28 نوفمبر، 2024 11:29 ص
Search
Close this search box.

بعد تراجع السعودية عن مشاريعها .. هل تنجح “روسيا” في العراق كبديل ؟

بعد تراجع السعودية عن مشاريعها .. هل تنجح “روسيا” في العراق كبديل ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد فشل الاستثمارات السعودية في العراق، قبل أن تبدأ، بدأت “بغداد” تبحث عن بدائل لعلها تجد ملاذًا آمنًا يحقق لها مكاسب استثمارية تتمكن من خلالها إنقاذ الاقتصاد المتعثر، ففي زيارة رسمية لـ”روسيا” تستغرق يومين، بدأها أمس؛ وزير الخارجية العراقي، أكدت “موسكو” أنها مستعدة لتلبية جميع احتياجات العراق من الأسلحة وتعزيز التعاون الدفاعي معه، فيما تم الإعلان عن توقيعهما قريبًا على 14 مذكرة تفاهم في المجالات الاقتصادية والطاقوية والثقافية.

فقد أعرب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، مع نظيره العراقي، “فؤاد حسين”، عن استعداد “موسكو” لتلبية أي طلب ستتلقاه من قِبل العراق في مجال التسليح، موضحًا أنه لدى البلدين علاقات ودية قديمة.. مشيرًا إلى أن هذه العلاقات لم تمنع “بغداد” أبدًا من تطوير علاقات مع دول إقليمية وغربية أخرى.

وأعرب الوزير الروسي عن تفاؤله إزاء فرص تطوير التعاون بين بلاده والعراق في جميع المجالات، منوهًا إلى أن روسيا كانت ولا تزال تلعب دورًا بالغ الأهمية في ضمان القدرات الدفاعية للعراق وتسليح جيشه وأجهزته الأمنية، لاسيما في ضوء التهديدات الإرهابية القائمة في البلاد.. مشددًا بالقول: “نحن مستعدون لتلبية جميع احتياجات العراق من المنتجات العسكرية روسية الصنع”.

ولفت “لافروف” إلى أن وزير الدفاع العراقي، “جمعة عناد”، سيصل روسيا قريبًا، معربًا عن قناعته بأن هذه الزيارة ستشمل دراسة مفصلة للملفات المتعلقة بالتعاون الثنائي في المجال الدفاعي بين الدولتين.

وأكد الوزير الروسي دعم بلاده لجهود رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، لاستقرار أوضاع العراق والقضاء على الإرهاب والتمهيد لإجراء الانتخابات في وقت قريب.

وقال أنه ناقش مع نظيره العراقي “القضية الفلسطينية” والجهود المبذولة من قِبل الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حول تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.. منوهًا إلى أنه لا يجوز الوصول لحل شامل غير عادل لـ”القضية الفلسطينية”.

وعن الأوضاع في المنطقة، أوضح “لافروف” أنه تم التأكيد على ضرورة استقرار المنطقة؛ وفكرة الأمن الجماعي المطروحة من روسيا بمشاركة دول الخليج العربي وإيران ودول دائمة العضوية في “مجلس الأمن الدولي”.

وأشار إلى أن: “الوجود الأميركي في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان لم يجلب إلا الدمار فيها ويقوض سيادتها وسبب العديد من المشكلات فيها”، موضحًا أنه فيما يخص الموقف الروسي من التواجد الأميركي هذا؛ يعود إلى قرار الدول المعنية، منوهًا إلى أن “أميركا” تبعث بقواتها إلى الكثير من دول المنطقة، وفي بعض الأحوال يحدث هذا الأمر من دون موافقة الدول، كما هو الحال في “سوريا والعراق”.

مضيفًا أن: “تدخل أميركا في سوريا والعراق وليبيا تسبب بالكثير من المشاكل، وينبغي للقيادة الأميركية الجديدة عدم اللجوء لمثل هذه المغامرات لأنها تجلب مزيدًا من زعزعة الأمن في المنطقة”.

توقيع 14 مذكرة عام 2021..

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية العراقي، “فؤاد حسين”، أن بلاده تفاوض 7 دول أوروبية بشأن محاكمة إرهابيين أجانب.

وقال أنه بحث مع “لافروف” تحديات المنطقة والعمل المشترك لمواجهتها، وكذلك الوضع الأمني العراقي وعلاقته بدول الجوار.

وأشار إلى أن الوضع السوري وتسوية الأزمة هناك، كان نقطة مهمة في هذه المباحثات.. وقال أن “موسكو” أعلنت عودة الطلبة العراقيين إلى “روسيا” لإكمال دراستهم، منوهًا إلى أن الشركات الروسية نشطة في “العراق”، إذا عمل البلدان على تفعيل مذكرات التفاهم بين “بغداد” و”موسكو”، البالغة 14 مذكرة سيتم توقيعها في عام 2021، وتشمل عدة قطاعات بينها التربية والصحة.

يتفاوض مع 7 دول أوروبية..

حول الوجود العسكري الأميركي في بلاده، أوضح الوزير العراقي أنه كان هناك 5200 عنصر أميركي؛ والآن وصل العدد إلى 2500 عنصر، وتم الإعلان الأسبوع الماضي عن سحب 500 عنصر نتيجة الحوارات “العراقية-الأميركية”.

وصرح بأن العراق يتفاوض حاليًا مع 7 دول أوروبية لرعايا جاءوا منها وشاركوا بالقتال مع الإرهابيين، منوهًا إلى أن الحوار مع هذه الدول يهدف إلى إعادتهم ومحاكمتهم في دولهم الأصلية أو محاكمتهم في العراق.

الشركات الروسية تدرس المساهمة في إعادة إعماره..

يُذكر أن السفير الروسي لدى بغداد، “ماكسيم ماكسيموف”، كان قد اعتبر، في تصريحات صحافية مؤخرًا؛ أن العراق شريك رئيس بالمنطقة والشركات الروسية تدرس المساهمة في إعادة بنيته التحتية.

وأشار إلى أن: “المجال الرئيس في التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي هو قطاع النفط والغاز.. إن إجمالي الاستثمارات الروسية في هذا القطاع تزيد على 13 مليار دولار حتى الآن”.

وأوضح أن التعاون بين البلدين يتركز، في الوقت الحاضر، على فتح السوق العراقية للشركات الروسية المتخصصة في بناء المحطات الكهربائية والاستكشاف الجيولوجي وتصدير القمح والمنتجات الزراعية الأخرى.

كما يُذكر أن للعراق سفارة في موسكو؛ ولروسيا سفارة في بغداد وقنصليتان في “أربيل” و”البصرة”.

للضغط باتجاه عدم الموافقة على خفض الإنتاج النفطي..

الخبير الاقتصادي، الدكتور “نبيل المرسومي”، قال معلقًا على هذه الزيارة: “أعتقد أن الهدف من الزيارة؛ هو الضغط باتجاه عدم الموافقة على تمديد خفض الإنتاج النفطي، ضمن مقررات (أوبك +)، مع بداية السنة القادمة، وهو موضوع في غاية الأهمية للعراق في ظل أزمته المالية، وروسيا اللاعب الأكبر في هذا الاتفاق”.

وتابع “المرسومي” بالقول: “الزيارة أيضًا تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الروسية في قطاع النفط العراقي، وكذلك في قطاع البنى التحتية، وربما تكون هذه الاستثمارات عبر قروض تمولها روسيا، كما لروسيا خبرة كبيرة في مجال الصناعات الثقيلة”.

وأضاف “المرسومي” قائلاً: “لم تؤشر على الشركات الروسية أي من قضايا الفساد التي طالت الشركات الصينية والغربية، واستطاعت رفع الطاقة الإنتاجية في الحقول التي حصلت عليها، لكن عليها أن تدخل في شراكات مع غيرها من الشركات الغربية للفوز بالعقود العملاقة”.

استبدال روسيا بأميركا في العراق..

إلى ذلك؛ أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية، “مختار الموسوي”، إن روسيا دولة مهمة للعراق في المجال العسكري والاقتصادي، ولعبت دورًا مهمًا في مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أن العراق أصبح في حِلٍ من الاتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية التي لم تلتزم بها الأخيرة حتى اليوم.

وقال “الموسوي” إن: “العراق يمكنه استغلال علاقته في روسيا لتجهيز الجيش العراقي بملف التسليح والمعدات العسكري الحديثة والمتطورة بدلاً من الاعتماد على الجانب الأميركي، الذي تنصل عن ذلك بالرغم من الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين بغداد وواشنطن”.

مضيفًا أن: “روسيا أيضًا بإمكانها دعم العراقي في ملف إعادة إعمار البلاد، وكذلك في مجال التنقيب عن النفط”، لافتًا إلى أن: “موسكو عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، بالتالي موقفها مهم لبغداد”.

فتح أبواب استثمار وشراكة أوسع لسد الثغرات الاقتصادية..

“هاشم الشماع”، عضو مركز “العراق” للتنمية القانونية، من جهته قال لـ (كـتــابــات)؛ أن زيارة وزير الخارجية العراقي لموسكو تأتي في إطار العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، فالعراق تربطه بالمعسكر الشرقي، وتحديدًا روسيا، روابط تجارية واقتصادية وعسكرية وعلمية وثقافية، وإن شاب هذه العلاقة بعض البرود بسبب انفتاح العراق على جميع دول العالم بدون استثناء، بعد أن كانت وجهته شرقية، والزيارة لهذه المرة جاءت بسبب ما تمر به المنطقة من تداعيات خطيرة في الملفات السورية واليمنية والليبية والأزمة الاقتصادية العراقية، وهي فتح أبواب استثمار وشراكة أوسع لسد ثغرات اقتصادية أثرت بشكل سلبي على العراق.

لافتًا إلى أن هذه الزيارة رسالة مهمة لمن يريد أن يتحكم بعلاقات العراق الدولية، وفي أي وجهة عليه أن يتجه.

وأوضح أن هذه الزيارة لن تكون لموسكو فقط؛ بل ستشهد الدبلوماسية العراقية حراكاً واسعًا على مستوى أوروبا وآسيا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة