9 أبريل، 2024 3:15 م
Search
Close this search box.

بعد دعوى مقاطعة المنتجات الإيرانية .. “العراق” يستطيع إحداث ثورة بـ”ايران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

يمكن القول إن “دولة الملالي” الدينية بـ”إيران” قد حققت المكاسب مرتين من سقوط نظام “صدام حسين”؛ فهم من جهة تخلصوا من منافس وعدو تاريخي لهم، ومن جهة أخرى استفادوا من القوى العراقية التي تسيطر على مفاصل الدولة وتغلغلها في الحكم؛ وغدوا العصا التي تحرك كل شيء بـ”العراق”، ولذلك، وكما حدث بالضبط في مظاهرات “لبنان”، اعتبرت “إيران” نفسها بأنها المستهدفة الأولى من المظاهرات التي تُعم المناطق العراقية.

فلا يُخفى على أحد أن النفوذ الإيراني انتشر في جميع الطبقات السياسية، حتى أن الشركات الإيرانية الكبرى، التابعة لـ”الحرس الثوري”، أصبحت جزءًا من النسيج الاقتصادي العراقي ومقدمة مصالحها على المصالح الوطنية العراقية، حيث تنمو التبادلات التجارية بين البلدين، اللذين تجمعهما حدود مشتركة تبلغ 1400 كيلومتر، علمًا بأن “العراق” أكبر سوق لصادرات “إيران” غير النفطية، أليس ذلك كافيًا بأن يظل “شبح” الفساد حاضرًا من البوابة الإيرانية إلى أبد الآبدين ؟!. وتعتبر دعوات مقاطعة العراقيين للمنتجات الإيرانية ضربة نافذة قد تتسبب في كارثة اقتصادية حقيقية لـ”إيران” إن تم تنفيذها.

الحل في قطع دابر التغلغل الإيراني..

“العراق”، منذ 2003، تغير فيه كل شيء؛ أحزاب تذهب وتأتي وحكومات تتعاقب وانتخابات تحضر ومطالبات بإنهاء الفساد، سوى أمر واحد كان عنصرًا أساسيًا وثابتًا، وهو التغلغل الإيراني الذي ثبت أنه الوحيد الذي يفترض أن يتغير في المعادلة، فمهما انقلب العراقيون على أوضاعهم البائسة، ومهما تغيرت الحكومة وأتت حكومة جديدة، كلها علاجات مسكّنة لا طائل منها. العلاج الحقيقي يكمن في كي التدخلات الإيرانية وقطع دابرها، وبغير ذلك ستزيد الخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين العراقيين، وستقمع المظاهرات تلو المظاهرات.

فعلاً كما قالت زعيمة المعارضة الإيرانية، “مريم رجوي”، إن نفوذ “نظام الملالي” أخطر من القنبلة الذرية مئات المرات.

لماذا تعتبر طهران ثورات العراق وإيران موجهة ضدها ؟

“علي شمخاني”، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني؛ عندما قال إن متظاهري “العراق” هؤلاء هم الدواعش، كان يقصد مهاجمة الثورة التي يعلم أنها ستقضي على أطماعهم !.. رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء “محمد باقري”، أيضًا هاجم التظاهرات بأن الأعداء يحيكون مؤامرات في “لبنان” و”العراق” لركوب موجة الاحتجاجات، وقبل نحو عام، هاجم المتظاهرون “القنصلية الإيرانية”، في “البصرة”، جنوب البلاد، بالشعار الشهير: “إيران برّه بره”.

ويبدو أن “إيران” ربحت اللعبة طويلة الأمد، بعد نجاح وكلائها في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، العام الماضي، وإنقاذ حليفها، “بشار الأسد”، خلال السنوات الماضية، وإكتساب قوة أكبر في “العراق” بعد دعمها لقوات (الحشد الشعبي)، التي أُنشأت بهدف محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي، وفي “العراق” و”لبنان”، أنشأت “إيران” وكلاء في كلا البلدين، ومنحتهم السلطة من خلال التمويل والأسلحة، وساعدتهم على التسلل إلى مؤسسات الدولة، إلا أن التظاهرات الأخيرة في “العراق” و”لبنان” كشفت هشاشة النظام الإيراني ورعبه من هتافات الجماهير.

مخاوف بالغرفة التجارية الإيرانية من دعاوى المقاطعة..

وأحدثت دعاوى مقاطعة المنتجات الإيرانية حالة من الذعر في الأوساط الاقتصادية الإيرانية، وأبدى رئيس الغرفة التجارية الإيرانية العراقية المشتركة، “يحيى آل إسحاق”، تخوف بلاده من استمرار الاحتجاجات في “العراق” وتأثيرها على الصادرات الإيرانية، خاصة أن معظم الصادرات الإيرانية تذهب لـ”العراق” في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على “إيران”، منذ سنوات.

وقال إنه: “مع الوضع الحالي في العراق لا يوجد أي ضرر لأعمالنا وصادراتنا في هذا الوقت، وعلاقتنا التجارية كما كانت عليه من قبل، ولكن إذا استمرت الأمور كما هي فقد يؤثر ذلك على عملية التصدير لدينا”.

ويشهد “العراق”، منذُ شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، احتجاجات شعبية كبيرة مناهضة للأحزاب والطبقة السياسية الحاكمة في “بغداد”، التي تحظى بدعم النظام الإيراني، حيثُ هتف المحتجون ضد “إيران” وتدخلها في الشؤون العراقية.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أهمية التجارة مع “العراق”؛ مقارنة بالدول والمناطق الأخرى في العالم، وتابع قائلًا: “إن التجارة بين البلدين نمت في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، ويخطط البلدان للوصول إلى 20 مليار دولار على المدى الطويل”.

وكشف “آل إسحاق”، في حديث لوكالة أنباء (فارس نيوز)؛ أن: “حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق بلغ، العام الماضي، 13 مليار دولار، بلغت في الأشهر الـ 6 الأولى من هذا العام الجاري؛ 4 مليارات و600 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل تجارة هذا العام بين البلدين إلى نفس مستوى العام الماضي”.

وقال المسؤول الإيراني إن: “استقرار العلاقات السياسية والأمنية يعتمد على التفاعلات الاقتصادية”، لافتًا إلى أن: “السوق العراقية لديها احتمالات جيدة للعمل والاستثمار على مدى الـ 20 عامًا المقبلة“، داعيًا إلى بذل “قصارى الجهد لتطوير التعاون مع العراق”.

وأضاف: “أن تصدير البضائع عالية الجودة هو أحد الشروط الأساسية لتطوير التعاون مع العراق، بينما يُصر بعض المتداولين للأسف على تصدير سلع الدرجة الثانية والثالثة، وهذا ينقل صورة بين المستهلكين للسلع الإيرانية في العراق أن البضائع الإيرانية لا تملك الجودة اللازمة”.

وفيما يتعلق بتراجع الصادرات الإيرانية إلى “أوروبا”، قال “آل إسحاق”: “بلغت صادراتنا إلى الاتحاد الأوروبي، في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي؛ حوالي 477 مليون دولار، ما يعني انخفاضها بنسبة 75%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”.

مقاطعة المنتجات الإيرانية قد تُحدث ثورة في إيران !

منذ الحصار الاقتصادي؛ و”إيران” تعاني أزمة اقتصادية طاحنة، وأتسعت الطبقة الفقيرة بين شعبها، وتتخوف “إيران” من تغير النظام، في “العراق”، في حالة نجاح التظاهرات في تحقيق أهدافها من إزاحة الأحزاب والميليشيات التابعة لها، فهذا يعرضها لخسارة اقتصادية فادحة تضرب الصادرات الإيرانية؛ بل ربما تهز الاقتصاد الإيراني من جذوره وتزيد نسب الفقر والبطالة، وبالتالي الغضب الشعبي.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، “علي ربيعي”، إن هناك 60 مليون إيراني بحاجة إلى توفير سُبل العيش في البلاد.

وأوضح “ربيعي”، خلال مؤتمره الصحافي عقب اجتماع للحكومة الإيرانية؛ حول خطة الدعم الاجتماعي وسُبل العيش، بالإضافة إلى الفساد وعدد من القضايا الأخرى، وأنه: “من المرجح أن يصل عدد الأسر المؤهلة للحصول على الدعم الاجتماعي للكفاف، إلى 60 مليون شخص، ويغطي الرقم أكثر من 18 مليون أسرة”، هذا طبقًا للإعتراف الحكومي، يكون الواقع أكثر مرارة من ذلك بكثير.

وقال “ربيعي”: إن “بعض المناطق في إيران محرومة تمامًا، وهناك مواطنون كانوا دائمًا في حاجة لدعم من أجل توفير سُبل العيش”، مبينًا أن: “هذه الطبقة التي بحاجة ضرورية للدعم؛ هن ربات أسر وعاملات ذات دخل ثابت، بمن في ذلك العاملون والمتقاعدون”.

وأشار المتحدث باسم الحكومة الإيرانية ومساعد الرئيس للشؤون الاجتماعية؛ إلى أن: “الطبقة الوسطى ستكون مشمولة بخطة الدعم الحكومي لرفع مستوى سُبل العيش”.

وتعيش نحو سبعة ملايين أسرة إيرانية في ظروف معيشية غير ملائمة، بحسب ما أعلن الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، في كلمة له بمدينة “رفسنغان” التابعة لمحافظة “كرمان”، جنوب البلاد، الأمر الذي يكشف عن تعاظم سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية جراء “العقوبات الأميركية” والفساد.

كما أعترف الرئيس، “روحاني”، أن بلاده تمر بأيام صعبة للغاية لم تشهدها منذ “الثورة الإيرانية” ضد نظام الشاه “محمد رضا بهلوي”، عام 1979.

وقال “روحاني”، في اجتماعه مع مسؤولين بمحافظة “كرمان”، جنوب “إيران”: “نشهد أيامًا صعبة لم نتعرض لها منذ الثورة، وإيران لا تتمتع بظروف طبيعية وتمر بعملية شاقة للغاية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب