وكالات – كتابات :
كشفت تقارير صحافية رفض رئيس الوزراء البريطاني، لطلب سابق يعود إلى شهر آذار/مارس 2020، للرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، مشاركة “بريطانيا” في شن غارات تستهدف (كتائب حزب الله) العراقية.
وبحسب صحيفة (الغارديان) البريطانية، كشف عن هذه المعلومات المستشار السابق لرئاسة الحكومة، “دومنيك كومينغز”، لكنه لم يحدد سبب إمتناع الحكومة البريطانية عن المشاركة في الغارات الأميركية المقترحة، إلا أن جماعة حقوقية مدافعة عن حقوق الإنسان، اعتبرت أن الضربات الأميركية تعتبر غير مشروعة وفقًا للقانون الدولي.
في يوم سوريالي بالكامل !
ولفتت الصحيفة البريطانية، في تقريرها؛ إن الطلب الذي تقدم به “ترامب”؛ جاء خلال: “يوم سوريالي بالكامل”، في 12 آذار/مارس 2020، في وقت كان القلق يُخيم في مقر الحكومة، في “داونينغ ستريت”، إزاء تفشي وباء (كورونا)، وأن الطلب الأميركي شتت بالكامل، الجهود البريطانية، لمكافحة الفيروس.
ونقلت الصحيفة، عن “كومينغز”؛ قوله: “في صباح 12 (آذار)؛ جاء فجأة رجال الأمن القومي وقالوا أن، ترامب، يُريد منا الإنضمام إلى حملة غارات في الشرق الأوسط هذه الليلة”، وهو ما أجبر “داونينغ ستريت” على عقد اجتماعين لأزمتين متوازيتين في الوقت نفسه.
ردًا على هجوم على قاعدة “التاجي”..
وقبل ذلك بيوم واحد، قُتل أميركيان وبريطاني في قاعدة (التاجي) العراقية، بهجوم صاروخي؛ قالت “واشنطن” أن (كتائب حزب الله) هي التي نفذته. وكان “ترامب” يريد الرد بشكل سريع.
وأشارت الصحيفة البريطانية؛ إلى النقاش البريطاني حول قرار المشاركة من عدمها، تواصل اليوم كله، بحسب “كومينغز”، وانتهى بإقتناع، “غونسون”، بعدم الاستجابة لطلب “ترامب”، بناء على نصيحة المستشارة، “سويللا بريفرمان”، لاعتبارات قانونية على الأرجح.
مخالف للقوانين البريطانية والدولية..
وبحسب التقدير وقتها؛ فإن المشاركة في تلك الغارات كان سيُشكل انتهاكًا للقوانين البريطانية والقانون الدولي.
وكان التوتر كبيرًا في المنطقة، وقتها، بعد مرور شهرين على قرار “ترامب”، اغتيال قائد (قوة القدس)، “قاسم سليماني”، ما أثار مخاوف من اندلاع مواجهة أكبر في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر عسكرية بريطانية؛ قولها إنه لم تكن هناك حاجة لمشاركة البريطانيين في الغارات، لأن “الولايات المتحدة” مضت قدمًا بتنفيذها لوحدها بكل الأحوال.
بين “كورونا” و”العراق” وصديقة “غونسون” الحميمة..
وقال “كومينغز”؛ أنه: “كان يومًا مجنونًا بالكامل”، في مقر رئيس الحكومة، حيث كان البعض يتساءل عما إذا كنا سنقصف “العراق”، والبعض الآخر يتجادل حول إجراءات الإغلاق بسبب (كورونا)، أما رئيس الحكومة فكان مضطرًا للتعامل مع تداعيات تقرير لصحيفة (التايمز)، الذي نشر حول “غونسون” وصديقته الحميمة، “كاري سيموندز”، وكلبهما.
وبكل الأحوال؛ مضت “واشنطن” في تنفيذ ضرباتها الجوية من دون مساعدة بريطانية، واستهدفت خمسة مواقع على الأقل، حول “بغداد”، مرتبطة بـ (كتائب حزب الله)، لكن “منظمة ريبريف” الحقوقية؛ قالت أنه لم يكن هناك دليل كاف على أن (كتائب حزب الله)؛ هي التي نفذت الهجوم على (التاجي).
وقالت المحامية في المنظمة، “جينيفر غيبسون”؛ أنه: “بحسب التصريحات الأميركية في ذلك الوقت، لم يكن لديهم دليل على أن (كتائب حزب الله) العراقية، نفذت الهجوم على القاعدة الأميركية. كانوا يعرفون فقط أن الجماعة نفذت هجمات في السابق؛ ولذا قالوا أنه، (من المحتمل)، أنهم نفذوها”.