12 أبريل، 2024 2:57 م
Search
Close this search box.

بعد تعميق الخلاف بين واشنطن وإسرائيل .. كيف ستكون خطة ما بعد غزة وأي نموذج يتم تنفيذه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

مع ظهور ملامح الضغط الدبلوماسي الأميركي حول خطة مقترحة للسلام في “غزة” بهدف الموافقة على عملية منهجية تُعالج قضية الرهائن المحتجزين في “غزة”، وتقود إلى انسّحاب الجيش الإسرائيلي وإنهاء العمليات العدائية؛ حسّبما أفاد دبلوماسيون منخرطون في المحادثات.

صحيفة (وول ستريت جورنال)؛ ذكرت أن كبير مستشاري الرئيس؛ “بايدن”، لشؤون الشرق الأوسط؛ “بريت ماكغورك”، يزور المنطقة لمناقشة الحرب في “غزة” ومصير الرهائن الإسرائيليين مع بدء تبلور خطة عربية لمستقبل القطاع.

آلية تطبيق الخطة..

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في “القاهرة” أن منسّق “مجلس الأمن القومي” للشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ “ماكغورك”، ناقش في “القاهرة”، الاثنين، آلية التطبيق للخطة المقترحة ومن المتوقع أن يجتمع مع مسؤولين قطريين وتُعتبر هذه التحركات هي الأحدث في سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى التي قام بها مسؤولون أميركيون بهدف رسّم مسّار لإنهاء الحرب الإسرائيلية في “غزة”.

وبحسّب الصحيفة؛ تعمل دول العربية، من بينها “المملكة العربية السعودية ومصر والأردن وقطر”، على اقتراح جديد يهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الأعمال العدائية وإيجاد طريق لـ”حل الدولتين”، فيما تؤكد أوساط سعودية ومصرية أنها مدعومة من “الولايات المتحدة”، وتُحّث على إجراء محادثات من أجل وقف دائم لإطلاق النار وخريطة طريق واضحة لإنشاء دولة فلسطينية في “غزة” و”الضفة الغربية”.

وبيّنت الصحيفة؛ أنه في مقابل الخطة المقترحة ستكون “السعودية” على استعداد لإقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” كجزء من عملية التطبيع الإقليمي الإسرائيلي التي تم اقتراحها قبل الهجوم؛ الذي قادته (حماس) في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، ولم يرد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون على الفور على طلبات التعليق، الاثنين.

تعليق أهم البنود..

وزار مسؤولون عرب كبار، أمس الاثنين، “بروكسل”، لتبادل رؤيتهم لـ”غزة” بعد الحرب مع وزراء خارجية “الاتحاد الأوروبي” ووزير الخارجية الإسرائيلي؛ “إسرائيل كاتس”.

وقال “كاتس” إن لديه بندين على رأس جدول أعماله؛ هما تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم (حماس) وكسّب دعم المعارضة الإسرائيلية ضد الحركة التي تُصّنفها “الولايات المتحدة” منظمة إرهابية.

وألحقت الحرب أضرارًا مدمرة بسُكان “غزة”؛ البالغ عددهم: (2.2) مليون نسّمة، معظمهم الآن نازحون داخليًا ويواجهون نقصًا في الغذاء والأدوية والمياه النظيفة، من بين السّلع الأساسية الأخرى، وتُشير آخر حصيلة إلى مقتل أكثر من: (25) ألف شخص في “غزة”؛ منذ بدء الأعمال العدائية، وفقًا للسلطات الفلسطينية، فيما وتتزايد الضغوط الدولية على “إسرائيل” لحملها على تغييّر سلوكها في الحرب أو إنهائها بشكلٍ كامل.

دور دول الخليج في إعادة بناء القطاع..

وترى الصحيفة في تقريرها؛ أن جهود “ماكغورك” و”الاتحاد الأوروبي” والدول العربية تأتي في الوقت الذي تواجه فيه “إسرائيل” تدقيقًا دوليًا ومحليًا لوضع خطة لمن سيحكم “غزة” بعد الحرب؛ ومن سيدفع تكاليف إعادة إعمارها مع الإشارة لرغبة إسرائيلية أن تلعب دول الخليج دورًا رائدًا في إعادة بناء القطاع، لكن تلك الدول تراجعت مع عدم وجود مسّار واضح نحو “حل الدولتين” كأساس لفض نزاع “فلسطيني-إسرائيلي” مستمر منذ عقود.

وقال مسؤولون عرب إن: “الخطة العربية” تسّير في مسّار منفصل عن المفاوضات بشأن إطلاق سراح أكثر من: (130) رهينة إسرائيليًا ما زالوا محتجزين لدى (حماس).

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، الأحد، إنه رفض اقتراحًا قدمته “مصر وقطر والولايات المتحدة”، لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، ووصفه بأنه استسلام.

في هذه الأثناء تُحاول عائلات الإسرائيليين المحتجزين كرهائن زيادة الضغط على الحكومة لقبول الصفقة، واقتحمت عائلات الرهائن ورهينة تم تحريرها اللجنة المالية في “البرلمان الإسرائيلي”، أمس الاثنين، مما أدى إلى توقف مداولاتها.

رفض لتولي المسؤولية المباشرة..

وبحسّب الصحيفة؛ تتناول الخطة التي اقترحتها الدول العربية الخمس ما يجب أن يحدث في “غزة” في أعقاب الحرب مباشرة، بينما ترفض هذه الدول الطلب الإسرائيلي بتولي المسؤولية المباشرة على إعادة إعمار القطاع وأمنه؛ عندما تتم إزالة (حماس) من السلطة، قال مسؤولون عرب إن الدول العربية تقترح تدريب قوات الأمن الفلسطينية للمساعدة في إحياء وإصلاح السلطة والمساعدة في نهاية المطاف في تنظيم الانتخابات.

وذكرت (وول ستريت جورنال)؛ أنه ليس هناك مؤشرات على أن “إسرائيل” ستقبل الخطة العربية قريبًا، وأوضحت مصادر أن الإسرائيليين رفضوا بالفعل الخطوط العريضة للخطة، كما نقلها لهم الجانب الأميركي؛ فيما يرزح رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، تحت ضغوطات داخلية وخارجية عنيفة للقبول بالصفقة.

وفي المقام الأول من الأهمية؛ فإن المسؤولين الإسرائيليين غير راغبيّن في قبول الشرط الرئيس للخطة المتمثل بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ورفض “نتانياهو”؛ الذي بدأ يواجه ضغوطات داخلية وخارجية مرارًا وتكرارًا هذا الاحتمال، وقال إن “إسرائيل” لن توافق على إنهاء الحرب ضد (حماس) مقابل إطلاق سراح الرهائن وقال: “لست على استعداد لقبول مثل هذه الضربة القاتلة لأمن إسرائيل”.

خلاف متزايد بين “إسرائيل” و”واشنطن”..

من جهته؛ قال الكاتب والبروفيسور الإسرائيلي؛ “إيتان جلبوع”، إن تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، ضد رؤية الدولة الفلسطينية أثار رد فعل حادًا في “الكونغرس” الأميركي، معتبرًا أن ذلك لا يؤثر فقط على اليوم التالي للحرب، بل أيضًا على استمرارها.

وأضاف “جلبوع”؛ في مقال بصحيفة (معاريف) الإسرائيلية تحت عنوان: “خطة إدارة بايدن لليوم التالي في غزة.. بدون السنوار وبدون نتانياهو”، أن الرسائل المتضاربة التي خرجت من مكتبي الزعيمين؛ (رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي  حو بايدن)، حول محادثتهما الهاتفية، الجمعة، تُشير إلى خلاف متزايد بين “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” بشأن اليوم التالي للحرب في “غزة”.

وقال “بايدن” إن “نتانياهو” لم يسّتبعد قيام “دولة فلسطينية”؛ وأنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، بينما صرح “نتانياهو”: “في أي ترتيب في المستقبل المنظور، يجب أن تُسّيطر إسرائيل على كامل الأراضي الواقعة غرب الأردن”، وأوضح الكاتب أن هذا يتعارض مع فكرة السيّادة.

وأشار “جلبوع” إلى أنه عندما رفض “نتانياهو”، يوم الخميس الماضي، رؤية “بايدن”؛ لـ”دولة فلسطينية”، دق على وترٍ حسّاس بشكلٍ خاص في الحزب (الديمقراطي)، ولم تتأخر ردود الفعل الغاضبة في “الكونغرس” الأميركي.

نتانياهو” لن ينجو..

وتابع الكاتب: “سخر نتانياهو من بايدن؛ بقوله إنه الوحيد الذي يستطيع أن يقول لا لرئيس الولايات المتحدة ويمنع قيام دولة فلسطينية، ويبدو أن هذا هو الشعار الرئيس الذي سيسّتخدمه في حملته الانتخابية المقبلة”، لافتًا إلى أن “البيت الأبيض” قد سّرب مؤخرًا أنه يعمل على خطة لتشّكيل إدارة جديدة في “غزة”: “بعد نتانياهو”، وإدارة “بايدن” تفترض أن “إسرائيل” ستشهد انتخابات قريبًا، وأن “نتانياهو” لن ينجو منها.

النموذج المصري..

وقال الكاتب إن “الولايات المتحدة الأميركية” تعتقد أن الحرب في “غزة” يمكن أن تُنتج في النهاية عن: “النموذج المصري” لحل شامل للصراع “الإسرائيلي-العربي” برمته بالتعاون مع دول عربية في المنطقة؛ مثلما حدث بعد حرب تشرين أول/أكتوبر 1973، حيث فاجأت “مصر وسوريا”؛ “إسرائيل”، بخسائر فادحة ما أدى إلى الاعتماد على المساعدات العسكرية الأميركية، موضحًا أن هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، والاعتماد على المساعدات الأميركية أيضًا هذه المرة من شأنه أن يؤدي إلى عملية مماثلة.

ووصف هذا التفكير بأنه: “تبسّيطي” يتجاهل بعض الفوارق الكبيرة بين الحالتين، وخصوصًا الحقيقة الجغرافية التي تتمثل في أن “سيناء” تُشّكل منطقة عازلة واسعة بين البلدين، وأن “الدولة الفلسطينية”؛ في “الضفة الغربية”، قريبة من المدن الإسرائيلية.

موقف “نتانياهو” الرافض..

وأوضح الكاتب الإسرائيلي؛ أنه منذ اندلاع الحرب، تضغط إدارة “بايدن” على “نتانياهو” لتحديد من سيحكم “غزة” مدنيًا بعد إخراج (حماس) منها، ولم يكتف “نتانياهو” بعدم الرد، ولكنه رفض حتى الآن حتى إجراء مناقشة وزارية حول هذه القضية.

ويعتقد “بايدن” أن السبب الرئيس وراء ذلك؛ هو رغبة “نتانياهو” في الحفاظ على ائتلافه مع؛ “إيتمار بن غفير” و”بتسلئيل سموتريتش”، وبالتالي استسّلم لمواقفهم: “المتطرفة” التي تدعو إلى احتلال القطاع وتهجّير سكانه وعودة الاستيطان اليهودي.

واختتم الكاتب مقاله بأن: “قلق نتانياهو على سلامة الائتلاف، والعلاقات مع الأميركيبن، يُعّرض إنجازات الحرب والهدف المشترك المتمثل في القضاء على حكم (حماس) في القطاع للخطر”.

أخطأ برفضه..

وفي السيّاق؛ قال “كريس كونز”، رئيس حملة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إن “نتانياهو” قد أخطأ برفضه دعوات “الولايات المتحدة” والدول العربية للتحرك نحو “دولة فلسطينية مستقلة”، حسّبما ذكرت وكالة (بلومبيرغ).

وفي إشارة إلى تعمق الأزمة؛ قال “كونز” إنه: “لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها هناك بعض التوتر مع رئيس الوزراء؛ نتانياهو، وأهدافه وطموحاته الشخصية والسياسية والتحديات التي تواجه صياغة مسّار إيجابي وسّلمي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب