11 يناير، 2025 10:53 م

بعد الاتفاق “السعودي-الإيراني” .. “خامنئي” يرحب بتحسين العلاقات “الإيرانية-المصرية” !

بعد الاتفاق “السعودي-الإيراني” .. “خامنئي” يرحب بتحسين العلاقات “الإيرانية-المصرية” !

وكالات – كتابات :

نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم الاثنين 29 آيار/مايو 2023، عن المرشد الإيراني؛ “علي خامنئي”، قوله إن “طهران” تُرحب بتحسّين العلاقات الدبلوماسية مع “مصر”، حيث تشهد علاقات البلدين فتورًا؛ منذ العام 1979، الذي شهد وصول “روح الله الخميني”؛ إلى السلطة عقب الإطاحة بنظام “الشاه”.

جاءت تصريحات “خامنئي”؛ خلال لقائه بسلطان عُمان؛ “هيثم بن طارق”، الذي وصل إلى العاصمة؛ “طهران”، بُرفقة وفد مرافق له.

بعد الاتفاق “السعودي-الإيراني”..

وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء؛ قالت على موقعها الإلكتروني، إن: “قائد الثورة الإسلامية؛ علي خامنئي، أكد أن تطوير العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عُمان؛ في جميع المجالات يخدم مصلحة البلدين، مرحّبًا باستئناف العلاقات بين إيران ومصر”.

جاءت تصريحات “خامنئي”؛ في الوقت الذي تتخذ فيه دول بالشرق الأوسط؛ من بينها “مصر”، خطوات لتخفيف التوتر في المنطقة، وفي شهر آذار/مارس 2023، وضعت “السعودية” و”إيران” حدًا لسنوات من العداء واتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بموجب اتفاق توسّطت فيه “الصين”.

صمت مصري..

حتى الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش من الاثنين 29 آيار/مايو 2023، لم يُصّدر تعليق رسمي مصري على تصريحات “خامنئي”.

واتسّمت العلاقات بين “مصر” و”إيران” بشكلٍ عام بالتوتر خلال العقود الماضية؛ رغم أن البلدين أبقيا على اتصالات دبلوماسية، فمنذ عهد الرئيس المصري السابق؛ “جمال عبدالناصر”، شهدت العلاقات بين البلدين تقلصًا، حينما كانت “طهران” محسّوبة على المعسكر الغربي في زمن “الشاه محمد رضا بهلوي”، في حين تحولت “القاهرة” إلى حليف لـ”الاتحاد السوفياتي”.

عادت العلاقات من جديد على مسّتوى السفراء، إثر وسّاطة كويتية ومفاوضات بين الدولتين، في آب/أغسطس 1970.

تغير البوصلة المصرية..

بعد تولي الرئيس المصري الراحل؛ “أنور السادات”، السلطات، بدأت البوصلة المصرية تتغير تدريجيًا، لتُصبح تابعة للسياسة الأميركية، وفي تلك الآونة تحسّنت العلاقات “المصرية-الإيرانية” بصورة لافتة، ودخلت عصرها الذهبي.

في هذه الفترة أصبح البلدان ضمن السّياق الأميركي، فبادر “السادات”؛ عام 1971م بإرسّال مستشاره الأمني؛ “أشرف مروان”، لزيارة “الشاه”، وبحث سُبل التعاون وتوقيع اتفاقيات تجارية، وتدفقت المسّاعدات الإيرانية على “مصر” لتبلغ: 850 مليون دولار؛ عام 1977.

إلا أنه منذ العام 1979؛ دخلت “إيران” تحت حكم “الخميني”؛ في حالة عداء مع المعسكر الغربي، وتوترت علاقاتها مع “مصر”، خاصة بعد أن استضاف “السادات”، في آذار/مارس 1980، “شاه إيران” المعزول، الذي لم يجد بلدًا آخر يقبله.

بعد “كامب ديفيد”..

ورغم أن “مصر” اعترفت؛ في نيسان/إبريل 1979، بـ”‍جمهورية إيران الإسلامية”، فإن “الخميني” قرر؛ في آيار/مايو من العام نفسه، قطع العلاقات الدبلوماسية مع “القاهرة”، بسبب “اتفاقية كامب ديفيد”.

كذلك انزلقت العلاقات الثنائية إلى أسوأ مراحلها مع اندلاع الحرب بين “إيران” و”العراق”، في أيلول/سبتمبر 1980، والتي استمرت حتى 1988م، في تلك الحرب وقف “السادات” في البداية على الحياد الظاهري، مسّتنكراً قصف المدنيين في البلدين، لكنه لم يلبث أن اندفع بقوة مع الجانب العراقي، ثم تابعه الرئيس الراحل؛ “حسني مبارك”.

ومع اندلاع ثورة 25 كانون ثان/يناير 2011، في “مصر”، سّارعت “إيران”؛ عن طريق مرشدها؛ “علي خامنئي”، إلى دعمها بصورة صريحة، حتى قبل أن يسقط “مبارك”، إذ أعلن “خامنئي”؛ في خطبة الجمعة ب‍ـ”طهران”، يوم 04 شباط/فبراير 2011، أن نظام “مبارك” كان عميلاً لـ”إسرائيل”.

مع تولي الرئيس الراحل؛ “محمد مرسي”، كان واضحًا أن “مصر” تسّعى لاتباع نهج أكثر استقلالية في سياستها الخارجية، فسّعى لإعادة العلاقات مع “إيران” إلى سّياق إقليمي متوازن، فقام بزيارة إلى “طهران”، في سابقة تاريخية.

كذلك زار الرئيس الإيراني الأسبق؛ “أحمدي نجاد”، “مصر”، في شباط/فبراير 2013، وتعددت اللقاءات بين المسؤولين والوفود الاقتصادية، ولم تصل هذه التطورات إلى غايتها، إذ سرعان ما وقع الانقلاب العسكري في “مصر”؛ في تموز/يوليو 2013، لتعود العلاقات “الإيرانية-المصرية”، إلى المقاربة التي كانت سائدة في عهد “مبارك”.

وقبل أن يتولى منصب الرئاسة بأيام قليلة، أكد الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، عودة “مصر” في علاقتها مع “إيران” إلى: “مقاربة مبارك”، فقال: “نقول لأشقائنا في الخليج هي مسّافة السّكة.. لدينا القدرة على حماية أمننا القومي العربي”.

أضاف “السيسي” أن: “إيران تُدرك أن العلاقة مع مصر تمر عبر الخليج العربي. الخليج أهلنا ويهمنا أن يعيش بسلام”، ثم ألمح إلى أن هذه المقاربة لا تشمل العداء أو التباعد التام مع “إيران”، فقال: “كل ما نسّعى إليه مع إيران هو علاقة عادلة، من حقنا تأمين مصالحنا، كما يحق لإيران القلق على مصالحها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة