بعد تهديد إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران بمفردها .. فهل تنفذها دون غطاء أميركي ؟

بعد تهديد إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران بمفردها .. فهل تنفذها دون غطاء أميركي ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن “إسرائيل” فقدت الأمل من إدارة الرئيس الأميركي الجديد، “جو بايدن”، فيما يخص علاقتها بـ”إيران” وإدارتها للملف النووي الإيراني، حيث قال وزير شؤون الاستيطان الإسرائيلي، “تساحي هنغبي”، إن بلاده قد تضطر لتوجيه ضربة عسكرية لـ”إيران” بمفردها، لأن “الولايات المتحدة” يبدو أنها لن تفعل ذلك.

وبحسب موقع (تايمز أوف إسرائيل)، يرى “هنغبي”؛ أن “واشنطن” لن تهاجم المنشآت النووية في “إيران” أبدًا.

وأضاف أنه: “يجب على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستقبل بإيران نووية، أو ما إذا كانت ستشن مثل هذه الضربة بمفردها”.

وأوضح أن: “إسرائيل ربما ستضطر إلى العمل بشكل مستقل لإزالة هذا الخطر”.

وتابع قائلاً: “من الممكن ألا يكون هناك خيار في المستقبل سوى مهاجمة إيران عسكريًا”، لافتًا إلى أن: “إسرائيل لن تقبل بإيران مسلحة نوويًا”.

6 أشهر لصنع سلاح نووي..

وكان وزير الطاقة الإسرائيلي، “يوفال شتاينتس”، قد كشف، أمس الأول الثلاثاء، أن: “أمام إيران نحو 6 أشهر لإنتاج مواد إنشطارية كافية لصنع سلاح نووي”.

مضيفًا أن: “السياسة التي إنتهجتها إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أضرت بشدة ببرنامج طهران النووي، غير أن فريق الرئيس الحالي، جو بايدن، أشار إلى أن إستراتيجية ترامب قد فشلت”، مرجحًا أن تكون “إيران” على بُعد أسابيع فقط من امتلاك ما تحتاجه لتطوير قنبلة نووية.

وأوضح: “فيما يتعلق بالتخصيب، يمكنهم الوصول للكمية الكافية في غضون نصف عام؛ إذا فعلوا كل ما يلزم… وفيما يتعلق بالسلاح النووي؛ تبلغ المدة حوالي عام أو عامين”.

العودة للاتفاق في حال الإلتزام..

وكان وزير الخارجية الأميركي، “آنتوني بلينكن”، حذر، الإثنين الماضي، من أن “إيران” باتت قريبة من صنع المواد اللازمة لامتلاك سلاح نووي، مجددًا استعداد بلاده للعودة لـ”الاتفاق النووي”، في حال عادت “إيران” للإلتزام به.

في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، شروط “واشنطن” للعودة لـ”الاتفاق النووي”، الذي انسحبت منه، قبل نحو 3 سنوات، بأنها لا معنى لها، منتقدًا ما وصفه بمحاولة إدارة الرئيس الحالي، “جو بايدن”، التهرب من إرث إدارة سلفه، “دونالد ترامب”، فيما يتعلق بالاتفاق.

تجديد خطط العمليات المرسومة لمواجهة “إيران”..

وخلال الشهر الماضي؛ كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، “آفيف كوخافي”، قد قال إن: “جيش بلاده يجدد خطط العمليات المرسومة لمواجهة إيران”، معتبرًا أن عودة “الولايات المتحدة”، لـ”الاتفاق النووي” الإيراني، المبرم في 2015، ستكون: “خطأً”.

والتهديدات المتبادلة بين الطرفين، دفعت البعض لطرح تساؤلات بشأن إمكانية قيام “إسرائيل” بشن حرب قريبة على “إيران”، خاصة في ظل استعداد “أميركا” للعودة إلى “الاتفاق النووي”.

وقال اللفتنانت جنرال “كوخافي”، في خطاب بالمؤتمر السنوي لـ”معهد دراسات الأمن القومي”، (مستقل)، في جامعة “تل أبيب”: “العودة للاتفاق النووي، الموقع في 2015، حتى وإن كان اتفاقًا مماثلاً، بعد العديد من التحسينات، أمر سيء وخاطيء من وجهة نظر عملياتية وإستراتيجية”.

وأضاف “كوخافي”، أن: “تلك الخطوات التي اتخذتها إيران؛ تظهر أن بمقدورها في النهاية اتخاذ قرار بالمضي قدمًا وبسرعة صوب تصنيع أسلحة نووية”، وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية.

وتابع “كوخافي” قائلاً: “في ضوء هذا التحليل الأساس، وجهت قوات الدفاع الإسرائيلية بإعداد مجموعة من الخطط العملياتية، إضافة لما لدينا بالفعل”.

وأضاف: “اتخاذ قرار بشأن التنفيذ سيعود بالطبع للقيادة السياسية، لكن تلك الخطط يجب أن تكون على الطاولة”.

وأشار “كوخافي” إلى أنه: “في مواجهة المحور الشيعي، الذي يمتد من إيران مرورًا بالعراق وسوريا ولبنان، تبلور تحالف إقليمي قوي؛ يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي، حيث تقف دولة إسرائيل داخل هذا التحالف”.

إيران تحتفظ بحق الرد..

وردًا على تلك التهديدات، أكد مندوب “إيران” الدائم لدى الأمم المتحدة، “مجيد تخت روانجي”، أن بلاده تحتفظ بحقها في الرد على أي تهديدات من قبل “إسرائيل”.

وقال “روانجي”، في كلمة ألقاها خلال اجتماع لـ”الأمم المتحدة”، أواخر الشهر الماضي، أن: “إسرائيل تواصل الكذب والخداع لإظهار أن برنامجنا النووي يشكل تهديدًا للمنطقة”.

وأضاف مندوب “إيران”: “تهديدات إسرائيل تهدف للتعتيم على أسلحتها النووية، وتقويض الاستقرار في المنطقة”، مضيفًا: “إيران تحتفظ بحقها في الرد على أي تهديدات إسرائيلية”.

وأشار “روانجي”؛ إلى أن: “الخداع عنصر أساس في السياسة الخارجية لإسرائيل، وهي لم تفوت فرصة للقضاء على الاتفاق النووي”، مشددًا على أن بلاده: “لن تتردد في الدفاع عن نفسها، وسنرد بقوة على أي تهديد لأمننا القومي”.

العدو الأول لأمن الخليج..

ورأى محلل سياسي سعودي، في تصريح لوكالة أنباء (سبوتنيك): “إن الدول الخليجية والعالم العربي والأوروبي؛ تواجه خطورة بلوغ إيران تصنيع قنبلة ذرية، والمتضرر الثاني من نووي إيران هي إسرائيل، التي تحاول إيجاد لها أصدقاء مع عدد من الدول العربية، ولدى إسرائيل القدرة على إفشال مشروع إيران النووي، وهذا سيحقق آمال الخليج والعالم العربي، والسعودية والخليج؛ يرون أن إيران هي العدو الأول لأمن الخليج، ولو وجد الشيطان لوقفوا معه ليحموا أنفسهم مما تفعله إيران في المنطقة”.

يمكن أن تبدأ ضربة لكن لا تعلم تداعياتها !

فيما قال الخبير في الشؤون الإقليمية، “حسن شقير”، حول إمكانية شن حرب إسرائيلية ضد “إيران” أنه: “ربما تستطيع إسرائيل أن تبدأ ضربة ضد إيران، لكن إسرائيل لا تستطيع أن تضمن ما الذي سيحصل بعد الضربة، وإسرائيل ليست مستعدة لخوض حرب شاملة”.

وحول قدرة “إيران” وحلفائها، فأكد أنهم لن يبقوا متفرجين على ضرب البرنامج النووي الإيراني، كما أن هناك الموقف الروسي والصيني والأوروبي، الذي يرفض توجيه ضربة إلى “إيران”، كما أن “إيران” دولة قوية جدًا، لا شك أن “إيران” ودول الخليج هي دول جارة؛ ويجب فتح حوار بين بعضها البعض من أجل الوصول إلى حلول مشتركة، أما الدخيل على المنطقة، هي “إسرائيل”، وتداعيات الحرب ستنعكس على جميع دول المنطقة.

لن تتمكن من الحرب دون تغطية أميركية..

وسبق وأن قال رئيس “الحزب القومي العربي” وعضو “الكنيست”، (البرلمان الإسرائيلي)، السابق، “محمد كنعان”، إن: “إسرائيل تهدد إيران منذ فترة طويلة، وتهدد مصالحها في كل مكان، ولكن لا أعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستعطي الضوء الأخضر لإسرائيل بأن تشن حربًا على طهران”.

وأضاف أن: “الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا يزال جديدًا في الرئاسة الأميركية، ويسعى إلى إعادة الاتفاق النووي مع إيران، مثله مثل الاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن هذا الاتفاق تم عندما كان، (بايدن)، نائبًا للرئيس، (الأميركي الأسبق باراك)، أوباما”.

وتابع: “لا أعتقد أن إسرائيل ستتمكن من خوض هذه الحرب بدون دعم كامل وتغطية عسكرية من الإدارة الأميركية، ولكن نتانياهو يسعى بكل السُبل من أجل تأجيل الانتخابات، (المقررة في 23 آذار/مارس المقبل)، ويرغب بشن مثل هذه الحرب، لكن لا أعتقد أن الوضع في الحكومة الإسرائيلية يسمح بذلك”.

وأكد “كنعان”؛ أن: “إيران ليست لقمة سهلة في أيدي إسرائيل، فهي تمتلك القوى العسكرية، وفي النهاية هذه التهديدات تأتي من أجل كسب الأصوات في الانتخابات المقبلة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة