25 أبريل، 2024 3:15 ص
Search
Close this search box.

بعد دعوى “C.N.N” بمقاضاته .. “ترامب” والسجال الدائم مع الصحافة .. هل ينصرها القضاء الآن ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في فصل جديد من فصول العداء المستمر بين الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ووسائل الإعلام الأميركية، رفعت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية، أمس، دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، زاعمة أن “البيت الأبيض” إنتهك حقوق مراسلها، “جيم أكوستا”، بموجب الدستور بإلغاء أوراق اعتماده الصحافية، بعد تلاسن ساخن مع الرئيس الأميركي.

وقالت الشبكة الإخبارية، في بيان، أعلنت فيه تفاصيل الدعوى القضائية، “إن إلغاء أوراق اعتماد، أكوستا، ينتهك حقوق (سي. إن. إن)؛ والتعديل الأول لحرية الصحافة، وكذلك حقوقهم في التعديل الخامس في الإجراءات القانونية الواجبة”، وفقًا لـ (وكالة الأنباء الفرنسية).

وطالبت (سي. إن. إن)، في دعواها القضائية، بإصدار أمر تقييدي فوري، يعيد “جيم أكوستا”، إلى عمله كمراسل للشبكة داخل “البيت الأبيض”.

ومنع “البيت الأبيض” الصحافي، “جيم أكوستا”، من الدخول، الأسبوع الماضي، حسبما أعلن صحافي (سي. إن. إن)، على حسابه الشخصي بموقع (تويتر).

وقال “جيم أكوستا”؛ إنه تم منعه من دخول “البيت الأبيض” للتغطية الإخبارية، وأن جهاز الخدمة السرية أبلغه بأنه لا يمكنه الدخول إلى “البيت الأبيض” للمشاركة في برنامج تليفزيوني، كان مقررًا في الساعة الثامنة مساءً بتوقيت “واشنطن”.

بسبب سجاله مع “ترامب”..

ويرجع السبب في تعليق “البيت الأبيض” التصريح الصحافي لمراسل شبكة (سي. إن. إن)، دخوله في وقت سابق في سجال حاد مع الرئيس، “دونالد ترامب”، خلال مؤتمر صحافي، ووصف “ترامب”، المراسل، بأنه “عدو الشعب”.

كما وصف “ترامب” الغاضب أيضًا، المراسل “جيم أكوستا”، بأنه: “شخص وقح وفظيع”، بعد أن رفض الأخير الجلوس وتمرير الميكروفون لزملائه خلال المؤتمر، بعد يوم على الانتخابات النصفية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، “سارة ساندرز”: “البيت الأبيض علّق التصريح الممنوح للمراسل المعني؛ حتى إشعار آخر”، في إشارة إلى “أكوستا”، الذي كتب لاحقًا على حسابه على (تويتر)، أنه قد مُنع من الدخول.

وبدأ السجال الساخن، بعد أن تمسّك المراسل البارز بالميكروفون؛ وأصر على طرح الأسئلة حول قافلة المهاجرين من “أميركا الوسطى” التي تتجه نحو الحدود الأميركية.

وقال “ترامب”: “هذا يكفي”، ثم حاولت موظفة سحب الميكروفون من “أكوستا” دون أن تفلح في ذلك.

محاولة للدفاع عن تصرف “ترامب”..

وأكدت “ساندرز” على أن “الرئيس ترامب يؤمن بحرية الصحافة ويتوقع؛ بل ويرحب بالأسئلة الصعبة حوله وحول إدارته”.

وأضافت: “لكننا لن نتحمّل أبدًا مراسلاً يضع يديه على امرأة شابة تحاول فقط القيام بعملها كموظفة متدربة في البيت الأبيض. هذا التصرف غير مقبول بالمطلق”.

تكذيب المتحدثة باسم “البيت الأبيض”..

ورد “أكوستا” على اتهامه بسوء السلوك، في تغريدة قال فيها: “هذه كذبة”، وتضامن معه، على (تويتر)، عدد من الصحافيين الذين كانوا برفقته في المؤتمر الصحافي.

وقالت محطة (سي. إن. إن)، في بيان، أن “المتحدثة باسم البيت الأبيض، ساندرز، كذبت”، وأن تعليق التصريح الصحافي “تم كرد انتقامي على سؤال فيه تحدٍ”.

وأضاف البيان أن “ساندرز”؛ “قدمت اتهامات زائفة واستشهدت بحادثة لم تحدث”، مشيرًا إلى أن “هذا القرار غير المسبوق يمثل تهديدًا لديموقراطيتنا والبلاد تستحق أفضل من ذلك. نحن نقدم دعمنا الكامل إلى أكوستا”.

وهذا الحادث هو الأخير في سلسلة من التجاذبات بين الرئيس ومراسلي (سي. إن. إن).

فقد وجّه “أكوستا”، خلال المؤتمر الصحافي بعد يوم على الانتخابات النصفية، سؤالاً إلى “ترامب”؛ عما إذا كان قد “شيطن المهاجرين” خلال الحملات الانتخابية، وأجاب الأخير: “لا، أريدهم أن يأتوا إلى البلاد. لكن يجب عليهم أن يفعلوا ذلك بشكل قانوني”.

وأصر “أكوستا” على المتابعة بالقول: “إنهم على بُعد مئات الأميال. هذا ليس غزوًا”.

في هذه اللحظة قاطعه الرئيس: “صدقًا أظن أن عليك ان تسمح لي بإدارة البلاد، وأنت قم بإدارة (سي. إن. إن)، وإذا قمت بذلك بشكل جيد فإن نسب المشاهدة ستكون أكبر”.

ومع محاولة المراسل متابعة طرح الأسئلة، قال “ترامب”: “هذا يكفي، ضع الميكروفون جانبًا”، وأبتعد كأنه يهم بالإنصراف من المؤتمر.

وتقدمت الموظفة لتأخذ الميكروفون من “أكوستا”، الذي حاول طرح جاهدًا سؤال أخير، لكن “ترامب” لوّح بإصبعه نحوه موبخًا: “سأقول لك، على (سي. إن. إن) أن تخجل بعملك معها. أنت شخص وقح وفظيع. شخص مثلك لا يجب أن يعمل في (سي. إن. إن)”.

مراسل آخر يدافع عن “أكوستا”..

وعندما تناول مراسل شبكة (إن. بي. سي) الميكروفون ليطرح السؤال التالي؛ قام بالدفاع عن “أكوستا” واصفًا إياه بـ”المراسل المثابر”، ما زاد من غضب “ترامب”، الذي قال له: “أنا لست معجبًا بك أيضًا، وكي أكون صريحًا أنت لست الأفضل”.

ثم توجه “ترامب” مجددًا إلى “أكوستا” قائلاً: “عندما تبثون أخبارًا مضللة، وهو ما تفعله (سي. إن. إن) بكثرة، فأنت تصبح عدو الشعب”.

وردت شبكة (سي. إن. إن) قائلة: أن “هجمات الرئيس المستمرة على الصحافة ذهبت بعيدًا هذه المرة”.

وأضافت: “أنها ليست خطيرة فحسب، بل غير أميركية بشكل مقلق”.

استعراض.. وسندافع بضراوة..

عن الدعوى القضائية؛ وصف “البيت الأبيض” إعلان (CNN) مقاضاة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، و5 من مستشاريه، بـ”الاستعراض”، مشيرًا إلى أنه سيدافع بـ”ضراوة” عن قرار سحب تصريح دخول مراسل الشبكة، “جيم أكوستا”، إلى أروقته.

وأصدر “البيت الأبيض” بيانًا قال فيه؛ إن “(CNN) تمتلك 50 تصريحًا إضافيًا لمراسليها، وجيم أكوستا ليس أقل شأنًا منهم وفقًا للدستور الأميركي، ولكنه رفض تسليم الميكروفون إلى متدربة في البيت الأبيض جسديًا، من أجل فسح المجال أمام أسئلة الصحافيين الآخرين، بعد أن وجه سؤالين للرئيس ترامب وقد أجاب على كليهما”.

وتابع “البيت الأبيض” بيانه؛ قائلاً: “لا يمكن للبيت الأبيض أن يدير مؤتمرًا صحافيًا بشكل عادل عندما يتصرف مراسل بهذه الطريقة غير اللائقة وغير المهنية، لا يطبق الدستور الأميركي على مراسل من أصل 150 آخرين، يحاول احتكار الساحة، وإذا لم يكن هناك رقابة على مثل هذا التصرف، فإنه يعيق عمل الرئيس والعاملين في البيت الأبيض ووسائل الإعلام”.

صدامات سابقة..

ولم تكن هذه هي السابقة الأولى ل،”ترامب”، في خلافه مع وسائل الإعلام، وإنما وصف “ترامب”، خلال حملته الانتخابية للرئاسة، وسائل الإعلام بأنها “عدوة الشعب”؛ إثر نشر (واشنطن بوست) تصريحات قديمة له عُدت مسيئة للنساء، وقد اضطر للإعتذار عنها، ولكنه شن حملة شعواء ضد وسائل الإعلام التي اعتبرها منحازة لمنافسته الديمقراطية، “هيلاري كلينتون”.

وبعد تنصيبه؛ شن المتحدث باسم “البيت الأبيض” هجومًا على وسائل الإعلام، وخاصة (سي. إن. إن)، التي قارنت بين حضور حفل تنصيب “أوباما” عام 2013، والذين حضروا تنصيب “ترامب” عام 2017.

وشارك “ترامب” في الهجوم معتبرًا شبكة (فوكس)، المفضلة لديه، هي الأعلى مشاهدة بالمقارنة بـ (سي. إن. إن) التي قال عنها إنها تنشر أخبارًا كاذبة.

ولجأ “ترامب” في هجومه على وسائل الإعلام إلى الخطابة وسط حشود من مؤيديه أو التغريد على (تويتر)، حيث نشر فيديو بدا فيه وكأنه يصرع شبكة (سي. إن. إن).

وفي هذه الفترة أيضًا شككت شبكة (إم. إس. إن. بي. سي) في صحة “ترامب” العقلية.

وعقب دخوله “البيت الأبيض”؛ شن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، هجومًا لاذعًا على وسائل الإعلام الأميركية، في معرض دفاعه عن سجل أداءه خلال أسابيعه الأولى في “البيت الأبيض”.

والتقى “ترامب” المراسلين طوال 76 دقيقة في مؤتمر صحافي، وأخبرهم أن “مستوى التضليل، (إنعدام النزاهة)، كان خارج السيطرة” مستشهدًا في ذلك بتغطية مزاعم اتصالات حملته الانتخابية بمسؤولين روس.

وأفتتح “ترامب” تصريحاته بهجوم عنيف على وسائل الإعلام، لتقليلها من إنجازاته بعد أن “ورث فوضى في الداخل والخارج”.

وفي مواجهة الضغوط التي واجهها حول إدعاءات وسائل إعلام أميركية، باتصال مسؤولين في حملته الانتخابية مع مسؤولين روس خلال الانتخابات، رد “ترامب”: “لا أحد ممن أعرفهم فعل هذا”، مضيفًا: أن “الحديث عن روسيا أخبار وهمية. هذه أخبار وهمية، لكن الإعلام روج لها”.

وواجه مراسل (إن. بي. سي) الأميركية مزاعم ترامب، “الخاطئة”، بأنه فاز بنتائج المجمع الانتخابي بهامش هو الأكبر منذ انتخاب الرئيس السابق، “رونالد ريغان”، ورد الرئيس ببساطة: “لقد أعطوني هذه المعلومات”.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي؛ هاجم “ترامب” مقالاً نُشر بصحيفة (نيويورك تايمز) ووصفه، بـ”الجبان”، مطالبًا الصحيفة بتسليم كاتبه إلى الحكومة فورًا.

وسبق وأن شهد موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، حرب تغريدات بين “ترامب” وشبكة (CNN)، إذ كتب “ترامب”: “هناك ما هو أهم في الولايات المتحدة، لكن في الخارج تمثل (سي. إن. إن) مصدرًا مهمًا للأخبار (الكاذبة). وهي تقدم صورة سيئة عن بلادنا. فالعالم الخارجي لا يرى الحقيقة من خلالها”.

في المقابل؛ قالت (سي. إن. إن) إنه ليس دورها أن تقدم صورة جيدة عن “الولايات المتحدة”، بل هي مسؤولية “ترامب” باعتبار رئيسًا للبلاد. وأوضحت أن مهمتها هي نقل الأخبار.

ليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها “دونالد ترامب”، (سي. إن. إن)، اذ نشر في وقت سابق هذا العام على صفحته مقطع فيديو أرشيفي لمصارعته في (WWE)، لكن في هذا الفيديو المعدّل ظهر رجل بشعار (CNN) في وجهه.

ردت الشبكة، في بيان، قالت فيه: “إنه يوم حزين نشهده؛ عندما يشجع رئيس الولايات المتحدة العنف ضد الصحافيين، من الواضح بأن سارة هاكابي ساندرز كذبت عندما قالت إن الرئيس لم يقم بأمر كهذا أبدًا، فعوضًا عن التركيز على رحلته على الخارج وأول اجتماع له مع فلاديمير بوتين، والتعامل مع كوريا الشمالية وإعداد قانون الرعاية الصحية الخاص به، فإنه ينخرط بسلوك صبياني ينحدر بأقل من مستوى كرامة منصبه، سنستمر بممارسة عملنا ويتوجب عليه أن يبدأ بممارسة عمله”.

ورد فريق العلاقات العامة في (CNN) على “ترامب” بمقتطفات على لسان نائبة المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، “سارة ساندرز”، وبالأخص قولها: “إن الرئيس لم يقم، وفي كل ظرف أو أسلوب التشجيع على العنف، بل على العكس تمامًا”.

الصحافة ترد..

في آب/أغسطس الماضي؛ شاركت أكثر من 300 وسيلة إعلام، في حملة احتجاج على حرب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على حرية الصحافة، وكانت صحيفة (بوسطن غلوب) صاحبة الدعوة.

وشهدت الحملة إدانة واسعة في أنحاء “الولايات المتحدة” لما أسمته بالـ”حرب القذرة” من الرئيس الأميركي على وسائل الإعلام، وسخر “ترامب” من وسائل الإعلام، وقتها، ووصفها بأنها تبث “أخبار كاذبة”، وهاجم الصحافيين واعتبرهم “أعداء الشعب”.

واختارت صحيفة (نيويورك تايمز) عنوان: “الصحافة الحرة تحتاجكم”، ووصفت هجمات “ترامب” بأنها “خطر على الحياة الديمقراطية”، مضيفةً: “لا تصف الصحافيين بأعداء الشعب”.

وقالت صحيفة (نيويورك بوست)، في مقالها الافتتاحي: “قد يكون من المحبط أن نقول إنه لمجرد نشرنا حقائق مزعجة لا يعني أننا ننشر أخبارًا مزيفة”.

وأنضمت صحيفة (توبيكا كابيتال غورنال) إلى الحملة، وقالت إن هجوم “ترامب” على الإعلام “مشئوم ومدمر، ويجب أن يتوقف حالاً”. وكانت الصحيفة واحدة من وسائل الإعلام القليلة التي أيدت “ترامب” في انتخابات 2016.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب