14 نوفمبر، 2024 11:11 ص
Search
Close this search box.

بعد رفض الكونغرس الأميركي دعم “أوكرانيا” .. هل باتت نهاية حربها مع روسيا قريبة ؟

بعد رفض الكونغرس الأميركي دعم “أوكرانيا” .. هل باتت نهاية حربها مع روسيا قريبة ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

رُغم تأكيد الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، على عدم السماح للرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، بالانتصار على “أوكرانيا”، كان لـ”الكونغرس” الأميركي رأي آخر، حيث عرقل “مجلس الشيوخ”، أمس، إقرار تشّريع من شأنه توفير مساعدات أمنية “ضخمة” لأوكرانيا وإسرائيل.

ومع استمرار التصويت؛ بلغت النتيجة: (41) صوتًا مقابل: (43)، مما يعني أن الإجراء لم يتمكن من الحصول على موافقة: (60) صوتًا، وهو أمر لازم في المجلس المؤلف من: (100) عضو لتمهيد الطريق لبدء مناقشة مشروع القانون.

وجاء التصّويت على أساس حزبي؛ حيث صّوت كل الجمهوريين في “مجلس الشيوخ”: بـ”لا” إلى جانب السيناتور “بيرني ساندرز”، وهو مستقل يصوتٍ بشكل عام مع الديمقراطيين؛ لكنه أعرب عن مخاوفه بشأن تمويل: “الاستراتيجية العسكرية غير الإنسانية الحالية”، التي تتبعها “إسرائيل” ضد الفلسطينيين.

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ؛ “ميتش ماكونيل”، في خطاب ألقاه في وقتٍ سابق من يوم الأربعاء: “تصّويت اليوم هو ما يتطلبه الأمر لكي يُدرك الزعيم الديمقراطي أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ يقصدون ما نقوله. ثم دعونا نصّوت. وبعد ذلك دعونا نبدأ أخيرًا في تلبية أولويات الأمن القومي الأميركي، بما في ذلك هنا في الداخل”.

وكان يشمل المشّروع الذي فشلت إدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، في تمريره، مساعدات بقيمة: (110.5) مليار دولار، منها توفير نحو: (50) مليار دولار من المساعدات الأمنية الجديدة لـ”أوكرانيا”، بالإضافة إلى أموال للمساعدات الإنسانية والاقتصادية للحكومة في “كييف”.

تحذير من انهيار جبهات القتال..

وقبل التصّويت بساعات؛ جدد “زيلينسكي”؛ تحذيره للدول الغربية و”واشنطن” الداعم الأساس، من انهيار جبهات القتال في بلاده بيد القوات الروسية، قائلًا: “إن الرئيس الروسي؛ فلاديمير بوتين، يعّول على (انهيار) الدعم الغربي لأوكرانيا”، مضيفًا أن الجيش الروسي: “زاد الضغط بشكلٍ كبير” على الجبهة، وذلك خلال مؤتمر افتراضي لقادة “مجموعة السبع”.

وتزامن طلب “زيلينسكي” للسلاح ورفض “الكونغرس” مشروع قرار حول التمويل، ومظاهرات الغرب ضد دعم “كييف”، مع زيادة وتيرة الانتقادات في الدخل الأوكراني للرئيس، حيث انتقد رئيس بلدية كييف؛ “فيتالي كليتشكو”، أداء الرئيس، مؤكدًا أن شعبيته آخذة في الانخفاض.

تصميم على مساعدة “إسرائيل”..

وتعليقًا على القرار؛ قال “أنتوني بلينكن”، وزير الخارجية الأميركي: “مصممون على مساعدة إسرائيل لضمان عدم تكرار أحداث 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي مجددًا”.

وتابع “بلينكن”: “علينا بذل كل ما في وسّعنا لمساعدة العديد من المدنيين الأبرياء في غزة”.

الإدارة الأميركية لا يمكنها ضمان المزيد من المساعدة..

في حين قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض؛ “جون كيربي”، أمس، إن عدم موافقة “الكونغرس” الأميركي على تخصيص مساعدات عسكرية لـ”أوكرانيا” لا يسمح للإدارة الأميركية بوعد “كييف” بمثل هذا التمويل.

وأضاف “كيربي”؛ في إفادة صحافية، أن: “الإدارة الأميركية لا يمكنها ضمان المزيد من المساعدة لأوكرانيا”.

وقال المتحدث باسم “مجلس الأمن القومي” بالبيت الأبيض: “لسنا في وضع يسمح لنا بإعطاء هذا البلاغ لأوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار كيف تسّير الأمور”.

ارتفاع خطر هزيمة “أوكرانيا”..

والأربعاء الماضي؛ قال “جون كيربي”، المتحدث باسم “مجلس الأمن القومي” بالبيت الأبيض، إن خطر هزيمة “أوكرانيا” في حرب دون مساعدة إضافية من الجانب الأميركي مرتفع.

وقال “كيربي”؛ في إفادة صحافية، تعليقًا على احتمال عدم صدور قرار من جانب “الكونغرس” الأميركي بتقديم مساعدة إضافية لـ”كييف”: “هناك خطر كبير من أن تخسّر أوكرانيا”.

وكانت صحيفة (أميركان كونسرفاتيف)؛ أفادت نقلاً عن تصريحات “سكوت بيري”، عضو “مجلس النواب” الأميركي ورئيس كتلة (الحرية)، بأن السياسيين الأميركيين يرفضون دعم “أوكرانيا” بسبب الفساد.

ونقلت الصحفية الأميركية عن “بيري”؛ قوله: “لا ننوي كتابة شيكات علي بياض لأوكرانيا، بطلة العالم في الفساد، من أجل المزاج الجيد للديمقراطيين والجمهوريين، أيًا كان ما تُريد تسّميتهم”.

وأوضحت صحيفة (أميركان كونسرفاتيف)، أن الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، ضغط على الحكومة الأميركية للحصول على الدعم في السنوات الأولى من الصراع مع “روسيا”، لكنه يفشل الآن في تأمين المزيد من المساعدات لأن الفساد في “أوكرانيا” لم يتم حله.

وأضافت: “أي جماعة ضغط تخسّر من وقت لآخر.. حتى أن الكثيرين يُفلسّون. البعض يروج للحروب الخاسرة. مهما كانت نتيجة الأحداث في أوكرانيا، من المُرجّح أن يجد زيلينسكي وظيفة مغبرة في أحد شوارع واشنطن أو في مجلس إدارة مقاول دفاعي. إذا كان محظوظًا، سيسمح له حتى بارتداء الزي الرسّمي”.

استخدام الحل الدبلوماسي..

في بداية الشهر الحالي؛ قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية؛ الجنرال “تشارلز براون”، إن الصراع في “أوكرانيا” لن ينتهي بالسُبل العسكرية فحسّب.

وقال “براون”؛ خلال كلمة ألقاها في منتدى (ريغان) حول الدفاع الوطني: “لا يمكن حل أي صراع عسكري بالطرق العسكرية وحدها؛ في نهاية المطاف، يتم التوصل إلى حل دبلوماسي”.

وأوضح رئيس “هيئة الأركان المشتركة الأميركية”، أن “أميركا” قادرة على تسّهيل التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين “أوكرانيا” و”روسيا”.

لا يمكن توسّيع إنتاج الحلف للأسلحة الأوكرانية..

وقبلها مباشرة؛ أعلن الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)؛ “ينس ستولتنبرغ”، أن دول الحلف تسّعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة، ولا يُمكنها توسّيع إنتاج الأسلحة لـ”أوكرانيا”.

وحسّب ما نقلته قناة (N-tv) الألمانية؛ قال “ستولتنبرغ”: “لسنا قادرين على العمل معًا بشكلٍ وثيق كما ينبغي، وهذا يؤدي إلى ارتفاع التكاليف ويجعل من الصعب توسّيع الإنتاج”.

ودعا “ستولتنبرغ” إلى إيجاد حل لتجزئة صناعة الدفاع الأوروبية، وتابع: “وكمثال على الوضع الذي يتطلب التحسّين، استشهد: بـ (مجاعة القذائف) لدى القوات المسلحة الأوكرانية”.

مواجهة تميل كفتها لصالح “روسيا”..

تعليقًا على خطوة “الكونغرس” الأميركي، يرى الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي؛ “فراس رضوان أوغلو”، أن “زيلينسكي”، جر بلاده إلى مواجهة تميل كفتها لصالح “روسيا” بشكلٍ مطلق، فهناك فارق شاسع بين قدرات واستعدادات الجيشين؛ الروسي والأوكراني، وبالتالي مارسّت “روسيا” مخططات عسكرية للجيش الأوكراني وتطويقه خلال النصف سنة الأولى من الحرب ثم تصفية قدراته وإمدادات الغرب؛ خلال الشتاء الماضي، في ظل وجود قدرات قتالية جوية عالية التقنية وفائقة التسّليح لدى الروس؛ في حين تظل “أوكرانيا” تسأل الغربيين الحصول على مقاتلات (إف-16) منذ شهور، دون أن يكون لديها طواقم طيارين مدربين بشكلٍ كامل وكافِ للتعامل معها واستخدامها بشكلٍ احترافي لتُحّدث توازنًا بالحرب.

مضيفًا أن حالات الفساد المنتشرة في ظل تردي أوضاع الدولة اقتصاديًا؛ وفشل عسكري يليه فشل، كان وراء توقعات بأن الغربيون لن يصبروا كثيرًا على “زيلينسكي” وستكون هناك مزيد من الضغوط لدفعه للقبول بتسّوية سياسية مع الطرف الروسي مهما كانت اشتراطات “موسكو”.

خطوات” زيلينسكي” لتعديل حظوظه السياسية..

وأوضح أن هناك العديد من النقاط التي تؤكد كون “زيلينسكي” في مأزق وموقف لا يُحسّد عليه؛ مسّتعرضًا خطوات اتخذها الرئيس الأوكراني لتعديل حظوظه السياسية..

أهمها انشغال الداعمين الغربيين؛ بقيادة “الولايات المتحدة”، بتوجيه قوافل الدعم صوب “إسرائيل” لدعمها في “حرب غزة”، ما دفع “زيلينسكي” لتكثيف هجمات قواته في “أفدييفكا” وضربات المُسيّرات.

وقلة الدعم من حلف الـ (ناتو) وراء العديد من الإخفاقات على الجبهة؛ ولجوء “زيلينسكي” لنصب متاريّس دفاعية وتحصّينات لضمان عدم سقوط مناطق أخرى بمناطق الشرق.

مع تأخر وضبابية المشهد بشأن وصول مقاتلات (إف-16) والصواريخ بعيدة، وبالأخص بعد رفض “الكونغرس” اعتماد تمويل جديد للدعم العسكري إلى “كييف”.

بالإضافة إلى حديث إدارة “بايدن” مع القادة الأوكرانيين حول احتمال ربط المساعدات الاقتصادية المستقبلية: بـ”إصلاحات لمعالجة الفساد، وجعل “أوكرانيا” مكانًا أكثر جاذبية للاستثمار الخاص، ما اضطر الرئيس الأوكراني لإقالة عددًا من كبار مسؤولي الدفاع.

خلافات وانقسامات..

يرى “هوفمان مارتشينكو”؛ الخبير بالمركز (الوطني الروسي) للدراسات العسكرية، أن فشل الهجوم الأوكراني المضاد وتحقيق الجيش الروسي، العديد من النجاحات العسكرية والسّيطرة على مدن كبيرة، أدى إلى حدوث انقسامات وخلافات واسعة بين القيادات العسكرية والسياسية الأوكرانية، لا سيما بين رئيس الأركان “فاليري زالوغني”، والرئيس “فلوديمير زيلينسكي”، وخرجت بعض التقارير التي تُشير لوجود خلافات ملتهبة بين الطرفين، ما دعا البعض لتوقع عدم إتمام الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقبلة.

ويقول “هوفمان مارتشينكو”؛ إنه في ظل تفشّي الفساد الكبير والحديث عن اختفاء وتسّريب العديد من أوجه الدعم الغربي المُقّدم لـ”أوكرانيا” سواءً المادي أو العسكري الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لكشف شخصيات كبيرة غارقة في الفساد الإداري والسياسي والعسكري، كما قد يكون الحساب عسيرًا ويكون ثمن تلك الإخفاقات هو مستقبل “زيلينسكي”، السياسي والعسكري.

فشل “زيلينسكي”..

واستعرض “مارتشينكو” عددًا من العوامل التي تُرجّح كون مستقبل الرئيس؛ “زيلينسكي”، بات في خطر.

في أن تلقي “أوكرانيا” مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، منذ بدء الحرب في 24 شباط/فبراير 2022، ولكن دون فائدة.

وسقوط نحو ربُع مساحة “أوكرانيا” الكلية بيد الجيش الروسي وتحت سّيطرته ما يُترجم فشلًا واسعًا لنظام “زيلينسكي” والداعمين الغربيين.

كما توجد حالة من السّخط الأوروبي والغربي من فاتورة الدعم المرهقة لخزائن العواصم الغربية في ظل أزمتي الطاقة والإنتاج العالميتين.

وتدمير البُنية التحتية الأوكرانية بشكلٍ شبه كامل خاص بمناطق الشرق والجنوب ما يعني ضياعًا اقتصاديًا لعقود مقبلة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة