26 أبريل، 2024 6:15 م
Search
Close this search box.

بعد رفض خطة للخروج من الاتحاد الأوروبي .. “بريطانيا” أمام مفترق طرق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

بعد ما فازت، أمس، رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، بثقة “مجلس العموم” البريطاني، لم يتبقى أمامها سوى الأمل في الموافقة على تمديد عضوية “بريطانيا” في “الاتحاد الأوروبي”؛ إلى ما بعد شهر آذار/مارس 2019، حتى يمكنها إقناع البرلمان بالموافقة على خطة الـ (بريكسيت).

هكذا أستهل الكاتب الإسرائيلي، “يوناتان كرشنباوم”، مقاله الذي نشره موقع (دافار ريشون) العبري.

ينبغي على بريطانيا توضيح نواياها..

يقول “كرشنباوم”: في أكبر هزيمة على مدار تاريخ البرلمان البريطاني، سقطت، أول أمس الثلاثاء، بفارق 230 صوتًا، خطة رئيسة الوزراء، “تيريزا ماي”، للخروج من “الاتحاد الأوروبي”.

وردًا على رفض الخطة، أعلن “الاتحاد الأوروبي” بأنه: “ينبغي على بريطانيا توضيح نواياها”. ولكن ليس واضحًا حتى الآن ما الذي ينوي البرلمان البريطاني أن يفعله، بعدما أخفق في إعلان الموافقة على خطة الخروج من “الاتحاد الأوروبي”.

يستحيل التوصل لاتفاق جديد..

فيما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، “دونالد توسك”، أن التوصل إلى اتفاق مستقبلي بشأن مغادرة “بريطانيا” للاتحاد يُعد أمرًا مستحيلاً. وأضاف “توسك”، في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي، (تويتر)، بأنه إذا كان من المستحيل التوصل لاتفاق جديد، وإذا كان أحد لا يريد المغادرة دون اتفاق، إذاً فمن سيتحلى بالشجاعة الكافية، لكي يأمر بوجوب اللجوء إلى الخيار الإيجابي الوحيد المتبقي ؟. مُلمحًا بذلك إلى إجراء استفتاء جديد.

وقبل أن تحصل “ماي”، أمس، على ثقة “مجلس العموم” البريطاني، كان رئيس “حزب العمال” وزعيم المعارضة، “غيريمي كوربين”، قد دعا إلى سحب الثقة، قائلاً: “تلك هزيمة كارثية. وبعد أن قال البرلمان كلمته بشأن الاتفاق، فلم يعد هناك وقت لمحاولة التسويف وإنكار الواقع”.

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد تعهدت بأنها إذا تجاوزت عقبة تصويت أعضاء البرلمان على حجب الثقة، فإنها ستعقد “اجتماعات موسعة لمعرفة ما هو المطلوب للحصول على دعم البرلمان لخطة الخروج من الاتحاد الأوروبي”.

يمكن تمديد عضوية بريطانيا..

يرى “كرشنباوم”؛ أنه حتى يمكن الاستمرار في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة الخروج، فلا بد أن يوافق “الاتحاد الأوروبي” رسميًا على تمديد عضوية “بريطانيا” في الاتحاد إلى ما بعد، شهر آذار/مارس 2019.

فيما قال ممثل “الاتحاد الأوروبي”، لصحيفة (الغارديان) البريطانية، في بداية هذا الأسبوع، إنه: “إذا نجحت رئيسة الوزراء في كسب الثقة؛ وأخبرتنا بأنها في حاجة لمزيد من الوقت كي تُقنع البرلمان بقبول الاتفاق، فسيكون من الممكن عندئذ تمديد عضوية بريطانيا حتى شهر تموز/يوليو القادم”.

والهدف من منح الوقت الإضافي لرئيسة الوزراء، “ماي”، هو التوصل إلى اتفاق يمكن أن يحظى بموافقة البرلمان، تجنبًا لخروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” دون اتفاق.

“ماي” تحتاج لدعم كافة أعضاء حزبها..

بحسب “كرشنباوم”؛ فإنه لا يمكن لرئيسة الوزراء البريطانية أن تحظى بدعم البرلمان للخطة، إلا إذا حصلت على تنازلات كبيرة من “الاتحاد الأوروبي”، الذي يُصر من جانبه، على عدم التفاوض من جديد بشأن الاتفاق الحالي.

وتحتاج “ماي” إلى دعم جميع الأعضاء المنتمين لحزبها، لأن كافة الأعضاء التابعين لـ”حزب العمال” سوف يصوتون ضد أي خطة تقترحها، وسيسير في ركابهم عدد لا بأس به من أعضاء البرلمان التابعين لحزب “ماي”؛ ممن يعارضون البنود المتعلقة بالحدود بين “إيرلندا” و”إيرلندا الشمالية”، المنصوص عليها في الخطة الحالية.

موافقة البرلمان لمنع الضرر الاقتصادي..

جدير بالذكر؛ أنه لا بد للبرلمان البريطاني أن يوافق على أي اتفاق مع “الاتحاد الأوروبي”. أما إذا لم يؤيد البرلمان أي خطة، فإن “بريطانيا” ستجد نفسها خارج “الاتحاد الأوروبي” دون اتفاق – وهذا من شأنه أن يُلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد البريطاني، كما أن “الاتحاد الأوروبي” سيفقد إمكانية الوصول إلى سوق كبيرة جدًا.

لذلك؛ فقد تقرر داخل أروقة “الاتحاد الأوروبي” أن يتم منح مهلة إضافية للبرلمان البريطاني بهدف الحصول على موافقته عبر آلية التصويت  لتمرير خطة الخروج. وكان “الاتحاد الأوروبي” قد أصر على عدم التراجع عن الشروط التي حددها في إطار الخطة النهائية التي توصلت إليها “ماي”، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان “الاتحاد الأوروبي” مستعدًا للتفاوض من جديد بشأن تلك الخطة أم لا ؟

استفتاء جديد ؟

ختامًا؛ يؤكد “كرشنباوم” أنه؛ إذا لم يوافق “الاتحاد الأوروبي” على إعادة التفاوض بشأن الخطة، فسيتعين على البرلمان البريطاني أن يختار بين أمرين: إما مغادرة “الاتحاد الأوروبي” دون اتفاق، وإما إجراء استفتاء جديد.

وفي حال فشل البرلمان في إعلان الموافقة على الخطة التي توصلت إليها “ماي”، ولم يوافق “الاتحاد الأوروبي” على إعادة التفاوض بشأن الشروط، فحينئذ سيتعين على البرلمان أن يعلن بأنه لم يستطع الوفاء بمطلب الخروج من الاتحاد، ولذا فإنه مُضطر للإعلان عن إجراء استفتاء جديد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب