خاص : ترجمة – محمد بناية :
كشفت “وزارة الداخلية” اليمنية النقاب عن نفوذ عدد 75 إرهابيًا محسوبًا على تنظيمات (القاعدة) و(داعش) داخل مدن محافظتي “شبوه” و”أبين”، وأعلنت عن وجود معسكرات تدريب في المناطق المحتلة الواقعة تحت سيطرة “المملكة العربية السعودية”؛ لإعداد وتجهيز هذه العناصر.
ورغم أن مسألة إنضمام عناصر إرهابية إلى “التحالف السعودي” ضد الشعب اليمني المكلوم؛ ليست جديدة، وأن هذه العناصر الإرهابية المستأجرة لعبت الدور الرئيس إلى جانب “التحالف السعودي” في الحروب التي اندلعت بميناء “الحديدة”، إلا ان تدريب هذه العناصر داخل معسكرات؛ إنما يؤشر إلى تغيير السياسات السعودية حيال الحرب اليمنية، حيث يأمل السعوديون، كما يبدو، إلى تكليف هذه العناصر الإرهابية المستأجرة بأعباء الحرب للحيلولة دون سقوط المزيد من جنود الجيش السعودي. بحسب افتتاحية صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية.
التخلص من الدواعش..
وحتى سابقًا؛ لم يتخذ “تحالف عاصفة الحزم” أي إجراء من شأنه الحيلولة دون تورط العناصر الإرهابية في الحرب على “اليمن” وقوات المقاومة بمدينة “الحديدة” وسائر الجبهات الأخرى. لكن قضية توطين العناصر الإرهابية في المناطق اليمنية الشمالية المحتلة، كان هو الحل بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” وحلفائها في الحرب السورية والعراقية للخلاص من خطر هذه العناصر، ورغم إصرار هذه العناصر على إلى مسقط رؤوسهم في “أوروبا”، فقد حالت قيادات “الاتحاد الأوروبي” دون عودتهم، والثبات على هذا الموقف خوفًا من تكرار الحوادث الإرهابية؛ مثل الكارثة الدامية في “باريس” وسائر المدن الأوروبية.
من ثم؛ فإن ما يتبلور في ميدان العمل، ليس قرار المملكة بالأساس، وإنما “الولايات المتحدة” وحلفائها الأوروبيين. وهم يريدون للقضاء على الحوادث الإرهابية في “سوريا” و”العراق”، (مهما بلغت التكلفة)، التخلص من العناصر الإرهابية المتبقية من خلال وضع هذه العناصر في مواجهة “جماعة الحوثي” وسائر قوى المقاومة اليمنية.
لا سيما بعد أن فشلت جهود نقل هذه العناصر الإرهابية المستأجرة، بإنتهاء دورها في “سوريا” و”العراق”، إلى “أفغانستان” وصحراء “سيناء” و”ليبيا”.
السعودية والدرس اليمني..
وهذا يعني أن السعوديون لا يتصورون أنهم استثمروا في صفقة جيدة وينتظرون، بخطوة متعددة الأغراض، الأرباح ويوفرون المصادر. وليت بين المسؤولين في مراكز إتخاذ القرار السعودية من كان قادرًا على القيام بدور الناصح وتذكيرهم بأن حجم الكوارث حتى الآن كافيًا. ويخبرهم: تعالوا ننهي كوارث الخمس سنوات في حربنا على “اليمن”، والتفكير في حلول عقلانية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع لإحتواء العواقب.
وللأسف مازالت هجمات “التحالف السعودي” الجوية والصاروخية والمدفعية على “اليمن” مستمرة، مع فرض حصار بري وبحري وجوي مشدد على ميناء “الحديدة”، تسبب في شيوع حالة من القحط والجوع بين أبناء الشعب اليمني.
فلم يؤثر إنعدام الغذاء والأدوية والوقود والاحتياجات الأساسية على حياة اليمنيين فقط، وإنما جعل من البقاء على الحياة أمرًا غير ميسورًا.
يجب أن تسألوا: ماذا كانت إنجازات هذه الحرب غير المجدية حتى أن أنصار وحلفاء “السعودية” انتقدوها بشكل علني ؟.. بل إن “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي صنف هذه الحرب تحت بند تلبية المصالح القومية الأميركية، ذهب إلى مزبلة التاريخ، كما أن “دونالد ترامب”؛ يواجه أزمة الاستجواب.
والغرب يتطلع، في ظل هذه الأجواء، التخلص من مشكلة العناصر الإرهابية المستأجرة، وتصدير المشكلة إلى “السعودية” و”اليمن” للحيلولة دون تكرار الحوادث الدامية في بعض الدول الأوروبية !
ومازال بمقدور “الرياض”، (من خلال فهم وقبول الحقائق الملموسة)، إتخاذ خيارات عقلانية للخروج من المأزق وإنهاء حرب الخمس سنوات التي لا يتصور أن تتمخض عن أي مكاسب، ووقف نزيف الدماء وإبادة الإخوة.
ولو أن “السعودية” و”الإمارات” والأطراف الأخرى أنفقت عشر استثماراتها الهائلة على تعمير ودعم الاقتصاد اليمني الضعيف بدلاً من المحاولات الفاشلة التي تستهدف إخضاع الشعب اليمني الغيور والمقاومة، لربما كانت “السعودية” أحب الجيران بالنسبة لـ”اليمن”، لأنها سارعت إلى مساعدة أشقائها المجاورون لها والمظلومون والفقراء. ولكن للأسف هذا لم يحدث.