23 أبريل، 2024 6:19 م
Search
Close this search box.

بعد انتهاء الجولة الاستكشافية .. التطبيع بين “مصر” و”تركيا” يستغرق وقتًا ويتوقف على “أنقرة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يُذكر أن الخلافات تصاعدت بين البلدين، منذ العام 2013، بداية من إحتضان “تركيا”، عناصر تنظيم “الإخوان المسلمين” والمنصات الإعلامية الإخوانية المناهضة للدولة المصرية، وحتى التصريحات التركية الرسمية المناوئة للدولة المصرية وقادتها، بعد 30 حزيران/يونيو 2013. وشملت الملفات الخلافية الشائكة أيضًا بين البلدين: الدور التركي في “ليبيا”، والذي اعتبرته، “القاهرة”، تهديدًا لأمنها القومي من الناحية الإستراتيجية الغربية، وكذا التحركات التركية “شرق المتوسط”.

وشهدت الشهور الستة الماضية؛ تحديدًا، رسائل تركية مرنة بشأن العلاقة مع “مصر”، على لسان أكثر من مسؤول تركي. أكدت “القاهرة”؛ معها على أن إبداء حسن النية يكون بالأفعال لا الأقوال. مهدت تلك المواقف لمحادثات بين البلدين للاتفاق على سُبل تطبيع العلاقات، تمثلت في الاجتماعات الأخيرة، التي إحتضنتها “القاهرة”، والتي سبقها اتصال هاتفي جمع وزيري خارجية البلدين.

بعد إنتهاء الجولة الاستكشافية، بين “مصر” و”تركيا”، بدأت الدولتان تقييم نتيجة تلك الجولة من أجل الاتفاق على الخطوات المقبلة، في سبيل تطبيع العلاقات بينهما، وسط جملة من الملفات الخلافية العميقة التي تجمع البلدين، بعد أن أخذت “أنقرة” خط العداء لـ”مصر”، منذ حزيران/يونيو 2013، وبعد الإطاحة بتنظيم “الإخوان”، الذي إحتضنت قياداته ومنصاته الإعلامية المختلفة.

وتُثار تساؤلات عدة حول مصير تلك المشاورات، والفترة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها من أجل التوصل لعلاقات طبيعية، وضمانات إلتزام الطرفين بما يتم الاتفاق عليه، وجهود بناء الثقة.

محطة رئيسة لوقف حرب التصريحات بينهما..

حول نتائج الجولة، يقول الباحث في الشأن التركي، “كرم سعيد”، في تصريحات خاصة لموقع (سكاي نيوز عربية)، إن المحادثات الاستكشافية الأخيرة، بين البلدين، تُعتبر على الأقل بادرة بتحسن العلاقات بين “القاهرة” و”أنقرة”، أو محطة رئيسة لوقف التصريحات والتصريحات المضادة بينهما.

لافتًا إلى أنه: “يترتب على تلك المحطة استمرار اللقاءات الثنائية بين البلدين، في إطار محاولة البحث عن حلول للقضايا العالقة، وقد تشهد في الفترة المقبلة تكثيف اللقاءات على مستوى تمثيل أعلى، قد تكون بين وزيري الخارجية المصري والتركي، بعد مناقشة مطالب كل دولة”.

ويقول الباحث المتخصص بالشأن التركي، إنه: “قد نشهد إنفراجة نوعية في بعض الملفات، على رأسها الملف الليبي، بعد أن أبدت تركيا استعدادها لسحب العناصر المسلحة، لكن لا يزال لديها إصرار على الإبقاء على القوات العسكرية التابعة لها، والموجودة في ليبيا، بموجب الاتفاقية الأمنية السابقة، مع السراج في تشرين ثان/نوفمبر 2019”.

تآكل الرصيد المتبقي لـ”العدالة والتنمية” !

ومن بين الملفات أيضًا؛ ما يتعلق بالمنصات الإعلامية المناهضة لـ”القاهرة”، والتي تبُث من “تركيا”، في إطار ضبط السلوك الإعلامي والسياسي لعناصر الجماعة المقيمة في “تركيا”: “ربما تتجه تركيا لضبط الخطاب الخاص بهذه القنوات؛ دون تجميدها دفعة واحدة”، وفق “سعيد”.

ويُشير “سعيد” إلى أن: “ثمة بعض المطالب التي لا يمكن لتركيا تلبيتها مرة واحدة، في الوقت الراهن، منها تسليم عناصر الإخوان وإغلاق القنوات.. على اعتبار أن اتخاذ تلك الخطوات، في الوقت الراهن، يُظهر تركيا على أنها تتراجع أمام الدولة المصرية، وهذا قد يؤدي إلى تآكل ما تبقى من الرصيد التقليدي لحزب (العدالة والتنمية)، والرئيس التركي في الشارع.. وأعتقد بأنه من الممكن العمل على حلحلة هذه القضايا الخلافية في الفترة المقبلة”.

تطبيع العلاقات سيستغرق بعض الوقت..

بينما يرى الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، “طه عودة أوغلو”؛ أن تطبيع العلاقات بين “مصر” و”تركيا”: “سيستغرق بعض الوقت”، ويرى أن هناك: “جولات أخرى” بين البلدين.

مشيرًا إلى أن المباحثات الأخيرة؛ تؤكد الرغبة في كسر الحواجز الراهنة في العلاقات بين البلدين، وإنهاء القطيعة، والأمر بدوره يحتاج إلى وقت من أجل الاتفاق.

ويوضح أن السنوات الماضية؛ شهدت حالة من الشد والجذب بين البلدين، وجاءت مباحثات “القاهرة” الأخيرة؛ لإنهاء تلك الحالة وفتح الباب لإنهاء القطيعة، موضحًا في السياق ذاته؛ أن التوصل لعلاقات طبيعية لن يكون أمرًا سهلاً على رغم ذلك، وكل من البلدين بحاجة إلى بعض الوقت في ظل الملفات والقضايا الخلافية والشائكة المتعددة التي تجمع البلدين، وبالتالي هما بحاجة لبعض الوقت للاتفاق على تفاصيل التعامل معها.

توقعات بجولات أخرى..

إلا أنه يُشير إلى لفتة إيجابية تعكس حرص البلدين على عودة مسار العلاقات بشكل طبيعي، وهي عملية إصدار بيان مشترك بينهما عقب المباحثات الاستكشافية التي إنعقدت في “القاهرة”.

ويقول الباحث؛ إن المباحثات الأخيرة – وطبقًا لما يكشفه البيان المشترك – لم يكن الهدف منها تطبيع العلاقات بين “مصر” و”تركيا” كاملاً، لكنها كانت محادثات: “استكشافية” تمهيدية؛ تستهدف الاتفاق على الملفات الخلافية وترتيبها ووضع تصور لها وتحديد إطار زمني.

لهذا؛ وبحسب “أوغلو” – فإنه من المتوقع أن تكون هناك جولات أخرى تالية بين البلدين، متحدثًا، في الوقت نفسه؛ عن اهتمام “أنقرة” بشكل كبير وإدراكها لأهمية تطبيع العلاقات مع “مصر”؛ وإنجاز المصالحة بين البلدين.

فصل جديد في العلاقات..

كما رأى الدكتور “محمد صادق إسماعيل”، مدير المركز “العربي” للدراسات السياسية والإستراتيجية: “أعتقد أن المفاوضات الاستكشافية، بين تركيا ومصر؛ تأتي في إطار حرص الدولة التركية على عودة العلاقات الطبيعية مع مصر، وطبعًا هناك أسباب كثيرة لهذا الحرص التركي”.

وأضاف “إسماعيل”، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن “تركيا” تشعر بالعزلة في المنطقة، في ظل توتر علاقاتها مع دول عديدة، لذلك اضطرت إلى البحث عن حليف خارجي بحجم “مصر”.

لافتًا إلى أن: “هذه الجولة من المفاوضات تُعتبر فصلاً جديدًا في العلاقات، بين مصر وتركيا، لكن مسألة التطبيع سوف تستغرق وقتًا لحين ظهور نتائج المفاوضات على أرض الواقع”.

جس نبض..

فيما اعتبر الدكتور “بشير عبدالفتاح”، الخبير بمركز “الأهرام” للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن المفاضاوت التي جرت بين “مصر” و”تركيا”: “جس نبض”.

وقال “عبدالفتاح”، لـ (شينخوا)، إن: “اللقاء في حد ذاته كسر للجليد، بعد قطيعة بين البلدين، منذ العام 2013، وهذه خطوة إيجابية للأمام”.

وأستدرك: “لكن مستقبل العلاقات مرهون بكيفية تعامل كل طرف مع مخرجات المباحثات التي تمت في القاهرة، وأعتقد أن مسألة التطبيع سوف تأخذ وقتًا طويلاً”.

انتظار الرد التركي..

وأضاف أن المفاوضات، بين وفدي “مصر” و”تركيا”؛ تم خلالها مناقشة القضايا الخلافية، وإمكانية إيجاد حلول لها، بما يساعد على تحقيق تقدم، يؤدي إلى التقارب بين البلدين.

واستطرد أن: “كل طرف قدم، خلال المفاوضات؛ طلباته للطرف الآخر، وحتى الآن لم تظهر أية مواقف نهائية معلنة، ومصر في انتظار قرار تركيا بشأن مطالبها”.

وواصل: “أعتقد لو تركيا اتخذت خطوات إيجابية تتعلق بمطالب مصر، بشأن جماعة الإخوان وليبيا؛ فسوف تكون هناك لقاءات على مستوى أعلى؛ مثل وزراء الخارجية ومديري المخابرات، بحيث يحدث تطور تدريجي في العلاقات”.

وأردف أن: “تركيا هي الأكثر احتياجًا للعلاقات مع مصر.. والتقارب مع القاهرة سوف يفتح لها باب التقارب مع السعودية والإمارات وقبرص واليونان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب