15 نوفمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

بعد تحول رأي القيادة السياسية .. الحرب في “غزة” بعيون الصحافة الفرنسية الآن ؟

بعد تحول رأي القيادة السياسية .. الحرب في “غزة” بعيون الصحافة الفرنسية الآن ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

مثلها مثل باقي الدول الأوروبية ودوائر الإعلام الغربية؛ كانت “فرنسا” وصحفها في باديء الأمر تدعم الجانب الإسرائيلي على حساب الشعب و”القضية الفلسطينية”، إلا أن الأمر الآن بات يشهد تحولاً في المواقف بشكلٍ تدريجي مثلما حدث في موقف القيادة السياسية في “فرنسا”؛ بات المشهد الإعلامي هناك يشهد تغيرًا؛ ولو طفيفًا، متحيزًا للجانب الفلسطيني، خاصة بعد ما شهده العالم من المجزرة التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي في “مستشفى الشفاء” والضرب المستمر للمدنيين والأطفال والعُزل.

فرأت صحيفة (لو بنيون)؛ بشكلٍ صريح ومباشر، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في “مستشفى الشفاء”؛ بـ”غزة”، هي إخفاق استخباراتي، مُشيرة إلى أن أدّلة الجيش الإسرائيلي – المزعومة – لا تُثبّت بعد استخدام المنشأة الطبية الفلسطينية كموقع عسكري لحركة (حماس)، وذلك رُغم إعلان العثور عن جثتي رهينتين إسرائيليتين تمّ اختطافهما في يوم 07 تشرين أول/أكتوبر، واكتشاف مخبأ يُؤدي إلى نفق تستخدمه الحركة. وذكرت اليومية الفرنسية، أنه لا يُمكن استبعاد أنّ “مستشفى الشفاء” كان موقعًا استراتيجيًا لـ (حماس) خلال حرب 2014، لكن الأمر لم يُعد كذلك اليوم.

وتساءلت: “هل الهجوم على مستشفى الشفاء كان خطأ كبيرًا من قبل المخابرات العسكرية الإسرائيلية ؟”. ولم تسّتبعد (لو بينيون) أن تكون هذه عملية تضليلية من قبل (حماس) تهدف إلى الضغط على الجيش الإسرائيلي في وسائل الإعلام وتحريض الرأي العام ضدّه.

وتقول الصحيفة الفرنسية؛ إن هذه القراءات تُعتبر في الوقت الحالي مجرد فرضيات؛ لكن هناك أمرًا واحدًا مؤكد أنه من دون حدوث تحول كبير في القضية، فإن “إسرائيل” في طريقها إلى خسّارة معركة “الشفاء” سياسيًا حتى لو انتصرت عسكريًا كما تُشير المعطيات في شمال “غزة”.

لا تُقدم دليل على اتهامات “إسرائيل”..

من جهتها؛ بدأت صحيفة (لو فيغارو) اليومية، والتي كانت تتجاهل في البداية ضحايا القصف الإسرائيلي على “غزة”، مؤخرًا تُبدّل من أسلوبها، وخصوصًا بعد العملية الإسرائيلية ضدّ “مستشفى الشفاء”، والتي تحدّثت عن مخاطرها على الطرفين على حدٍّ سواء، ورأت أن “إسرائيل” تُكافح لمُحاولة إقناع الرأي العام الداخلي والخارجي بأن حربها مُوجّهة ضدّ حركة (حماس) فقط؛ وليس ضدّ الشعب الفلسطيني في “غزة”.

لذا فإن “إسرائيل”؛ بحسّب الصحيفة الفرنسية، تسّعى جاهدة للعثور على أي أدلة دامغة تُثبت بأن حركة (حماس) كانت تتخذ من المستشفيات مقرّات عسكرية لها، وفي حال فشلها فهذا يعني الإضرار بشرعية الدفاع عن النفس في ظل الكارثة الإنسانية في “غزة”، وهو ما يسّتدعي بالتالي جهودًا ثقيلة لتلميع الصورة ومحو ذكرى الضحايا.

ورُغم ما نشرته “إسرائيل” من صور أولى تزعم إنها تُثبت الدور العسكري لـ”مستشفى الشفاء” وحقيقة اتهاماتها، إلا أنّ (لو فيغارو) ترى أنّ ما تم نشره لغاية اليوم؛ لا يرقى إلى مستوى الادّعاءات والمخاطر ولا يُقدم دليلاً حول اتهامات “إسرائيل”.

وهنا؛ ومنذ 15 تشرين ثان/نوفمبر، عندما وطِئَت أقدام الجنود الإسرائيليين “مستشفى الشفاء”، تُضاعف “إسرائيل” الدعاية الإعلامية التي تهدف إلى إثبات حقيقة اتهاماتها. لكن الصور الأولى لم ترق إلى مستوى المخاطر.

توقف فوري عن قصف المدنيين..

وقالت افتتاحية مجلة (لي كسبريس)؛ إن الضغوط الدولية على “إسرائيل” من أجل وقف إطلاق النار تتزايد، حيث تُثّير استراتيجيتها  العسكرية تساؤلات، وأثارت دعوة الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، إلى: “العمل من أجل وقف إطلاق النار”، ثم مقابلته مع (بي. بي. سي)؛ التي دعا فيها: “إسرائيل إلى وقف القصف  ضد المدنيين”، أثارت غضب “إسرائيل”.

وتابعت المجلة الفرنسية؛ أن الرئيس الفرنسي الذي غيّر موقفه؛ هو من الزعماء الغربيين النادرين الذين دعوا إلى تجنب المدنييّن، عكس الأميركيين الذين طلبوا من “إسرائيل” المزيد من ضبط النفس.

مقبرة للأطفال..

واوضحت افتتاحية مجلة (لي كسبريس)؛ أن فكرة تحول “غزة” إلى: “مقبرة للأطفال” سوف تترسّخ  كلما تزايدت الضغوط الدولية ـ وخاصة الأميركية ـ لوضع حد لعمليات القصف؛ لا سيما أن استراتيجية: “القضاء على” (حماس) العسكرية تبدو غير واقعية.

ونقلت المجلة عن “بلال صعب”؛ الباحث في “معهد الشرق الأوسط”؛ في “واشنطن”، قوله: “طالما ظلت إسرائيل مُلتزمة بالقضاء على حركة (حماس)؛ فلن تكون هناك نهاية لدوامة العنف التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد مع (حزب الله) وإيران”.

قصص مأساوية..

أما الـ (لو موند”؛ التي كانت أكثر توازنًا منذ بداية الحرب بين (حماس) و”إسرائيل”، نقلت قصصًا مأساوية للفرنسيين والفلسطينيين الذين تمّ إجلاؤهم من “قطاع غزة”، والذين قالوا للصحيفة: “كنا ننتظر الموت طوال الوقت”.

وبحسّب “وزارة الخارجية” الفرنسية؛ تمكّن: 115 فرنسيًا كانوا في “غزة” من الوصول إلى “فرنسا”. والآن أصبحوا آمنين، لكنّهم ما زالوا يشعرون بالقلق بشأن أحبائهم الذين تركوهم وراءهم في ظلّ القصف الإسرائيلي المتواصل ضدّ المدنيين.

خلافات في جميع أنحاء العالم..

أخيرًا تتحدّث (لي براسيون)؛ عن أنّ الحرب في “غزة” تُثير خلافات عامة في جميع أنحاء العالم، ومظاهرات في الشوارع وتوترات سياسية لا مثيل لها ومُتناقضة في كل بلد على حدى. وترى الصحيفة أنّ هذا لا يعود تاريخه إلى المواجهة الحالية التي بدأت في 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، التي لا يُفسّر عنفها الشديد وحده حجم وكثافة ردود الفعل التي تُؤيّد أو تُدين كلّ طرف، وبحيث يُمكن أن يُطلق عليها مُسمّى: “الحرب المعولمة”، بل إنّ ما تُسمّيه الصحافة: “الحرب بين (حماس) وإسرائيل” يُنظر إليه على نطاق واسع، في كافة أنحاء العالم، باعتباره صراعًا دوليًا.

إبادة جماعية أم جريمة حرب ؟

وتساءلت صحيفة (لوكرييه إنترناسيونال)؛ هل تُعتبر العمليات الانتقامية الإسرائيلية ضد (حماس) في “غزة” إبادة جماعية ؟.. سؤال يطرحه عدد كبير من المثقفين والباحثين والإعلاميين والسياسيين، حتى بين اليهود داخل وخارج “إسرائيل”.

المؤرخ الإسرائيلي البريطاني؛ “آفي شلايم”، قال إن دعم الغرب لـ”إسرائيل” وصل إلى أعلى مستوياته إلى حد إنكار تاريخ “فلسطين” والإنسانية الفلسطينية، مضيفًا أن: “القوى الغربية تمنح إسرائيل” تفويضًا بالإبادة الجماعية “في قطاع غزة”.

بينما رفض المؤرخ “سيمون سيباغ”؛ استخدام مصطلح: “الإبادة الجماعية”، في سياق الحرب الحالية بين “إسرائيل” و(حماس)، ويوضح أن: “الإبادة الجماعية” الإسرائيلية (في فلسطين)؛ هي جزء من عقيدة غربية معادية للسّامية. بحسب ادعاءاته.

ما يحدث هو مأساة، أمر مروع وغير مقبول. لكنها تُسّمى “جريمة حرب”؛ يواصل “سيمون سيباغ” مزاعمه.

انقسام داخل “الخارجية الفرنسية”..

وسبق وأن وجه عدد من السفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط؛ رسالة تُعبر عن أسفهم لموقف “باريس” من الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني”، في بادرة غير مسّبوقة في التاريخ الحديث للدبلوماسية الفرنسية في العالم العربي.

ووقّع العديد من السفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط وبعض دول “المغرب العربي”، حوالي عشرة، وفقًا لصحيفة (لو فيغارو)، على مذكرة جماعية، أعربوا فيها عن أسفهم للتحول المؤيد لـ”إسرائيل” الذي اتخذه الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، في الحرب الدائرة بين الدولة العبرية وحركة (حماس)، وتم إرسال هذه المذكرة المشتركة إلى “الإليزيه”.

ومن جانبه؛ يقول دبلوماسي فرنسي اطلع عليها، هذه ليست مزحة، ولكن في المذكرة التي لا يمكن وصفها بأنها مذكرة معارضة، يؤكد هؤلاء السفراء على أن موقفنا المؤيد لـ”إسرائيل”؛ في بداية الأزمة، يُسّاء فهمه في الوقت الحالي في الشرق الأوسط، وأنه يُخالف موقفنا المتوازن التقليدي بخصوص الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعبر السفراء عن خشيتهم من تداعيات الموقف على مصالح “فرنسا” في المنطقة، وكشف مقال الصحيفة عن انقسام داخل “الخارجية الفرنسية” حول موقف بلادهم مما يحدث.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة