خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تزداد التوترات في منقطة الشرق الأوسط بعكس المتوقع؛ رغم التطورات البارزة التي تشهدها ربوع المنطقة؛ حيث تُصارع سائر الدول على نحو ما، وبخاصة: “العراق ولبنان واليمن والسودان”؛ التورتات السياسية.
في غضون ذلك، دخلت التوترات في دول: “اليمن وسوريا والعراق”؛ مؤخرًا، مرحلة جديدة يرفض الكثير من الخبراء والمحللين ربطها بـ”الجمهورية الإيرانية”؛ بداية بزيارة المسؤولين الإماراتيين إلى “دمشق” والاتفاقيات بين البلدين، وحتى خلق المزيد من التحديات الكبرى على مسار تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
تلكم التطورات التي قد تُزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة. وللوقوف على آخر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتأثيراتها على السياسة الخارجية الإيرانية، أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإصلاحية الإيرانية؛ الحوار التالي مع: “جعفر قناد باشي”، السفير الإيراني الأسبق في “ليبيا”…
قلق الإمارات من انسحب أعضاء “الجامعة العربية”..
“آرمان ملي” : ما هي رسائل الاتفاق “الإماراتي-السوري” ؟
“جعفر قناد باشي” : تسعى “الإمارات” لإعادة “سوريا” إلى “جامعة الدول العربية” لأهداف، منها: رغبة “أبوظبي” في امتلاك نفوذ أكبر من الدول العربية في “سوريا”.
أضف إلى ذلك؛ أن التراجع الإماراتي عن الموقف القديم تجاه النظام السوري؛ قد يكون ظاهريًا فقط، وأن “أبوظبي” تعارض من الباطن النظام السوري. لكن يبدو أنها تتبنى هذه السياسة ولا تريد خلو “الجامعة العربية” من الأعضاء.
وفي الماضي طردت مجموعة من الدول العربية، “سوريا”، سعيًا إلى تغيير النظام عبر فرض العزلة على هذا البلد، وتشكيل حكومة جديدة موالية لـ”السعودية والإمارات”. تلكم السياسات التي منيت بالفشل.
من ثم كان القرار القبول مجددًا بالدولة السورية؛ حشد المزيد من الدول العربية عند الحديث باسم “الجامعة العربية”. وتقلق “الإمارات” إزاء انسحاب الكثير من أعضاء “جامعة الدول العربية”.
الإمارات تريد الإحتماء بدول “محور المقاومة”..
“آرمان ملي” : هل بدأ التقارب الإماراتي مع “سوريا” مع تطبيع “الإمارات” و”الكيان الصهيوني” ؟
“جعفر قناد باشي” : يواجه الأمن الإماراتي العديد من التحديات الكبرى منذ بداية التطبيع الرسمي مع “إسرائيل”. وتتخوف “الإمارات” من التعرض إلى هجوم من جانب بعض التنظيمات على خلفية العلاقات مع “إسرائيل”، ولذلك حظرت دخول: 13 جنسية إسلامية إلى الأراضي الإماراتية.
وتُريد “الإمارات”، بالتقارب مع دول “محور المقاومة”؛ الحيلولة دون التعرض للهجوم. وهي تولي أهمية خاصة للتجارة والسياحة والاقتصاد، ولا تُريد خسارة مثل هذه الفرص بسبب العلاقات مع “إسرائيل”.
لذلك توطد العلاقات مع “سوريا”؛ بحيث تُروج إلى فكرة أن سياساتها مع كل دول العالم جيدة، وأن “إسرائيل” ليست استثناء من هذه السياسات.
ومؤخرًا نفذت “الإمارات” و”البحرين” مناورات عسكرية مشتركة مع “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، في “البحر الأحمر”، على نحو يكشف عن ماهية الدول ذات العلاقات الوطيدة مع “الإمارات”؛ التي تُريد من الاتفاق مع “سوريا” التورية على هذه الفضيحة.
والحقيقة؛ أن “الإمارات” تتبنى سياسات توسعية تُجبرها على التراجع عن بعض مواقفها الخاطئة، منها الموقف إزاء “سوريا”. والحقيقة أيضًا؛ فإن كل ما تقوم به “الإمارات” يخدم مصالحها، ولذلك تقوم بتعديل وتغيير بعض سياساتها.
المستقبل العراقي محفوف بالتحديات..
“آرمان ملي” : هل تُفضي التطورات الراهنة في “العراق” للضغط على “إيران” ؟.. وهل بمقدور الأحزاب السياسية العراقية تشكيل حكومة ائتلافية ؟
“جعفر قناد باشي” : بدأت الجولة الجديدة من المفاوضات بين رئيس الوزراء العراقي والفصائل التي تشطط في نزاهة الانتخابات؛ لكن دون الوصول إلى إجماع أو اتفاق حتى الآن. في غضون ذلك تزداد التوترات بشأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء؛ بينما مايزال المتظاهرون في الشارع حتى يُعاد فرز الصناديق.
ولا يمكن تشكيل الحكومة دون الفصل في هذه المسائل. ومازال الغموض يُحيط بمسألة إذا كان، “الكاظمي”، سيتولى منصب رئيس الوزراء مجددًا، لأن هذا الموضوع مرتبط بتشكيل “البرلمان العراقي”، وهل من إمكانية بالأساس لتشكيل حكومة ائتلافية من عدمه.
من غير المعلوم؛ الفصائل التي سوف تُشكل الأغلبية في البرلمان، وهذه مسألة صعبة بالنسبة لـ”العراق”، وبخاصة بعد فشل الأحزاب العراقية في الحصول على أكثر من: 50% من مقاعد البرلمان.
و”العراق” بعيد تمامًا عن الوصول إلى الاستقرار السياسي؛ بل إن تشكيل حكومة عراقية يواجه الكثير من العقبات. وبطبيعة الحال فإن الاضطراب في أي من دول الجوار الإيراني لا يمكن أن يصب في صالح “طهران”، ولذلك لطالما سعت إلى سيادة التهدئة في دول الجوار.
وقد سعى “مصطفى الكاظمي”، خلال الأشهر الأخيرة؛ لطرح نفسه كأحد الخيارات المطروحة لمنصب رئيس الوزراء، وفي هذا الصدد عقد مشاروات مع بعض الدول الغربية والعربية ليحصل على رضاهم.
وحاليًا يتحرك أنصار، “الكاظمي”، في الداخل العراقي؛ باتجاه تنصيبه مجددًا رئيسًا للوزراء. لكن الأجواء السياسية في “العراق” تُثبت أنه لا يمكن اختيار رئيس الوزراء دون دعم الأحزاب الشيعية وتيارات المقاومة، وهو ما يُمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لـ”الكاظمي”. كل هذه العوامل تجعل المستقبل العراقي محفوفًا بالتحديات.