19 أبريل، 2024 7:17 م
Search
Close this search box.

بعد اغتيال مهندس البرنامج النووي الإيراني .. كيف سيكون رد فعل إيران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في ضربة جديدة قاصمة للنظام الإيراني، أعلنت “وزارة الدفاع” الإيرانية، مساء أمس الجمعة، مقتل العالم النووي الأبرز، “محسن فخري زاده”، بالقرب من العاصمة، “طهران”.

وقالت الوزارة؛ إن “زاده” تعرض لإصابة بليغة قبل أن يفارق الحياة في إطلاق نار أتبعها اشتباكات، وصفتها الوزارة بـ”العملية الإرهابية”، مشيرةً إلى أن انتقام صعب سيكون في انتظار المجموعات الإرهابية وقياداتها وكل من خطط ونفذ.

وتُشير أصابع الاتهام الإيرانية إلى “إسرائيل”، التي استغلت الفترة القليلة المتبقية من فترة ولاية الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، للتخلص من أبرز مهندسي البرنامج النووي، والذي لا يقل أهمية عن اغتيال، “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس) في “الحرس الثوري”.

الغرب يعتبر أن “محسن زاده” يعمل على تطوير قنبلة نووية وكونه العالم الفيزيائي الأخطر، وفقًا لمعلومات مدعمة بصورته؛ استعرضها “نتانياهو”، عام 2018، واصفًا إياه بـ”مهندس البرنامج النووي الإيراني”.

ضربة كبيرة لإيران والبرنامج النووي..

اغتيال “زاده”؛ تبعه تعليقات المراقبين، حيث رأى البعض إن اغتيال “زاده” يُعد ضربة كبيرة لإيران وبرنامجها النووي، بدا بجلاء من ردة الفعل الرسمية الإيرانية، والاحتفاء “الأميركي-الإسرائيلي” بالعملية.

وعن أهمية عملية اغتيال “فخري زاده”؛ علق الناشط الأحوازي، “محمد مجيد”، الذي يغرد بالعربية بالقول؛ إن: “أستاذ الفيزياء النووية في جامعة الإمام حسين الحرس الثوري يُعتبر أبو البرنامج النووي الإيراني”.

وأضاف “مجيد”، في تغريدات على (تويتر)؛ أن: “إيران خسرت اليوم الركن الرئيس في برنامجها النووي”، والذي اعتبرته “هيئة الطاقة النووية” الإيرانية، بـ “أحد أهم النخب العلمية المسؤولة عن الصناعات الدفاعية في إيران”.

وأضاف الناشط الأحوازي المعارض أن “زاده” يُعد الشخصية الأكثر أهمية في برنامج إيران النووي ويُشار إليه بـ”عبدالقادر خان”، (أبو القنبلة النووية الباكستانية)، بالنسبة لإيران، الذي كان يحلم ببناء قنبلة نووية لنظام “ولاية الفقيه”، وفقًا للناشط “مجيد”.

ضربة استباقية لتسميم العلاقات..

بينما ذهب محللون آخرون للقول بأن توقيت العملية، استغلالاً لفترة ولاية الرئيس الأميركي المهزوم قبل مغادرته “البيت الأبيض”، في كانون ثان/يناير القادم، لكن آخرين ذهبوا أبعد من ذلك للقول إنها ضربة استباقية لتسميم العلاقة الإيرانية بالرئيس الأميركي الجديد، الذي لن يجد بدًا من مواصلة سياسة سابقه، خصوصًا عقب رد إيراني محتمل على العملية.

أما الرئيس، “دونالد ترامب”، المنتهية ولايته، لم يتردد عقب الاغتيال مباشرة؛ في إعادة نشر تغريدة لصحافي تقول إن: “فخري زاده؛ كان مطلوبًا للموساد، كونه يرأس البرنامج العسكري النووي لإيران”.

إيران تتجنب الرد على إسرائيل..

وبدورهم، علق صحافيون ومحللون يمنيون على العملية، كون “اليمن” الأكثر تضررًا من التمدد الإيراني في المنطقة، حيث اعتبر الصحافي، “عبدالرزاق الجمل”، العملية أخطر من اغتيال، “قاسم سليماني”، فالأولى، تمت بقصف جوي وخارج الأراضي الإيرانية، أما الثانية فكانت بهجوم مسلح وقرب العاصمة، “طهران”.

وعن ردة الفعل المحتملة، قال “عبدالرزاق”؛ إن إيران “تتجنب إسرائيل، ولن ترد على أي استهداف، هذه هي سياستها الحالية، القصف الإسرائيلي لأهداف إيرانية في سوريا لا يتوقف، امتد للعراق أيضًا”.

قد تشعل حرب صواريخ بعيدة..

فيما تساءل الصحافي اليمني، “أحمد الحاج”، فيما لو أن هذه العملية قد تشعل حرب صواريخ بعيدة، بين “طهران” و”تل أبيب”، “لا سيما بعد اتهام إيران لإسرائيل بالاغتيال”.

إلا أن “الحاج”، الذي يعمل مراسلاً لـ (أسوشيتد برس)، أكد أن هذه العملية: “موجعة لإيران، لكنها لم تكن الأولى‏، فخلال الفترة الماضية كانت هناك عمليات أمنية بطابع استخباراتي نفذت وسط تكتم إيراني”.

تحشيد الشعب وتزايد الضغط لصناعة السلاح النووي..

وعن تداعيات العملية، يرى “حيدر اللواتي”، الأكاديمي بجامعة “السلطان قابوس”؛ أنه من المحتمل أن نرى “تحشيد الشعب خلف القيادة؛ وإفشال مساعي الغرب لإشعال توترات داخلية”، علاوة على: “تزايد الضغط الداخلي لصناعة السلاح النووي”.

مضيفًا على (تويتر)؛ أن التداعيات في الداخل الإيراني ستشمل أيضًا “تزايد فرص مرشح أصولي للفوز بالرئاسة، في حزيران/يونيو القادم، لتجتمع السلطات الثلاث في يد الأصوليين في موقف موحد قوي أمام بايدن”.

توقعات بردود فعل حادة..

ورأت (نيويورك تايمز)؛ أن مقتل “زاده” يمكن أن يكون له تداعيات واسعة على إدارة “بايدن” القادمة، ومن المؤكد أن يؤدي ذلك إلى رد فعل حاد في “إيران”، كما فعل الهجوم الأميركي، في 3 كانون ثان/يناير الماضي، بعد اغتيال “قاسم سليماني”.

وتوضح الصحيفة أنه: “قد يؤدي مقتل، فخري زاده، إلى تعقيد جهود الرئيس المنتخب، جوزيف بايدن، لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، لعام 2015، كما تعهد بذلك إذا وافق الإيرانيون على العودة إلى الحدود المفصلة في الاتفاق”.

لا حرب بين طهران وواشنطن..

فيما استبعد المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني، “سامح الجارحي”، مسألة إنزلاق إيران في حرب مع الولايات المتحدة الأميركية، مشيرًا إلى أن “إيران” لن يكون لها ردة فعل تجاه اغتيال “زاده”، مشيرًا إلى أن اغتيال “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس)، التي لم تشهد أي ردة فعل تجاه “واشنطن” سوى إطلاق بعض الصواريخ في “المنطقة الخضراء” بالعراق.

موضحًا “الجارحي” إن طهران تنتظر إدارة الرئيس المنتخب، “بايدن”، وإنتهاء ولاية “ترامب”، لأنهم يعولون كثيرًا على “بايدن”، الذي أكد سابقًا إلى إعادة “الاتفاق النووي” مع إيران قائلاً: “القيادة الإيرانية لن تعطي ترامب السلاح الذي يفتك به إيران”.

وتطرق “الجارحي” إلى تكرار عمليات اغتيال قيادات إيرانية كبيرة، وقال إن ما حدث يؤكد هشاشة النظام الاستخبارتي الإيراني، واختراق الأجهزة الأمنية والسيادية من قِبل الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، بفعل إنخراطها بقوة في أدوار عسكرية وأمنية في دول أخرى بالمنطقة، وهو ما ترك فراغًا أمنيًا.

خطة لضرب القدرات الدفاعية الإيرانية..

من جهته، قال الخبير في الشؤون الإقليمية، “محمد مهدي شريعتمدار”، إن الشهيد “محسن فخري زادة”؛ “كان من أهم الشخصيات العلمية”.

وأشار “شريعتمدار”، إلى أن: “الأصابع الصهيونية والأميركية في عملية الاغتيال واضحة”. كما أكد أنّ: “الرد الإيراني سيكون حتميًا، لكن التفاصيل ستظهر لاحقًا”.

“شريعتمدار”؛ قال إن: “العملية تأتي ضمن خطة لضرب القدرات الدفاعية الإيرانية”، مشيرًا إلى أن: “المستهدف الحقيقي في عملية الاغتيال؛ هو التطور العسكري الإيراني”.

لافتًا إلى أن “فخري زادة”، كان: “أستاذًا لعلماء نوويين اغتالتهم اليد الصهيونية في وقت سابق”، معتبرًا أن: “السياسة الإيرانية لن تبقى على ما هي عليه بعد جريمة الاغتيال”.

إسرائيل تسعى لإثارة البلبلة..

أما الخبير في الشؤون العسكرية، “محمد عباس”، رأى إن: “الإدارة الأميركية تعلم أن إيران لن تمرر أي عملية عسكرية”، مؤكدًا على أن: “الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لجأ إلى عمليات الاغتيال والعمليات الأمنية والتي ستتصاعد في المرحلة المقبلة”.

لافتًا إلى أن: “إسرائيل” تسعى لإثارة البلبلة في وجه إدارة الرئيس المنتخب، “جو بايدن”؛ “لثنيه عن العودة للاتفاق النووي”.

وتابع: “يمكن أن تكون منظمة خلق والجماعات المتطرفة في خوزستان؛ متورطة بتنفيذ عملية الاغتيال”.

اتجاهات عملية الاغتيال..

وفي موقع (الميادين نت)؛ قال “شارل أبي نادر”، أنه في الواقع، ليس جديدًا أن تقوم “إسرائيل”، وعبر أذرعتها الإرهابية المباشرة، كـ (الموساد)، أو غير المباشرة كالمجموعات الإرهابية الأخرى التي تشغلها أجهزة (الموساد)، باغتيال العلماء الإيرانيين، النوويين أو غير النوويين، أو باغتيال غيرهم من علماء “محور المقاومة”، كمهندسي الصواريخ أو الطائرات المُسيّرة الفلسطينيين أو العرب، وقد دأبت “تل أبيب” دائمًا على إتباع هذه الاستراتيجية في مواجهة القدرات البشرية والفكرية لـ”محور المقاومة”، بعد أن عجزت عن مواجهة أو عرقلة إنجازاتهم أو الحد منها، وهذا الاغتيال يدخل أولاً في هذا الاتجاه.

مبينًا أن الإتجاه الآخر لعملية الاغتيال هذه، يمكن أن نضعها في خانة العمل أو الإجراء المنتظر من “نتانياهو” ومن “ترامب”، وما رشح عن قرار أميركي تمّ العدول عنه في اللحظة الأخيرة لتنفيذ عملية استهدافٍ نوعيةٍ لواحدةٍ من المنشآت النووية الإيرانية أو أكثر. هذا الاغتيال الحساس يجمع أكثر من بُعدٍ، استهدفه الأميركيون والإسرائيليون، ويرتبط باستهداف رئيس منظمة البحث والتطوير العلمي في “وزارة الدفاع” الإيرانية المسؤول عن مناورة تطوير القدرات النوعية، والتي طالما رأت فيها “واشنطن” و”تل أبيب” نقطة الإرتكاز الأساسية للقدرات الإيرانية في المواجهة الإستراتيجية ضدها.

وأضاف أن الاتجاه الثالث الذي يمكن وضع هذا الاغتيال ضمنه أيضًا، يرتبط  بسعي مباشر من الرئيس “ترامب”، شخصيًا، ومن “نتانياهو” أيضًا، للقيام بعملٍ استثنائيٍّ، بهدف عرقلة عملية إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية في المنطقة، والمرتبطة بـ”الاتفاق النووي” الإيراني، والتي من المرتقب أو المرجح عودتها مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب، “جو بايدن”، والتي لن تحظى حتمًا بموافقة “نتانياهو”.

عمل موازي ولكن غير متسرع..

وحول نظرة “طهران” إلى هذا الاغتيال؛ وكيف يمكن توقع ردة فعلها عليه ؟.. قال إن تاريخ “إيران” في التعامل مع أوضاع مماثلة معروفٌ وثابت، ويمكن وضعه في خانة حقيقتين ثابتتين بمواجهة عملية اغتيالٍ حساسة لأحد كبار علمائها ورجالاتها المؤثرين.

أولاً، لن تسكت عن عملية الاغتيال هذه، وحتمًا سوف تقوم بعملٍ يوازي أو يضاعف هذه العملية ضد المسؤول عن الاغتيال، سواء كان فاعلاً أو محرّضًا أو متدخلاً أو مساعدًا.

ثانيًا، من الطبيعي أن “إيران” لن تقوم بردة فعل متسرعة، بل سوف تأخذ وقتًا مناسبًا لدراسة الردّ من كافة جوانبه، لكي يأتي قاسٍ وعادل في آن.

متسائلاً: هل ستكون المنطقة بعد عملية الاغتيال هذه، على موعدٍ مع وضعٍ مختلفٍ بالكامل عمّا شهدته في الفترة التي سبقت الاغتيال ؟.. بحيث تنتقل من “حربٍ باردة”، كانت تتخللها من وقتٍ لآخر بعض المناوشات أو المواجهات المحصورة أو المضبوطة، إلى تطوّر دراماتيكي، لن يكون حتمًا بأقل من مواجهةٍ واسعةٍ، وشعاعها لن يكون محصورًا في الخليج، بل سوف يمتد إلى أكثر من دولةٍ وكيانٍ على “البحر الأبيض المتوسط” ؟!

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب