29 مارس، 2024 11:37 ص
Search
Close this search box.

بعد تعددها للمزايا .. “خراسان” الإيرانية : عضوية إيران الدائمة في “منظمة شنغهاي للتعاون” كابوس ثقيل للغرب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تصدرت أنباء عضوية “إيران” الدائمة في “منظمة شنغهاي للتعاون”، وسائل الإعلام المحلية والأجنبية. والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ما هي مكاسب “إيران”، وباقي الدول أعضاء المنظمة؛ من هذه العضوية ؟.. ولماذا هذا الموضوع بهذا القدر من الأهمية ؟.. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية الأصولية المتشددة.

أقوى القواعد الأمنية استقرارًا..

للإجابة تُجدر الإشارة إلى أن لـ”الجمهورية الإيرانية” سجل ناجح في مكافحة الإرهاب والتطرف على مدى سنوات، والدعم الإيراني القوي للحكومات العراقية والسورية؛ يجعل “طهران” من أقوى القواعد الأمنية الثابتة بالمنطقة.

وهذا هو الموضوع الأهم في الفلسفة الوجودية لـ”منظمة شنغهاي للتعاون”. والتأكيد على استقرار وثبات الحدود؛ وكذلك السيادة الوطنية للدول؛ من جملة العناصر التي تتنافى والأحادية الأميركية، بخصوص احتلال الدول ودعم الفوضى.

وربما تكون “شنغهاي”؛ من المنظمات الدولية المعدودة التي تمتلك قدرة المقاومة إزاء السياسات الأحادية الأميركية. وأبرز نموذج على ذلك، دعوة “الولايات المتحدة”، رسميًا، للخروج من القاعدة العسكرية في منطقة (دره فراغنه)، بجمهورية “أزوبكستان”، عام 2015م.

والآن علينا أن ننتظر ونرى كيف ستصل “إيران”، والدول أعضاء المنظمة؛ إلى لآلية للاتفاق على تعاون مشترك.

مزايا اقتصادية..

وفيما يخص المزايا الإيرانية الأخرى من الإنضمام إلى “منظمة شنغهاي”؛ تُجدر الإشارة إلى أن نبض ثُلث الاقتصاد العالمي بين يدي أعضاء المنظمة، وتحتل هذه الدول المرتبة الأولى كأكبر منتج ومستهلك للطاقة في العالم، وهذه المسألة قد تتمخض عن سوق للعرض والطلب جيد جدًا بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ باعتبارها مصدر كبير لـ”النفط” و”الغاز”، والحقيقة أن تعاون “إيران” مع دول “منظمة شنغهاي”؛ سوف يجعل مسار بيع وتحصيل عوائد صادرات الطاقة أكثر سهولة.

وهذه الموضوع يعكس امتلاك المنظمة قدرات هائلة، فضلًا عن التأثير على أسعار الطاقة على المستوى الدولي. وترتبط الدول الأعضاء بعلاقات تعاون قوية فيما يخص تصدير واستيراد الطاقة، لكن هذه الفرصة الذهبية لا يجب أن تقتصر فقط على توريد واسيتراد “النفط” و”الغاز”، وبالنظر إلى امتلاك أعضاء المنظمة؛ نصف سكان العالم تقريبًا، وكذلك ثُلث اليابسة، وانخفاض حجم صادراتنا غير النفطية إلى دول شرق ووسط “آسيا”، بحيث لا تتعدى عدة مليارات، فلا شك إن مثل هذه الإمكانيات قد تلعب دورًا في تغيير معادلات القوة وموازنة القوة على المستوى العالمي بشكل مؤثر.

كابوس للغرب..

والأهم هو تدعيم الحزام الأمني في وسط وغرب “آسيا”، وكذلك إزدهار سوق المنظمة بقيمة: 330 مليار دولار، وتجاوز الأحادية الغربية والتوجه الحقيقي باتجاه التعددية، وكلها من أهم مميزات العضوية الإيرانية في “منظمة شنغهاي”.

وهي عضوية من منظور القلق الغربي تمثل كابوسًا كبيرًا، حيث حذر ساسة الغرب، قبل عدة سنوات، من انتقال محور القوة العالمية إلى الشرق، وثمة منعطف خطير في هذا الملف بعد إنضمام “إيران” إلى “منظمة شنغهاي.

ويجب القول: إن “شنغهاي” واحدة من المنظمات المعدودة التي لا تُعاني من التدخلات الغربية لا على مستوى الأعضاء أو صناعة القرار. والواقع أن الماهية الأساسية لتلكم المنظمة؛ هي المواجهة مع الغرب والمؤسسات المحسوبة على “أوروبا”، مثل حلف الـ (ناتو).

وفي هذا الإطار؛ رأينا كيف رفضت المنظمة مطالب الإنضمام الأميركية، في العام 2005م، على نحو يعكس التوجه الأمني والسياسي والاقتصادي الخاص لأعضاء “شنغهاي”، في إطار المواجهة مع الحوزة الغربية.

في مثل هذا الوضع؛ فإن عضوية “إيران” الدائمة، في هذه المنظمة؛ قد يدعم ويقوي التوجه المناويء للغرب وانفصال المنظمة عن حضارة الأطلسي.

ومما لا شك فيه؛ أن عضوية “إيران” في هذه المنظمة ينطوي في حد ذاته على إشارات تتعلق بـ”الاتفاق النووي”، بمعنى أن تركيز جهاز الدبلوماسية الإيرانية، خلال السنوات الماضية، على ضرورة إنفاذ “الاتفاق النووي” والاهتمام بالاتفاق مع دول الغرب، لكن في ظل الوضع الجديد مع بداية القرن الجديد، فقد تبنت “إيران” توجهًا شرقيًا قد يرفع مستويات التعاون مع دول المنظمة في جميع المجالات المختلفة. وقد يظهر هذا الأمر قريبًا في شكل اتفاقيات ثنائية تجارية، بل وأمنية مع مختلف دول المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب