بعد حوادث تفجير مساجد الشيعة في أفغانستان .. محلل إيراني: طهران لم تلبي توقعات الشيعة الأفغان حتى الآن !

بعد حوادث تفجير مساجد الشيعة في أفغانستان .. محلل إيراني: طهران لم تلبي توقعات الشيعة الأفغان حتى الآن !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أعلن تنظيم (داعش) الإرهابي مسؤوليته عن تفجير مسجد “قندهار”. وإزدادت أعداد ضحايا هذا الهجوم الانتحاري إلى: 41 قتيل و80 جريح. وهذا هو الهجوم الثاني للتنظيم في أقل من 10 أيام على المساجد الأفغانية. ففي الأسبوع الماضي؛ أسفر تفجير حسينية “سيد آباد”؛ بمدينة “قندوز”، شمال “أفغانستان”، عن مصرع: 120 شخص؛ وإصابة: 200 آخرين.

وقد أثار تفجير أكبر المساجد الشيعية في “قندهار” انتقادات واسعة، ودعت “الأمم المتحدة” إلى معاقبة الجناة. وقد أدانت (طالبان) أيضًا التفجير؛ إلا أن بعض الإدانات تبدو ظاهرية. من جهة أخرى، يحمل بعض التفجيرات رسالة من (شبكة حقاني)، التي تمتلك قوة كبيرة في “أفغانستان”؛ وترتبط بعلاقات وثيقة مع (داعش).

بالتوازي مع هذه الأحداث، كثّف المسؤولون الإيرانيون من تحركاتهم وإجراء الكثير من المباحثات مع مسؤولين في “باكستان”. وفي هذا الإطار، أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإصلاحية الإيرانية، الحوار التالي مع: “پیرمحمد ملازهي”، المحلل البارز في شؤون شبه القارة على النحو التالي…

تخدم “داعش” وورطة كبيرة لـ”طالبان”..

“آرمان ملي” : ما هي رسائل التفجيرات الشديدة في “أفغانستان”، وهل يتحمل (داعش) مسؤولية هذه التفجيرات ؟

“پیرمحمد ملازهي” : أعلن (داعش) مسؤوليته عن التفجيرات الأخيرة في “أفغانستان”. وتُجدر الإشارة إلى أن تنظيم (داعش) يتكون حاليًا من قوميات مختلفة؛ تُشكل: “الأزبك، والطاجيك، والأيغور، الشيشانيين والباكستانيين” وغيرهم.

من جهة أخرى؛ تُعتبر (شبكة حقاني) جزء هام من (طالبان)، وهي على اتصال وثيق مع (داعش)، الذي يسعى إلى إثارة التوترات الدينية والعرقية في “أفغانستان”، في إطار الجهود الرامية للبقاء على قيد الحياة.

وعليه؛ هذا التوتر يخدم (داعش) بالأساس.. لم تُعد مثل هذه التفجيرات تخدم مصالح (طالبان)؛ فلم تُعد قادرة على إقرار الأمن في “أفغانستان”، حيث يتورط جزء من (طالبان) في هذه الاضطرابات. في حين تتولى (شبكة حقاني) توفير الأمن داخل المدن الأفغانية الهامة.

وبالتالي؛ يواجه جزء كبير من (طالبان) مشكلة مع الشيعة، ويعارضون وصول “الهزارة” إلى المناصب القيادة.

وتُجدر الإشارة إلى أن (طالبان) لا تستطيع، (بعكس الإدعاءات)، تأمين الشيعة و”الهزارة”. وبشكل عام لابد من الاعتراف بفشل مئات العناصر من قبيلة “الهزارة” من توفير الأمن في “أفغانستان”، على مدى سنوات، وبالتأكيد لن تتمكن من توفير الأمن تحت حكم (طالبان). ناهيك عن عدم رغبة (طالبان) الدخول في مواجهة مباشرة مع (داعش).

إيران لم تلبي توقعات شيعة أفغانستان حتى الآن..

“آرمان ملي” : هل إزدادت وتيرة التعاون الإيراني مع “باكستان” مؤخرًا للسيطرة على (طالبان) ؟

“پیرمحمد ملازهي” : تتمتع “باكستان” بالنفوذ داخل حركة (طالبان)، بل يجب القول إن “باكستان” من الأطراف اللاعبة في “أفغانستان” حاليًا، بالإضافة إلى دول: “قطر وتركيا والإمارات”.

ولا تتبنى “إيران”، حتى الآن؛ سياسة واحدة، وإنما وجهتي نظر مختلفتين. ويتوقع شيعة “أفغانستان” الكثير من “إيران”؛ ويبدو أنها لم تُلبي حتى الآن هذه التوقعات. إنهم يتوقعون من “إيران” أن تطلب إلى (طالبان) تأمين الشيعة. وتأمل “إيران” أن تتوصل إلى اتفاق عن طريق “باكستان”.

يجب على دول المنطقة امتلاك إرادة إقرار السلام في “أفغانستان”..

“آرمان ملي” : في حال فشلت (طالبان) في توفير الأمن، كيف سيعود الأمن إلى هذا البلد ؟

“پیرمحمد ملازهي” : “أفغانستان” بحاجة إلى حكومة شاملة، والمسار الوحيد للحد من التوتر في هذا ا لبلد؛ مشاركة جميع القوميات في السلطة، وطالما لم يحدث ذلك لن تتجه “أفغانستان” للتهدئة.

وحاليًا تنتشر في “أفغانستان” حوالي: 20 تنظيم مسلح؛ بمقدور كلٍ منها إثارة الاضطرابات في أجزاء من البلاد.

من جهة أخرى، يتطلع (داعش) إلى إقامة “خلافة خراسان”، وبعض العناصر داخل (طالبان) تؤيد مسار (داعش)، وبالتالي يُعاني شمال “أفغانستان” من الاضطرابات.

من ناحية أخرى، تتطلب المسألة أن تمتلك دول المنطقة إرادة إقرار السلام في “أفغانستان”. يتعين على: “إيران، وباكستان، وتركيا، والإمارات، وقطر والسعودية”، أن تتبنى سياسة واحدة والضغط على (طالبان) لتشكيل حكومة شاملة في البلاد.

وعلى هذه الدول؛ تقديم وعود بالتعاون الاقتصادي مع (طالبان)؛ حال القيام بإصلاحات سياسية. والواقع إن هيكل السلطة الطالبانية الحالي ضعيف ولا يلبي احتياجات الساحة الأفغانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة