27 أبريل، 2024 12:29 ص
Search
Close this search box.

بعد اعتماد “الدوما” للقانون .. “موسكو” لديها فرصة لإعادة توزيع قواها الصاروخية والدفاعية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إطار تصارع القوى الكبرى وإنطلاقًا من مبدأ “واحدة أمام واحدة”، مع تصاعد التوتر الدائم بين “واشنطن” و”موسكو”؛ وفرض الأولى للعقوبات وإتخاذها القرارات أحادية الجانب، اعتمد مجلس “الدوما” الروسي في الجلسة العامة، أمس الأول الثلاثاء، قانونًا بشأن تعليق العمل بمعاهدة “تقليص الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى”؛ الموقعة بين “الاتحاد السوفياتي” و”الولايات المتحدة”.

وأعلن رئيس مجلس الدوما، “فياتشيسلاف فولودين”، مسبقًا، أن الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، قدم للمجلس مشروع قانون توقف “روسيا الاتحادية” العمل بمعاهدة “تقليص الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى”، الموقعة بين “الاتحاد السوفياتي” و”الولايات المتحدة”.

يُذكر أنَّه، في شباط/فبراير الماضي، كان “بوتين” قد أعلن أن “موسكو” ستعلق مشاركتها في “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى”؛ ردًا على انسحاب “الولايات المتحدة” منها، قبل يوم من ذلك الإعلان.

وكلف الجانب الروسي بعدم تقديم أي مبادرات حول إجراء مفاوضات بهذا الشأن مع “واشنطن”، مشيرًا إلى أنه على الجانب الأميركي أن يبادر بإتخاذ قرار بإجراء حوار متساو في هذا الموضوع.

انسحاب أميركي من المعاهدة..

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أعلن انسحاب بلاده من “معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة”؛ المبرمة مع “موسكو” أثناء “الحرب الباردة”، وأن العملية ستكتمل خلال 6 أشهر.

وأضاف، في البيان الرسمي، أنَّ “الولايات المتحدة” إلتزمت بالمعاهدة بشكل كامل لمدة تزيد عن 30 عامًا، “ولكننا لن نبقى مقيدين ببنودها؛ فيما لا تفعل روسيا ذلك”.

وزاد وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، بقوله إنَّ “واشنطن” ناقشت إنتهاكات المعاهدة مع “روسيا” أكثر من 30 مرة. وأكّد “حلف شمال الأطلسي” دعمه الكامل لقرار “واشنطن”.

الناتو” يساعد واشنطن في إخفاء أسباب فشل الوثيقة..

فيما نددت “روسيا” بقرار “الولايات المتحدة” واعتبرت الانسحاب جزء من إستراتيجية “واشنطن”؛ “للتنصل من إلتزاماتها الدولية”، من خلال تصريحات للمتحدثة باسم وزارة الخارجية، “ماريا زاخاروفا”، لقناة التلبفزيون العامة (روسيا 1).

كما قالت، أوائل الشهر الجاري، أن (الناتو) يحاول، عن طريق اتهام “موسكو” بإنتهاك “معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى”، مساعدة “واشنطن” في إخفاء أسباب فشل هذه الوثيقة.

وأضافت “زاخاروفا”، في موجزها الصحافي أنه: “لا تزال قيادة (الناتو) تتهم روسيا بإنتهاك معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى؛ ودعت الجانب الروسي لإظهار إرادتها السياسية والعودة إلى مراعاة المعاهدة من أجل إنقاذها. وسيزداد هذا النشاط قبل الـ 2 من آب/أغسطس القادم، عندما يكتمل انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة”.

متابعة: “عن طريق نشر الاتهامات الموجهة إلى روسيا؛ يحاول ممثلون عن الحلف مساعدة واشنطن في تمويه الأسباب الحقيقية لإنهيار معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وصرف الإنتباه عن النوايا الحقيقية للجانب الأميركي”.

وأكدت أيضًا على أن: “روسيا عملت ما بوسعها للحفاظ على هذه الوثيقة، واقترحت على واشنطن إتخاذ مجموعة من الإجراءات الواقعية على أساس الشفافية المتبادلة لتبديد الإدعاءات المضادة المتوفرة لدى الجانبين. لكن واشنطن رفضت كل المبادرات الروسية”.

وطالبت “زاخاروفا”، الأمين العام لحلف (الناتو)، “ينس ستولتنبرغ”، إذا كان حقًا يؤيد الحفاظ على المعاهدة، بدعوة “الولايات المتحدة” للعودة إلى طاولة المحادثات والقيام بتسوية الخلافات حول هذه المعاهدة.

واشنطن غير مستعدة للإلتزام..

وقبل لقائه مع نائبة وزير الخارجية الأميركي، “أندريا تومبسون”، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي ريابكوف”، أن “روسيا” تعتزم، خلال المشاورات، بحث معاهدة الأسلحة الهجومية الإستراتيجية وطرحها كواحدة من المسائل المركزية، وأن لديه شكوك عميقة أن تكون “الولايات المتحدة” مستعدة للعودة إلى الإلتزام بـ”معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى”.

وفي رد على سؤال؛ إذا كان موضوع “معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى” موضوعًا رئيسًا خلال المشاورات ؟.. قال “ريابكوف”: “إذا كان الأميركيون مستعدون للعودة إلى تنفيذ إلتزاماتهم في إطار هذه المعاهدة، إذاً، سيكون موضوعًا رئيسًا للمشاورات. لكن لدي شكوك عميقة أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى الإلتزام بمعاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى”.

تاريخ المعاهدة..

ووقعت “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى”، (آي. إن. إف)، عام 1987، بين الرئيس الأميركي السابق، “رونالد ريغان”، وآخر زعيم للاتحاد السوفياتي، “ميخائيل غورباتشيف”، لحظر الصواريخ التي تطلق من البر بمدى يتراوح ما بين 500 و5500 كلم. وأنهت المعاهدة تعبئة خطيرة للرؤوس الحربية في “أوروبا”.

وحلّت المعاهدة أزمة الثمانينيات؛ عندما نشر “الاتحاد السوفياتي” صاروخًا في “أوروبا” يُطلق عليه (SS-20)، قادر على حمل ثلاثة رؤوس حربية نووية. وردت “الولايات المتحدة” بصواريخ (كروز) و(برشينغ 2)؛ المتمركزة في “أوروبا”، حسب صحيفة (نيويورك تايمز).

المعاهدة تحظر الصواريخ البرية أو الصواريخ (الباليستية)؛ التي يتراوح مداها بين 311 ميلًا و3420 ميلًا، ولم تشمل الأسلحة التي أطلقت من الجو أو البحر، مثل صواريخ (توماهوك) الأميركية وصواريخ (كاليبر) الروسية المطلقة من السفن أو الغواصات أو الطائرات، رغم أن هذه الصواريخ تطير لمسافات مماثلة.

وحسب المعلومات التي تعود إلى إدارة “أوباما”، فخلال أزمة 2014، في “أوكرانيا”، حينما بدأت احتجاجات الميدان الأوروبي في “كييف”؛ للمطالبة بدخول “أوكرانيا” إلى “الاتحاد الأوروبي”، اتهمت “الولايات المتحدة”، “روسيا”، بإنتهاك المعاهدة من خلال نشر أسلحة نووية تكتيكية محظورة تهدف إلى تخويف “أوروبا” والدول السوفياتية السابقة التي إنضمت إلى الغرب.

يتيح لموسكو توزيع قواها الصاروخية..

ورأى المحلل السياسي، “مسلم شعيتو”، في تعليقه على الخطوة الروسية، أن: “خروج روسيا من معاهدة تقليص الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، الموقعة مع الولايات المتحدة، يتيح لموسكو أن تُعيد توزيع قواها الصاروخية ومنظومتها الدفاعية من أجل الدفاع عن أمنها ومصالحها”، متوقعًا أن تفتح “الولايات المتحدة” باب النقاش مجددًا في مسألة “الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى”.

وأضاف “شعيتو” أن: “واشنطن تسعى جاهدة لإدخال الصين في هذه الاتفاقية، حيث تشيع بأن عدم وجود بكين فيها يؤثر على التوازن العالمي، بالرغم من تأكيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه لا يوجد أي اتفاق عسكري مع الصين ضد أي دولة”.

وأشار “شعيتو” إلى أن هذه التطورات لن تؤثر على مستوى التسلح النووي؛ لأن كلًا من “موسكو” و”واشنطن” تمتلكان القدرات الكافية من الأسلحة النووية.

للدخول في حقبة جديدة من المنافسة الإستراتيجية مع الصين..

ووقتما أعلنت “واشنطن” انسحابها من الاتفاقية؛ كان لصحيفة (الغارديان) البريطانية رأي آخر، وذكرت أن هدف “واشنطن” من الانسحاب من اتفاقية “الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى”، هو الدخول في حقبة جديدة من المنافسة الإستراتيجية مع “الصين” في مياه “المحيط الهاديء” جنوب شرق آسيا.

وعلى خلفية الترسانة الصينية، مصدر قلق لقيادة “المحيط الهاديء الأميركية، فقد قال قائدها السابق، “آدم هاري هاريس”، لـ”مجلس الشيوخ”، في آذار/مارس 2018، أنه: “ليس لدينا قدرة أرضية يمكن أن تهدد الصين، بسبب تمسك الولايات المتحدة الأميركية بمعاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، (INF)”. وفقًا لما ذكرته الصحيفة.

وتابع أن “معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى”؛ لا تحظر الأنظمة البحرية والجوية، ولا تمنع “كوريا الجنوبية” و”اليابان” من تطوير صواريخ طويلة المدى، إذا كانت “الصين” مشكلة حقيقية، لكانت “الولايات المتحدة”، وحلفاؤها، انسحبوا من المعاهدة منذ فترة طويلة.

فيما قال “كريستوفر غونسون”، عميل وكالة الاستخبارات الأميركية، (سي. آي. إيه)، السابق، لمجلة (ذي إيكونوميست): “يمكن للأيام الأولى أن تحدد مصير أي حرب مستقبلية، وإمتلاك قدرات عسكرية تمكن أميركا من الوصول إلى قلب الأراضي الصينية يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للجيش الأميركي في أي مواجهة مع الجيش الصيني”.

وأضاف: “إذا لم تملك أميركا القدرة على ضرب قواعد الصواريخ المضادة للسفن، الموجودة داخل الأراضي الصينية، ستقتصر قدراتها العسكرية في المنطقة على قواعدها الموجودة في اليابان، وسيكون إرسال سفنها الحربية إلى المياه القريبة من سواحل الصين مخاطرة غير مقبولة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب