خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
بينما يوطد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، علاقاته مع النظام الإيراني، ويسعى لإجراء مناورات مشتركة بين جيشي البلدين، تتساءل وسائل الإعلام الدولية عن تداعيات زحف الدب الروسي إلى موانيء “إيران”، وما إذا كان التواجد الروسي في “الخليج العربي” سيؤثر سلبًا على وضع “الولايات المتحدة” في المنطقة، بحسب المحللة الإسرائيلية، “كسينيا سفيتلوفا”، التي أكدت على أن “روسيا” بعودتها إلى الشرق الأوسط، ما كانت لتغفل بسط نفوذها على “الخليج العربي”.
رسالة للولايات المتحدة وبريطانيا..
أشارت “سفيتلوفا” إلى أن تحركات “موسكو” الأخيرة، على المستويين الدبلوماسي والسياسي، تعكس رغبة “روسيا” المتزايدة في تعزيز هيمنتها في منطقة “الخليج العربي” على حساب الهيمنة الأميركية.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية والروسية، فإنه بحلول نهاية العام الجاري، سيشارك الجيشان، الإيراني والروسي، في مناورات عسكرية في منطقة “مضيق هرمز”، التي شهدت خلال الآونة الأخيرة تصاعدًا في حدة التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”.
فيما تُعد تلك المناورات، “الإيرانية-الروسية”، بمثابة رسالة سياسية موجهة إلى “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”، اللتين أنشأتا قوات مشتركة لحماية خطوط الملاحة الدولية في الخليج.
روسيا في حاجة لإيران..
وتعتبر “إيران” أن تلك المناورات تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز التحالف مع “روسيا”، كما ترى أنها بمثابة الرد الأمثل على موجة الشائعات التي تحدثت عن وجود خلاف بين الطرفين فيما يخص الشأن السوري.
فعلى الرغم من الخلافات بين “موسكو” و”طهران” حول مستقبل “سوريا”، إلا أن “روسيا” في حاجة ماسة إلى “إيران”، كحليف إستراتيجي يساعدها على ترسيخ أقدامها في الشرق الأوسط، أما “إيران” فهي في كل الأحوال ليس لديها بدائل تغنيها عن ذلك التحالف.
إيران في حاجة للأسلحة الروسية..
وترى المحللة الإسرائيلية أن “موسكو” تسعى لتوسيع حجم مبيعاتها من الأسلحة إلى “إيران”، خاصة مع إقتراب إنتهاء قرار “مجلس الأمن الدولي”؛ رقم 2231، الذي يحظر تزويد “إيران” بمعظم أنواع الأسلحة.
كما أنه من غير المتوقع أن تتمكن “الولايات المتحدة” من التحرك لإصدار قرار مماثل لمد فترة الحظر على “إيران”. وربما تكون “طهران” قد بدأت بالفعل التحاور مع “موسكو” بشأن حاجة جيشها إلى التزود بالأسلحة والعتاد الروسي.
الضغط على الغرب !
بالإضافة إلى حديث وسائل الإعلام الإيرانية عن المناورات المشتركة، فإنها بدأت تتحدث أيضًا عن أن “روسيا” قد تحصل على إذن من “طهران” لنشر طائراتها وغواصاتها النووية في مينائي “بوشهر” و”شهبار”.
وأن إقامة القواعد الأمامية الروسية في “الخليج العربي” من شأنها أن تحقق حلم “موسكو” القديم في بسط السيطرة الروسية على مياه الشرق الأوسط.
ورغم أن “إيران” لا تبدي إرتياحًا إزاء توسع النفوذ الروسي في المنطقة، إلا أنها قد تكون هي وراء نشر تلك الأخبار كأداة ضغط على الدول الغربية.
مقترح روسي..
كانت “وزارة الخارجية الروسية”، قد اقترحت منذ حوالي شهر، خطة لإنها التوتر في منطقة “الخليج العربي”، وهو المقترح الذي من المنتظر أن يقدمه الرئيس، “بوتين”، أمام “الأمم المتحدة”، خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
ويتمثل المقترح الروسي في طلب إخلاء القواعد العسكرية الأجنبية في الخليج. وبالطبع فإن مثل هذا الطلب لن يلقى إستحسانًا من “الولايات المتحدة”، لأن لها العديد من القواعد العسكرية في المنطقة.
كما يدعو المقترح الروسي أيضًا لإنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب برعاية “مجلس الأمن الدولي”، وفرض حظر على انتشار أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة للمطلب الروسي الدائم “بالعمل لتحقيق السلام وفقًا لقرارات الشرعية الدولية”.
تخاذل السياسة الأميركية..
بحسب المحللة الإسرائيلية؛ فإن “روسيا” بدأت في تكثيف نشاطها في منطقة “الخليج العربي” على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، مما أثار التساؤل عما إذا كانت “روسيا” قادرة على إضعاف السيطرة الأميركية في تلك المنطقة.
موضحة أن الدول العربية تبدو في ظاهر الأمر، مهتمة بالتعاون مع “موسكو”، بعدما شعرت بالإحباط من السياسة الأميركية المتخاذلة إزاء الاستفزازات الإيرانية.