بعد رفضه للسياسة الأميركية و”صفقة القرن” .. “قيس سعيد” يُشعل غضب إسرائيل !

بعد رفضه للسياسة الأميركية و”صفقة القرن” .. “قيس سعيد” يُشعل غضب إسرائيل !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

إن تعنت المواقف التونسية تجاه “إسرائيل” وخطة السلام الأميركية؛ وهو ما بدى جليًا في التصويت ضد “صفقة القرن” في “الأمم المتحدة”؛ يعني أن هناك نكران للجميل من جانب “تونس” بعد المساعدات التي تلقتها من الدولة العظمى، بحسب المحلل الإسرائيلي، “يتسحاق ليفانون”.

تونس لا تعترف بالجميل..

يقول “ليفانون”: إن تقديم مشروع قرار لـ”مجلس الأمن الدولي” – يحمل إدانة شديدة لـ”صفقة القرن”، التي طرحتها “الولايات المتحدة”، وإدانة لمحاولة “إسرائيل” ضم المزيد من الأراضي المحتلة – يعني أن “تونس” باتت ترفض تمامًا سياسة “الولايات المتحدة”، تلك الدولة العظمى التي تساندها ماديًا ومعنويًا لترسيخ النظام الديمقراطي.

إذ تُقدم “الولايات المتحدة” مساعدات مالية لـ”تونس” بما يزيد عن مليار ونصف المليار دولار، منذ اندلاع أحداث “الربيع العربي”، في عام 2011.

وبدلًا من إعتراف “تونس” بجميل “الولايات المتحدة”، إذ بها تُسييء لمن أحسن إليها، عبر إنتهاج رئيسها الجديد، “قيس سعيد”، سياسة متعنتة تجاه “إسرائيل” والإدارة الأميركية.

“سعيد” يُناصب إسرائيل العداء !

يُشير “ليفانون” إلى أن مشروع القرار التونسي، المُقدم إلى “مجلس الأمن الدولي”، يُؤكد مدى تعنت السياسة التونسية منذ انتخاب أستاذ القانون، الذي يفتقر إلى الخبرة السياسية، “قيس سعيد”، رئيسًا لـ”تونس”، في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي.

إذ يتنبى، “سعيد”، مفهوم “القومية العربية”؛ كما يؤمن بعروبة “تونس” وإنتمائها للأمة العربية الكبرى؛ ومن هنا يتضح عداءه لـ”إسرائيل”. فمنذ خوضه حملة الانتخابات الرئاسية؛ وكذلك فور فوزه في تلك الانتخابات، أطلق “سعيد” تصريحات شديدة ومتطرفة ضد “إسرائيل”.

ومن بين ما قال؛ إن “تونس” في حالة حرب مع “إسرائيل الصهيونية”، وأن كل من يُطبع العلاقات معها يُعَدُّ خائنًا، بل وتُجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام، وفقًا للقانون التونسي.

لن يسمح للإسرائيليين بزيارة تونس..

بحسب “ليفانون”، فإن “سعيد” لن يسمح لليهود، من حاملي جوازت السفر الإسرائيلية، بزيارة بلاده.

وبالطبع؛ فإن مثل تلك المواقف والتصريحات المتعنتة، من جانب الرئيس التونسي الجديد، تتعارض تمامًا مع ما تدعيه “تونس” من أنها تنتهج سياسة الإعتدال والبراغماتية، منذ دعا رئيسها الأسطوري، “الحبيب بورقيبة”، عام 1956، إلى الإعتراف بدولة “إسرائيل”.

كما تزعم “تونس” أنها ساهمت في إنجاح اتفاقيات “أوسلو”؛ وأنها قامت عام 1996 بافتتاح مكتب مصالح لها في “إسرائيل”. وخلافًا لباقي دول المغرب العربي؛ فإن “تونس” و”المغرب” تتبنيان نهجًا حكيمًا وواقعيًا تجاه “إسرائيل”.

قلق إسرائيلي !

غير أن المواقف المتشددة للرئيس التونسي باتت تُثير قلق “إسرائيل”، نظرًا لما لليهود من علاقة قديمة وضاربة في عمق التاريخ تربطهم بـ”تونس”.

ومن المعروف أن “كنيس الغريبة”، الموجود في “جزيرة جربة”، بـ”تونس”، يُعتبر مزارًا تاريخيًا ودينيًا لليهود، بما فيهم الإسرائيليين.

وتُعتبر “جزيرة جربة” مزارًا دينيًا لليهود الذين يأتون من كل أرجاء العالم للاحتفال بمناسبة “لاغ بعومر”، وهو احتفال يهودي ثانوي يُصادف اليوم الثامن عشر من الشهر العبري أيار (مايو). وكان الإسرائيليون يتوجهون برحلات جوية إلى “جزيرة جربة” للمشاركة في تلك الاحتفالات.

لكن يبدو أن الرئيس التونسي الجديد؛ يريد أن ينهي تلك الأجواء الاحتفالية ويُحرم الإسرائيليين من المشاركة في تلك  التقاليد الدينية المتوارثة منذ عشرات السنين. علمًا بأن الاحتفال الذي يٌقام في “جزيرة جربة” هو مجرد احتفال ديني ولا يُمتُّ للسياسة بأي صلة.

الاستعانة بالنفوذ الأميركي والأوروبي !

ختامًا؛ يرى المحلل الإسرائيلي أن “سعيد” يعادي التراث اليهودي بتلك المواقف المتعصبة، لذا ينبغي على “الولايات المتحدة” أن يكون لها موقف حيال هذا الأمر، وأن توضح للرئيس التونسي الجديد حساسية هذا الأمر بالنسبة لليهود. ولابد أيضًا للاستعانة في تلك القضية بنفوذ الدول الأوروبية، ولا سيما “فرنسا” ورئيسها، “ماكرون”.

وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، يُريد فعلًا دعم دولة “المغرب” في نضالها ضد “جبهة البوليساريو” – التي تحظى بدعم جزائري؛ فيما يُخص قضية “الصحراء الغربية” المتنازع عليها – فينبغي عليه أولًا أن يبذل قصارى جهده للحفاظ على إرتباط اليهود التقليدي بـ”تونس”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة