8 أبريل، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

بعد تفشي “كوفيد-19” .. هل حان الوقت للاستعانة بالروبوت لإنقاذ اقتصاد الدول المتضررة من الوباء ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

مع بدايات القرن الحادي والعشرين، سمعنا مرارًا عن التقدم المتسارع وغير المسبوق في علوم الروبوت والذكاء الاصطناعي الذي يحل مكان الإنسان البشري في أداء العديد من المهمات في مختلف المجالات؛ إذ بدأت الروبوتات بالفعل تحل محل البشر في العديد من الوظائف في مجالات مختلفة. الأمر الذي دفع العديد من الخبراء والمختصين إلى توقُّع هيمنة الروبوتات على البشر مستقبلًا في سيناريوهات سوداوية، أججتها روايات وأفلام الخيال العلمي. حيثُ قال فريق من الخبراء إن الروبوتات يمكن أن تلعب دورًا رئيسًا في معالجة الأوبئة مثل (COVID-19).

يمكن أن تستخدم سلطات الصحة العامة والطاقم الطبي، التقنيات التكنولوجية للمساعدة في الوقاية من الأمراض المعدية وفحصها وتشخيصها، وفقًا لافتتاحية نشرت في مجلة (Science Robotics).

يقول الخبراء أن الروبوتات لديها القدرة على تنفيذ بعض المهام “الخطيرة” التي تنطوي عليها مكافحة جائحة الأمراض المعدية، مما يُقلل من فرص تعرض الإنسان لمسببات الأمراض.

ومع ذلك، يُشير المؤلفون إلى أنه في حين يتم استخدام الروبوتات بالفعل في أماكن محدودة حول العالم، في العديد من البلدان، فإن التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ بعض هذه المهام بعيدة بعض الشيء عن الاستعداد للانتشار على نطاق واسع بسبب نقص البحث، والتنمية والتمويل. ومع ذلك، قد يعمل وباء (COVID-19) كعامل حافز لتسريع تطوير ونشر هذه التقنيات، كما يقول الخبراء.

وقال “برادلي نيلسون”، أحد مؤلفي (ETH Zürich)، “سويسرا”، لمجلة (نيوزويك) الأميركية: “الروبوتات ممتازة للعمل في أماكن خطرة بدلًا من البشر.. وفيما يتعلق بـ (COVID-19)، يمكن استخدامها لتطهير المناطق الملوثة، وتقديم الطعام والأدوية دون نشر المرض، ومراقبة الأشخاص في الأماكن العامة لمعرفة الأعراض”.

وتابع: “يمكن أيضًا استخدام الروبوتات للحفاظ على الأطباء أكثر أمانًا عن طريق السماح لهم بالتفاعل مع مرضاهم دون الاتصال المباشر بهم. وقد تم دائمًا استخدام الروبوتات للقيام بمهام مملة وخطيرة، ويتطلب هذا الوباء هذه الأنواع من الوظائف”.

الروبوتات سلاحنا لمجابهة “كورونا”..

خلال تفشي فيروس “إيبولا”، عام 2015، حدد الباحثون ثلاثة مجالات واسعة؛ حيث يمكن للروبوتات أن تُحدث فرقًا حاسمًا: الرعاية السريرية (التطبيب عن بُعد والتطهير)، الخدمات اللوجيستية (تسليم ومعالجة النفايات الملوثة)، والاستطلاع (مراقبة الإمتثال لتدابير الحجر الصحي).

إن تأثير وباء (COVID-19) الحالي – الذي أدى إلى توقف الاقتصادات – يُسلط الضوء أيضًا على مجال آخر، حيث يمكن أن تكون الروبوتات مفيدة بشكل خاص من حيث استمرارية العمل والحفاظ على الوظائف الاجتماعية والاقتصادية.

وقال “نيلسون”: “لقد رأينا بالفعل روبوتات منتشرة في الصين، وبجهد مكثف من باحثينا في مجال الروبوتات، سنرى استخدام المزيد والمزيد من الروبوتات. إذا استمر الوباء طالما استمر البعض في التوقع، فهناك فرصة حقيقية للروبوتات للتقدم”.

وقال “نيلسون”: “الجميع، وخاصة العلماء، يفكرون في ما يمكنهم فعله للمساعدة في معالجة جائحة (COVID-19)”.

واستطرد قائلًا: “تهدف مقالتنا إلى لفت إنتباه باحثو الروبوتات إلى هذا الأمر، مما يشجعهم على التفكير في طرق مبتكرة لاستخدام أبحاثنا للمساعدة في إبطاء انتقال المرض وتحسين سلامة وسرعة الاختبار”.

عندما يتعلق الأمر بالوقاية من الأمراض، فإن استخدام الروبوتات المستقلة أو التي تعمل عن بُعد يمكن أن يوفر طريقة فعالة من حيث التكلفة وسريعة وفعالة لتطهير الأسطح الملوثة. وسيقلل هذا من الحاجة إلى استخدام عمال النظافة لهذه المهمة، مما يُقلل من خطر العدوى. وقد تم بالفعل نشر الدبابات المصغرة في “الصين”، خلال الوباء الحالي لهذا الغرض.

وفيما يتعلق بالتشخيص والفرز، يتم استخدام أنظمة الكاميرا الآلية بالفعل في بعض البلدان لفحص درجة حرارة العديد من الأشخاص عبر منطقة كبيرة. يقول الباحثون إن أنظمة التصوير الحراري يمكن دمجها في الروبوتات المستقلة أو التي تعمل عن بُعد من أجل “زيادة كفاءة وتغطية الفحص”.

وأكد الباحثون، أنه يمكن استخدام هذه الروبوتات المحمولة أيضًا في مراقبة درجات حرارة المرضى الداخليين/الخارجيين بشكل متكرر في مناطق مختلفة من المستشفيات باستخدام بيانات مرتبطة بنظم معلومات المستشفيات.

البداية من الصين..

نشرت “الصين” روبوتات دورية في بعض المستشفيات يمكنها التحقق من درجات الحرارة، وكذلك تطهير الناس، من أجل تخفيف الضغط على الطاقم الطبي.

ويمكن من خلال ربط أنظمة الأمان القائمة ببرنامج التعرف على الوجه، من الممكن إعادة الاتصال بأسماء الأشخاص المصابين لتنبيه الآخرين الذين قد يكونون معرضين لخطر الإصابة، حسبما أفادت المجلة الأميركية.

وأشارت إلى أنه يمكن نشر تقنيات الروبوت للمساعدة في مبادرات الاختبار التشخيصي، وفقًا للباحثين. على سبيل المثال، يمكن استخدام الطائرات بدون طيار أو المركبات الأرضية لنقل العينات الطبية، وكذلك توصيل الأدوية للمرضى المصابين. يمكن أن يكون للروبوتات أيضًا استخدامات أخرى في مجال التشخيص.

ولفت الباحثون في الدراسة: “بالنسبة للاختبار التشخيصي الأولي لـ (COVID-19)، توصي معظم البلدان بجمع واختبار المسحات، يتضمن هذا جمع العينات ومعالجتها ونقلها واختبارها. أثناء تفشي المرض بشكل كبير، يتمثل التحدي الرئيس في نقص الموظفين المؤهلين لمسح المرضى ومعالجة عينات الاختبار. قد تؤدي المسحة الآلية أو بمساعدة الروبوت إلى تسريع العملية، أو تقليل المخاطر من العدوى، وتحرير الموظفين لأداء مهام أخرى”.

وقالوا: “بعض الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض الفيروس أو يأووا الفيروس وقت الاختبار. في هذه الحالات، قد يكون اختبار الدم للتحقق من ظهور الأجسام المضادة أمرًا بالغ الأهمية ويستخدم لتحديد العدوى الصامتة”.

ويقول الخبراء إن الروبوتات يمكن أن تساعد حتى في تخفيف عبء العزلة خلال فترات طويلة من الحجر الصحي، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية.

وأوضحوا: “لمعالجة هذه المشكلة، يمكن نشر الروبوتات الاجتماعية لتوفير تفاعلات اجتماعية مستمرة والإلتزام بأنظمة العلاج دون خوف من انتشار المرض”.

على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الروبوتات لمعالجة بعض التحديات التي يطرحها تفشي الأمراض المعدية، يؤكد الباحثون أنه بدون مبادرات البحث والتطوير المستمرة، لن يتم إحراز تقدم كبير في هذا المجال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب