9 أبريل، 2024 8:35 م
Search
Close this search box.

بعد حيادها المزمن .. “عُمان” بصدد تقوية العلاقات مع “إيران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تُعرف “سلطنة عمان”، منذ القدم، بـ”سويسرا الشرق الأوسط”؛ بسبب تدابيرها الدبلوماسية القائمة على السلام والميل إلى الحياد والوساطة.

ورغم أنها تعاني من المنظور الجغرافي حصار الاضطربات والتوترات السياسية، إلا أن “عمان” نأت بنفسها بعيدًا عن أزمات المنطقة خلال العقود الماضية، واضطلعت بدور الوسيط بين الجيران.

كذلك تمكنت “مسقط” من المحافظة على علاقاتها الجيدة مع “طهران” و”واشنطن”، وهو بالقطع أمر ليس سهلاً. فقد نجحت “عمان”، بعد المساعدات المتكررة لـ”إيران”، لحل مشكلاتها الداخلية عام 1991؛ من المحافظة على علاقاتها الجيدة مع “واشنطن” من خلال اتفاقيات التجارة الحرة والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وغيرها من التدابير الدبلوماسية.

أزمة خط العاز “الإيراني-العماني”..

واليوم، وللمرة الأولى على مدى سنوات طوال، تواجه سياسة “عمان” الحيادية تحدي كبير بسبب الضغوط الأميركية والسعودية والإماراتية المتزايدة على “إيران”. وفي وسط كل هذه الاضطرابات ثمة مقترح ببناء خط أنابيب غاز طبيعي بين “إيران” و”عمان”.

فبعد عقد من المناقشات تقريبًا، حصل خط الغاز “الإيراني-العماني”، العام الماضي، على الضوء الأخضر، حيث تشكلت لجنة مشتركة من الجانبين، تموز/يوليو الماضي، لإنهاء بنود الاتفاقية. وطبقًا للتقرير الصادر عن “الشركة الوطنية الإيرانية للغاز”، فسوف يتكلف هذا المشروع الهندسي العملاق حوالي 1.2 ملیار دولار، وسوف يسهم في نقل 28 مليون مترمكعب يوميًا من “الغاز الطبيعي” من “ميناء كوه مبارك” إلى “ميناء سحار” في “عمان”.

على أن يتم تكثيف هذا الغاز الطبيعي، بعد دخول “عمان”، بهدف التصدير أو التخزين. وبعد تراج إنتاج الغاز؛ وكنتيجة للنقص فضلاً عن المشكلات الأخرى كالاقتصادية، سعت “عمان” مؤخرًا للتنوع الاقتصادي. ومن هذه الجهود إنشاء خط الأنابيب مع “إيران”.

“إيران” أو “أميركا”.. على “عُمان” أن تختار..

والمتوقع أن تضيف “إيران”، في السنوات المقبلة، الكثير من خطوط الأنابيب للبنية التحتية في الشرق الأوسط، والمنتظر أن يبلغ طول هذه الخطوط، حتى العام 2022، حوالي 12698 كيلومتر.

وطبقًا للإحصائيات والأرقام التي نشرها موقع (غلوبال ديتا)، تعد “إيران” من أوائل الدول المهتمة بإنشاء أكثر من 50% من هذه الخطوط، يليها “العراق”، حيث تعتزم حتى العام 2022، استثمار حوالي 29.6 ملیار دولار أميركي في 5105 كيلومتر من أنابيب النفط والغاز.

وتحتل “تركيا”، المركز الثالث، على هذه القائمة، والتي تتطلع لإنشاء 2030 كيلومتر أنابيب باستثمارات تناهز 5.8 ملیار دولار.

لكن كل هذه الخطط تواجه تحديات بسبب “العقوبات الأميركية” الشديدة على صناعة الطاقة الإيرانية. وكانت حكومة “دونالد ترامب” قد أعلنت فرض عقوبات على “النفط” ومشتقاته والمنتجات “البتروكيماوية” وكل معاملات مع “شركة النفط الإيرانية”، بداية من 5 تشرين ثان/نوفمبر المقبل. وقد احتدم الصراع بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، منذ إنطلاق حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث شرع “ترامب” في التهديد بالانسحاب من اتفاق سلفه، “باراك أوباما”، النووي مع “إيران”.

وحاليًا لا تريد “عمان”، كالكثير من دول العالم، الاختيار بين قوتين اقتصاديتين وسياسيتين مثل “الولايات المتحدة” و”إيران”؛ في ظل تنامي وتيرة الصراع بينهما. فلو تمضي “الولايات المتحدة” في تنفيذ مخططاتها بشأن تجديد العمل بالعقوبات ضد “إيران” خلال الشهر المقبل، فسوف يواجه ملف إنشاء خط أنابيب الغاز “إيران-عمان” الكثير من المشكلات.

كذلك فقد تحول “مضيق هرمز”، الذي يعتبر المنطقة الأهم في تنفيذ خط الأنابيب، إلى موضوع صراع بين “واشنطن” و”طهران”. وقد أعلنت البلدان بشكل متزامن تقريبًا، في آب/أغسطس الماضي، السيطرة الكاملة على هذا المسار المهم لمرور شحنات النفط والغاز، وصعدت “أميركا” من تهديداتها واللجوء إلى استخدام القوة حال اتخاذ “إيران” قرار إغلاق المضيق والإخلال بحركة المرور. ورغم المخاوف السياسية بشأن “مضيق هرمز” والشكوك الاقتصادية، فقد أعلنت “عمان” بشكل رسمي ومعلن عزمها المضي قدمًا في إنشاء خط أنابيب الغاز مع “طهران”، لكن من المحتمل أن يواجه المشروع الكثير من المشكلات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب