11 أبريل، 2024 4:54 م
Search
Close this search box.

بعد تتويجها بـ”نوبل للسلام” .. “نادية مراد” تروي قصتها مع “داعش” لتكون نموذجًا للناجيات من الاغتصاب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

بقلمها قررت الناشطة العراقية الإيزيدية، “نادية مراد”، أن تسطر قصة آلامها التي تحولت لنموذج يُحتذَى به، خاصة للنساء والفتيات الناجيات من التحرش الجنسي.

بعد تتويجها بجائزة “نوبل للسلام”، أطلت “نادية مراد” على متابعيها، من مختلف أنحاء العالم، الذين تأثروا وتضامنوا مع قصتها، من خلال مقال نشرته بصحيفة (الغارديان) البريطانية، تروي قصتها بنفسها وكيف كانت.. وكيف أصبحت الآن ؟

عبدة الجنس..

في البداية؛ قالت “مراد” أنها قررت أن تروي قصتها بعد أن باتت سلاحاً قويًا تستند عليه، حتى تصبح أقوى وأفضل، بعد أن كانت عبدة للجنس من قبل (داعش) الإرهابي.

تصف “نادية مراد”، الحائزة على “جائزة نوبل للسلام”، رحلتها الاستثنائية من المعاناة من “الدولة الإسلامية” إلى الناشطة في مجال حقوق الإنسان، قائلة :”كنت عبدة الجنس في تنظيم القاعدة الإرهابية (داعش)، أروي قصتي الآن لأنها أفضل سلاح لدي الآن”.

“في سهاد الليل.. كان بوسعنا سماع الضجة في الطابق السفلي، حيث كان المسلحون يسجلون وينظمون، وعندما دخل الرجل الأول الغرفة، سمعت جميع الفتيات يصرخن.. كان صراخهن أشبه بالانفجار.. كنا نشعر وكأننا مصابين بجروح، ونضاعف القدر على الأرض، لم تستطع أيًا منا وقف المسلحين.. كانوا يسيرون في أرجاء الغرفة، ويحدقون بنا، بينما كنا نصرخ ونتوسل. إنجذبوا نحو أجمل البنات أولاً، سائلين: «كم عمرك ؟».. وفحص شعرهن وأفواههن.. يسألوهن إذا كن عذارى، أم أليس كذلك ؟.. كانوا يديرون أيديهم على ثديننا وأرجلنا دون حياء ولا خجل، كما لو كنا حيوانات”.. بهذه العبارات حاولت “مراد” أن تقدم وصف موجز عن ما تعرضت له هي وفتيات آخريات من إعتداء جنسي وعنف جسدي.

وتابعت: “أتذكر جيدًا كيف حاولنا الدفاع عن أنفسنا، فمنهن من كان يختبئن في أحضان أخواتهن وأصدقائهن في محاولة لحمايتهن، وما كان بهم سوى الصفع على وجوههن للكف عن الصراخ والإنصياع لأوامرهم”.

وأضافت: “كنت أرقد يمينًا وشمالاً للفرار من قبضتهم، حتى توقف متشدد آخر أمامنا.. كان من كبار المسلحين ويدعى «سلوان»، الذي جاء مع فتاة أخرى، شاب يزيدي آخر من حردان، كان يريد إستبدالها بفتاة أخرى.. قال لي «قفِ».. وعندما رفضت، ركلني قائلاً: «أنتِ !.. الفتاة ذات السترة الوردية !».. قلت: «قفِ !».. كانت عيناه تغوصان بعمق في لحم وجهه العريض، الذي بدا وكأنه مغطى بالكامل تقريبًا بالشعر.. لم يكن يبدو كرجل – بدا وكأنه وحش”.

واستطردت قائلة: “لم يكن مهاجمة سنجار، (في شمال العراق)، وإتخاذ الفتيات لاستخدامهن كعبيد جنس قرارًا عفويًا في ساحة المعركة من قِبل جندي جشع.. فكل شيء كان مخطط له، هذا الأمر لم يكن بجديد على (داعش)، فقد استخدمت الاغتصاب عبر التاريخ كسلاح في الحرب والنزاعات المسلحة”.

وعاودت تشرح ما حدث لها مع (داعش)؛ قائلة: “في الطابق السفلي، كان يوجد رجلاً متشددًا يسجل المعاملات في كتاب، يكتب أسماءنا وأسماء المقاتلين الذين أخذونا.. فكرت في أخذها من سلوان، الذي سحقني بيديه العاريتين بعنف بغض النظر عن ما فعله، ومهما قاومت، فلن أتمكن من محاربته.. كانت رائحته مزيج من البيض الفاسد والكولونيا”.

وأسترسلت قائلة: “كنت أنظر إلى الأرض، عند قدمي وكاحلي المتشدّدين، والفتيات اللواتي يسرن في الحشد، رأيت زوجًا من الصنادل والكاحلين اللذين كانا نحيلين، وجدت نفسي أجلس تحت قدميه متوسلة إليه قائلة: «من فضلك خذني معك، أفعل ما تريد بي، أنا لا أستطيع أن أذهب مع هذا العملاق». لا أعرف لماذا وافق الرجل الرقيق، ولكن مع إلقاء نظرة واحدة عليّ، ثم التف إليَ «سلوان»؛ وقال له: «أتركها»، كان الرجل النحيل قاضيًا في الموصل، ولم يعصه أحد. تابعت الرجل الرقيق إلى المكتب، سألني: «ما اسمك ؟».. جاوبته بصوت خافت، ولكن غير قاسي.. «نادية»”.

وتابعت: “فشلت أول مرة عندما كنت أحاول الهرب، وبسبب هذه المرة عملوا فيا شيء سيء جدًا، بعدما هربت من مقر مسكني أخذني أحد الحراس بالغرفة، ودخلوا الحراس كلهم واحد يلو الآخر واغتصبوني.. وسمعت الحارس وهو يقول إنه هيبيعني تاني يوم لشخص آخر، وبعد خروجي معه من المقر هربت ودخلت على بيت طلبت منهم المساعدة، وساعدوني.. ثم انتقلت إلى كركوك للعيش مع شقيقي”.

فضح “داعش”.. أحد أصعب القرارات..

“نادية مراد”؛ نجت في النهاية من خاطفيها. تم تهريبها من “العراق”، وفي مطلع عام 2015، انتقلت كلاجئة إلى “ألمانيا”.. وفي وقت لاحق من ذلك العام، بدأت حملة لزيادة الوعي بالإتجار بالبشر.

وأضافت: “في تشرين ثان/نوفمبر 2015، بعد مرور عام وثلاثة أشهر على مجيء (داعش) إلى مدينتي، «كوشو»، غادرت ألمانيا متجهة إلى سويسرا؛ للتحدث إلى منتدى الأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات.. كانت تلك هي المرة الأولى التي أروي فيها قصتي أمام جمهور كبير، أردت أن أتحدث عن كل شيء – الأطفال الذين ماتوا بسبب الجفاف الفارين من (داعش)، والأسر التي لا تزال عالقة في الجبل، وآلاف النساء والأطفال الذين بقوا في الأسر، وما شاهده إخواني في موقع المجزرة.. وكنت واحدة من مئات الآلاف من الضحايا اليزيديين.. كنا نعيش كلاجئين داخل وخارج العراق، وما زال كوشو محتلة من (داعش)، كان هناك الكثير مما يحتاجه العالم لسماع ما كان يحدث لليزيديين”.

وأسترسلت: “أردت أن أخبرهم أن هناك الكثير مما ينبغي عمله.. كنا نحتاج إلى إنشاء منطقة آمنة للأقليات الدينية في العراق؛ لمحاكمة (داعش) – من القادة إلى المواطنين الذين دعموا فظائعهم – للإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية؛ وتحرير كل سنجار.. كان عليّ أن أخبر الجمهور عن حاجي سلمان والأوقات التي اغتصبني فيها، وجميع الإساءات التي شاهدتها.. كان القرار بأن نكون صادقين أحد أصعب القرارات التي إتخذتها على الإطلاق، والأكثر أهمية”.

وقالت: “في هذا المقال؛ لقد تحدثت بهدوء قدر استطاعتي عن كيف تم الإستيلاء على «كوشو»، وتم أخذ الفتيات مثلي كصبايا.. أخبرتكم عن كيف تعرّضت للاغتصاب والضرب المبرح مرارًا وتكرارًا؛ وكيف فررت في النهاية.. أخبرتكم عن أشقائي الذين قُتلوا.. لن يصبح من السهل على أي شخص سرد قصته، خاصة إذا كانت قصة يتخللها حوادث مشينة كالاغتصاب والضرب والتعذيب”.

وشددت قائلة: “قصتي التي أقصها عليكم الآن، هي أفضل سلاح لدي الآن ضد الإرهاب، وأخطط لاستخدامه حتى يحاكم هؤلاء الإرهابيون.. أريد أن أنظر إلى الرجال الذين اغتصبوني بعين قوية، وهم يحاكمون ويقدمون للعدالة، أريد أن أكون آخر بنت في العالم يحدث معها هذا.. لا أتمني أن أرى بنت أخرى في مكاني أو تعاني ما عانيته أنا منه”.

وكانت “نادية مراد” قد اختطفت مع نساء يزيديات آخريات، في آب/أغسطس 2014، عندما تعرضت قرية “كوشو” في “سنجار”، بشمال “العراق”، لهجوم من قِبل (داعش). اعتقلت إلى جانب شقيقاتها، فقدت ستة أشقاء وأمها. وقد حصلت على “جائزة نوبل للسلام” عام 2018، بالاشتراك مع طبيب أمراض النساء الكونغولي، “دينيس موكويغي”. هذه مقتطفات من سيرتها الذاتية: (الفتاة الأخيرة: قصتي عن الأسر) و(كفاحي ضد الدولة الإسلامية).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب