بعد دوره في إنهاء “نبع السلام” .. بوتين “قيصر الشرق الأوسط” .. فهل يحل بديلًا لترامب ؟

بعد دوره في إنهاء “نبع السلام” .. بوتين “قيصر الشرق الأوسط” .. فهل يحل بديلًا لترامب ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

شنت “تركيا” حملة عسكرية شمال شرقي “سوريا” من أجل مد نفوذها وسيطرتها؛ بهدف تأمين حدودها من أي هجمات قد تنفذها المليشيات الكُردية المتواجدة في المنطقة، وخلال أيام هجر مئات الآلاف بالإضافة إلى مئات القتلى والجرحي، ومع ذلك قد يبدو للوهلة الأولى أن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، هو أول المتضررين من العملية وأن “روسيا” استطاعت تعظيم الاستفادة منها من كل الجوانب.

فرصة كان ينتظرها “بوتين”..

أشارت صحيفة (بي. بي. سي) البريطانية؛ إلى أنه يمكن اعتبار التدخل التركي في “سوريا” الفرصة التي كان ينتظرها “بوتين” من أجل تعزيز نفوذه في الشرق الأوسط، وبعدما رأت الحكومة الأميركية أن بدا قرار الرئيس، “دونالد ترامب”، بعدم التدخل في الصراع الذي وصفه بأنه “غير منتهي”، يحمل نتائج عكسية، حملت “موسكو” زمام الأمور وأصبح “بوتين” وسيطًا.

وذكرت الصحيفة البريطانية، نقلًا عن خبراء؛ أن تعزيز تواجد “روسيا” في “سوريا” يُعد قاعدة لنشر نفوذها في المنطقة، وصرح أستاذ القانون الدولي، “مالك دهلان”، بأن “موسكو” لا تسعى لأن تكون دولة وسيطة أو أن تلعب دورًا محايدًا، وإنما ترغب في أن تكون هي من يحدد القواعد التي يجب أن يلتزم بها أي لاعب في المنطقة، وأضاف أن دول الخليج خاصة أدركت أن “واشنطن” لم تُعد راعية للأمن.

موسكو أكتسب ثقلًا دوليًا..

ربحت “موسكو” أيضًا ثقلًا دوليًا خاصًا بعدما تمكنت من إنهاء العملية التركية بشكل كامل، وهو الدور الذي لم يستطع أي طرف آخر إنجازه، وأشار “دهلان” إلى أن النفوذ الأميركي يتراجع وقد يأتي اليوم الذي يتلاشى تمامًا وتحل “موسكو” مكانه، وأن الخطأ الكبير الذي إرتكبه “ترامب”، عندما قرر الانسحاب من “سوريا”؛ كان آخر قوة دافعة لتجدد النفوذ السياسي الروسي في الشرق الأوسط.

كما صرح الدبلوماسي الأميركي السابق، “بريت ماكغوك”، أن: “اللاعب الأساس في العالم الآن أصبح موسكو وليست واشنطن، لقد أدركت المنطقة كلها هذا الأمر”.

وذكرت صحيفة (فايننشيال تايمز) الأميركية؛ أن قرار الانسحاب الأميركي من “سوريا” كان إضافة مؤكدة للرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، وأن دوره في إنهاء العملية العسكرية وتقديم الحل للأكراد؛ بعدما تخلت عنهم “واشنطن”، من المؤكد أنه سوف يجعل “موسكو” رائدة في الشرق الأوسط وأن العرب سوف ينظرون لها على محمل الجد.

“قيصر” الشرق الأوسط..

ذكرت صحيفة (البايس) الإسبانية؛ إن تدخل الرئيس، “بوتين”، للوساطة من أجل إنهاء العملية حوله إلى “قيصر الشرق الأوسط”، وأشارت إلى أن “موسكو” حرصت على نفض الغبار عن “اتفاق أضنة”، الذي أنهى حالة العداء بين “أنقرة” و”دمشق”، منذ عام 1998، ودمجه في “اتفاق سوتشي”، الذي وقع في 22 تشرين أول/أكتوبر الجاري.

“إردوغان” لم يحصل على ما يريد..   

ذكرت (البايس)؛ أنه بعدما دعا “بوتين” إلى وحدة وسلامة “سوريا”، خلال اجتماع “سوتشي”، الثلاثاء، لم يتردد في منح نظيره التركي، “رجب طيب إردوغان”، السيطرة على جزء من الأرض كانت “موسكو” قد حصلت عليها بقوة السلاح على مدار السنوات الأربعة الماضية، وكان هذا هو الثمن الذي اضطر “الكرملين” إلى دفعه من أجل الحفاظ على استقرار الشمال السوري، بعد الانسحاب الأميركي المفاجيء من المنطقة، وفي المقابل، تمكنت “موسكو” من استعادة سيطرة حلفاءها في “دمشق” على غالبية المناطق الواقعة على الحدود مع “تركيا”، وأرغم الأكراد على إعادة الإندماج بحسب تعاليم الرئيس السوري، “بشار الأسد”.

وأضافت الصحيفة الإسبانية أن التواجد الأميركي شمال شرقي “سوريا” منع أي محاولة للتفكير في تنفيذ أي إعتداء ضد الجماعات الكُردية المتواجدة في المنطقة، لكن حتى بعد الانسحاب الأميركي وشن “أنقرة” عملية “نبع السلام”؛ لم يتمكن “إردوغان” من تحقيق كل آماله؛ إذ كان يحلم بإنشاء “منطقة آمنة” والسيطرة على 444 كلم من الحدود من أجل إبعاد المليشيات المسلحة عن حدود دولته، لكنه في النهاية لن يحصل سوى على السيطرة على منطقة حدودية بطول 120 كلم تمتد ما بين “تل أبيض” و”رأس العين”.

والسؤال هنا: هل ينجح “بوتين” فعلًا في أن يصبح القوة الدافعة فيما يخص موضوعات الشرق الأوسط في حال تراجع الدور الأميركي ؟

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة