6 مايو، 2024 1:33 ص
Search
Close this search box.

بعد ثبوت تورطها في “قضية خاشقجي” .. لماذا لم تُفرض عقوبات اقتصادية على “العربية السعودية” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في ظل العقوبات الاقتصادية التي تفرضها “الولايات المتحدة” هنا وهناك، تمكنت “المملكة العربية السعودية” من استغلال أموالها في شراء صمت العالم على قضية مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، في قنصلية المملكة بـ”تركيا”، ويبدو أن عملية فرض عقوبات على “المملكة” أُجهضت قبل أن تبدأ؛ وتوقفت على التصريحات الرنانة والتهديدات دون إتخاذ أية قرارات فعلية.

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد لوح بعقوبة شديد للمملكة إذا ما ثبت تورط مسؤولين سعوديين في جريمة قتل مراسل صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، لكنه أوضح أنه ليس مستعدًا لإتخاذ إجراءات من شأنها التأثير على فرص عمل الأميركيين، واضعًا في الاعتبار أن “المملكة” تُعد المستورد الأساس للأسلحة الأميركية، وحتى الآن لم تفعل “واشنطن” أي شيء سوى التصريحات !

“ترامب” متردد بسبب سوق السلاح..

ويبدو أن “ترامب” مترددًا للغاية، إذ أنه لا يكُف عن التهديد بعقاب شديد لـ”المملكة” دون أن يعلن أية تفاصيل، ويعلق إتخاذ القرار على عدة أمور أولها ثبوت ضلوع “المملكة” في قتل الصحافي، ففي البداية أعرب عن ثقة بلاده في السيناريو الذي طرحته “المملكة” للقضية، والذي نفت فيه تورطها، ثم عاد ليعلن أنه غير راضٍ عن هذه التفاصيل، وبعدما عرف العالم كله بأمر التورط، بات يتحجج بموافقة الكونغرس وأن المناقشات لا تزال مستمرة بينهما، وصرح خلال خطابه بمناسبة التجديد النصفي للكونغرس أن مناقشة فرض عقوبات على “السعودية” قد تستغرق أسبوعًا، موضحًا أنه يتناقش مع الكونغرس لتحديد طبيعة الرد الأميركي على الجريمة.

ولا يزال موقف “ترامب” من القضية غير واضح؛ في الوقت الذي تنادي فيه أصوات داخل الصفوف السياسية الأميركية بفرض عقوبات على “السعودية” بسبب هذه القضية؛ وتتهم ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، بالوقوف وراءها، وصرح الرئيس الأميركي في مقابلة متلفزة عند سؤاله حول الخيارات المطروحة أمامه في حال ثبوت تورط “السعودية” في اغتيال “خاشقجي”، وما إذا كانت العقوبات الاقتصادية إحداها، قال إن هناك وسائل أخرى للتعامل مع مثل هذه القضايا، دون أن يتضرر “سوق السلاح الأميركي”.

“قطار الحرمين”.. اليد المجروحة لفرنسا وإسبانيا !

أوضح الباحث بقسم الدراسات العربية بجامعة “مدريد” بإسبانيا، “إغناثيو تيران”، بأنه عندما يرى الأوروبيون أن “الولايات المتحدة” تلوح بإتخاذ قرارات عقابية على “المملكة”، مع الحرص على عدم إلحاق الضرر بسوق السلاح، فإن احتمالية عقاب “السعودية” تبقى مجرد تصريحات رنانة.

وأوضح أن “فرنسا” و”إسبانيا” تورطتا مع “المملكة” بسبب “قطار الحرمين” السريع، الذي يربط مدينتي “مكة” و”المدينة”، والذي افتتح في 11 تشرين أول/أكتوبر الماضي، وأن أمر مساهمتهما في إتخاذ قرار توجيه عقوبات للمملكة قد يصبح مزعجًا لهما، رغم علمهما بأن “السعودية” دولة ديكتاتورية قمعية وإجرامية إلى حد كبير، خاصة وأن إنشاء القطار خلق عددًا كبيرًا من فرص العمل للإسبانيين والفرنسيين للقيام بأعمال الصيانة لمدة 12 عامًا، حسب العقد الذي أبرمته “المملكة” مع 12 شركة إسبانية.

المملكة تبحث عن خروج مشرف لـ”بن سلمان”..

وأضاف “تيران”، خلال حواره مع شبكة (سبوتنيك) الإذاعية الروسية، أن الإبتعاد عن مركز إتخاذ القرار سوف يسمح للدول بمراقبة كيف سوف تحل “المملكة” هذه القضية، موضحًا أن الأمر يتعلق بالبحث عن حل يرضي جميع الأطراف.

وأردف: “أعتقد أن العائلة المالكة السعودية تشهد خلال هذه الفترة تحركات وبحث للتوصل إلى طريقة خروج مشرفة لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان”.

وشوهد “خاشقجي”، لآخر مرة، في الثاني من تشرين أول/أكتوبر الماضي؛ عندما دخل “القنصلية السعودية” في “إسطنبول” لاستخراج بعض الأوراق كي يتمكن من إتمام زواجه من إمرأة تركية، هي “خديجة غنكيز”، بينما انتظرته هي في الخارج، وبعد مرور عدة ساعات دون خروجه أبلغت عن اختفاءه، وحتى الآن لم يُعثر على جثة الصحافي السعودي، في الوقت الذي خرجت فيه تقارير تفيد بأن من قتلوه وضعوا على جثته مادة كيميائية لسرعة تحللها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب