26 أبريل، 2024 5:22 م
Search
Close this search box.

بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة .. انخفاض نسبة تمثيل المرأة في “الكنيست” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أسفرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة عن عدة مفاجآت، مثل إعادة انتخاب، “بنيامين نتانياهو”، وتوليه منصب رئيس الحكومة للمرة الخامسة؛ رغم لوائح الاتهام بالفساد وخيانة الأمانة الموجهة إليه، وفشل حزب “اليمين الجديد” في تجاوز نسبة الحسم واستبعاد عدة برلمانيين بارزين، مثل وزير التعليم الحالي، “نفتالي بينيت”، ووزيرة العدل، “أيليت شاكيد”.

لكن اللافت في تلك المفاجآت؛ هو تراجع نسبة تمثيل المرأة في “الكنيست” الـ 21.

حظر ترشيح النساء في الأحزاب الدينية..

ترى الكاتبة والمحللة الإسرائيلية، “كيرن أوزين”، أن تراجع نسبة تمثيل المرأة في البرلمان الإسرائيلي الجديد؛ يُعد من المفارقات العجيبة لأن النسبة تبتعد كثيرًا عن المؤشر العالمي في القرن الـ 21.

ففي حين ترتفع نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات الغربية، نجد العكس في “إسرائيل”. وفي “الولايات المتحدة”، على سبيل المثال، تحقق رقم قياسي في الانتخابات الأخيرة بخصوص عدد النساء اللائي حصلن على عضوية “الكونغرس”، وهناك بعض الدول مثل “فنلندا”؛ بلغت فيها نسبة تمثيل النساء في البرلمان أكثر من 65%.

لكن الانتخابات الأخيرة في “إسرائيل”؛ أسفرت عن تراجع تمثيل النساء بنسبة تزيد عن 20%، ناهيك عن الأحزاب الدينية التي لا يزال ترشيح النساء على قوائمها محظورًا، حتى الآن، رغم أننا في عام 2019.

محاولات للنهوض بالمرأة..

أشارت “أوزين” إلى أن هناك بعض الأحزاب الإسرائيلية ظنت أن تمثيل النساء يُعد أمرًا مهمًا باعتباره من العوامل الرئيسة التي يمكن أن تجذب الناخبين.

وكانت أول من فعلت ذلك؛ هي “أورلي ليفي أبكسيس”، التي جعلت القانون التأسيسي لحزب “غيشر”؛ ينص على أن تكون نسبة تمثيل المرأة في الحزب 50%.

وهناك أيضًا حزب “اليمين الجديد”، الذي وضع ثلاث سيدات ضمن أول خمسة أسماء في القائمة الحزبية، وكانت أول السيدات هي، “أيليت شاكيد”، التي كان يرى البعض أنها ستكون زعيمة المستقبل لـ”إسرائيل”، وكان في مقدورها أن تصنع التاريخ بعد الإنجاز التي حققته، “غولدا مائير”.

هل ستعود المرأة لعمل المطبخ ؟

وبالطبع كانت نهاية هذين الحزبين معروفة، (وهي عدم تجاوز نسبة الحسم)، وإذا أضفنا لذلك قائمة البرلمانيات المتميزات اللائي سنفتقد إليهن في الفترة القادمة، مثل “تسيبي ليفني” و”ميراف بن أري” و”شولي مُعلم” و”رفيتال سويد” و”ميراف ميخائيلي”، وغيرهن، فلا خيار أمامنا سوى قول الحقيقة؛ وهي أن قضية تمثيل المرأة في الانتخابات هي بصراحة لا تعني أحدًا، والمؤسف أكثر أنها أيضًا لا تعني أي سيدة.

إذاً فما العمل ؟.. أو بالأحرى؛ ما الذي يجب على النساء أن تفعله ؟.. فهل ستعود المرأة إلى أشغال المطبخ بعدما كانت تسعى للمشاركة في المطبخ السياسي والأمني ؟!

لا بد من سن قانون..

أوضحت “أوزين” أنه؛ حتى يمكن رفع نسبة التمثيل النيابي للنساء في البرلمان الإسرائيلي، فلابد أن ينضم أكبر عدد من النساء إلى الأحزاب المختلفة، ولا بد من ممارسة دور أكبر في الحياة السياسة.

كما ينبغي على الأحزاب أن تخصص مزيدًا من المقاعد البرلمانية للنساء، بل وربما سيكون من الضروري سن قانون ينص على زيادة نسبة تمثيل المرأة في “الكنيست”.

وإذا كنا نعتقد أن تطورًا تدريجيًا سيحدث تلقائيًا، وبشكل طبيعي، فإن الانتخابات الأخيرة قد أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنه لا خيار أمامنا سوى التدخل من أجل تعديل نسبة تمثيل المرأة.

مسؤولية كبيرة على عاتق أعضاء وعضوات “الكنيست”..

وحتى يحدث التغيير المنشود، ترى “أوزين” أن هناك مسؤولية كبيرة مُلقاة على عاتق أعضاء وعضوات “الكنيست” في البرلمان الجديد، ألا وهي مسؤولية سن قوانين وتشريعات جديدة من أجل النهوض بالمرأة، والعمل على تقليل الفجوات بين الرجال والنساء في كل مناحي الحياة، وربما ستكون المهمة أبسط مما يتخيله أحد.

فعلى سبيل المثال؛ هناك دراسة أعدها هذا العام “المنتدى الاقتصادي الدولي”، قد خلُصت إلى أن العمل لتقليل فجوة الرواتب بين الرجال والنساء في أنحاء العالم قد يستغرق من الوقت 202 عامًا. لكن المسؤولين في “فرنسا” لم يستسلموا للأمر وقرروا التحرك سريعًا لتقليل تلك الفجوة الآن، فقاموا بسن قانون يعاقب كل صاحب عمل يجور على راتب المرأة.

ختامًا تقول “أوزين”: “إن إسرائيل، التي تدعي إنتمائها للعالم المتحضر والمتقدم، لا بد لها أن تُذيل الفجوات بين الرجل والمرأة. ونحن لا نريد أن نقلب المعادلة ونميز المرأة على حساب الرجل، لكن نريد أن تنعم المرأة بالمساواة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب