلة ستكون مهددة إذا قرر المشككون بـ”الاتحاد الأوروبي” المضي قدمًا بمعارضتهم للاتفاق.

مضيفًا أن ماي “مقيّدة داخليًا من قبل حزبها بما يجعلها غير قادرة على تقديم تنازلات”.

ورحّب المشككون، بـ”الاتحاد الأوروبي”، باللهجة المتشددة التي أعتمدتها “ماي”، الجمعة، لكنهم أكدوا مجددًا معارضتهم خطتها التجارية التي يعتبرون أنها تقوّض استقلال “بريطانيا”.

انتخابات مبكرة.. أو الإطاحة بحكومة “ماي”..

صحيفة (صنداي تايمز) أشارت إلى أن مساعدين لرئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، بدأوا يضعون خططًا طارئة لإجراء انتخابات مبكرة في تشرين ثان/نوفمبر القادم؛ للمساعدة في إنقاذ “بريكسيت”، وكذلك منصب رئيسة الوزراء، فيما يأمل “حزب العمال” المعارض في تخطي خلافاته حول “بريكسيت” لتشكيل جبهة موحّدة ضد “المحافظين” والإطاحة بحكومتهم.

وبدأ “حزب العمال” البريطاني، أمس الأحد، مؤتمره السنوي الذي يمتد 4 أيام في “ليفربول”، آملاً في إثبات جاهزيته للإطاحة بحكومة “المحافظين”، برئاسة “تيريزا ماي”، على الرغم من الانقسام في صفوفه بشأن “بريكسيت”.

فرصة ذهبية..

ويمتلك زعيم الحزب، “غيريمي كوربن”، فرصة ذهبية للاستفادة من ضعف موقف “ماي”، بعدما رفض قادة “الاتحاد الأوروبي”، الخميس، في “قمة سالزبورغ” خططها لـ”بريكسيت”، لكن على “كوربن” أولاً أن ينجح في وضع خلافات حزبه الداخلية بشأن “بريكسيت” جانبًا؛ من أجل تعزيز حظوظه كمرشح جدّي لرئاسة الحكومة.

الزعيم العمالي سعى إلى تفادي الخوض في الموضوع الخلافي، محاولاً بدلاً من ذلك التمسك بأجندة اجتماعية مكّنته من تجريد “ماي” من الأغلبية البرلمانية في الانتخابات النيابية الأخيرة، لكن مع قرب موعد إنتهاء مفاوضات “بريكسيت”، يبدو أعضاء الحزب مصرّين على فرض نقاش وتصويت في المؤتمر للدفع بإتجاه إجراء استفتاء ثان، الأمر الذي يعارضه “كوربن”.

وبدلاً من ذلك؛ يأمل “كوربن” في الدفع لإجراء انتخابات من خلال معارضة مقترحات “ماي” بشأن الخروج في البرلمان والفوز بأصوات بمساعدة المعارضين داخل “المحافظين”، حيث يأمل “حزب العمال” أن تؤدي هذه الإستراتيجية لخسارة “ماي” تصويت بالثقة، مما يؤدي لإسقاط حكومتها والاضطرار لإجراء انتخابات مبكرة.

الانتخابات الجديدة أفضل من الاستفتاء..

وقال، الأحد، إن الحزب يفضّل إجراء انتخابات جديدة على استفتاء آخر بشأن الخروج من “الاتحاد الأوروبي”؛ مما يزيد الضغوط على رئيسة الوزراء، “تيريزا ماي”، التي تعثرت خططها للخروج من التكتل.

ويقاوم “كوربن”، حتى الآن، دعوات إلى مساندة إجراء “تصويت شعبي” أو إجراء استفتاء جديد على قرار الخروج من “الاتحاد الأوروبي”، لكن الساحة السياسية تغيّرت منذ أن تربّص “الاتحاد الأوروبي” بـ”ماي”، الخميس، بشأن خططها للخروج من الاتحاد، الذي يعدّ أكبر تحوّل في السياسة البريطانية منذ نحو نصف قرن.

وأضاف، لبرنامج (أندرو مار شو)، على هيئة الإذاعة البريطانية، (بي. بي. سي): “تفضيلنا سيكون لانتخابات عامة، وعندئذ يمكننا التفاوض على مستقبل علاقتنا بأوروبا، لكن دعونا نرى ما الذي سيسفر عنه المؤتمر”، مؤكدًا على أن “حزب العمال” مستعد للتصويت ضد أي اتفاق.

ووضح قائلاً: “سنصوّت ضده؛ إذا لم يستطع إجتياز اختباراتنا من أجل إعادة الحكومة، إذا كانت لا تزال في السلطة، مباشرة إلى طاولة التفاوض، وإذا أجريت انتخابات عامة وتولينا السلطة فإننا سنتوجه مباشرة إلى طاولة التفاوض”.

سيركز على الإطاحة بالحكومة..

ويعتقد محللون أن “كوربن” سيسعى، في خطابه الأربعاء، إلى التمسّك بأسلوبه المعهود، والتركيز على أولوية الإطاحة بالحكومة بدلاً من محاولة وقف “بريكسيت”، فيما قال “توم واتسون”، نائب زعيم الحزب، الأحد، إن حكومة رئيسة الوزراء، “تيريزا ماي”، على شفا الإنهيار وقد يتم إجراء انتخابات عامة في البلاد قريبًا.

مضيفًا: أن “هذه الحكومة على شفا الإنهيار، وقد نجري انتخابات عامة أخرى تدور أساسًا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي”.

ويسيطر هاجس الإطاحة برئيسة الوزراء على أجندة وزير الخارجية السابق، “بوريس جونسون”، الذي لا يخفي طموحه في خلافة “ماي” على رأس الحزب، حيث دأب بانتظام، منذ استقالته من منصبه، على مهاجمة خطة رئيسة الحكومة بشأن “بريكسيت”.

مطالب بخطة بديلة..

فيما كشفت صحيفة (تليغراف) البريطانية؛ نقلاً عن مصادر لم تكشف النقاب عنها، إن بعضًا من أعضاء حكومة رئيسة الوزراء، “تيريزا ماي”، سيطلبون “خطة بديلة” لإقتراحها بشأن الخروج من “الاتحاد الأوروبي”، الأسبوع المقبل، وقد يستقيلون إذا لم تغير نهجها.

وأضافت الصحيفة أن الوزراء سيطالبون بخطة بديلة لإقتراحها المعروف باسم “خطة تشيكرز”؛ خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليوم.

الصحيفة البريطانية ذاتها؛ قالت إن هناك “تكهنات” بأن “إيستر مكفي”، وزيرة العمل والمعاشات، قد تنسحب من اجتماع، اليوم، إذا لم يتم طرح إقتراح جديد، في حين تشير توقعات أيضًا إلى احتمال أن تقدم وزيرة التنمية الدولية، “بيني موردونت”، استقالتها، على الرغم من أن الصحيفة قالت إن أصدقاء لها نفوا أنها ستستقيل.

وأضافت أن “ساجد جاويد”، وزير الداخلية، يؤيد التوصل لاتفاق ييسر على “بريطانيا” التوقيع على اتفاقيات تجارية، ولكن من غير المحتمل أن يستقيل.

ومن المقرر أن تغادر بريطانيا، “الاتحاد الأوروبي”، في 29 آذار/مارس 2019، لكن لا شيء واضح حتى الآن، فالجانبان لم يتوصلا لاتفاق بشأن الانسحاب، وخصوم “ماي” يتربصون بها، وبعض المعارضين للخطة تعهدوا بالتصويت ضد أي اتفاق محتمل للانسحاب.

وتقول كل من “لندن” و”بروكسل” إنهما ترغبان في التوصل لاتفاق، لكن الوقت ضيق إذا كان لبرلماني “بريطانيا” و”الاتحاد الأوروبي” أن يصدقا على اتفاق بحلول 29 آذار/مارس القادم. ولا بد أن يوافق المشرعون البريطانيون على أي اتفاق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب