20 أبريل، 2024 4:08 ص
Search
Close this search box.

بعد انحساره في سوريا والعراق .. توجه “داعش” إلى الأردن دليل على إرباك السياسة الأميركية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تتعالى التخوفات والتحذيرات حاليًا من إتخاذ تنظيم (داعش) الإرهابي، “المملكة الأردنية”، بديلاً لهزيمته في “العراق” و”سوريا”، الذي ينحصر وجوده فيهما يومًا بعد يوم، وكان من أول الأصوات المحذرة من ذلك ما نشرته مجلة (ناشيونال إنترست) الأميركية تقريرًا للكاتبة، “إميلي برزي بوروسكي”، الباحثة في مجلس السياسة الخارجية الأميركية في “واشنطن”، يفيد بأن تنظيم (داعش) قد يتلاشى، لكن مقاتليه قد يجدون قريبًا ملاذًا آمنًا في “الأردن”.

وذكر التقرير، الذي نُشر الخميس؛ الأول من تشرين ثان/نوفمبر 2018، أن سمعة “الأردن” كدولة مستقرّة وحليف رئيس في الحرب على تنظيم (داعش) وضعته في مقدمة “الحرب على الإرهاب” التي تقودها “الولايات المتحدة”. لكن المؤشرات داخل المملكة توحي بأن البلاد – وعلى الرغم من جميع علاقاتها مع الغرب – يمكن أن تصبح قريبًا هدفًا خطيرًا للتنظيم.

هجوم “السلط”..

وأشار التقرير إلى أنه، في آب/أغسطس 2018، “أدى هجوم إرهابي في مدينة، السلط، إلى مقتل 4 من عناصر الأمن الأردني وجرح 16 مدنيًا. وقد اعتُقل 5 مواطنين أردنيين ينتمون إلى الفكر الراديكالي للتنظيم في أعقاب الهجوم”.

التقرير ذكر أنه كان لدى المهاجمين كميات كبيرة من المتفجرات محلية الصنع مدفونة في مكان قريب، كان الهدف منها شن هجمات على المدنيين والمنشآت الأمنية.

تقول الكاتبة الأميركية في تقريرها: إن “الحادثة قد حطّمت الهدوء الذي ساد داخل المملكة في السنوات الأخيرة. ولكنها قد تكون أيضًا نذيرًا لأشياء مقبلة؛ وذلك لأن النشاط المتطرّف في الأردن آخذ في الارتفاع، منذ عام 2015، ما أدى إلى تزايد عدد الخلايا الإرهابية ومحاولة شنّ الهجمات”.

يحتل المرتبة الثالثة في تصدير المقاتلين الأجانب..

وتروي “الأرقام” القصة، بحسب الكاتبة؛ أن “الأردن” يحتل المرتبة الثالثة كأكبر مصدّر للمقاتلين الأجانب إلى “تنظيم الدولة”. “سافر نحو 3000 متشدّد أردني للإنضمام إلى صفوف التنظيم، ما يثبت أن البلاد هي عرضة بشدة للتطرّف”.

علاوة على ذلك؛ تقول الكاتبة، أن تقرير “المركز الدولي لدراسات التطرّف العنيف”، لعام 2017، ذكر أنه ينجذب العديد من الأردنيين إلى (داعش) بسبب البطالة والفقر، متوقعًا عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم الأصلية مع استمرار تراجع (داعش) في كلٍّ من “سوريا” و”العراق”.

وفي حالة “الأردن”، يشير التقرير إلى أنه “يوجد 250 منهم بالفعل، (من داعش). وبينما نجحت عمّان سابقًا في منع الهجمات، سيصبح من الصعب على نحو متزايد فعل ذلك في الوقت الذي يبدأ فيه الخريجون الأردنيون في الحرب الأهلية السورية بالعودة”.

ووفقًا لما جاء في التقرير؛ “سيكون لدى هؤلاء المقاتلين المجهّزين بإيديولوجية الدولة الإسلامية المدمِّرة، والمسلّحين بالتدريب القتالي وخبرات ساحة المعركة، القدرة على تجنيد وتعبئة السكان المستضعفين بشكل مباشر، أو التأثير فيهم من خلال الوكلاء والعلاقات العائلية”.

اللاجئون السوريون أكثر عُرضة للخطر..

أما الأكثر عُرضة للخطر من هذا، بحسب التقرير، أن اللاجئين السوريين يعيشون حاليًا في ظروف قاسية، ويعيشون في مخيمات مكتظّة، حيث يتعرّضون لمستويات عالية من الجوع والفقر والجريمة المحلية، وكل ذلك يعمل كمساهم رئيس محتمل في التطرف.

وتقول الكاتبة الأميركية في تقريرها: إنه “في هذه الأثناء لا تزال سياسة مكافحة الإرهاب في البلاد مثيرة للجدل؛ على سبيل المثال جرّمت الأردن فعل الإنضمام أو حتى دعم منظمات إرهابية، ومن ضمن ذلك تنظيم (داعش) الإرهابي، لكن هذا التركيز على الأمن القاسي جعل من الصعب على السلطات في عمّان أن توقف التوظيف الراديكالي أو الإنخراط بشكل إستباقي في المنافسة الإيديولوجية”.

مركز تدريب لمكافحة الإرهاب..

ومع ذلك بدأت المملكة بالحصول على مساعدة في هذا الشأن؛ ففي آذار/مارس 2018، اشتركت مع “الولايات المتحدة” في إطلاق مركز تدريب جديد لمكافحة الإرهاب، جنوبي “عّمان”، بحسب التقرير.

صمم هذا المركز، لزيادة قدرة “الأردن” على مكافحة الإرهاب الداخلي، مع تعهّد بأن تكون مدته 4 سنوات، بتخصيص نحو 350 مليون دولار من المساعدات العسكرية.

يقول التقرير: إنه “مع ذلك فإن هذا الجهد لا يزال وليدًا، ولم يحقّق بعد أي نتائج ملموسة في تحسين الوضع الأمني في عمان. وهو الشيء الذي لم يوله المجتمع الدولي اهتمامًا كبيرًا، مفضّلاً التركيز على تفكيك (داعش) في سوريا ومحاربة مقاتلي (داعش) المتجهين إلى أوروبا”.

عملية نوعية على الحدود “العراقية-الأردنية”..

وما يدلل ويؤكد على صحة تقرير (ناشيونال إنترست)، ما نفذته القوات الأمنية العراقية، الأربعاء 17 تشرين أول/أكتوبرالماضي، من عملية نوعية في ملاحقة فلول تنظيم (داعش) الإرهابي وإفشال مخططاته في كبرى مدن “العراق” مساحة، في الجهة الغربية.

وكان “مركز الإعلام الأمني العراقي”، قد أعلن في بيان عن تمكن القوات الأمنية في قيادة عمليات “الأنبار”، من تدمير وكرين للإرهابيين ضمن قطاع المسؤولية، غربي البلاد.

وأضاف المركز: “قامت القوات بتفجير 25 عبوة ناسفة من مخلفات عصابات (داعش) الإرهابية في المحافظة”.

وعثرت قوات قيادة العمليات، على عبوة ناسفة على الطريق القادم من منفذ “طريبيل” الحدودي مع “الأردن”، بإتجاه “الرطبة” غربي المحافظة.

وأختتم مركز الإعلام الأمني بالإشارة إلى عثور القوات على 3 عبوات ناسفة خلال مسح في منطقة “البو زيعان”، وقد تم التعامل مع المواد المضبوطة.

وقوف الأردن إلى جانب العراق في مكافحة الإرهاب..

وفي تحرك يؤكد على خطورة الأمر؛ اتفق وزيرا الخارجية العراقي، “محمد علي الحكيم”، والأردني، “أيمن الصفدي”، الخميس؛ الأول من تشرين ثان/نوفمبر 2018، على جملة برامج تقضي بتشكيل لجان مشتركة لتطوير مجالات التعاون الأمني وحماية الحدود، وتنشيط التجارة البينية، وتسهيل منح سمات الدخول للوافدين من كلا البلدين.

وأكد “الصفدي” على “وقوف الأردن إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب والمساهَمة في إعادة إعمار البُنى التحتية للمناطق المحررة من عصابات (داعش) الإرهابية”.

وقال: “حملني، الملك عبدالله الثاني، رسالة يؤكد فيها دعم الأردن للعراق في المجالات كافة لأن العراق المستقر، ركيزة مهمة لاستقرار المنطقة والعالم”.

دليل على إرباك السياسة الأميركية..

تعليقًا على التقرير الأميركي، قال المفكر السياسي، “مازن حنا”، أنه لا يرى أن “الأردن” مستهدف من قِبل البرامج والمخططات الإمبريالية، لضربه وضرب النظام فيه، لأنه كان مساعدًا لهذه القوة في توسيع قاعدة (داعش)، (المحظور في روسيا)، في التدريب والتسليح والدعم، اللوجيستي، إضافة لدعم مشروع تدمير “سوريا”.

ورأى “حنا”: أن “المقالة التي نشرها موقع (ناشيونال إنتريست) الأميركي حول أن الأردن سيكون المحطة التالية لـ (داعش) بعد سوريا والعراق، يدل على إرباك في السياسة الأميركية”.

وتابع؛ أن حالة الإرباك هذه “تعود إلى هزيمة الحلف الغربي في سوريا، واليمن، والمنطقة عمومًا، وفشل حل الصراع «العربي-الإسرائيلي» لصالح صفقة القرن”.

لافتًا إلى أن المقال، الذي نشره الموقع الأميركي؛ “يهدف إلى تبرئة الأردن نظامًا، ولتبييض وجهه كمعادي لـ (داعش)، لتبرئة الهزيمة الأميركية والصعود السوري”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب