وكالات – كتابات :
وصل الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، أمس الخميس 28 نيسان/إبريل 2022، مدينة “جدة” السعودية، في زيارة رسمية تستغرق يومين.
حيث كان في استقبال الرئيس التركي، أمير منطقة مكة؛ “خالد الفيصل”، والسفير التركي في الرياض؛ “فاتح أولوصوي”، وممثل “تركيا” الدائم لدى “منظمة التعاون الإسلامي”؛ “محمد متين أكر”.
بينما التقى “إردوغان”؛ في وقت لاحق، كلا من الملك “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”، وولي عهده؛ الأمير “محمد بن سلمان”، ليبحثا العلاقات الثنائية من كافة الجوانب.
قبل توجهه إلى “السعودية”؛ قال الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، إن زيارته لـ”السعودية” والتي بدأها أمس، مؤشر على الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين الشقيقين.
إذ عقد “إردوغان” مؤتمرًا صحافيًا في “مطار أتاتورك”؛ بـ”إسطنبول”، قبيل توجهه إلى “السعودية”، في زيارة تستغرق يومين، تلبية لدعوة الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، وفق ما ذكرته وكالة (الأناضول) التركية.
مرحلة جديدة للعلاقات بين تركيا والسعودية..
قال الرئيس التركي: “زيارتي للسعودية مؤشر على إرادتنا المشتركة لبدء مرحلة جديدة من التعاون بوصفنا دولتين شقيقتين”. وأوضح أن البلدين سيستعرضان خلال زيارته، العلاقات الثنائية بكافة أبعادها.
كما أعرب “إردوغان” عن ثقته بأن هناك مصلحة مشتركة للبلدين في تعزيز العلاقات بينهما في مجالات: الصحة، والطاقة، وأمن الغذاء، والتكنولوجيا الزراعية، والصناعات الدفاعية، والتمويل.
فيما أكد أن “تركيا” تبذل جهودًا صادقة لإرساء السلام في المنطقة، وحل المشكلات من خلال الحوار والدبلوماسية وإنهاء النزاعات.
“إردوغان”؛ لفت إلى أن قرابة: 40 ألف مواطن تركي يقيمون بـ”السعودية”، ويُساهمون في اقتصادها من خلال أعمالهم وشركاتهم التي أسسوها في هذا البلد.
مكانة خاصة للسعودية لدى تركيا..
كما شدد الرئيس التركي على أن “السعودية” تحظى بمكانة خاصة لدى “تركيا”؛ على صعيد التجارة والاستثمارات والمشاريع الكبيرة التي نفذها المقاولون الأتراك بنجاح لسنوات طويلة في هذا البلد.
فيما أشار إلى أن قيمة إجمالي المشاريع التركية المُنفذة في “السعودية”؛ خلال العقدين الأخيرين تصل إلى: 24 مليار دولار. وأضاف أن طبيعة العلاقات الاقتصادية بين البلدين تُعد من العوامل التي تجذب المستثمرين السعوديين إلى بيئة الاستثمار الديناميكية في “تركيا”.
بينما أعرب “إردوغان” عن سعادته لاستئناف “السعودية” استقبال الحجاج والمعتمرين؛ بعد عامين من القيود الاحترازية التي فرضها وباء (كورونا). ولفت إلى أن “السعودية” خصصت: 37 ألفًا و770 حصة لـ”تركيا”؛ خلال موسم الحج هذا العام.
“إردوغان”؛ بيّن أن “تركيا” ترى أن لدى البلدين إمكانات كبيرة في تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة، وأن الجانبين: التركي والسعودي سيُناقشان القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية.
أضاف في هذا الإطار: “نُعبّر في كل مناسبة عن اهتمامنا باستقرار وأمن أشقائنا في منطقة الخليج بقدر الأهمية التي نوليها لاستقرارنا وأمننا”.
وشدد على ضرورة الحوار والتعاون لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، في وقت تزداد فيه التهديدات تعقيدًا.
إدانة الاعتداءات على “الرياض”..
جدد “إردوغان”؛ في هذا السياق، إدانته للاعتداءات التي طالت “السعودية”؛ عبر الطائرات المُسيّرة والصواريخ، مؤكدًا أن “تركيا” تُشدد في كل مناسبة على أهمية تعاون بلدان المنطقة ضد كافة التنظيمات الإرهابية.
كما عبّر عن أمله في أن تصب زيارته لـ”السعودية” في تعزيز العلاقات على أساس الثقة والاحترام المتبادلين، قائلاً: “سنناقش هذه القضايا بالتفصيل في اجتماعاتنا مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده”.
فيما أعرب عن ثقته بأن زيارته ستفتح أبواب عهد جديد بين “تركيا” و”المملكة العربية السعودية” الصديقة والشقيقة، متمنيًا أن تجلب هذه الزيارة الخير للبلدين ولمنطقة الخليج والعالم الإسلامي.
“إردوغان” في “الرياض” لوضع حد للخلافات بين البلدين..
في وقت سابق؛ قال موقع (ميدل إيست آي) البريطاني: يُخطط الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، لزيارة “السعودية” هذا الأسبوع، عقب سنوات من التوترات التي أصابت العلاقات بين البلدين، إثر مقتل الصحافي السعودي؛ “جمال خاشقجي”، حسب ما نقله الموقع البريطاني عن ثلاثة مصادر في تقريرًا له.
ما أورده الموقع البريطاني، الثلاثاء 26 نيسان/إبريل 2022، يأتي بعد تقارير تركية نُشرت بداية “شهر رمضان” الجاري؛ أكدت أن الرئيس؛ “إردوغان”، سيتوجه إلى “السعودية”، وسيؤدي صلاة العيد إلى جانب الملك “سلمان” وولي عهده.
قالت المصادر المُطَّلِعَة على الزيارة، التي تحدثت شرط عدم الكشف عن هويتها: إنَّ زيارة “إردوغان”؛ لـ”السعودية”، مقررٌ لها الخميس 28 نيسان/إبريل، لكن مشكلات تتعلق بالتخطيط الزمني لها قد تؤجلها للشهر المقبل، وفق ما ذكره الموقع البريطاني.
وضع نهاية حاسمة لمسألة “خاشقجي”..
في وقت سابق من الشهر الجاري، استجابت “تركيا” لواحدٍ من أهم مطالب “السعودية”؛ لإصلاح العلاقات، باتخاذ قرار تسليم قضية “خاشقجي” إلى “السعودية”، التي تشمل: 26 مشتبهًا بهم في مقتله.
فيما ساءت علاقات “أنقرة” و”الرياض” كثيرًا عقب مقتل الصحافي السعودي، لكن “تركيا” سعت منذ حينها لإصلاح العلاقات في إطار سياسة إقليمية جديدة لتعزيز اقتصادها.
سيُحاول ولي العهد السعودي استغلال زيارة “إردوغان” للضغط من أجل وضع نهاية حاسمة لمسألة “خاشقجي”.
إذ قال مصدر مُطَّلِع على المفاوضات؛ لموقع (ميدل إيست آي): “بالنسبة لمحمد بن سلمان، الأمر كله متعلق بخاشقجي. فهو مهووس بهذه المسألة، التي صارت نقطة اهتمام شخصي له”.
أضاف المصدر: “يلوم ابن سلمان؛ إردوغان، شخصيًا لإقحامه أميركا في الأمر، وعدم غلق الملف خلال الأيام الأولى”.
إضافة إلى القضية التركية، هناك قضية أخرى قدمتها “خديجة جنكيز”، خطيبة “خاشقجي”، و”منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي”، التي أسسها وأدارها؛ “خاشقجي”، أمام محكمة فيدرالية أميركية. ويُجادل المسؤولون التركيون بأن هذه القضية خارج متناولهم.
على الرغم من تقديم محامي “خديجة جنكيز” طعنًا ضد قرار محكمة تركية إحالة القضية إلى “السعودية”، رفضت محكمة عُليا طلبهم. وقال أحد المحامين الممثلين لـ”جنكيز”، لـ (ميدل إيست آي): إنهم سيرفعون القضية إلى محكمة الاستئناف، ولاحقًا المحكمة الدستورية.
إصلاح العلاقات مع تركيا على غرار الإمارات..
في وقت سابق من هذا العام؛ أخبر مسؤول تركي رفيع، على دراية بالمحادثات بين “السعودية” و”تركيا”، موقع (ميدل إيست آي)، أنَّ “الرياض” أصبحت أكثر جدية بشأن إصلاح العلاقات مع “أنقرة”، بعدما التقى؛ “إردوغان”، مع ولي عهد أبوظبي؛ الأمير “محمد بن زايد”.
قال المصدر: “تواصلنا معهم في الماضي، لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد”. وأردف: “هذه المرة هم من تواصلوا معنا؛ فقد شعر السعوديون بأنهم يتعرضون للإقصاء في هذه المصالحة الإقليمية، وأرادوا أن يكونوا جزءًا منها”.
فقد أصلحت “تركيا” و”الإمارات” علاقتهما العام الماضي؛ عقب 10 سنوات تقريبًا من الخلاف، كما تصالحت “السعودية” و”الإمارات” مع حليفة “أنقرة”، “قطر”.
وسط محاولات المصالحة، قفزت صادرات “تركيا” إلى “السعودية”؛ بنسبة: 25% في الربع الأول من 2022، بحسب بيانات نشرتها جمعية المُصدّرين الأتراك.
بينما وصلت الصادرات التركية إلى ما يقرب من: 70 مليون دولار في الربع الأول من هذا العام، مقارنةً بما يُعادل: 55 مليون دولار في العام الماضي.
جاء الجزء الأكبر من الصادرات؛ في آذار/مارس؛ الذي شهد ارتفاعًا من: 18.5 مليون دولار إلى: 58 مليون دولار، أي ما يُعادل: 215% زيادة على أساس سنوي.
رغم أنَّ حجم الصادرات هذا يُعَد ضئيلاً مقارنةً بالأرقام السابقة؛ إذ وصلت صادرات “تركيا” من البضائع إلى “السعودية”؛ في كانون ثان/يناير 2020، وحده إلى: 221 مليون دولار؛ لكنَّ ذلك الارتفاع الأخير قد يكون مؤشرًا على أنَّ “الرياض” تخفف حظرها السري على الواردات من “أنقرة” عقب بعض خطوات المصالحة من “تركيا” ومحادثات مغلقة منذ أشهر طويلة.