8 أبريل، 2024 4:04 م
Search
Close this search box.

بعد انتقاله لصفوف المعارضة .. “الحريري” يستغل ذكرى والده ليُعيد التحشيد المذهبي حول زعامته !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أول خطاب رئيسي له؛ منذ تحوله للمعارضة عقب الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة، اتهم رئيس الوزراء اللبناني السابق، “سعد الحريري”، منافسيه، بدفع البلاد إلى شفا الإنهيار؛ كما شكك في قدرتهم على الفوز بدعم أجنبي.

وكشفت كلمة “الحريري”، وهو أكبر سياسي سُني بالبلاد، عن انقسامات سياسية متنامية قد تُعقد سعي “بيروت” لسن إصلاحات مؤلمة والتعافي من أسوأ أزمة اقتصادية، منذ الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وفي كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاغتيال والده رئيس الوزراء السابق، “رفيق الحريري”، هاجم “سعد الحريري”، منافسيه، وقال إن معارضتهم للإصلاحات مسؤولة إلى حد كبير عن الأزمة الحالية.

هاجم “جبران باسيل”..

وصب “الحريري”، حليف عدد من الدول الغربية والعربية المعارضة لـ”إيران”، جام غضبه على وزير الخارجية السابق، “جبران باسيل”، صهر الرئيس اللبناني، “ميشال عون”، ووصفه بأنه رئيس “ظل”؛ وأنه دمر عمله وساعد في دفع البلاد نحو الإنهيار. وانتقد المقاربات التي أعتمدها الوزراء المتعاقبون في ملف الكهرباء، والتي أسست لهدر كبير في المالية العامة، علمًا بأن وزراء الطاقة، في السنوات العشر الأخيرة، كانوا من (التيار الوطني الحر). كما انتقد “الحريري” الهجوم على “الحريرية السياسية”، متحدثًا عن عرقلة عمل الرئيس الراحل أثناء توليه رئاسة الحكومة.

وأضاف “الحريري” أنه تعرض، خلال مسيرته، لطعنات ومحاولات اغتيال سياسي. وقال: “إن رفيق الحريري مطلوب رأسه من جديد”.

يؤيد إجراء انتخابات مبكرة..

من ناحية ثانية؛ اعتبر “الحريري” أن اندلاع الانتفاضة الشعبية كان يومًا مفصليًا للعهد والحكومة ومجلس النواب، لكن: “شخصًا واحدًا فقط، لا يريد أن يرى، ولا يريد لأحد في قصر بعبدا أن يرى”.

وتوقف عند مرحلة التسوية، فقال: “كنت أرى التغيير في المشهد السوري وغرق لبنان بمشاكل أمنية ومذهبية في الضاحية والبقاع وطرابلس، مما جعلني أرى في التسوية حماية للبنان، والسبيل الممكن لوقف الدوران بالفراغ الرئاسي، وقبل التسوية حاولت فتح الطريق للصديق، سليمان فرنجية، للرئاسة، لكن حلفاءه منعوه”، معلنًا أن التسوية إنتهت، وأنه مع إجراء انتخابات نيابية مبكرة.

واستدعى خطاب “سعد الحريري”؛ ردود فعل كثيرة، انقسمت بين من يعتبر أنها إنطلاقة لمرحلة جديدة في المشهد اللبناني، وبين من رد على الاتهامات بعرقلة مرحلة “رفيق الحريري”.

مرحلة سياسية جديدة..

فقد أكد عضو كتلة (المستقبل) النائب، “محمد الحجار”، أنه: “بعد كلام الحريري، لا شك في أن هناك مرحلة سياسية جديدة، خصوصًا مع أطراف كانوا منضوين تحت ما يُسمّى (14 آذار) في الحكومة، واليوم أصبحوا خارجها”. واعتبر في تصريح: “أن ما حصل يترافق مع حملة من الاتهامات والإفتراءات على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قبره”. وقال: “اغتالوه وقتلوه ويلاحقونه إلى القبر لأنهم لا يستطيعون مواجهة الواقع بما إرتكبته أيديهم”.

وقال “الحجار”: “نحن لا نتنصل من ماضينا ولسنا مثلهم؛ وكأن الكل متواطيء ضدهم. نملك الوقائع والأرقام ولا نختلق الأكاذيب”. واعتبر أن “باسيل”: “يستقوي بموقع رئاسة الجمهورية وبحزب الله”.

رجل أعمال دعمته سوريا..

وغداة توضيح الرئيس، “سعد الحريري”، بعضًا من شواهد الماضي والتضييق الذي طال عمل الرئيس الراحل، “رفيق الحريري”، أصدر الرئيس الأسبق، “إميل لحود”، بيانًا مذكرًا بأن “الحريري”: “لم يكن رئيسًا لحزب أو لكتلة نيابية، بل رجل أعمال دعمته سوريا، وتحديدًا، عبدالحليم خدام، وصوله” إلى رئاسة الحكومة، وبعدها عبر قانون الانتخاب في العام 2000.

وقال “لحود” بأن الرئيس الراحل: “كان ينوي بيع قطاعي الكهرباء والمياه إلى شركتين فرنسيتين، بسبب علاقته بجاك شيراك؛ الذي لاحقته تهم الفساد لاحقًا، وحين أعد الوزير الأسبق جورج أفرام خطة لتأمين الكهرباء، عمل (الحريري) مع صديقه خدام على إقالته من الحكومة”. أما عن الاتهام بعرقلة مسيرة “رفيق الحريري”، فسأل “لحود”: “عن سبب إصراره على غسل القلوب بعد أن عاكسناه برفض بيع قطاع الخلوي وشددنا على استعادة الدولة للقطاع ما حقق أرباحًا كبيرة تقدر بملياري دولار سنويًا، وما تقلُص هذه الأرباح لاحقًا إلا بسبب سياسات التوظيف السياسي والهدر الذي يقف وراءه سياسيون، من بينهم من ينتمي إلى فريق الحريري السياسي”.

ملفات سوداء..

فيما ردت النائبة، “رولا الطبش جارودي”، (من كتلة “المستقبل”)، في تغريدة على “لحود”، قائلة: “ليس غريبًا على رئيس الجمهورية الأسبق، إميل لحود، أن يعود إلى ملفاته السوداء في التهجم على الرئيس الشهيد، رفيق الحريري، إنما الغرابة تكمن في تعيير الرئيس الشهيد بعلاقاته مع مسؤولين سوريين”. وأكدت على أن: “لحود كما يعلم أصغر طفل في لبنان؛ كان صنيعة النظام السوري، وتحديدًا غازي كنعان الذي نصبه رئيسًا على اللبنانيين ومن بعده رستم غزالي، الذي كانت دوائر قصر بعبدا تأتمر بأوامره، لا سيما غرفة الأوضاع التي شكلها لحود ولم يكن من مهمة لها سوى تركيب الملفات ومطاردة كل ما يمت إلى الحريرية بصلة”.

وإذ أشارت إلى: “أن سعد الحريري ليس من شيمه الطعن بالظهر”، سألت “لحود”: “هل تتذكر من طعن الرئيس الشهيد في ظهره ؟”، وقالت بأن عهد “لحود”: “ملطخ بدماء الشهداء الذين صرعتهم حقبة من أقذر الحقبات في تاريخ لبنان”.

انتقل للمعارضة البناءة وليس الكيدية..

في المقابل؛ قال “د. نزيه الخياط”، عضو المكتب السياسي لـ (تيار المستقبل) اللبناني إن، الرسالة التي أراد “الحريري” توصيلها من خلال خطابه، حدد فيها عدة ثوابت أولها موضوع إنتهاكات الدستور وعدم التقيد به؛ وثانيها أكد على أنه لن يكون هناك صراع طائفي على أساس الإختلافات الطائفية أو المذهبية وهذا خط أحمر.

وأكد أنه لم يورط التيار السياسي التابع له في أي صراع داخلي يؤدي إلى حرب أهلية، وثالثًا هو انتقال الرئيس “الحريري” إلى صفوف المعارضة البناءة وليست صفوف المعارضة الكيدية.

وأضاف أن هناك حملة مستدامة ضد (تيار المستقبل) ومحاولة شيطنة الطائفة السُنية من خلال إعادة إنتاج الخطاب الطائفي، والذي سيؤدي إلى صراع عميق داخل “لبنان”.

المحاصصة أسوأ إنتاج للتسوية..

وفي مواكبة لخطاب “الحريري”، اعتبر النائب، “شامل روكز”، في حديث إذاعي أن: “المحاصصة هي أسوأ ما أنتجته التسوية” الرئاسية بين “الحريري” و”عون”، متمنيًا على “(تيار المستقبل)؛ ألا يعود بتسويات أو ثنائية بل بتفاهمات وطنية، لأن البلد يُمر بأزمة كبيرة ويحتاج إلى تضامن وطني واسع”. وقال: “نقد المعارضة للفريق الآخر يجب أن يكون بناء لا تدميريًا”.

ورأى “روكز” أن: “المناكفات السياسية والصراعات، دفع ثمنها العهد لأن فشل الحكومات إنعكس على العهد، وكنا حذرنا مرارًا من ثورة شعبية وهذا ما حصل، ولكن من الجيد أنها أتت في وقت مبكر قبل أن نصل إلى الحضيض”. وشدد على: “ضرورة تحييد لبنان”. وقال: “لا يمكن الاستمرار في الهدر والفساد، وأنا مع دولة القانون والمؤسسات”.

يدل على إفلاس أحزاب السلطة..

كما قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة “بيروت”، “د. رائد المصري”، إن: “خطاب الحريري يدل على إفلاس أحزاب السلطة جميعها التي تناوبت على السلطة، منذ عام 1992، وحتى اليوم والتي أغرقت الدولة في إفلاسات مالية وإنهيار للبنوك وأزمات اقتصادية عديدة”.

واعتبر أن “الحريري” يُشكل جزء أساس من السلطة السياسية التي فشلت في إنقاذ البلد، فالجميع فشل في تخطي الأزمة؛ وبالتالي أراد أن يلقي بمسؤولية فشل الدولة وإفلاسها وإغراقها في الديون على غيره من القوى السياسية.

وأضاف أنه لم يُقل أو يؤكد أحد أن الحكومة الحالية مدعومة من قِبل “إيران”، لكن توجد قوى سياسية تُعارض حكومة “دياب” الحالية، فالمطلوب من الحكومة الحالية إتخاذ إجراءات سريعة وجريئة لإنتشال “لبنان” من أزمته الحالية.

يُعيد التحشيد الشعبي المذهبي حوله..

يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، “وفيق إبراهيم”، أن الرئيس السابق للحكومة، “سعد الحريري”، استفاد من هذه المناسبة لإعادة التحشيد الشعبي المذهبي حول زعامته، التي شهدت في الفترة الأخيرة تراجعًا كبيرًا جدًا، وكان قد عقد تسوية مع رئيس (التيار الوطني الحر) الوزير السابق، “جبران باسيل”، قضت عمليًا بتنظيم حصص الفريقين في الدولة اللبنانية مع مراعاة الفريق الشيعي، وهذا الأمر إنهار حاليًا في مرحلة بدا، “الحريري”، فيها وكأن تياره (المستقبل) على وشك التراجع.

ويُشير “إبراهيم” إلى أن “الحريري” يحاول إنتاج حلف جديد من القوى السياسية القديمة التي كان يعمل معها قوى (14 آذار)، وإعادة الانفتاح أيضًا على “السعودية”، عبر الإشادة بالدور الخليجي وإنتقاد “إيران”، وبالتالي محاولة ترميم علاقاته الإقليمية مع دول الخليج، وترميم وطني في تحالفاته السياسية، وتحصين زعامته داخل طائفته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب